البار هو الإنسان الذي عاش ومات على مُراد الله ببره لأبيه وأمه في حياتهم وبعد وفاتهم، فاستحق أن يكون بمرافقة سيد أهل البر - صلى الله عليه وسلم - في الجنَّة.. تخلَّق باسم الله البر وعِش حافظًا لأهل الفضل عليك حتى تحجز مكانك مع أهل الجنة
---------------
بسم الله والحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله, نُكمل رحلتنا لزيارة أهل الجنة وهم أهل الله, لن يُصيبهم الفزع الأكبر ولن يسمعوا صوت النار, فالجنة دار الآمنين، وأثناء تجولنا في الجنة نتوقف عند باب البار بوالديه.
أخلاق أهل الجنة
البار هو الشخص المُعطي خيره بغض النظر عن الاستحقاق, فهو يعرف أن البر بالوالدين في حياتهم ومماتهم هي عبادة الحياة لكل إنسان, والبار في الجنة بجوار النبي الذي كان يستأذن الله لكي يزور قبر أمه, كذلك كان بار بعمِه أبو طالب يخدمه ويساعده وكان بجواره في وفاته, أيضًا سيكون بجوار سيدنا الإمام أبو حنيفة الذي كان بارًا بوالدته ولا يرد لها طلبًا.
خطة الشيطان
العاق هو المؤذي لأهل الفضل وأكثر الأشخاص الذين لهم فضل علينا هم أهلنا، والشيطان يهدف إلى صناعة العاق, ففي الحديث الشريف "رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين"، رواه عبدالله بن عمر, ويجتهد الشيطان أن يُسَوِّل لكل شخص منا أن يخرج عن طوع أهله, ويستهدف رغبة لدى الإنسان وهي رغبة فك القيود، فيُصبح الأهل بالنسبة للشخص قيد يريد أن يتحرر منه ويُشجعه الشيطان على ذلك, والتبرير يكون بأنه كبرَ في السن وأصبح له حياته الشخصية وأصدقاؤه وتفكيره الخاص به.
حصاد الشيطان
أنواع العاق:
1- العاق العصبي: العلماء قالوا بأن بكاء الوالدين من الكبائر. عون بن عبد الله نادته أمه فأجابها بأعلى صوته فأعتق رقبتين لإحساسه بأنه فعل أكبر الكبائر, قال تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّـهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} ]الأحقاف: ١٧[.
2- العاق المُهْمِل: أسقط أهله من حساباته وأهمل حالهم لكي يعيش هو وينطلق في حياته دون الإهتمام بأهله.
3- العاق النِّد المُتكَبِّر: يكون نِد بالنِّد مع أبيه وأمه, يروي الإمام ابن الجوزي" قال الله يا موسى إن كلمة العاق لوالديه عظيمة, قال ياربي وما كلمة العاق قال أن يقول لهما لا لبيكما".
حصاد العاق:
1- نزع الرحمة من القلب: الإنسان لكي يتخذ خُطوات في حياته يجب أن يُحَضِّر قلبه ونفسه لهذه الخطوات, فالطفل أكثر شيء يخاف منه هو أن يبعد عن والديه, وعندما يكبر الطفل يبدأ بالاستغناء تدريجيًا عنهم ويحدث لديه نوع من القسوة، ومع تكرار القسوة وضمان وجودهم بجانبه يَتَعَوَّد على الإهانة ويُنزَع عن قلبه الرحمة.
2- سخط الله في الآخرة: فكل عاق هو صاحب أكبر الكبائر, قال صلى الله عليه وسلم "في الآخرة إن لله عبادًا لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يُزكيهم ولهم عذاب أليم على رأسهم المُتبرئ من والديه".
صيدلية الذكر
-صيدلية الذكر: "اللهم املأ قلبي بالرحمة بأهلي، واغفر لي تقصيري وجهلي، وارحمهما في الدنيا والآخرة كما ربياني صغيرًا".
نقدر نتغير
- المبدأ: إن العاق جحد قلبه فَضْل من يحبه.
- صيدلية الذكر: اللهم املأ قلبي بالرحمة بأهلي، واغفرلي تقصيري وجهلي، وارحمهما في الدنيا والآخرة كما ربياني صغيرًا".
- الخطوة العملية: هي خطوة حياة, فعلماء النفس يقولون إذا أردت أن تُعامل الناس بشكل مختلف افصلهم عن العالم، فافعل ذلك مع والديك وضع في ذهنك الله ثم رسوله ثم الأب والأم؛ حتى لا تُصبح ندًا لأحدٍ منهما.
جنة البار:
الشخص البار تَخلق باسم الله البر, وأيضًا تخلق بأخلاق الأنبياء، وكما قال الإمام ابن الجوزي "من قَبَّل أمه بين عينيها كانت له سترًا من النار".
البار يفعل ثلاثة أشياء:
- يُقدم والديه عن كل الناس.
- يُقدم لهما أقصى درجات الخضوع والاحترام.
- يُجاهد عصبيته.