الحقوق محفوظة لأصحابها

محمود المصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد فمرحبا بإخواني وأخواتي، مرحبا بكم معنا في سلسلة السابقون، اليوم اللقاء رقم 10 مفروض اليوم 10 رمضان، يعني ثلث رمضان عدى، عاوزين نعرف عملنا ايه في اللي فات ختمنا القرآن كام مرة؟ ذكرنا ربنا كام مرة، صلينا كام ركعة قيام ليل؟ يا ترى صلينا التروايح في المسج واللا لأ؟ أخبارنا أيه مع الصيام، صمنا حقا، واللا صمنا عن الأكل والشرب وخلاص؟ النبي بيقول: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، فإحنا عاوزين صيام حقيقي العين تصوم عن الحرام، الأذن تصوم عن الحرام، القدم تصوم عن المشي إلى الحرام، القلب يفطر عن كل شيء إلا من محبة الرحمن، عاوزين صيام حقيق بالجوارح واللسان، وربنا يجمعنا إياكم على حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك ندخل من باب الريان الذي أعده الله للريان كما ثبت في الحديث الذي رواه البخاري.

تعالوا نكمل سلسة السابقين، اتكلمنا المرة اللي فاتت اتكلمنا عن الشباب، احنا محاوطينك من كل ناحية ، هانتكلم عن علو همة الشيوخ، هاتقول انا مش شيخ، هانتكلم عن همة الصبيان، هاتقول لا انا مش صبي هانتكلم عن همة النساء، فأنت محاصر من كل نا حية، فسلم نفسك لله سبحانه وتعالى ولسان حالك قل إن صلاتي ونسكي ومحايا ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، ولسان حالك وعجلت إليك رب لترضي. لو فاكرين احنا وقفنا عند مصعب بن عمير رضي الله عنه، وعن د عوة الجميلة الرقيقة، ودائما نقول إن الطبيب لابد ان يكون رحيما، لا يستحدم المشرط أول ما يستخدم، بل يستخدم أولا الحبة وا لعلاج والبسمة، الدكتور يا جماعة بسمته بتؤثر في المريض، يعني ان لما يحصل تعب وأروح للدكتور لو وجهه مبتسم بحس إني خفيت خلاص مش محتاج علاج ، وده بيفكرني، بدكتور ـ على هامش السيرة ـ كان متفائل زيادة على اللزوم، فماكانش بيحب حد يقول مريض، فدخل واحد معاه ابن عمه مريض فقال : يا دكتور معايا مريض، قال له لو سمحت،ما تقولش مريض ، قول أظنه مريض، فقال: معي ابن عمي أظنه مريض، فالدكتور كشف عليه واعطى له الدواء خلص عليه، ثاني يوم ابن عمي رايح للدكتور ، قال : سلام عليكم يا دكتور ، قال له : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، انت اللي ابن عمك أظنه مريض، قال لا يا دكتور: اظنه مات.

فالمقصود ان الداعية عامل زي الدكتور ، يعالج بالأسلوب الحامي، وبعدين ان عاوز ادي نصيحة للدكاترة، انا كنت أتمنى اني اكون دكتور، كل واحد يستثمر المجال اللي هو فيه انه يقربه من ربنا، فأنت دكتور وبتعمل كشوفات يومية بينك وبين ربنا متعلقش يافطة، اعمل كشفين لله، تحس ان واحد فقير ، لما يدخل شوف دفع كام، حضر معاك ثمن الكشف ولما يدخل قول له : اتفضل يا حاج الكشف وصل خلاص، يعني ممكن يكون ثمن الكشف هو اللي حلته، وبيجيلك عيانات علاج مجانية، ادي له منها، استثمر ده كله في دعوتك إلى الله، تقول له: ازي حضرتك بتصلي في مسجد إيه، يقول في مسجد كذا ، قول له، خلاص هاصلي معاك اطمئن عليك، وممكن ييعترف ويقول ما بصليش: طيب قول له يا نهار ابيض امال ازاي هانطلب الشفاء؟ ربنا يبارك فيك انا مش باشفي ربنا اللي بيشفي، فنصلي علشان ربنا يشفينا ويدخلنا الجنة، فأنت أخذت بإنسان ضايع.. نرجع لموضوعنا..

