السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فمرحبا بإخواني وأهلي وأحبائي مرحبا بكم أيها السابقون.
مازلنا نتكلم عن السابقين في طاعة الله عز وجل في البذل والتضحية والعطاء وأديه الإنسان مينفعشي يعيش على هامش الحياة لازم يكون لك دور بناء في بناء الأمم والمجتمعات، تعالوا نكمل علو الهمة ، اليوم الحلقة 23 أظن أن تكلمنا عن علو همة النساء واليوم سنختم علو الهمة بالشيوخ الناس الكبار، علشان برده ميجيش يقول لا أنا دلوقي على المعاش ، لأ عاوزين أنت تبذل جهد ، إلى آخر لحظة في حياتهم، في ناس من الصحابة مبدأوش إلا بعد الستين سنة ، لأنهم لم يسلم إلا بعد الستين سنة ، دائما بقول الشيب ليس شيب الرأس إنما هو شيب الهمة أنا أجد شباب عنده عشرين سنة ، وهمته شيبه ، ليس عنده أي أمل ولا أي طموح ، كتيره أوي ياخد حتت شهادة ووظيفة ورضا ، ويتزوج واحدة ويخلف عيلين ويموت ، فيدخل الدنيا ميعرف ليه ولا عاوزين إيه ، لأ نحن نعرف أنا لنا هدف "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ووحش أوي في حقنا تبقى الجبال تسبح والأرض تسبح وأنا غافل عن الله سبحانه وتعالى، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، العصفور يبقى أحسن مني ، ليس الشيب شيب الرأس ولكن الشيب شيب الهمم ، تعالوا نعطي أمثلة جميلة جدا جدا ، ونبدأ من أين هبدأوا من أمة بني إسرائيل ، حديث رواه الحاكم بسيد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل يوما ضيفا على رجلا أعرابيا فأكرمه هذا الرجل ، أنتم تعلمون أن النبي كان لا يترك أي أحد يعمل له معروف إلا ولازم يرد له المعروف خير منه ، فقال تعالى غدا أيها الأعرابي حتى نكرمك فجاءه الأعرابي في اليوم الثاني ، فقال سل يا أعرابي ما شئت قال أسألك ناقة يتبلغ عليها ويحملها أهلي ، كل إلي عاوزه منك حتت ناقة سبحان الله بقى أنت أمام النبي ولما تطلب تطلب جمل ناقة ، طيب قول له ادعوا لي أن أدخل الجنة ، فالنبي غضب وزعل جدا جدا فقال سبحان الله وقال هلا فعلتم مثل ما فعلت عجوز بني إسرائيل ، فالصحابة استغربوا وما فعلت عجوز بني إسرائيل يا رسول الله " أحكي لكم قصة باختصار، أن سيدنا يوسف عليه السلام لما اقترب موته نادى لأخيه بنيامين فقال له إذا أنا مت ودفنت هنا فإذا ما خرجت من مصر فأخرج جسدي واكفني في الأرض المقدسة ، فجاء بنيامين وفضل عايش في مصر فلما جاء عند موته كلم بني إسرائيل قال لهم لقد أوصاني يوسف أنه إذا خرجت من مصر أن اخرج جسده وأدفنه في الأرض المقدسة ، فأنا إذا مت أنا من مصر وأنتم خارجين أي أحد فيكم يخرج جسد يوسف وادفنوه في الأرض المقدسة ، وفي يوم من الأيام جاء سيدنا موسى ودخل على فرعون وذكره بالله وأمره أن يعبد الله عز وجل ، فرعون ثار على موسى وجري وراه وخد الجيش بتاعة علشان يقتلوا سيدنا موسى فبعض الناس أخذوا سيدنا موسى عليه السلام علشان يدلوه على البحر ، وهمه ماشين تاهوا فسأل موسى عليه السلام أحد علماء بني إسرائيل إيه سبب أننا تهنا في الطريق قال له لقد أمرنا بالنيامين أمرهم إذا خرجنا من هذه الأرض أن نخرج جسد يوسف وندفنها في الأرض المقدسة ، ومن يعلم أن جسد يوسف عليه السلام قال له عجوز بني إسرائيل ، راحوا بعتلها ، قالوا لها أنت تعرفي أين جسد سيدنا يوسف عليه السلام قالت نعم ، قال موسى دلوني على مكان سيدنا يوسف عليه السلام ، قالت لا حتى تعطيني حكمي قال لها وما حكمك ، قالت أن أكون معك في الجنة ، سيدنا موسى