المُتفائل هو الشخص الواقعي صاحب الأمل المُستبشر دائمًا لأنه واثق في اختيارات الله له، فانتصر على شيطانه الذي أراد أن يصنع منه المُتشائم الذي يبث روح السلبية في المجتمع، ويخطف التفاؤل من عيون وقلوب الناس، وسلب الأمل الباعث على العمل، فكان جزاؤه مرافقة امام المُتفائلين في جنَّة رب العالمين، وتعرَّفنا على علامات المُتشائم والحصاد الذي يُجنيه في الدنيا والآخرة، وخطوات التعافي والوقاية من التشاؤم .. اعلم جيدًا أنه مع العُسر يُسرا، وتخلَّق باسم الله الباسط حتى يختم لك بخاتمة السعادة، وتكون من أول زمرة يدخلون الجنة بغير حساب، فالمتفائلون من أهل الجنة ..
-----------------
بسم الله والحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، لا زالت رحلتنا مُستمرة في التعرف على أهل الجنة وأخلاقهم، والتعرف على عباد الله ومن تخلقوا بأخلاق الرحمن وعاشوا على مُراده، فجاهدوا شيطانهم وعاشوا على مُراد ربهم وسنة نبيهم.
أخلاق أهل الجنة:
المُتفائل: هو الشخص الواقعي صاحبُ الأمل، من يرصد ويشاهد الأحداث من حوله ليعمل على نفسه، ويصنع من نفسه الإنسان الذي يُساعد من حوله ليكون إيجابي في حياته، وهو شخص مليء بالأمل فاستحق جوار النبي صلى الله عليه وسلم وحبيبه أبو بكر الصديق رفيق الهجرة.
خطة الشيطان:
قالوا في تعريف المُتشائم هو الشخص الواقعي اليائس، وأصلُ الشيطان يائس ومُتشائم، فإبليس يعني أبلس وهو اليائس، وهدف إبليس في صناعة الشخص المُتشائم السلبي هو سلب الأمل الباعث على العمل ورغبته في إقناعك بأنك ضحية الواقع، فيجعلك تتنصل من مسئولياتك تجاه كل من حولك بل يصل الأمر لأكثر من هذا بأن يجعلك تشُك بأنك ضحية القدر وهذا مُحال على الله تعالى.
علامات المُتشائم السلبي:
نفي الصورة المُشرقة: أي أن الشخص تحدث له أشياء مؤلمة ومِحَن في حياته لكنه ينفي تمامًا الصورة المُشرقة ويتذكر صورة هذه المِحَن، ولقد قال الله تعالى فيه {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} ]الزلزلة 6[، قال أهل العلم يعدُّ المصائب وينسى النِعَم.
التوقع الدائم للأسوأ: قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} ]البقرة 155[، فالله في وسط المِحَن يُعلمنا أنه مهما ضاقت بك فالله رحيم، وقال صلى الله عليه وسلم "لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ " حديث صحيح.
قتل الأفكار البَنَّاءة: فالشخص السلبي المُتشائم هدفه قتل أي فكرة تبعث على الأمل والتفاؤل.
حصاد المُتشائم:
وأد العمل والإبداع: الإنسان منزوع الأمل ضعيف العمل، فسوء الظن بالله والتشاؤم يقتل العمل والإبداع، قال صلى الله عليه وسلم "سدِّدوا وقارِبوا وابشروا، فإنَّه لا يُدْخِلُ أحدًا الجنَّة عملُه، قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ بمغفرةٍ ورحمةٍ" حديث صحيح.
بث السلبية في المجتمع: المُتشائم هو مصدر بث لليأس في المُجتمع، قال تعالى في المنافقين الذين بثوا ونشروا الروح السلبية في المجتمع {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ، لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} ]التوبة 46: 47[.
ندم يوم القيامة: أصل التشاؤم والسلبية هو سوء ظن بمُصَرِّف الأقدار الله الرحمن، فلن يتحمل أحد منا الوقوف بين يدي الله وهو سيء الظن بالله.
نقدر نتغير:
المبدأ: التشاؤم خوف لازم، وهمّ دائم وقتل لكل أمل واستبشار، وسوء ظن بالعزيز الغفار.
صيدلية الذكر: "اللهم أملأ قلبي بالأمل، وارزقني الهمّة على العمل يا أكرم من سُئل".
الخطوة العلمية: وهي وصية نبوية من النبي المُصطفى ينصحنا فيها بأنه لو قابلك أي شيء سلبي في عملك وحياتك فأكمل ولا تقلق؛ لأن الله معك، قال صلى الله عليه وسلم "إذا تطيَّرتم فامضُوا، وعلى اللهِ فتوكَّلُوا" رواه أبو هريرة.
جنة المُتفائل :
المُتفائل هو شخص رضي بقضاء الله واستحق أن يكون من أهل الجنة لأنه تعلق باسم الله الباسط.
المُتفائل يتصف بثلاثة أشياء:
واثقُ في اختيار الله سواء كان اختيار الله القبض أو البسط.
طمع في رحمة الله وأن الله مُنجيه وساتره.
يفكر دائمًا في دوره تجاه كل محنة يمر بها أو تمر بها بلده.