|
|
|
| محمود المصري |
نبدا اليوم في علو الهمة في محبة الرسول صلي الله عليه وسلم و انا اسال حضرتك و كل المسلمين يا تري بتحب النبي صلي الله عليه وسلم قد ايه ، اكيد طبعا ما فيش مسلم ما بيحبش النبي صلي الله عليه وسلم لكن اسال نفسك بجد بتحبه قد ايه و تعرف ايه عن النبي صلي الله عليه وسلم ، الانسان اللي يحب حد بيعرف عنه كل حاجة تعرف ايه عن النبي تعرف اسمه كامل و تعرف خلق متي و ولد متي و تزوج و هاجر متي و كم اولاده و من هم ، يا جماعة فيه كتير يعرفوا عن حياة اللاعب الفلاني و عن ماذا يحب و ماذا يكره و متجوز عامل ايه في كل حاجة ، يقول الحديث كما في الصحيحن " لا يؤمن احدكم حتي ان اكون احب اليه من والده وولده ومن الناس اجمعين " ، يقول جل و علا " النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم " و يقول ايضا " قل ان كان ابائكم و ابناؤكم و اخوانكم و ازواجكم و عشيرتكم و اموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب اليكم من الله و رسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي ياتي الله بامره و الله لا يهدي القوم الفاسقين " .
تعالوا نري امثلة من محبة اصحاب النبي صلي الله عليه وسلم للحبيب صلي الله عليه وسلم بعد ما تصلي علي الحبيب ، ابدا بحديث اسميه حديث المحب روي الطبراني ان رجلا جاء الي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله و الله لانت احب الي من نفسي و من ولدي ووالدي و من الناس اجمعين و اني لاكون في البيت فاذكرك فما اصبر حتي فانظر اليك ، فاذا ما تذكرت موتي وموتك يا رسول الله علمت يقينا انك اذا مت يا رسول الله رفعت مع النبين في الجنة وانا اذا مت و دخلت الجنة فاني اخشي الا اراك فسكت النبي و نزل قول الله تبارك و تعالي " و من يطع الله و الرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبين و الصديقين والشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا ذلك الفضل من الله و كفي بالله عليما " .
و الحديث الذي رواه مسلم ان ربيعة بن مالك كان يحضر كل يوم الماء الذي يتوضا به النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم سلني شيئا يا ربيعة قال اسألك مرافقتك في الجنة ، ورغم ان ربيعة لم يكن مستعد للسؤال ، قال او غير ذلك، قال هو ذاك يا رسول الله ، قال اعني علي نفسك بكثرة السجود لله .
احكي لك موقف ان تكدير خاطر النبي صلي الله عليه وسلم كان اكبر مصيبة عند الصحابة ، و الحديث رواه البخاري و مسلم ،لما خرج عن صلي الله عليه وسلم عن ازواجه شهر و خرجت شائعة تقول ان النبي صلي الله عليه وسلم طلق ازواجه ، و عمر بن الخطاب كان له صاحب من الانصار و في هذا الوقت كان ملك غسان يجهز نفسه لكي يغزو المدينة ، فلما طرق الانصاري باب سيدنا عمر فزع و قال من قال فلان ، قال ماذا اجاء غسان ، قال بل هو اشد و ما اهول من ذلك ، قال طلق النبي ازواجه ، فذهب النبي صلي الله عليه وسلم و سأل النبي صلي الله عليه وسلم اطلقت ازواجك يا رسول الله قال لا ، والشاهد في الموضوع ان الصحابة كانوا حريصين علي حال النبي صلي الله عليه وسلم .
