الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
الكريم هو السخي في الانفاق على الشيء النافع ثقة بوعد الله، فهو لا يحبس أبدًا فضل الله عليه في يده، فكان جديرًا بمرافقة النبيّ في الفردوس الأعلى.. تخلَّق باسم الله الكريم واعلم أن من ينفق يُنفق عليه، وعِش كريمًا فالكرماء من أهل الجنة

-----------

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، يوم جديد نزور فيه أهل الجنة، والجنة دار الكرم والكرامة، فيها سترى مُلكًا كبيرًا وسببه أعمال بسيطة؛ لأن الله كريم، قال صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحانَ اللهِ وبحمدِه غُرِستْ له نخلةٌ في الجنَّةِ"، وأثناء سيرنا في الجنة نقف عند باب الشخص الكريم.

أخلاق أهل الجنة:

الكريم هو من باع نفسه لله، وهو السخي في الإنفاق على الشيء النافع، ثقة بوعد الله سُبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم في حديث إسناده جيد: "الصدقَةُ برهانٌ"، فيُصبح بجوار واحد من أكرم الناس الذين عرفتهم البشرية بجوار سيدنا عثمان رضي الله عنه الذي شارك في تجهيز جيش العسرة، جيش غزوة تبوك.

خطة الشيطان:

الشخص الكريم قاوم شيطان البُخل، والبخيل هو الذي يترك الإنفاق على الضروريات خشية نفاذ ما معه، قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ‌ وَيَأْمُرُ‌كُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَ‌ةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} )البقرة: 268(. هدف الشيطان أن يصنع من الإنسان شخص بخيل يشُك في وعد الله، قال تعالى: {.. وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ..} )سبأ: 39(، فهو شخص شاك في صِدق وعد الله مع أن الله قال عن نفسه عز وجل: {..أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ..} )إبراهيم: 10(، والرغبة التي يستهدفها الشيطان هي رغبة التملك، والتبرير الذي يبرره للإنسان هو الأمان من "غدر الزمان"، وهذه الكلمة مشكلة اعتقادية، لأن الزمان من فعل الله، والتبرير الثاني هو لو أنك أصبحت كريم سيستغلك الناس.

حصاد الشيطان:

علامات البخيل:

- إخفاء النعمة وإدعاء الفقر: قال تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُ‌ونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ..} )النساء: 37(، فيبدأ الإنسان البخيل يُشعِر من حوله أنه لا يمتلك شيء، فيكذب.

- البخيل مُتطفل تطفل مالي: كأن يذهب البخيل مع مجموعة من الناس لمكان ما بسيارتهم بدلًا من استخدام سيارته، مع قدرته على الذهاب بها والحاجه إليها إلا أنه يبخل بها، وهذه النفس الشحيحة تَشعُر بأن الموارد لا تكفي فلا يريد أن يستغله أحد، فيستغل هو الناس.

- بخل المشاعر: أي الشخص الذي لا يريد أحد أن يستغل نفسيته، فيبخل بالكلمة الطيبة والاعتذار والحنان. علماء النفس قالوا أن النُخاع الشوكي عند الأطفال ينمو إذا ما اُحتضنوا كثيرًا، فالشخص البخيل له تأثير على من حوله ولكن تأثير سلبي.

حصاد البخيل:

- تعاسةٌ دائمةٌ: أصل السعادة هو التوكل على الله وأن تعرف أن الله بجوارك ويُكرمك كُلما أخرجت من مالك، فطالما هو يشُك في الله فهو تعيس، وكما قال أحد الصالحين كلمة بخيل مكونة من حرف الباء والخاء واللام، فالباء بلاء على نفسه، والخاء خسارة في سعيه، والـلام لوم يُلام على بُخله.

- من حوله يتمنوا موته: لأنه حاجز بينهم وبين السعادة؛ بسبب إيقافه خير الله عن الناس، فيتمنوا أن يُزاح عنهم وعن طريقهم، والبخيل كرب على أهله.

- ندم الآخرة: يوم القيامة هو يوم المؤمنين، وفي مُسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم "لا يجتمعُ شحٌّ وإيمانٌ في قلبِ عبدٍ أبدًا".

نقدر نتغيّر:

- المبدأ: البخيل خائفٌ تعيس، ليس له في الدنيا ونيس، ويوم القيامة يشمت فيه إبليس.

- صيدلية الذكر: "اللهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ، وأعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بك من الجبنِ والبخلِ، وأعوذُ بك من غلبةِ الدينِ وقهرِ الرجالِ".

- الخطوة العملية: هي خطوة نبوية، قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مُسلم "مَن كان معه فضلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا ظَهْرَ له، ومَن كان له فضلٌ من زادٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا زادَ له".

الكريم يتصف بشيئين:

- لا يحبس فضل الله في يده.

- يُكرم الناس؛ ليُكرمه الله.

صيدلية الذكر: "اللهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ، وأعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بك من الجبنِ والبخلِ، وأعوذُ بك من غلبةِ الدينِ وقهرِ الرجالِ".