الحقوق محفوظة لأصحابها

عمرو خالد
تحكي الحلقة التاسعة عشر من برنامج (قصة الأندلس) عن كيفية سقوط مدينة طليطلة الحصينة، التي عجزت الجيوش كلها عن اقتحامها، باستثناء جيش طارق بن زياد، وتسرد الحلقة قصة صراع ممالك الأسبان فيما بينهم، حتى توحدت تلك الممالك ضد الحكم الإسلامي.

--------------------

19

تطرقنا في السابق لملوك الطوائف والصراع المُحتدم بينهم والأقزام التي تتقاتل من أجل اثنين وعشرين دويلة من الدويلات الصغيرة حيث تم تقسيم الأندلس العريقة التي فتحها طارق بن زياد وموسى بن نصير، ومن وحدة الأندلس والمسلمين جمعاء إلى الصراع العنصري والطائفي ولكن يبقى السؤال هل نتعلم من هذه الدروس أم لا؟

يقول تعالى [يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً...] (البقرة:269) هذه الآية تعكس رؤية المستقبل. فالقدرة على التصرف والحكمة أحيانًا تقتضي أن يتعاون الناس مع بعضهم البعض لتكوين رأيًا موحدًا، ولكن عندما يعمل الفرد منفرداً ويكون بلا قضية أو رؤية أو هدف أو شعور بالانتماء، بالإضافة إلى عدم اتصافه بالحكمة وعدم وجود من يستشيره فلن يتحقق له النجاح.

الصراعات وأوضاع ملوك أوروبا (الإسبان)

كان هناك نزاع دائر بين ممالك شمال الأندلس مثلما كان الوضع مع ملوك الطوائف، فهناك مملكة النَبَرة وحاكمها يُدعى سانشو، وهناك أيضاً ممالك أخرى مثل: ريون، قِشتالة والأراجون وعاصمتها برشلونة. جميع هذه الممالك كانت في صراع مستمر إلى أن ظهر سانشو واقترح توحيد هذه الممالك ومهاجمة المسلمين، وقد فكر مليًا فيما ينقصهم وهو الانتماء الذي سيساهم بدوره في توحيد هذه الممالك. فبدأت تتبلور فكرة الوحدة الوطنية والهوية التي تضم الإسبان جميعًا، وظهرت كلمة إسبانيا، كان التوحيد لدى المسلمين في إيمانهم وأنهم من الأندلس وهذا يؤكد أن معنى الهوية هو الدافع الأول للتوحيد وهو من يحقق الانتصار أو الهزيمة.

بدأ سانشو في توحيد صفوفه ونشر مفهوم الوحدة الوطنية للممالك الأربعة ثم خرج من مملكة النَبَرة التابع لها وأعد العدة لمهاجمة ريون ثم قِشتالة وبعدهما برشلونة إلى أن نجح في تكوين مملكة واحدة تابعة له تتكون من الممالك الأربعة للاستعداد لمهاجمة المسلمين. بعد كل هذه المراحل، تُوفي سانشو وكان لديه أربعة أبناء بدأ بينهم الصراع حول أحقية كلٍ منهم في تولي الحُكم، إلى أن جاء ابنه فرناندو وأحكم سيطرته على الحُكم مما دعا الأخ الثاني ألفونسو السادس إلى الهرب واحتمى بصديقه المأمون ذي النون.

استضافة المأمون لألفونسو

ذي النون هي الطائفة المسلمة التي تحكم طليطلة، وكان المأمون بالغ الحد في كرمه مع صديقه وأدخله طليطلة كأحد اللاجئين السياسيين وهي التي لم يدخلها أي من الممالك المعادية للمسلمين من قبل. فرغم هروبه وطرده من بلاده هو مازال أخاً للملك ويمكنه العودة في أي وقت شاء. بدأ الضيف في التجول ومشاهدة معالم طليطلة، وأخذ يشاهد أبواب المدينة والحرس القائمين عليها.

