الحقوق محفوظة لأصحابها

محمود المصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله و بعد فمرحبا باخواني و اخواتي واهلي واحبابي مرحبا بكم مرة اخري ايها السابقون ، و اسال الله عزوجل ان يجمعنا في الفردوس الاعلي واليوم الحقلة الحادية والعشرين ، و اللهم بلغنا واياكم ليلة القدر و فضل شهر رمضان .

كل لحظة من حياتنا تمر نندم عليها لان الله يسالنا عما عملنا فيها ، تحدثنا عن علو همة الشباب و علو الكبار و علو همة الصبيان و علو همة النساء و كل كلمة تكلمناها عن علو همة اسية و سيمة و امنا عائشة التي طلبت العلم و علو همة زينب بنت حجش التي كانت قمة في العبادة ، تعالوا نصل اليوم الي مثل جديد في علو همة النساء و هي اسماء ذات النطاقين و في هجرة النبي كانت حامل في الشهر السابع وهو شهر خطير في الحمل ، ورغم ذلك كانت تذهب مسافات طويلة في الظهيرة لتوصل الاكل والشرب للنبي وابيها ، كانت معرضة لان تموت و كان ذلك يذوب في حب النبي صلي الله عليه وسلم ، و كانت تجعل النطاق نصفين لتوصل الاكل للنبي و لذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم " ابدلك الله نطاقين بهما في جنة الرحمن " لذلك سميت بذات النطاقين و هي عاشت عمر طويل بعد 97 سنه و لم ينكر لها عقل و لم يسقط لها سن ، و انتي بذلتي ايه يا اختي من اجل دين الله ، لو انك تحبي النبي انصريه بالحجاب ، هل الحجاب نصره نعم نصره و المولي عزوجل يقول " كما قال عيسى بن مريم للحوارييين من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار " و لم يقاتل او يلتقي بجيش " فامنت طائفة من بني اسرائيل " ، فبمجرد حجابك هذه نصرة و تاخذي اجر ، تخيل لو وحدة متبرجة تحمل سيئات لكل الذين ينظرون اليها ليه يا اختي اصبري و انتي تنالي الجنة .

تعالوا نري مثال اخر من نساء المسلمين ، ام عمارة سيدة كبيرة بلغت من العمر 60 سنه و مع ذلك خرجت هي و ابنها و زوجها للجهاد مع النبي صلي الله عليه وسلم و تخيل الهرج و المرج الذي حدث في احد من ترك بعض الرماة اماكنهم وكان خالد بن الوليد مازال لم يسلم و انقضوا علي الصحابة و قتلوا 70 من خيرة الصحابة و ارادوا قتل النبي صلي الله عليه وسلم و اجتمع عليه 9 من الصحابة و في هذه اللحظة كثير من الصحابة فر من التي راتهم ام عمارة و كانت ترجعهم الي ارض المعركة و اخذت سيف و اخذت تدافع عن النبي صلي الله عليه و سلم ، من يخطر علي باله يا جماعة ان امراة بلغت من العمر 60 سنة تدافع عن النبي صلي الله عليه وسلم فضربت 12 ضربة بالسيف منها واحدة قاتلة علي الكتف و ظلت ام عمارة تعالج منها سنة كاملة ، سبحان الله انظري الي حب النبي ، لو اننا نحب النبي صلي الله عليه وسلم فلنضحي بطاعة الزوج و تربية الاولاد و بر الوالدين و دعوة النساء و حسن الجوار " قل هذه سبيلي ادعو الي الله علي بصيرة انا و من اتبعن " .

مثل اخر و الحكمة تقول " ان من اخصب تخير " يعني من وجد الارض الخصبة تخير المرعي و لكني اجد المثل يختلف علي الان و كان المثل " ان من اخصب تحير ، انا محتار من كثرة الامثلة اذكر من و اترك من ، من كثرة الامثلة الجميلة.

ام شريك اسلمة مع بداية الاسلام في مكة وبدات تتسللل و تدخل بيت من بيوت مكة و تدعو الي الاسلام الي ان اسلم علي يديها عدد كبير من نساء مكة ، و عرف الرجال و ام شريك كانت من قبيلة قوية و لكن المشركون اخذوها و عذوبها و حملوها علي جمل بدون رحل و تخيل سنام الجمل و كان عذاب شديد و جوعوها و عطشوها ثلاث ايام ، اختي اللي ما قادرة علي ركعتين قيام ليل او انها تلبس الحجاب علشان الحر او انها تقبل يد والديها ، و هي تحملت ثلاث ايام من الجوع و العطش و العذاب ، وفجأة احسست اني اموت و لكني وجدت الماء ينزل و شربت و وضعت علي جسمي الماء فقال لها المشركون من اين لكي بالماء ، قالت و الله ساقني الله ، قالوا لان كنت صادقة فانت علي الدين الحق و وجدوها مربوطة في مكانها فعلموا انها علي الدين الحق ، فاسلموا جميعا و تركوها تدعوا الي الله عزوجل .

