|
|
|
| مصطفى حسني |
--------------
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مُستمرين في رحلتنا لزيارة أهل الجنة، ويُحدثنا صلى الله عليه وسلم عن الحياة في الجنة قائلًا: "يقولُ اللهَ عز وجل: أَعددتُ لعباديَ الصالحينَ ما لا عينُ رأتْ، ولا أُذنٌ سمعتْ، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ"، حديث صحيح رواه أبو هريرة.
أخلاق أهل الجنة
باب الشُجاع: هو شخص حريص على إدارة مخاوفه، واثق في قَدر الله تعالى، في ذهنِه قول تعالى فى الآية الكريمة " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾" [سورة التوبة]، فالشجاع مُتعلق باسم الله المُعِزّ، يكون في الجنة بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان أشجع الناس وبجوار سيدنا عبد الله بن مسعود الذي كان لديه شجاعة أخلاقية كبيرة بالرغم من صِغَر جسمه.
خطة الشيطان
الشيطان يُريد أن يجعل مِن الإنسان شخصًا جبانًا، والجبان هو المُتراجع دائمًا عن مواجهة مخاوفه. الشيطان جبان ووصفهُ الله تعالى بذلك في قولِه " مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾" [سورة الناس]، وهدفه هو قتل الشجاعة التي هي سيّدة الأخلاق. يستهدف الشيطان رغبة الإنسان في تحقيق الأمان والتي ذكرها الله تعالى " الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴿٤﴾"[سورة قريش]، وتبرير الشيطان هو أن ما تقوم به ليس جبنًا ولكنه من الحِكمة.
الجُبن ثلاثة أنواع
- الجُبن الأخلاقي: أن يتخلى الشخص عن مبادئهِ عندما تحدث أي مواجهة.
- الجُبن الفكري: الخوف من الأفكار الجديدة وعدم اتخاذ أي مخاطرة.
- الجُبن الجسدي: الخوف من الإرهاق وعدم بذل أي مجهود سواء في عمل أو أي عمل خيري.
علامات الشخص الجبان
- الهروب من المواقف الحاسمة: هو شخص خائف من اتخاذ قرار يَبني عليه حياته.
- ادعاء الضعف وعدم القدرة على المواجهة: قال الله تعالى " وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّـهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ ﴿٨٦﴾ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٨٧﴾ [سورة التوبة].
- ادعاء الجهل بالحق: هو شخص يَدعي الجهل بالحقيقة رغم علمُه بها تفاديًا لمواجهة مواقف معينة.
حصاد الجبان
- فقدان الإنجازات: فالرزق وتحقيق الإنجازات لا يأتي إلا بمُحاولات تطوير النفس واتخاذ القرارات والإقدام.
- صِغره أمام نفسه وأمام المجتمع: يقول سيدنا عُمر بن الخطاب " الشجاع عظيمٌ في عين عدوه والجبان صغير في عين أمه ".
- حساب الآخرة: الشخص الذي يخاف من المواجهة، قد يضعه الله في موقف يحتاج إلى المواجهة فيتولّى عن اختبار الله له، يقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح " اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هن؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ"، رواه أبو هريرة.