كان المأمون في ذلك الوقت يقوم بدفع الجزية كل عام إلى الملك فرناندو، واستمر المأمون في استضافته لألفونسو السادس الذي كان يجالسه داخل قصره وأصبح الموظفون داخل القصر يرون أن المأمون أضحى صديقًا لألفونسو وهما في صحبة دائمة، وقد اطمأن الجميع لهذا الوضع فبدأوا يتحدثون بحرية عن مصادر القوة، تغيير أوقات العمل، أماكن الكنوز والأموال والكميات الكائنة بداخل كل قصر، بينما ألفونسو يحاول الحصول على أكبر كم من المعلومات بعد سماعه لكل ما يقال. وتحدث مفاجأة، إذ يموت فرناندو حاكم ممالك الشمال وألفونسو هو الوريث للمُلك وسيُصبح الملك. يسعد المأمون من أجل صديقه وهو في حقيقة الأمر كان يفتقر للحِكمة. يُسرع المأمون إلى فرناندو ليطلب منه تخفيض الجزية المطلوبة منه أو الغائها تمامًا، ويوافقه فرناندو الرأي مؤكدًا أنه ساعده كثيرًا وآواه حين كان بلا مكان يلجأ إليه وكان لاجئاً سياسياً لديه. ثم رحل فرناندو عن البلاد وهو يحمل في جعبته الكثير من المعلومات عن طليطلة؛ المدينة ذات الأسوار التي يصعُب اقتحامها حتى وإن كانت تحت الحصار، وأيضاً النهر الذي يحيطها من كل جانب مع التحصينات المنيعة التي قام بها المسلمون.

سقوط طليطلة

كان سقوط طليطلة بمنازلها ونهرها الذي يحيطها من جميع الاتجاهات، بسورها العالي وجبالها الشاهقة، والدخول إليها يُعَد ضرباً من المستحيل ولم تنجح أي من الجيوش في اقتحامها سوى أخر الداخلين إليها وهو طارق بن زياد الذي فتحها بعنصر المفاجأة بسبب قتال جيوش ضد

بعضها البعض لصعوبة اختراق طليطلة الحصينة والتي تُسمى الآن توليدو باللغة الإسبانية وهي تبعُد 63 ثلاثة وستين كيلو متراً عن مدريد. ولكن ينجح فرناندو في دخولها وتسقط طليطلةوتكون بداية لسقوط المسلمين؛ فهي أول وأهم حصون المسلمين في الأندلس والتي سقطت عام 478 هجرياً، أي قبل سقوط الأندلس بأربعمائة عام والتي سقطت عام 897 هجرياً. الموقف الآن أن ألفونسو السادس أصبح قائداً للممالك وبدأ في وضع خطة لغزو طليطلة والاستيلاء عليها والمأمون مازال يشعر بالسعادة من أجل صديقه وذلك مصداقاً لقوله تعالى [يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ...] ولكن ألفونسو على دراية تامة بالتحصينات المتعددة لطليطلة وهو في طريقه إلى شعب بلا هوية، أو انتماء، بلا قوة أو حماس.

أرسل ألفونسو للمأمون يطلب منه الجزية وقد تعجب المأمون من طلبه وبدأ يعيد على أسماعه اتفاقهما السابق بعدم طلب الجزية منه، وجاء رد ألفونسو أن هذا الاتفاق تم بناء على استضافة المأمون له وخجله من أن يطلبها منه حيث كان يعيش في كنفه وتحت إمرته، أما الآن فهو يطالبه بها وتكون ضعف الجزية التي كانت لأخيه. ما إن بدأت محاولات المأمون في التفاوض حتى بادره ألفونسو بأنه يعلم الكثير عن الكنوز التي يملكها، ويُذعن المأمون للأمر ويبدأ في إرسال الجزية ثم يموت المأمون ويأتي من بعده حفيده يحيى ذي النون الذي سيستمر في إرسال الجزية، فمن الواضح افتقاره هو أيضاً للحكمة. ثم أرسل لألفونسو يخبره أنه لم تعُد لديه أموالًا للجزية، وهو بالأساس يعمل على استنزاف أموالهم حتى تنتهي قبل دخولهم الحرب التي كان يُخطط فيها أن يأخذ أموالهم ثم يحاربهم بها، وعندما يؤكد له يحيى عدم امتلاكه لأموال أخرى يخبره أن مازال لديه قصر به بعض الكنوز المخبأة داخله.

