|
|
|
| وليد فتيحي |
تعرّف السمنة على أنها زيادة معدل وزن الجسم على المعدل الطبيعي وذلك نتيجة تراكم الدهون فيه وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المكتسبة بالطعام والطاقة المستهلكة في الحركة
ان سبب تزايد معدلات السمنه لتصبح وباءاً عالمياً هو تزايد متوسط السعرات الحرارية المتاحة للفرد حول العالم هو نتيجة الافراط في كميات الطعام والاختيار السيئ مثل المشروبات الغازيه والأطعمه السريعه والتحول العالمي نحو أعمال تتطلب مجهودا بدنيا أقل من وسائل النقل الحديثة وتقنيات توفر المجهود حتى داخل المنزل
وأفضل معيار عالميا لتحديد معدل السمنه هو مؤشر كتله الجسم وهو يعبر عن العلاقه بين وزن الشخص وطوله
- فيصنف الأفراد الذين يكون مؤشر كتله جسمهم مابين 25-30 كيلو غرام لكل متر مربع بأنهم في مرحله ماقبل السمنه
- وأكثر من 30 بأنهم يعانون من السمنه
- وأكثر من 35 بأنهم يعانون من سمنه مفرطة
ونسبة السمنه في كل العالم العربي مرتفعه جدا حتى تصدرت بعض الدول العربيه قائمة أعلى نسبه سمنة في العالم مثل الكويت والسعوديه بنسبه 30 – 40 % من مجمل السكان والمخيف في الأمر أنهما دولتان مازال معظم مواطنيها من شريحه الشباب والأطفال فكيف سيصير حالهما بعد عقدين من الزمن بعد أن ترتفع نسبه المسنين ؟؟
ان الأمراض التي تسببها السمنه وتساهم في حدوثها كثيره جداً مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وأمراض الجهاز الهضمي كالكبد الدهني وحصى المراره والصداع النصفي واضطربات الدورة الشهريه بل والعقم وآلام الظهر والمفاصل بل وأنواع عديدة من السرطانات كسرطان الثدي والمريء والكبد والبنكرياس وبطانة الرحم والبروستات والكليه والمعدة وغيرها وكما أن المصابون بالسمنه يعنانون من الاكتئاب بمعدل ثلالث أضعاف نظرائهم من ذوي الوزن الطبيعي وذلك نتيجة اهتزاز ثقتهم ونظرتهم لأنفسهم علما أن الاكتئاب بحد ذاته يمكن أن يؤدي الى السمنة نتيجة التغيرات الفيزولوجيه االتي تطرأ على الجسم نتيجه هذا الاكتئاب .
ان الجزء الآخر من معادله السمنه هي الحركة والرياضه وفوائدها تتعدى بكثير الوقاية من أمراض السمنة فهي تقي من أمراض القلب وتساهم في خفض مضاعفات السكر وتقوية المناعة في الجسم بل وخفض نسبه الاصابة ببعض الأمراض السرطانيه وغيرها كثير ،كل هذه الفوائد ممكن أن يجنيها الانسان بمجرد تخصيص 30 دقيقه في اليوم للرياضه والتخلص من 5- 10 % فقط من وزن الجسم الزائد حتى وإن لم يحقق الشخص المصاب بالسمنه وزنه المثالي وحتى وان بدأ في سنٍ متأخرة
لقد تعامل الاسلام مع طرفي معادله السمنه فحذر من الاسراف في الطعام والشراب فقال سبحانه وتعالى :
, يقول تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف.
وقال صلى الله عليه وسلم :
• مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ . رواه الترمذي ...
• قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) . رواه مسلم (2664) من حديث أبي هريرة .
إن الجسد أمانه عظيمه استودعك الله إياها أنت لاتملكها ولكن يملكها خالقها والجسد وعاء القلب والروح العقل الذي هو مناط التكليف والروح التي هي أقدس ما في الأرض وهي نفخة الرحمن لكل إنسان فاذا انكسر الوعاء ذهب العقل وذهبت معه الروح ولذلك فإن حفظ النفس هي أول المقاصد العليا للشريعة الاسلامية وإنها من الأربعه التي يسأل عنها الانسان يوم القيامة
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
"لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع ٍ عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ".
إن رأس المال الحقيقي في أي مجتمع هو الانسان فبه لا بغيره تبنى المجتمعات وتشيد الحضارات قلنبدأ بالانسان ...