بنقول عاوزين الدعاة يكون عندهم رقة ورحمة، وإحنا اللي محتاجين للناس مش هم اللي محتاجين لنا، هاقول لك: الهداية بداية بإيد من؟ بإيد الله، فأنت بتدعو إنسان، فلو ربنا مقدر له بداية انه يهتدي عليك، انا اللي محتاج انه يكون في ميزان حسناته، وهو كده كده هايهتدي لو ربنا كاتب له، فانا اللي محتاج انه يكون في ميزان حسناتي، عاوزين الداعي يكون عنده رقيق ويكون رحيم، فإن لم تكن دعوته مؤثرة فلا تكون مفسدة، وعندنا أمثلة كثيرة في الدعوة إلى الله.

تعالوا نشوف أمثلة من الشباب ، الشباب الذين اعتمد عليهم النبي في تأسيس الدولة الإسلامية، اعتمد عليهم في الهجرة والغزوات والسرايا والحروب، تعالى نشوف مثال من الشباب اللي كان عنده همة عالية.. زيد بن ثابت، لما أسلم كان عنده 13 سنة، راح للنبي وكان نفسه يجاهد فالنبي رده، لأنه كان د ون 15 سنة، والنبي كان يرد من كان سنه دون 15 سنة، فزيد بن ثابت لم يقل بركة يا جامع، بل راح يبكي لامه، فقالت له امه خلاص هانشوف إيه الموهبة اللي ممكن تخدم بيها الدين من غير ما تحارب، فراحت بيه للنبي وقالت: يا رسول الله هو عنده موهبة جيدة جدا على الحفظ والفهم، فالنبي طلب منه، وقال: يا زيد إني لأخشى على هذا الكتاب على اليهود، تخيل اتعلم في اديه؟؟ تخيل اني بقول لك: اتعلم اي لغة، إنجليزية عبرية فرنسية هاتتعلمها في ادي ايه؟؟ على الاقل يوم ما نقول سنتين ثلاثة ا ربعة، لا ده في ثلاث عشر يوما، وفي رواية تقول في 18 يوم، أتقن اللغة العربية، وكان هو اللي بيرسل الرسائل للنبي لليهود، نعم في 13 وبعد الروايات إنه اتقن روايتان في الفترة دي اللغة العربية واللغة السريانية، كان سيدنا زيد انه كان بيكتب الوحي...

سامحونا هانرطب الجلسة ، على هامش السيرة، بخصوص موضوع اللغة، انا حاسس ان احنا اسرة واحدة، فهاقول لكم طرفة.

كان في واحد غلبان لا بيعرف يقرأ ولا يكتب، وكان له ابن عمه شغال في فرنسا فقال له اتصرف وابعت لي تأشيرة عاوز اشتغل واشوف برج إيفل اللي في نيويورك، اتصرف.. فابن عمه بعت له تأشيرة وراح له.. وبعدين قال له : انا هانزل اشتغل ازاي انا مبعرش فرنساوي ، طيب اشتغلت هاروح المطعم اطلب اكل ازاي؟؟؟ قال له ما تقلقش اللغة الفرنسية زي المصرية بالظبط بس زود في آخر كل كلمة حرف الواو.. فنزل المطعم علشان ياكل فقال للبنت اللي شغالة: انا عاوز يا بنت الحلال، طبق فولو وطعميتوه ومخللوه وعيشوه، قالت له: باردوه؟؟!! قال لها لا : سخنوه!!