استكتر عليها قالت له هو هذا حكمي أنا مش عاوزه غير كده ، شوف ، موسى وقف ساكت لأنه لم يعرف أن يضمن لها الجنة لأنها ليست ملكه بتاعت ربنا ، فأوحى الله إليه يا موسى أعطها حكمها فقال لها أنت معي في الجنة ، فقالت في هذه البحيرة ، قالت زيحوا الميه ديه فأزاحوها قال احتفروا فاحتفروا ، فوجدوا جسد يوسف فلما أخرجوه أضاءت الدنيا كأنها في ضوء النهار الحديث رواه الحاكم وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، فأخرجوا جسد يوسف عليه السلام فعرف الطريق بعد ذلك"
فالشاهد في الموضوع أنك تقف أمام رسول الله ويقول لك اطلب تقول له أنا عايز ناقة جمل طيب عجوز بني إسرائيل قالوا لها شاوري فقط على جسد يوسف قالت مش هقول إلي أن تعطيني الحكم في الجنة فكانت مع موسى في الجنة بمجرد أن أشارت لمكان سيدنا يوسف ، ده كانت البداية التي كنا نريد أن نبدأ منها علشان نقول شوف الهمة عمله إزاي وتكون مثل لكل امرأة كبير في السن لما تطلبي اطلبي حاجة عالية ، حتى في أمر الدين والدنيا ، اطلبي أن يكون كل واحد من أولادك يكون عنده فيلا ، اطلبي أنت تطلب من الله الذي لا تنفد خزائنه.
تعالوا نشوف مثل ثاني جميل جدا ، كان في واحد اسمه عبدالله بن عمرو بن حرام أنتم تعرفون جابر بن عبد الله أبوه هو ذلك ، كان عبد الله بن عمرو بن حرام كان على الكفر حتى وصل سنه ستون سنة وعده الستين سنة في يوم من الأيام وقدر له ربنا أسباب الهداية الهم بعد ما أسلم عاوز يبذل نفسه وروحه في سبيل الله ، هو عنده كام ولد ، عنده تسع بنات وجابر بن عبد الله تسع بنات كلهم صغيرين إيه الدليل إنهم صغيرين إن أكبر واحد عنده جابر ، كان عنده 14 سنة إيه الدليل ، لأنه لما عرض نفسه في غزوة أحد رفضه النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي لا يقبل أقل من 15 سنة ، وكان سنة عدى 14 سنة في هذا الفترة، فأبوهم عبد الله بن حرام ، طبعا عنده تسع بنات ،يقول بقا أنا عاوز أجلس معاهم علشان أربيهم وجوزهم وبعدين أبقى أجاهد ، لكن هو لأ عاوز يخرج في سبيل الله ، فراح عرض نفسه للنبي صلى الله عليه وسلم علشان يخرج في سبيل الله ، وراح جايب جابر ابنه وقال له يا جابر ما تركت أحدا أعز وأحب إلى قلبي منك إلا رسول الله ، بعد النبي مباشرة أنت ، وإني قد تركت علي دينا وتركت تسع بنات فأوصيك بديني أن تقضيه عني وأصيك بأخواتك خيرا، فإن ما أراني إلا أنني سأكون مع أول من أقتل في يوم أحد ، وده إلي حصل بالفعل ، وكان من أول من قتلوا في غزوة أحد، مين إلي حزين وتعبان "جابر بن عبد الله " حزين ليه لأن أبيه مات قتل ، هو فرحان لما مات شهيد، ولكن هو حيتحمل تسع بنات يأكلهم ويشربهم ويجوزهم ، طيب ما هو كمان عاوز يتزوج ، وهو كمان عاوز يطلب العلم ، ويصاحب النبي عليه الصلاة والسلام ، الدنيا بالنسبة له خلاص، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم ، أراد أن يبشره فعند دفن عبد الله بن عمرو بن حرام ، صاحت بنته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبكيه أو لا تبكيه فمازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعته إلى السماء الدنيا " شوف الإمام النووي مثل هذا لا يحزن عليه " عند الترمذي في سند صحيح ، النبي حب يواسي جابر " ويدخل عليهم سعادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدري يا جابر ما صنع الله عز وجل بأبيك ، قلت الله ورسوله أعلم ، قال والله يا جابر ما كلم الله أحدا من البشر