تعالي احكي لك موقف اخر يوضح مدي محبة الصحابة للنبي صلي الله عليه وسلم ، زيد بن حارثة كان في زيارة لاخوالة فاغارت عليهم طائفة من الناس و اسروا زيد و باعوه في السوق و اشتراه حكيم بن حزام واعطاه لعمته خديجة بنت خويلد فلما تزوجها النبي صلي الله عليه وسلم و وجدت النبي يحب زيد اعطته هدية له ، وقال صلي الله عليه وسلم اشهد ان زيد ابني ، والشاهد ان زيد عاش مع النبي وواحد من قبيلته كان يحج في مكة و رآه في مكة فابو زيد بن حارثة و عمه اخذوا مال كثير و نزلوا علي مكة و سالوا و راحوا الي النبي صلي الله عليه وسلم و قالوا له يا بن هاشم اهل الشهامة و المروءة فقال النبي ماذا تريد ؟ ، قال انبي عندك وقد اتيت بمال تاخذ منه ما تريد ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم ؟ او غير ذلك ؟ قال ما هو ، قال ان اتي به اليك فان اختاركم خذه بلا مقابل ، و ان اختارني فما انا بالذي اختار علي من اختارني احد ،قال له قد انصفت ، قال يا زيد هل تعلم هذا الرجل قال اجل هذا ابي و هذا عمي ،قال ان اخترتهما اذهب معها و ان اخترتني فابقي معي ، فقال زيد و الله ما انا بالذي اختار عليك احد ابدا ، فابوه قال : اتريد ان تبقي عبد بدل ان تكون حرا ، قال والله لا افارقه ابدا ، فاخذه النبي صلي الله عليه وسلم امام ابيه و طلع به علي الكعبة و نادي اشهدكم جميعا ان زيد ابني يرثني وارثه ، فكان زيد بن محمد الي ان نزل قول الله " ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله ما كان محمدا ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله و خاتم النبين " ، ولكن شوف الموقف يرفض ابوه و عمه ويبقي مع النبي صلي الله عليه وسلم ، ولذلك كان من الكلمات الدارجة علي لسان الصحابة بابي انت وامي يا رسول الله لانه لا احد اغلي من الاب و الام و رغم ذلك يقولون فديناك بابي و امي .
علي بن ابي طالب رضي الله عنه بات في فراش النبي صلي الله عليه وسلم ليلة الهجرة وهو معرض للقتل .
و في نفس قصة الهجرة سيدنا أبو بكر جاءه النبي صلي الله عليه وسلم في بحر الظهيرة و هو وقت لم يكن النبي متوعد ياتي اليه في هذا الوقت فقال بابي هو وامي و الله ما جاء الا لامر هام ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم يا ابا بكر ان الله قد اذن لي بالهجرة واذا بابي بكر يبكي ويقول الصحبة يا رسول الله ، فيقول صلي الله عليه وسلم فيقول النبي الصحبة يا ابا بكر ، تقول السيدة عائشة والله ما رايت احد يبكي من شدة الفرح الا رايت ابي من يبكي من شدة الفرح ، يمشي ابو بكر مع النبي صلي الله عليه وسلم فيكون امامه مرة وخلفه مرة يمينه وشماله فيقول له النبي يا ابا بكر ماحملك علي ما صنعت ، يقول يا رسول الله اذكر الطلب ـ اي طلب الكفار لك ـ فامشي خلفك و اذكر العين فامشي امامك و عن يمينك و عن شمالك ، فيقول النبي يا ابا بكر لو كان الموت اكنت تتمني بدل مني ،فيقول اجل و الذي بعثك بالحق لان قتلت انا فانما انا رجل واحد و لان قتلت انت هلكت الامة كلها .
ويصل الي الغار ويقول انتظر يا رسول الله حتي لو كان به اذي يكون لي دونك يا رسول الله ويسمح الغار فلا يجد الا ثلاث فتحات فيسد اثنين و يضع في الثالثة قدمه و يدخل النبي صلي الله عليه وسلم فيلدغ ابا بكر في قدمه و يبكي فينزل دمع علي خد النبي ، فيقول ما بك يا ابا بكر ، فيقول لدغتك يا رسول الله ، فيقول و ما حملك علي الا تخبرني ، فيقول خشيت ان اقلقك يا رسول الله ، تعرف تحب النبي صلي الله عليه وسلم بهذا الشكل .