بعد نجاحه في الاستيلاء على كل الأموال حاول الدخول بجيشه لمحاصرة طليطلة لمدة تسعة أشهر وذلك لصعوبة الطبيعة الجبلية داخلها والنهر أيضاً. وفي تلك الأثناء، كان يمنع دخول الطعام ويقوم بإحراق الزرع بالأماكن المحيطة بها وبدأ يحيى يصيبه الضعف بينما أمراء الطوائف الأخرى على فرقتهم بينما طليطلة القلعة الحصينة للإسلام تسقط. كيف كانوا يفكرون بهذه الطريقة التي ستؤدي بهم إلى الضياع، وماذا عنا نحن الآن؟ نحن نعجب من أمرهم بينما نفكر بذات الأسلوب! أي أننا لا نأخذ العبرة من الدروس السابقة.

خيانة حاكم إشبيلية وقلة حكمة المأمون

في خِضم ذلك، حدث أمر جلل وهو الخيانة التي اقترفها المُعتمد بن عباد حاكم إشبيلية الذي أرسل لألفونسو موافقته على تلبية جميع مطالبه شريطة عدم هجومه على إشبيلية بعد استيلائه على طليطلة وموافقته على ذلك مع ضمان عدم مهاجمته لألفونسو من الجانب الجنوبي من طليطلة مع دفع الجزية أيضاً. فدائماً ما تسقط النفوس قبل أن تسقط الملوك وتسقط الأخلاق قبل أن تسقط المدن.

يعمل يحيى على التفاوض مع ألفونسو ويقترف خطئًا أكبر مما اقترفه المعتمد بأن يطلب تسليم طليطلة في مقابل أن يعطيه ألفونسو أرضًا بدلًا منها، ويوافق الأخير على ذلك ويخبره بتعيينه والياً على فالنسيا وهي منطقة بجانب البحر. ويبدأ يحيى في تسليم طليطلة وفتح أبوابها مبتهجًا بولايته على فالنسيا التي ما يلبث أن يحكمها لسنوات قليلة حتى تقوم الثورة ضده ويموت بعد ذلك بما أوتي من قلة الحكمة والسذاجة والخيانة التي ظهرت في مقايضته طليطلة بقطعة أرض، فالمقايضة لا تتم بحدود البلاد ولكنه فعل ذلك.

انتقال الحكم

يدخل ألفونسو السادس طليطلة وتكون أول أعماله بناء كنيسة كبيرة ثم بعدها ما يقرب من خمسين من الكنائس والأديرة، وبقي المسلمون بطليطلة ولكن يتملكهم الشعور بالأسى بعد أربعمائة عام من حكمهم لها وبدأوا في التعبير عن هذا من خلال كتاباتهم على جدران المساجد والمنازل، وقد عمت هذه الآية كل مكان قال تعالى: [قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] (آل عمران: 26) فكانوا يشعرون بالذل. ومع هذا، ظلت الصبغة الإسلامية تسيطر على طليطلة وظهر ذلك جليًا في الكنائس التي اتسمت بالطراز الإسلامي وحتى يومنا هذا محطة القطار بطليطلة أيضًا تم بناؤها على الطراز الإسلامي، وظلت المكاتبات بها لمدة ثلاثة قرون باللغة العربية كما كانت ولازالت لسنوات وقرون عدة وإلى الآن؛ مدينة التعايش.

لم يتعرض ألفونسو للمسلمين بسوء لأنه يأبى الدخول في صراع مبكر مع المسلمين حيث مازالت هناك ممالك إسلامية محيطة. ولكن تبقى نقطة مضيئة في خضم كل هذا وهي أن المعتمد بن عباد أعلن توبته عما اقترفه وأنه سيعمل على إنقاذ الأندلس، فالله دائمًا ما يمنح المسلمون فرصًا جديدة.

