|
|
|
| مصطفى حسني |
-----------------------------
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نمضي سوياً متأملين في خَلق الله متخيلين أننا في الجنة نزور أهلها بقلوبنا، ونبحث عن أخلاق أهل الجنة كل يوم في رمضان، واليوم مع إنسان تخلّق بخُلق من أكثر الصفات الإلهية التي يحتاجها الإنسان، اليوم نقف في الجنة على باب الحليم.
أخلاق أهل الجنة:
الحليم: هو من اختار التعامل بالحكمة عند الغضب وأن يتعامل بالحلم من الله. الحليم يعيش في الدنيا بنفسية أهل الجنة، والجنة ليس بها غضب، يقول الله تعالى: "لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴿٢٥﴾ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴿٢٦﴾" (سورة الواقعة: 25، 26) فاستحق جِوار النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وجوار سيدنا إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.
خطة الشيطان:
الشيطان عصبي ويريد أن يجعلك مثله، والإنسان العصبي هو من يفقد حكمة التصرف عند الغضب، وهدف الشيطان هو إنزال الإنسان من مرتبة الإنسان المُكرم إلى دابة مُدمرة، فالإنسان كرمهُ الله بالعقل عن سائر المخلوقات، وعند العصبية يفقد الإنسان عقله ويتحول من مرتبة الإنسان إلى مرتبة الدواب. الرغبة هي إثبات الإدانة عند الخلاف للطرف المُقابل، والتبرير الذي يستخدمهُ الشيطان هو " ضغوط الحياة أقوى منك " أو " هو الذي يُعصبك ".
حصاد الشيطان:
علامات الشخص العصبي:
- حِدة الصوت.
- وجود أشياء صغيرة تُلفت انتباهك.
- حُجتك أضعف كثيرًا من العصبية التي كنت عليها.
والعصبية تنقسم لنوعين:
العصبية المُسيطرة: هو الشخص الغضوب العصبي المتوتر، والعصبية قرار، وصاحب العصبية المسيطرة اتخذ قرار بعدم مقاومة الغضب واستسلم لهُ.
العصبية النوعية: وهي أن يكون هناك شيء معين ويتكرر يجعلك عصبي ويخرجك من هدوء نفسيتك.
حصاد العصبي:
- كثرة الندم: فقد نقل ابن القيم عَنْ عَقِيلِ بْنِ مَعْقَلِ ابْنِ أَخِي وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: " قَالَ رَاهِبٌ لِلشَّيْطَانِ وَقَدْ بَدَا لَهُ: أَيُّ أَخْلاقِ ابْنِ آدَمَ أَعْوَنُ لَكَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: الْحِدَّةُ، إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ حَدِيدًا قَلَبْنَاهُ كَمَا يَقْلِبُ الصِّبْيَانُ الْكُرَةَ ". ففي وجود الحِدة يغيب العقل وتخسر من حولك فيصيبك الندم.
- فساد الأجواء: فالعصبية مرض مُعدي والبيت الذي به شخص عصبي ترى أهله كثيري الحدة والتوتر والمشاحنات.
- شِدة السؤال في الآخرة: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنتُ أضرب غلامًا لي بالسوط فسمعتُ صوتاً من خلفي: (اعلم أبا مسعود) فلم أفهم الصوت من الغضب قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: (اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود) قال: فألقيتُ السوط من يدي، فقال: (اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام)، قال: فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا. رواه مسلم
نقدر نتغيّر:
- المبدأ: العصبية خسارة للقلوب، ومُظهرة للعيوب، وقصاص بين يدي علام الغيوب.
- صيدلية الذكر: دعاء يقوله أي شخص يشعر بالعصبية تجاه أحد " اللهم إن غضبي قد أعمى بصيرتي وشلَّ تفكيري فارزقني السكينة والسلام يا مالك عقلي وتدبيري".
- الخطوة العملية: من عنده عصبية نوعية لابد أن يقول لمن حولهُ الأشياء التي تجعلهُ عصبيًا، أما من عنده عصبية مُسيطرة فليس أمامه إلا الوضوء والذكر.
جنة الحليم:
- يتخلق باسم الله الحليم الذي يسبق حلمه انتقامه ورحمته سبقت غضبه.
- من كظم جرعة غيظ ملأ الله قلبهُ رضا يوم القيامة.
صيدلية الذكر: دعاء يقوله أي شخص يشعر بالعصبية تجاه أحد " اللهم إن غضبي قد أعمى بصيرتي وشلَّ تفكيري فارزقني السكينة والسلام يا مالك عقلي وتدبيري ".