ابو ايوب الانصاري استضاف النبي صلي الله عليه وسلم سبعة اشهر في بيته ويفعل مع النبي اشياء لا تخطر علي قلب بشر ، ياخذ مكان اكل النبي وياكل هو وزجته مكانه و ياخذ كوب الماء مكان الرسول صلي الله عليه و سلم لبركته و يشرب من نفس الموضع الذي شرب منه صلي الله عليه وسلم ، في يوم من الايام سكب كوب من الماء فوق و النبي صلي الله عليه وسلم تحت فمسك قطعة قطيفة وكانت هي الوحيدة التي عنده و قطعها و نشف بها الماء .
ابو ذر الغفاري في يوم الايام اعطاه النبي صلي الله عليه وسلم غلام هدية في غزوة خبير و قال احسن اليه يا ابا ذر ، وقال ابا ذر ذلك لزوجته ، قال ماذا اعمل و قد امرني النبي صلي الله عليه وسلم احسن اليه يا غلام اذهب انت حر لوجه الله .
في يوم من الايام النبي صلي الله عليه وسلم كان في غزوة من الغزوات و كان يجهز الجيش و النبي يمسك السواك وكان يطمئن علي الصف و كان احد الصحابة بطنه مرتفعة فقال له النبي صلي الله عليه وسلم استقم يا سواد ،فقال له لقد اوجعتني يا رسول الله ، يعني يريد ان يقتص من النبي صلي الله عليه وسلم ،فكشف النبي صلي الله عليه وسلم عن بطنه وقال اقتص يا سواد ، فاخذ سواد يحضن بطن النبي صلي الله عليه وسلم و يقبلها فاستغرب النبي صلي الله عليه سلم ، فقال سواد يا رسول الله حضر الحرب و فان مت يكون اخر عهدي ان يمس جلدي جلدك يا رسول الله صلي الله عليه وسلم .
لا نستغرب يا اخواني من هذه الامثلة ان كان الكون كله تفاعل مع حب النبي صلي الله عليه وسلم في صحيح البخاري " النبي صلي الله عليه وسلم يمر بجوار احد يقول احد جبل يحبنا و نحبه ، و يطلع فوق الجبل وفوق الجبل و اذا الجبل يهتز فرحا بقدوم النبي صلي الله عليه وسلم فيقول له النبي صلي الله عليه وسلم اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهديان "
و حديث رواه مسلم يقول النبي صلي الله عليه وسلم " و الذي نفسي بيده اني لاعرف حجر بمكة كان يسلم علي قبل البعثة "
و جاء عند مسلم ان عبد الله بن مسعود كان يقول " والله لقد كنا نسمع صوت تسبيح الحصي في يد النبي صلي الله عليه وسلم "
و في رواية البخاري كنا نسمع صوت تسبيح الطعام في يد النبي .
حتي الخشب بكي للنبي صلي الله عليه وسلم ، و الحديث رواه البخاري عن جابر بن عبد الله ، ان النبي كان له جزع نخلة يخطب عليه فجاءت امراة من الانصار و قالت يا رسول الله الا اصنع لك منبر تخطب عليه قال اجل ، فالول مرة يصعد صلي الله عليه وسلم علي المنبر، و اذا بالجزع يحن حنين الناقة العشراء فنزل النبي صلي الله عليه وسلم و احتضن الجزع ، وفي رواية ان النبي اسر الجزع بكلمة قال له ان شئت عدت ابهي مما كنت ، و ان شئت غرست في الجنة فياكل منك المؤمنون .
الشاهد في الموضوع انه في رواية ثالثة قال النبي صلي الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لو لم احتضنه لظل يبكي الي قيام الساعة " ، وكان الحسن اذا حدث بهذا الحديث يبكي و يقول سبحان الله جماد يحن للنبي صلي الله عليه وسلم وقلوب لا تحن اليه بابي هو و امي و نفسي و روحي صلي الله عليه وسلم .