إلا من وراء حجاب إلا أباك فإن الله قد كلمه كفاحا، وقال عبدي تمنى علي ، طيب لو أنت مكان عبد الله بن عمرو": هتقول يا رب أتمنى أن ابني جابر يتجوز وكده وبناتي تسترهم واحده تتجوز مهندس وأخرى دكتور ويتظبطوا، لأ شوف ما قال ذلك ، ولكن قال أتمنى أن أرد إلى الدنيا مرة أخرى فأقتل فيك ثانية ، فقال جل وعلا إنه قد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون" قال ربي فأخبر من ورائي حتى لا يقعدوا عن الجهاد في سبيل الله فنزل قول الله عز وجل " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" ، ونحن كان معانا من كام حلقة قصة عمرو بن الجموح إلي كان أعرج ، وقال يا رسول الله أنا إن دخلت المعركة وقاتلت وقوتلت أأطئ بعرجتي الجنة قال نعم فقاتل حتى قتل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وكأني بك يا عمرو الآن تطأ بعرجتك هذه جنة الرحمن صحيحة سليمة ، وقتل في يوم أحد، تعالوا نشوف سيدنا حكيم بن حزام " كان صديق النبي في الجاهلية ولما بعث ظن كثير من الناس أن حكيم بن حزام أول من يسلم بكل أسف تأخر حكيم بن حزام ولم يسلم إلا بعد واحد وعشرين سنة من البعثة ، في عام الفتح ، وذهب إلى النبي وقال يا رسول الله ، أيغفر الله لي ما قد مضى ، قال يا حكيم ألم تعلم أن الإسلام يجب ما قبله ، وأن الهجرة تجب ما قبلها وأن الحج يجب ما قبله ، فقال حكيم " أشهدك يا رسول الله أني ما وقفت موقفا في عدائك إلا وقفت أضعافه في نصرتك وما أنفقت نفقة في عدائك إلا وأنفت أضعافها في نصرتك ، يا الله حكيم بن حزام عاش حياته كلها لله حتى أنه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم راح يحج ثلاث مرات ورا بعض في المرة الأولى أخذ معه مائه بعير ونحرها في أرض الحرم وأطعم بها فقراء الحرم، المرة الثانية أخذ معه ألف شاة ونحرها وأطعم بها فقراء الحرم في المرة الثالثة أخذ معه مائة عبد وأعتقهم في سبيل الله ، وبكى وقال اللهم إني أشهدك أني قد أعتقتهم من أجلك وأنت أولى بالمسامحة فأعتق رقبتي من نار جهنم، وبعد كده راح اشترى دار الندوة ، إلي كان يتدبر بها المؤامرات لقتل النبي فاشتراها وآلت إليه فلما آلت إليه باعها بعد ذلك بمائه ألف وتصدق بها في سبيل الله ، فقال أحد الصحابة بعدت مكرمة قريش يا حكيم ، قال يا بني ذهبت المكارم كلها ولم يبقى إلا تقوى الله ، أشهدك أني قد بعتها وقد أنفقت مالها في سبيل الله لأشتري به دارا في جنة الرحمن جل وعلا ، ونام حكيم على فراش الموت وهو يبكي ويقول أخشاك ربي وأحبك ، ومات وهو يردد كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أدي الهمة العالية أنه مجرد ما أسلم جعل حياته كلها لله،
نشوف مثال ثاني جميل جدا ، أكيد أنتم عارفين أبو أيوب الأنصاري ، وعاش النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري سبعة شهور ، يأكل ويشرب في بيت أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه وأرضاه ، هو بلغ من العمر فوق 80 سنة يعني خلاص تعبان جدا ، وكبر في السن ، ورغم ذلك لما سمع أن الصحابة خارجين لفتح القسطنطينية قال لهم أنا معكم طيب يا أبا أيوب أنت لا تقدر على المشي قال احملوني فوق الدابة ، فحملوه فوق الدابة فلما وصل إلى القسطنطينية، قال اضربوا الفرس حتى أصل إلى أسوار القسطنطينية ، وادفنوني هناك تحت أسوارها وبالفعل هذه كانت أمنية أبا أيوب الأنصاري ، وقتل هناك ودفنوه تحت أسوار القسطنطينية ، بذل حياته كلها لله.