بالله عليكي بذلتي ايه ، او عملتي ايه من اجل الدعوة الي الله يعني فكرتي تدعي زميلتك في الجامعة او اختك او جارتك أو اي احد او عملتي اي حاجة او قدمتيها ، بحيث تجديها في حسناتك يوم القيامة ، طيب تحبي تصومي رمضان كام مرة ؟ هيا مرة ، لا لا ممكن تصومي اكثر من مرة ، ممكن ثلاثين مرة ، من خلال التامين علي العباد و ده من خلال انك تدعو اخت الي الحجاب و الصلاة فاذا فعلت في رمضان يحسب رمضان في ميزانها و ميزانك و هكذا ادع يا اخت علي قدر ما تستطيعي ، و ام شريك كانت تفعل هذا و تدخل الي كل واحدة في مكة بالكلمة الرقيقة و الهدية " لان يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم " ، و " الدال علي الخير كفاعله " ، " من دعي الي هدي كان له مثل اجورهم دون ان ينقص من اجورهم شيئا " ، " ومن سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها و اجر من يعمل بها " ، ان شاء من اليوم ادعو الي الله باسلوب جميل و افرغ نفسي للدعوة و جربي انك تدعي واحد مش ملتزمة وخدي لها هدية و قولي لها كيف حالك يا اختي و قولي لها انا بكون سعيدة لما اشوفك و ممكن تقبلي الهدية البسيطة من اختك ،و مرة تانية روحي لها و ما تتكلميش عن حاجة خالص غير الجنة و النار مثلا ، في المرة الثالثة قولي لها انا بحبك يا حبيبتي و بحب لك الخير و الحجاب و الصلاة وكذا و ما تزعليش مني ، هل الكلمات دي ممكن حد يرفضها في الدنيا ، انا اذكر ان شاب كان عنده جاره لا يصلي قال لواحد صاحبه و ذهبوا اليه ، السلام عليكم و عليكم السلام فيه ايه ؟ قال لا انا ادعوك الي جنة الدنيا و بصق في وجهه ، فالاخ وضعه يده علي البصقة و قال الحمد لله ، ونزل قال للاخ اللي تحت اطلع خد لك حسنات ،طلع و قال للراجل انا ادعوك الي جنة الدنيا ، قال فين قال في بيت الله ، قال فيه واحد انا عملت معاه كذا و الله ما تزعل قال ابدا ، المهم ادعوك الي الله و جلسوا مع بعضهم و تحدثوا عن الصلاة وفضل الصلاة و الان هذا الرجل هو الذي يوقظه لصلاة الفجر ، وهذا بالدعوة الجميلة و الاسلوب الجميل .

تعال نري مثل جميل ، و هي ام سليم و هي ام انس بن مالك و هو خادم النبي صلي الله عليه وسلم ، كيف ذهب انس الي خدمة النبي ؟ اللي حصل ان النبي لما دخل المدينة ما من احد من الانصار الا اتحف النبي بهدية ، فارادت ام انس ان تهدي النبي ، ودخلت علي النبي وقالت يا رسول الله ما من احد من الانصار الا اهداك فاني اهديك انس ان يكون خادم عندك فقبل النبي صلي الله عليه وسلم ، وام سليم قالت له يا رسول هذا انس خادمك الا تدعو له فدعي له النبي صلي الله عليه وسلم " اللهم كثر ماله و اطل عمره و كثر ولده " ، فعاش انس اكثر من مائة سنة ، ويقول ان مالي لكثير و ان ابنتي اخبرتني ان دفنت من صلبي اكثر من مائة ولد حتي مقدم الحجاج ، و كل هذا بفضل دعاء النبي صلي الله عليه وسلم ، و الشاهد في الكلام ان ام انس لما مات ابو انس تقدم لها ابو طلحة الانصاري و كان مازال مشرك و تقدم لها و عرض عليها المهر و فقالت يا ابا طلحة انك امرؤ مشرك وانا امراة مسلمة فان اسلمت فذاك مهري لا اريد شيئا سواه ، يعني في عهد النساء ان المراة كانت مهرها القران " وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي " ، و الامر هذا كان خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم و نظر النبي اليها و سكت و قام رجل صحابي فقير و قال يا رسول الله زوجنيها فقال له صلي الله عليه وسلم امعك شئ قال اجل معي ازاري ، فقال النبي لو اعطيتها ازارك جلست لا ازار لك التمس شئ اخر ، قال ما وجدت شئ ، قال له التمس و لو خاتم من حديد ، قال والذي بعثك بالحق ما وجدت خاتم من حديد ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم امعك شئ من القران قال اجل معي سور كذا و كذا ، فقال صلي الله عليه وسلم قد زوجتك علي ان تحفظها ما معك من القران ، نفسي اسمع عن هذه النماذج ، و ام سليم قالت لابو طلحة مهري اسلامك فنظن انها تضحك عليه فقال لها ضعف المهر ، فقالت و الله ما اردت هذا ، فقال كيف لي بالاسلام و ذهب الي المسجد و اول ما راه النبي صلي الله عليه وسلم هذا ابو طلحة غرة الاسلام في جبينه و اسلم ابو طلحة ، فما من امراة اعظم من ام سليم ، و النبي صلي الله عليه وسلم دخل مرة ليقيل عند ام سليم و عملت ام سليم فاخذت زجاجة العطر الغالية و كان النبي صلي الله عليه و سلم يعرق في نومة فاخذت من عرقة صلي الله عليه وسلم و تجعله علي الطيب ، فقال لها البني صلي الله عليه وسلم ماذا تصنعي يا ام سليم ، قالت يا رسول هذا طيبنا اطيبه بعرقك قال صلي الله عليه وسلم اصبتي .

نكمل في حلقة غد ان شاء الله ، جمعنا الله و اياكم علي الخير ويبلغنا ليلة القدر و نساله الفوز بالفردوس ، سبحانك اللهم و بحمدك نشهد ان لا اله الا انت استغفر واتوب اليك و صلي الله علي سيدنا محمد و علي اله وصحبه وسلم .

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=403_0_2_0