تعالو نري موقف اخر يوم احد لما امر الرماة الا يتركوا مكان الرمي ، و الصحابة ترك بعضهم المسالة و لف خالد من خلف الجبل و قتل المشركون 70 من الصحابة و المشركين كانوا عاملين حفرة وقع فيها النبي صلي الله عليه وسلم و انكسرت رباعيته وشج جبينه و نزل الدم الشريف منه صلي الله عليه وسلم فنادي صلي الله عليه وسلم علي اصحابه فاجتمع تسعه سبعة من الانصار و اثنين من المهاجرين و الحديث رواه مسلم فقال النبي صلي الله عليه وسلم من للقوم و هو رفيقي في الجنة فتقدم سبعة الانصار فقتلوا جميعا و اخرهم كان عمارة بن يزيد بن السكن و اول ما قتل زحف الي وضع خده علي قدم النبي صلي الله عليه وسلم ، ثم نثر النبي صلي الله عليه وسلم ويقول له ارم سعد فداك ابي وامي و خلصت السهام وما بقي الا طلحة بن عبيد الله ، وتقدم يقاتل جيش وحده دفاع عن النبي صلي الله عليه وسلم ، و اطارت اصابعه فقال له صلي الله لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة الي السماء ، حتي تزاحم الكفار عليه فصعد النبي صلي الله عليه وسلم وجب طلحة اللهم اوجب لطلحة بن عبيد الله و كان من العشر الذين بشر بالجنة ، حتي ان ابا بكر كان اذا سمع بيوم احد قال هذا اليوم كله لطلحة بن عبيد الله ، وفي هذا الوقت كان طلحة قد ضرب 39 ضربة بالسيف دفاعا عن النبي صلي الله عليه وسلم .
في نفس اليوم كان صحابي يسمي ابو دجانة لما وجد النبي يقف وحد تترس عليه و السهام ترشق في ظهره وهو يدافع عن النبي صلي الله عليه وسلم و هو يحمي النبي صلي الله عليه وسلم ، و ورد انه في اخر الغزوة قال التمسوا سعد بن الربيع وقولوا الرسول يقول لك كيف تجدك ، فوجوده في الرمق الاخير و فقال الرسول يقراك السلام ويقول كيف تجدك ، قال و علي الرسول السلام قل لرسول الله اني لاجد ريح الجنة و قل للانصار لا عذر لكم عند ربكم ان يخلص الي رسول الله مكروه و فيكم عنه منتصر .
و هم راجعين من غزوة احد قابلوا امراة كان قتل زوجها و ابنها و والدها و اخواها ، فقالوا لها قتل اخوكي ، وهي تقول و مافعل رسول الله ، قتل ابوك تقول و مافعل رسول الله ، و في كل مرة تقول تقول و مافعل رسول الله ، قالوا هو بخير قالت اريد ان اراه ، فذهبوا به الي النبي صلي الله عليه وسلم فلما راته قالت كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله .
و من ضمن المواقف العجيبة انه في صلح الحديبية ارسلت قريش عروة بن مسعود للصلح مع النبي صلي الله عليه وسلم فلما ذهب هناك راي امر عجبا ، و عاد الي قريش و قال و الله لقد وفدت علي الملوك و الله ما رايت مليك يعظمه اصحابه مثل ما يعظم اصحاب محمد محمدا ، و الله ما تنخم نخامة الا سبق كل رجل ووقع في كف رجل منهم فدلك بها جلده ووجه وما امرهم بامر الا ائتمروا امره ، وما توضأ الا كادوا يقتتلون علي ماء الوضوء ، واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده .
هذه المواقف الجميلة في محبة الصحابة للنبي صلي الله عليهو سلم انت ايه اخبارك مع النبي صلي الله عليه سلم , همتك في محبة النبي صلي الله عليه وسلم و لست مجرد كلمات نريد الدليل ، يعني لو بتحبي النبي مش محجبة ليه ، لو بتحبي النبي ما بتبريش ابوكي وامك ليه او ما بتصليش ليه ، ولو بتحب النبي ليه ما تحاولش تبلغ سنة النبي صلي الله عليه وسلم للدنيا كلها " قل هذه سبيلي ادع الي الله علي بصيرة انا ومن اتبعني "
اسال الله عزوجل ان يجمعنا مع النبي علي الحوض ، ثم في الفردوس الاعلي انه ولي ذلك والقادر عليه سبحانك اللهم و بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ، صلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه و سلم ، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=456_0_2_0