قام بتحريرها: قافلة تفريغ الصوتيات – دار الترجمة

Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة

يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع

management@daraltarjama.com

-------------------------------

The Story of Andalusia

Dr. Amr Khaled

Ep 19

In the name of Allah, The All-Merciful, The Ever-Merciful. Peace and blessings be upon Prophet Muhammad (SAWS)1.

Today’s episode is about the importance of Wisdom. It is the ability to have a vision for the future and make informed decisions; a process that needs cooperation and teamwork. Allah (SWT) 2says in the Holy Quran what can be translated as: “He gives wisdom to whom He wills and whoever has been given wisdom has certainly been given much good” (TMQ3, 2: 269) In today’s episode we will talk about Tolido; one of the most powerful cities in Andalusia, about 63Km away from Madrid, which is now the capital city of Spain. While the Northern provinces were engaged in internal political conflicts, Sancho, the governor of Nevada, started to call for the importance of unity in fighting the Muslims. He held high the idea of identity and national belonging to Spain, until his army succeeded in uniting four of the Northern provinces under his rule. Further, he started attacking the Muslims, who at that time, were weakened by their own internal conflicts.

Sancho died, was survived by four sons, who started to fight amongst themselves, till Fernando succeeded in becoming the Governor. The second brother, Alfonso the Sixth, escaped and sought refuge at his Muslim friend’s Al-Ma’moun-Thy -Al noun, who ruled Tolido. Being generous, yet naïve, Al-Ma’moun granted Alfonso political asylum in Tolido. Alfonso started touring the city, observing its gates, and guards. As Alfonso became friends with Al-Ma’moun, the officials at the royal palace started feeling comfortable sharing confidential information about Tolido.

All of a sudden, Fernando died, and the heir of his throne was Alfonso. Al-Ma’moun, being naïve, was happy that his friend will be the ruler and asked him to reduce their taxes, which he promised to do.

However, Alfonso, who left the city after collecting information about it, invaded Tolido in 478 A.H, which was the beginning of the downfall of the Muslim rule in Andalusia in 897 A.H. Alfonso sent to Al-Ma’moun asking him to pay the taxes twice the amount he used to pay to Fernando. Al-Ma’moun had to pay and then after his death, his grandson, Yehia-Thy-al-Noun continued to pay those huge amounts of money. Alfonso’s plan was to drain their sources so that when he attacks them they will not be able to fight back. Later, Alfonso put Tolido under siege for whole nine months, unable to enter the city, thanks to its geographic layout. Tolido, surrounded by mountains and a river from all directions was very well-fortified.

Unfortunately, the other Muslim provinces did not unite to face that danger, despite the fact that Tolido was one of the most important forts for Islam in Andalusia. To make matters worse, Al-Mo’tamid Ibn Abbad made a treacherous pact with Alfonso. He offered his services to Alfonso, including guarding the southern part of Tolido against attacks, in return for Alfonso’s promise to not attack Al-Mo’tamid’s own governorate, Seville.

Further, Yehia-Thy-Al- noun, the ruler of Tolido, decided that he is ready to let Alfonso’s army to the city, in return for a personal interest and that is becoming the ruler of Valencia, a much smaller province by the sea. Undoubtedly, Alfonso seized the opportunity and made the deal with Yehia. However, few years later, a revolution erupted and Yehia was overthrown, thus losing everything.

As soon as Alfonso entered the city, he built a huge church and more than other fifty smaller ones. In fact, he did not force Muslims to convert to Christianity. However, it was heartbreaking for Muslims, after ruling Tolido for 400 years, to be ruled by Alfonso. They started expressing their grief, writing on the walls of the mosques and their houses the Qur'anic verse that can be translated as: “Say: "O Allah! Lord of Power (And Rule), Thou gives power to whom Thou pleases, and Thou stripes off power from whom Thou pleases: Thou endues with honor whom Thou pleases, and Thou brings low whom Thou pleases: In Thy hand is all good. Verily, over all things Thou hast power” (TMQ, 3: 26).

However, the Islamic architecture continued to influence the design of churches. It is quite noticeable, to the present day, that Toledo’s train station has the Islamic architectural design. Till this very moment, Tolido has been a clear example of peaceful coexistence between Muslims and Christians.