صلو ا على الحبيب، الشاهد ان زيد بن ثابت تعلم اللغة العربية في 13 أو 18 يوم وكان من ضمن كتب الوحي البارزين، وكان الذي تولى جمع القرآن في عهد أبي بكر وعهد عثمان بن عفان، زيد بن ثابت أبو بكر الصديق لما قتل عدد كبير من المسلمين أن يذهب فخاف الصحابة على القرآن لأن القراء اللي ماتوا كانوا حوالي سبعين، خاف الناس على ذهاب القرآن ، فأشار سيدنا عمر أن يجمع القرآن في مصحف واحد، فسيدنا أبو بكر، قال: لا أستطيع أن افعل شيئا لم يفعله النبي ، من شدة اتباعه للنبي، فما زال عمر يكلم سيدنا أبو بكر حتى شرح الله صدره لذلك، فأحضر زيد بن ثابت وقال: يا زيد انت رجل لا نتهمك في دينك نريدك ان تجمع القرآن في كتاب واحد، وأعانه ببعض النفر، وقال لهم: إن اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش، فإنما نزل القرآن بلغة قريش، وبالفعل سيدنا زيد جمع الناس وبدأ يجمع القرآن ، شوف همته، أي مسلم على وجه الأرض منذ جمع القرآن حتى يوم القيامة كل واحد يقرآ آية في ميزان حسنات النبي وأبو بكر وعمر، وكذلك زيد بن ثابت، كل ما تقرأ حرف يكون في ميزان حسانته، يعني مصحف المدينة الصفحة فيها حوالي 400 حرف في عشر حسنات، يعني 6 ألاف حسنة في صفحة و احدة، تخيل يكتب في ميزان حسانتك ويكتب في ميزان حسنات سيدنا زيد بن ثابت، هو نفسه بيتكلم ويقول: لو كلفوني نقل جبل من الجبال لكان أهون علي من نقل القرآن، همة عظيمة وأمانة، يجمعه من الصدور واللخاف، كان إذا جمع الآية لابد ان يعرفها رجلين، لكن آخر آية وجدها عند خزيمة بن ثابت، الذي جعل الله شهادته بشهادة رجلين، وكان له موقف جميل جدا، كان النبي اشترى جمل من أحد الأعراب، فاشتراه على أن يعطيه الثمن عندما يصلوا للمدينة وتركه عنده، واتفقوا على كل شيء والثمن، وافترقوا على هذا، المهم الأعرابي وهو ماشي ميعرفش ان النبي اشترى الجمل، فاتفقا على سعر أعلى من سعر النبي، فراح قال للنبي أنا رجعت في البيعة قال له النبي : كيف؟ قال : ما بعت لك.. فخزيمة بن ثابت سمع النبي بيتكلم معاه، قال له : يا رسول الله ما ذا، فحكى له النبي القصة، فقال له : أشهد على هذا يا رسول الله، قال تشهد على ماذا؟ قال أشهد أنك قد اشتريت منه، قال النبي انت ما شفتم، قال يا رسول الله ما قلته هو الصحيح وهو ما حدث. فمنذ ذلك الوقت ، جعل النبي شهادته بشهادة رجلين. ودي الآية التي جمعها سيدنا زيد بن ثابت من خزيمة بن ثابت.

زيد بن ثابت جمع القرآن في عهد ابي بكر، وجمعوا هذه الصحف ووضعوه عند أبي بكر، ثم عند عمر بن الخطاب، ثم بعد موته وضعوها عند ابنته حفصة، وظلت عندها إلى عهد سيدنا عثمان، ولما حدثت الفتوحات، كان فيه مشكلة اختلط جيوش الإسلام بأهل العراق، وأهل الشام ، وقراءة أهل اشام غير قراءة العراق، غير قراءة الجزيرة العربية، فحصل ان بعض الصحابة ما كانوش يعرفوا ان القرآن نزل على سبعة أ حرف، ففكروا ان دول بيخلطوا في القرآن والأخرون ظنوا ذلك ، حتى كادوا أن يكفر بعضهم بعضا، فجاء سيدنا حذيفة بن اليمان، وهو أعلم الصحابة بأمور الفتن، دخل على عثمان وقال: يا أمير المؤمنين أدرك الناس حتى لا يختلفوا على الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى، .. فسيدنا عثمان استأذن من حفصة ، أن تأتي له بالصحف، وأمر زيد بن ثابت أن يجمع المصحف في كتاب واحد، في نسخة واحدة، وأن تحرق كل النسخ المخالفة لتلك النسخ، حتى تتوحد النسخ، كل ده بمجهود سيدنا زيد بن ثابت، بالله عليك تقدر تقوم بمهمة زي دي , وإوعى تحتقر نفسك، خلي عندك ثقةفي الله، أنا واثق ان ربنا يكرمني ، يارب انا نفسي اخدم دين، وأعمل أي خير، خلي عندك النية الطيبة، وربنا هايكرمك دنيا وآخرة، خلي نية صادقة، وموضوع الصدق بيفكرني بحدي رواه النسائي بسند صحيح، أن رجلا من الصحابة جاء إلى النبي وجاهد معه في غزوة خيبر، وبعد الغزوة كان فيها غنائم، كانت اكثر غزوة فيها غنائم، بعد الغزوة النبي وزع الغنائم، وكان هذا الصحابي، لم يكن ساعة تقسيم الغنائم، فعندما عاد وجد الصحابة يقولون له : هذه غنائمك، أخذ الغنائم، شوف الصدق، أخذ الغنائم معه، فقال يا رسول الله: ما على هذا اتبعك، فقال له: إذن على ماذا اتبعتني؟ قال اتبعتك على أن أرمى بسهم هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ فأموت شهيدا فأدخل الجنة، فقال النبي: إن تصدق الله يصدقك، وبالفعل جه في الغزوة اللي بعدها، فقتل في نفسك الموطن الذي أشار إليه. وهذا من دليل صدقه، ودخلوا به على النبي فأول ما شافه قال: أهو هو، قالوا: هو يارسول الله ، قال : صدق الله فصدقه الله فدفنه النبي وقال: اللهم إن هذا عبدك قد خرج مجاهدا في سبيلك، فقتل شهيدا وأنا على ذلك شهيد،.. ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم.

