حتى نستوعب ما يريد الراحل الشيخ محمد الغزالي أن يوصله لنا فعلينا أن نعود لبركات أهل البيت الأطهار الأبرار وعلى رأسهم الطاهرة المطهرة السيدة، فاطمة – رضي الله عنها - وأما قصتها فهي أنها كانت وأبيها - عليه الصلاة والسلام - وزوجها فارس الإسلام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كانوا صياماً، ولم يكن في بيتها شيءٌ يفطرون عليه، خرج علي وأجرّ نفسه بعمل فكسب بعضاً من شعير. ولما طحنته وعجنته وخبزته فعملت ثلاثة أرغفة. مر مسكين فأعطته واحداً، ثم مرّ يتيماً فأعطته الثاني، ومروا بأسير فأعطت الرغيب الثالث للأسير.
وعند الإفطار لم يجد النبي وعلي وفاطمة إلا الماء يفطرون عليه. فتنزل في الثناء على صنيع فاطمة آيات هي قول الله تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً".
"لا تنتظر الشكر من أحد" هو عنوان هذه الحلقة وهي قمة سامقة من وصلها بلغ شأوا عظيما في الصلة مع الخالق ورجاء ثوابه دونا عن الخلق.
على كل مؤمن يروم السعادة والرضا في الدنيا أن يوطّن نفسه على البذل دون انتظار المكافأة وعلى الخدمة دون انتظار مثوبة من خدمه، بل النظر للثواب عند رب الأرباب، وخالق الجنات.
إذا كان الله تعالى الخالق والرازق للعباد وكل ما في أيديهم ملكه وقد خلقهم ليذكروه وأعطاهم ليشكروه فكانت العاقبة أن معظمهم كفروه فيمكن أن نصف البشرية بشكل عام أنها محنطة بكفر الجحود لربها. الله تعالى لم يوقف عطائه عن البشر عندما أعرضوا عنه وغفلوا عن شكره بل شكروا غيره.
كن عبدا ربانيا ولا تغير من إحسانك إن أساء الناس لك، ولا تنتظر الشكر من أحد.
شاهد المزيد من خلاصات الحكمة وزبدة الأقوال النافعة في برنامج "جدد حياتك"