Unfortunately, the Muslims in the neighboring cities to Tolido did not learn the lesson of the Importance of unity, except for Al-Mo’tamid, who had previously done a treacherous pact with Alfonso. Al-Mo’tamid regretted what he had done and expressed his intention to save the Muslim ruling of Andalusia. In the next episode we will talk about a new hero From Morocco, enabled the Muslims to continue ruling Andalusia for another 400 years.

Translated by: The English Convoy – Dar al-Tarjama

AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة

This Article may be published and duplicated freely for private purposes, as long as the original source is mentioned. For all other purposes you need to obtain the prior written approval of the website administration. For info: management@daraltarjama.com

__________________________________________________ ________________________

1 . Salla Allah alayhe Wa Salam [All Prayers and Peace of Allah be upon him].

2 SWT = Suhanahu wa Ta'ala [Glorified and Exalted Be He].

3 TMQ: Translation of the meanings of the Quran.

----------------------------

{L’histoire de l’Andalousie}

Episode 19

Au nom d’Allah le Tout Miséricordieux, bienvenue dans un nouvel épisode de l’Histoire de l’Andalousie.

L’épisode d’hier fut très dur. Il s’agissait des luttes entre les rois des communautés (Moulouk Attawaef). La légendaire Andalousie conquise par Tarek Ibn Zyad et Moussa Ibn Noussaïr s’était disloquée en vingt-deux micro-états qui se mirent à s’entre-tuer et à se disputer le pouvoir. L’unité laissa place aux conflits communautaires.

Est-ce que nous tirons des leçons de l’Histoire ?

La sagesse

J’ai envie de commencer cet épisode par un verset – qui peut être traduit par - : « Il donne la sagesse à qui Il veut. Et celui à qui la sagesse est donnée, vraiment, c'est un bien immense qui lui est donné. »

La sagesse, la capacité d’agir, la vision de l’avenir, les stratégies. Des fois, la sagesse nécessite la collaboration de plusieurs personnes afin que la contribution de chacun puisse amener à fonder un avis. Mais quand une personne est seule sans conseillers, et qu’elle n’a pas de but dans la vie, ni de grand rêve à réaliser, de vision, ou n’éprouve un sentiment d’appartenance ; et si en plus de tout cela, elle n’est pas douée de sagesse, alors la chute est inévitable.

Que s’est-il donc passé ?

Hier, nous étions à Séville, dans le palais de Mou’tamed Ibn ‘Abbad. Nous avions constaté la vie de luxure qui y était menée, ainsi que la division de l’Andalousie en micro-états.

Les Royaumes d’Espagne

Aujourd’hui, nous allons voir ce qu’il en était du côté européen, à savoir les rois espagnols. Quelle était leur situation, et comment la confrontation débutera.

Cet épisode contiendra également un événement critique et déterminant, qui n‘est autre que la chute de Toledo ; la fameuse cité avec ses demeures, sa grande rivière qui l’entoure de tous les côtés, sa muraille élevée et ses montagnes. Elle était impénétrable. Aucune armée n’a su la conquérir, à part celle de Tarek Ibn Zyad qui bénéficia de l’effet de surprise et y entra sans mener bataille. Elle se trouve à une soixantaine de kilomètres de Madrid, l’actuelle capitale de l’Espagne.

Au nord de l’Andalousie, il y avait quatre royaumes qui se disputaient également le pouvoir : le Royaume de Navarre sous le règne de Sancho, le Royaume de León, le Royaume de Castille et le Royaume d’Aragon avec Barcelone pour capitale. Leur confrontation permanente permit aux musulmans d’avoir un peu de sursis.

Le Roi Sancho

La situation se mettra à changer sous l’impulsion du Roi Sancho qui appela à l’unité sous la bannière de l’Espagne et de l’identité espagnole. Pour ce faire, il constitua une armée et se mit à répandre le sentiment nationaliste au sein des quatre royaumes.

Les musulmans, quant à eux, se dispersèrent après avoir été unis au nom de la foi et de l’Andalousie. L’identité et l’unité nationale ont donc une importance primordiale pour rassembler les peuples et leur permettre d’affronter leurs ennemis.