نشوف مثال آخر ـ احنا بنحمس الشباب، نقول يا شباب خليكوا شباب محمد، علشان الناس تعرف إن النبي ما خلف بناتا وإنما خلف رجالا وشبابا،

نذكر قصة أسامة بن زيد، كانوا يسمونه الحب بن الحب، كان أبوه أحب الناس إلى قلب النبي ، أبوه زيد بن حارثة، مين زيد بن حارثة، اللي كان في يوم من الأيام خارج لزيارة لبعض أقاربه، غارت عليهم قبيلة فأخذوا زيد بن حارثة فباعوه في سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام، وحكيم خديجة بنت خويد تبقى عمته، فأهداها زيد بن حارثة، في التوقيت ده كان النبي رايح يتجوز من السيدة خديجة، فلما رأي النبي زيد بن حارثة أحبه جدا، فلما رأت خديجة حب النبي له، قالت : هو هدية لك يا محمد، فالنبي ما كانش بعث، فأخذه وتبناه، حتى سماه زيد بن محمد، ده قبل البعثة وقبل تحريم التبني في الإسلام، فخرج وأعلنه ابنا له، فسمي زيد بن محمد حتى نزل التحريم، فبعد ذلك اطلق إليه زيد بن حارثة، كان أحب الناس إلى النبي، وقالت ذلك أمنا عائشة، حتى قا لت: لو كان حيا لاستخلفه بعده، ولكنه مات قبل النبي،ونحن عارفين قصة استشهاده في سرية مؤتة، وكان اللي بيشوفه ابنه، النبي أمر على سرية مؤتة 3، ولم تكن عادة النبي ، إلا أنها كانت مهمة، كانت 3000 موحد، والمشركون 200 ألف، فأمر النبي 3 لأن سقوط الراية يعني هزيمة نفسية للمجاهدين، فقال: على القوم زيد بن حارثة، فإن أصيب فعلى القوم جعفر بن أبي طالب، فإن أصيب عبد الله بن رواحة، فإن أصيب فتخيروا ما شئتم، بالفعل زيد بن حارثة في البداية أول ما دخل شاط في رماح القوم، اتقطع حتت، شاف المنظر ده أسامة بن زيد، والمشهد مؤثر جدا، وهو عائد إلى النبي وقلبه منكسر ووجهه في الأرض وأول ما شافه النبي صلى الله عليه وسلم بكى، مشهد مؤثر جدا، لأن سيدنا زيد كان له مكانة عالية عند النبي، فذهب أسامة بن زيد، وجاء إلى النبي في اليوم الثاني وبكى فكي النبي وقال: غبت عنا ثم جئت لتبكينا، فانصرف سيدنا زيد وأتى ثاني يوم: وقال : تغيب عنا ثم تجيء لتبكيان مرة أخرى، فبكى النبي مرة أخرى وأخذه في حصنه، وسمي الحب بن الحب.

من أسعد أيام النبي يوم ما زوج سيدنا زيد بن حارثة لأم أيمن، زوجه الأول السيدة زينب بنت جحش، فكان تبعه يعني، كان مولى من الموالي، فحب يزوجه بزينب بنت جحش، الحسيبة التي يتمناها كل أحد، فرفضت، فنزل قول الله: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله ان يكون لهم الخيرة من أمرهم، فقالت: أترضاه لي زوجا يا رسول الله، فقال: أجل، فقالت، أرضا لنفسي ما رضيه لي رسول الله، اتجوزها لمدة سنة وطلقها، فما طلها تزوجها النبي، وجاء أمر زواجها من الله من فوق سبع سماوات، وكانت تتفاخر بين نساء النبي وتقول: جميعكن زوجكن أهلوكنم، أما أنا فزوجني الله من فوق سبع سموات، .. نكلم قصة أسامة بن زيد في اللقاء القادم إن شاء الله، ومازالت الهمة تعلو وتعلو حتى تصل إلى السماء.. نختم : سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=315_0_2_0