الصبر كما عرفه علماؤنا حبس النفس على ما تكره
وهذا تفسير حسن إذا عنينا به مواجهة الشدائد البغيضة بثبات لا نكوص معه وعقل لا يفقد
توازنه واعتداله غير أن حبس النفس على ما تكره إذا عنينا به دوام الشعور بمرارة الواقع
وطول الإحساس بما فيه من سوء وأذى قد ينتهي بالإنسان إلى حال منكرة من الكآبة
والتبلد وربما انهزم الصبر أمام المقارنات التى تعقدها النفس بين ما نابها وما كانت تحب
وتشتهى كما قال الشاعر: أقول لنفسي فى الخلاء ألومها: لك الويل ما هذا التجلد
والصبر وهذه نهاية الإحساس المحض بالألم والخبط فى ظلماته دون التماس نور يهدي
فى دياجيه أو عزاء ينقذ من مآسيه والإسلام يعمل على تحويل الصبر إلى رضا في
المجال الذى يصح فيه هذا التحول