Sancho réussit à conquérir les autres royaumes qui ne constituèrent désormais qu’une seule entité sous son règne. La prochaine étape consistait à attaquer les musulmans.

Nous pouvons constater que tout repose sur l’unité ou la scission. Si nous remplaçons les noms des protagonistes de l’histoire de l’Andalousie par ceux les leaders contemporains, nous nous rendrons compte que l’Histoire se répète de la même façon.

Sancho a donc réussi à unifier les espagnols, alors que les musulmans étaient divisés. Après sa mort, ses quatre enfants se disputèrent le pouvoir. Et ce fut son fils Fernando qui s’imposa. Le frère de ce dernier, Alfonso VI s’enfuit et se réfugia chez son ami Al-Ma’moun Dhi Noun, qui n’est autre que le souverain de Toledo.

Alfonso VI

La générosité naïve d’Al-Ma’moun l’amena à accueillir Alfonso à Toledo en tant que réfugié politique, alors que personne ne réussit à y pénétrer avant cela. Alfonso pouvait ainsi circuler librement au sein de la ville, déterminer les points d’accès, apprécier la force militaire et évaluer les richesses contenues dans les différents palais. Il fréquentait également la cour du souverain et avait donc accès aux secrets de l’Etat. En même temps et de façon invraisemblable Al-Ma’moun était obligé de payer un impôt annuel au roi Fernando, frère d’Alfonso.

Le roi Fernando mourut subitement, et ce fut donc son héritier Alfonso VI qui accéda au trône. Al-Ma’moun, toujours aussi crédule, fut content que son ami prenne le pouvoir et il lui demanda d’abaisser les impôts de Toledo. Alfonso VI y consentit et partit en emportant avec lui toutes les informations relatives à cette ville insaisissable.

La chute de Toledo

La première et plus importante forteresse musulmane tombera aux mains des espagnols en l’an 478 de l’Hégire, sachant que l’ensemble de l’Andalousie sera conquis en l’an 897, c'est-à-dire plus de quatre cent ans après. Toutefois, cette chute fut très cruciale.

Dès son accès au pouvoir, Alfonso se fixa comme objectif la conquête de Toledo, tandis qu’Al-Ma’moun dormait sur ses lauriers. Pour arriver à ses fins, il mit en place un plan bien défini car il était conscient que la ville était extrêmement protégée et fortifiée.

Tout d’abord, il doubla le montant d’imposition de Toledo, malgré les promesses faites à Al-Ma’moun, car il avait une idée précise des richesses de la ville. Al-Ma’moun fut obligé de céder et continua à envoyer les sommes importantes à Alfonso, jusqu’à sa mort. Son fils qui lui succéda, Yahya Dhi Noun, était également dénué de sagesse. Il continua à payer les impôts décidés par Alfonso jusqu’à vider les caisses de l’Etat. Alfonso utilisait les richesses de la ville pour se munir avec les armes qui lui permettront de la conquérir !

Lorsque Yahya ne fut plus capable de payer les impôts, Alfonso ramena son armée et assiégea la ville pendant neuf mois sans pouvoir y pénétrer. Il brula les récoltes aux alentours de la ville et empêcha l’approvisionnement en nourriture. Yahya commença alors à faiblir. Quelle fut la réaction des autres états alentour ? Est-ce qu’ils se sont unis pour empêcher la chute imminente de la plus importante forteresse musulmane ?

Les autres états musulmans restèrent désunis malgré le fait qu’ils étaient tout à fait conscients que leur tour viendra après. Mais pourquoi s’en offusquer puisque cela est également le triste constat de notre époque contemporaine. Nous n’arrivons pas à tirer les leçons de notre passé. En plus de cela, un évènement plus grave se produisit. Une trahison de la part de Mou’tamed Ibn ‘Abbad (dont nous avons visité le palais dans l’épisode précédant). En effet, celui-ci avait peur qu’Alfonso se dirige vers Séville après la conquête de Toledo. Il lui écrivit alors une missive lui indiquant qu’il était à sa disposition pour faire ce qu’il voulait, à condition de ne pas attaquer Séville après Toledo. Il lui signifia même qu’il était prêt à payer les impôts, qu’il était d’accord pour la prise de Toledo et qu’il n’allait pas l’attaquer du côté sud si jamais il y entrait.