موسى بن نصير فتح بلاد الأندلس وبلاد المشرق الأقصى وهو شيخ كبير ،
أبو عثمان النهدي عاش كام سنة 130 سنة يقول أتت علي مائة وثلاثون عاما ما من شيء في جسدي إلا وأنكرته ، إلا همتي ، شهد معركة اليرموك والقادسية وتستر ونهاوند وأذربيجان ، حج 60 مرة،
أبو إسحاق السبيعي 93 سنة عاشاه كلها في طاعة الله كان يختم القرآن مرة كل ثلاثة أيام ، وكان يصلي قيام الليل بنصف المصحف على الأقل حتى إنه في آخر أيامه يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، ضاعت الهمم والله لا استطيع أن أصلي الآن في قيام الليل إلا بالبقرة وآل عمران ،
الإمام الطبري : جمع تلاميذه وقال لهم هل لكم من همة في تفسير القرآن قالوا نعم ، فكم تكتب التفسير قال لهم في حوالي 30.000صفحة ، قالوا هذا ما تكتبه إلا في الأعمار قال إنا لله وإنا إليه راجعون ضاعت الهمم ، نكتبه في 3000صفحة ، وبعده قال لهم هل لكم في كتابة التاريخ قالوا أجل قالوا في كم قال لهم في 300000ألف صفحة قال إن هذا تفنى الأعمار قال إنا لله وإنا إليه راجعون فنكتبه في 3000صحفة، وفي يوم من الأيام كان يتفسح مع أحد تلاميذه فقفز قفزة كبيره جدا من على صخرة فقال التلميذ يا إمام ماذا تصنع قال تلك جوارح حفظناها في الشباب في طاعة الله فحفظها الله لنا في الكبر.
الشيخ بن الباز كان يجلس بعد صلاة الصبح يشرح ثلاث كتب التلاميذ نفسهم يقولون والله مكناش نقدر ونحن نقوم نتوضأ ونرجع وهو مازال جالسا ،
الشيخ بن عثيمين ظل يعطي الدروس في عمره لدرجة أنه في الحرم كانوا يوصلوا له مكروفونات ويعطي بها الدروس.
الشيخ الألباني إلى نهاية حياته كان يصحح الحديث
مره من المرات كنا في مسجد فوجد رجل كبير فجاء إلي وقال لي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم في الله فلان الفلاني أبلغ من العمر ثماني سنوات ، الناس ضحكت ، قال لهم بتضحكوا على إيه مستغربين أنا فعلا عندي ثماني سنوات ، قالوا له إزاي قال أنا عندي في الحقيقة 80 سنة لكني لم ألتزم وأذوق طعم الطاعة إلا منذ ثماني سنوات فأنا أعتبر عمري كله لا أتشرف بي .
فهل أنت تكون يا ترى في همة مين ، أسأل الله عز وجل أن يعلوا من همتنا وفي الدعوة إلى الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=420_0_2_0