Ce sont les âmes et les cœurs qui succombent, avant les Etats. Lorsque la morale et les ardeurs fléchissent, les villes cèdent.

Ainsi, Al-Mou’tamed céda de façon indigne et humiliante. Est-ce qu’il va se repentir ? Nous allons voir demain ce qu’il va faire.

Le siège continua ainsi sans que la ville ne puisse être conquise, jusqu’à ce que Yahya Dhi Noun commette l’irréparable. Apeuré, il envoya un message à Alfonso lui proposant de lui céder la ville, à condition de l’échanger contre un autre territoire. Alfonso lui proposa alors de le nommer souverain de Valence.

Comment peut-on échanger une grande capitale comme Toledo contre un petit territoire éloigné, juste pour garder le titre de souverain !

C’est ainsi que Toledo fut conquise une deuxième fois, après la première conquête de Tarek Ibn Zyad, à cause d’un manque de sagesse.

Yahya ne restera que quelques années à Valence, car il décèdera suite à une révolte populaire. Sa naïveté et son manque de lucidité le conduisirent à sa perte.

Alfonso entra alors à Toledo et il y bâtit une cinquantaine d’églises et de monastères. Cependant, il ne força les musulmans ni à se convertir ni à quitter la ville. Mais l’onde de choc fut énorme au sein de la population qui perdit le contrôle de la ville après quatre cents ans de conquête. Ils se mirent à exprimer leur désarroi à travers les écritures dans les mosquées et dans les maisons, à l’instar du verset suivant - qui peut être traduit par - : « Dis: «Ô Allah, Maître de l’autorité absolue. Tu donnes l’autorité à qui Tu veux, et Tu arraches l’autorité à qui Tu veux; et Tu donnes la puissance à qui Tu veux, et Tu humilies qui Tu veux. Le bien est en Ta main et Tu es Omnipotent.» Ils se sentirent profondément humiliés. Toutefois, ce qui est invraisemblable, c’est que l’empreinte islamique se perpétua dans la ville. Jusqu’à aujourd’hui, la gare de Toledo ressemble fortement à une mosquée. Egalement, les correspondances au sein de la ville continuèrent à être rédigées en arabe pendant plus de trois siècles après sa chute. Et Toledo demeura un symbole de coexistence pendant des centaines d’années et jusqu’à nos jours, comme nous le verrons dans les prochains épisodes. Alfonso ne maltraita pas les musulmans parce qu’il était encore entouré de plusieurs états musulmans, et il ne voulait pas entrer en conflit avec eux de façon précipitée.

Une question doit vous passer par l’esprit : les musulmans des autres communautés ont dû certainement se réveiller après cette foudre. Et bien, contrairement à ce que l’on peut imaginer, il n’en fut rien, comme c’est le cas pour nous actuellement.

Néanmoins, et pour ne pas dresser un tableau complètement sombre, une personne prit conscience et se repentit sincèrement en effectuant une action héroïque qui sauvera l’Andalousie. Il s’agit d’Al-Mou’tamed Ibn ‘Abbad qui scella auparavant un pacte avec l’ennemi.

Cela peut s’expliquer par le fait qu’Allah est Généreux. Il accorde aux musulmans plusieurs occasions afin qu’ils puissent se repentir.

Dans le prochain épisode, surgira un nouveau personnage : Youssef Ibn Tachefine. Un formidable héros qui viendra du Maghreb Arabe, et plus particulièrement de Marrakech et permettra aux musulmans de rester quatre siècles supplémentaires en Andalousie.

Traduitpar : La CaravaneFrançaise – Dar al-Tarjama

AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة

Cet article peutêtrepubliéoucopiésousuneformeinchangée pour des usages privésoupersonnels, à condition dementionnersa source d'origine. Tout autre usage de cet article sans uneautorisationécritepréalable de la partdel'Administration du site eststrictementinterdit.

Pour plus d’informations:management@daraltarjama.com