بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه ومن والاه
أما بعد
يقول أحد الموظفين العاملين في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة وصلت يقول طائرة حجاج من أحد الدول الآسيوية للمطار فنزلت حاجة آسيوية كبيرة في السن إلى أرض المطار فما أن وضعت رجلها على الأرض حتى خرت ساجدة شاكرةً تبكي وظلت كذلك مدة طويلة
انتظروها
وانتظروها ..
الموظفون يتفهمون مشاعرها ولكنها كانت متأثرة تبكي وأطالت ،انتهى الحجاج الّذين في الطائرة تأخر الوقت فلما اقتربوا منها وحركوها فإذا هي ميتة لا إله إلا الله فرحت بقدومها للحجح فقبض الله روحها وهي محرمة وساجدة ولو لم تكمل الحج فإنها قد قبضت بأحسن حال سألوا عنها بعض الّذين كانوا معها فقالوا إنها كانت تجمع مبلغ الحج منذ سنوات طويلة جمعته درهماً درهماً إلى أن جاءت إلى الحج .
إنه يمكنني أن أتكلم عن كيفية التلذذ بعبادة الحج والعمرة اليوم ولكني اعلم أن الكثير من المشاهدين والمستمعين قد لا يتمكنون من الذهاب إلى الحج والعمرة فاخترت بدلاً من ذلك أن أتكلم كيفية ان تحج وتعتمر وأنت في بلدك كيف ؟
هذا ممكن فكل ما سأذكره من كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا وجدت أي شيء خارج الكتاب والسنة فلا تقبله اضرب به عرض الحائط وسأكون مديناً لك بالاعتذار فلا تتعجل إنتظر حتى ترى بنفسك سنذكر أشياء معينة إذا فعلتها أخذت مثل أجر الحج وأنت في بلدك بلا سفر ولا مشقة ولاشيء تأخذ أجر الحج
طبعاً هذا لايجزئ عن الحج ولايسقط عنك الفريضة هذا مثل الصلاة بالمسجد الحرام فالصلاة بالمسجد الحرام تساو مائة ألف صلاة فيما عداه من المساجد ولكن هل هذا يعني أن الّذي يصلي بالمسجد الحرام يمكنه أن يترك الصلاة بعدها بما يساوي مائة ألف صلاة ، طبعاً لا ،فرق بين ثواب الصلاة والصلاة نفسها وكذلك في الحجات التي سنذكرها فرق بين ثواب الحج وسقوط فريضة الحج أحببت التنبيه على ذلك قبل أن نبدأ الآن بجمع كمية من الحجات نضعها في ميزاننا يوم القيامة إن شاء الله تعالى وأكرر أن هذا ليس من كلامي فكل ماسأذكره من الكتاب والسنة
هل تريد الحج وأنت في بلدك هيا فلنبدأ
الحجة الأولى
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
((من صلَّى صلاةَ الغداةِ في جماعةٍ ، ثم جلس يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ، ثم قام فصلَّى ركعتَين ، انقلب بأجرِ حجَّةٍ و عمرةٍ ))
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 467
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
الغداة أي صلاة الفجر
فيجب أن تصلي القجر جماعة ثم تجلس تذكر الله إلى أن تطلع الشمس أنظر إلى التقويم أنظر فيها متى تطلع الشمس ثم حاول أن تستمر في ذكر الله تعالى إلى أن تطلع الشمس حتى لو تحركت المهم داخل المسجد وذكر الله تعالى ليس فقط تسبيحاً وتهليلاً والتحميد والتكبير بل حتى الدعاء ذكر
قراءة القرآن ذكر
حضور الدرس أو المحاضرة أو حتى الاستماع لها بالمسجل أو الهاتف يكون من الذكر
بل حتى التفكر والتأمل الّذي يحبه الله يعتبر من الذكر هذا يسمى ذكر القلب
فإذا صليت الفجر ثم بقيت تذكر الله بأي نوع من هذه الأنواع التي ذكرناها ثم طلعت الشمس ثم صليت ركعتين فهنيئاً لك لقد حصلت على حجة وعمرة تامة تامة تامة بشهادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكن إذا طلعت الشمس فلا تصلي مباشرة بل انتظر .. انتظر إلى أن ترتفع الشمس بمقدار رمح ثم صلي ركعتين أي ترتفع عن الأرض بما يساوي رمح في عين الناظر كم تساوي بالدقائق ؟ تقريباً حوالي ربع ساعة فلو كان موعد الشروق الساعة الخامسة صباحاً لا تصلي الركعيتن عند الخامسة بالضبط بل انتظر حتى تصل الساعة إلى الخامسة والربع ثم قم بالصلاة لماذا؟
لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الصلاة بعد أن تطلع الشمس إلى أن ترتفع بمقدار رمح الّذي يساوي تقريباً من 11 دقيقة حتى ربع ساعة هذه الصلاة تسمى ركعتا الضحى ولاتسمى الإشراق فلا يوجد شيء يسمى ركعتا الإشراق وإنما هي صلاة الضحى ولكن ماذا عن اخواتنا النساء هل فاتتهم هذه الحجة لأن المرأة تصلي لوحدها في البيت ؟ الحقيقة يوجد أكثر من رأي في هذه المسألة لكن الراجح الّذي رجّحه بعض العلماء أجر الحج والعمرة إذا جلست تذكر الله إلى الشروق ثم صلت وهي في بيتها لأنها فعلت الأفضل في حقها فلا تفقد الأجر لأنها في الحقيقة قد فعلت ماستطاعت قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(( ذَروني ما ترَكْتُكُم ، فإنَّما هلَكَ الَّذينَ من قبلِكُم بسؤالِهِم واختلافِهِم على أنبيائِهِم ، فإذا نَهَيتُكُم عنِ الشَّيءِ فاجتنِبوهُ ، وإذا أمرتُكُم بالشَّيءِ ، فائتوا منهُ ما استطعتُمْ ))
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 13/244
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
الله أكبر تخيل في كل يوم حجة مع كل صباح والله ماأحلى هذا الصباح الّذي نستفتحه بالحج مارأيكم الآن أن نأخذ حجة أخرى حجة نحصل عليها ونحن في بلدنا الّذي نعيش فيه وهذه المرة ليست حجة واحدة في اليوم كالحجة السابقة لا بل خمس حجات في اليوم كل يوم ،كيف؟
إن ذهبت إلى المسجد حاول ن تمشي ولاتركب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(( مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعةِ ، فهي كَحَجَّةٍ ، ومَن مَشَى إلى صلاةِ تَطَوُّعٍ ، فهي كعُمْرَةٍ ))
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6556
خلاصة حكم المحدث: حسن
فكلما مشيت إلى المسجد فأنت لا تأخذ فقط حسنة على كل خطوة أنت لا تتخلص من سيئة في كل خطوة بل أنت فوق كل هذا تحصل على حجة كاملة والّذي قال ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الّذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
فحاول قدر المستطاع أن تذهب إلى المسجد ماشياً ولو مرة في اليوم ولكن هناك مسألة ماذا لو كان المسجد الّذي أخشع فيه أكثر لا يمكن الوصول إليه مشياً ولابد من السيارة هل أصلي بالقريب وأمشي كي أحصل على حجة ام أصلي بالبعيد الّذي أخشع فيه أكثر ولو فاتني المشي؟
الجواب تصلي بالمسجد البعيد الّذي تتخشع فيه ولو فاتك المشي لأن الخشوع هو مقصود الصلاة وأما المشي فهو وسيلة إليه ولايمكن أن تقدم الوسيلة على الغاية فلا شك أن الغاية أولى من الوسيلة
ولهذا أهل العلم يقولون مراعاة ذات العبادة أولى من مراعاة مكان العبادة
ولكن السؤال هنا هل فاتني أجر الحجة التي وعد بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمن مشى إلى المسجد ؟
الجواب لا ستأخذ أجر الخشوع وأجر الحجة ولو صليت بالمسجد البعيد راكباً لأن الله تعالى يعلم من قلبك أنك تريد أن تمشي ولكن الشي الوحيد الّذي جعلك تركب هو أن الخشوع اكثر هناك والخشوع أحب إليه سبحانه من الخشوع الأقل لهذا ركبت للمسجد البعيد فأنت نويت المشي ولكن فعلت الأفضل فيعطيك الله تعالى على نيتك ،أليس كلنا يحفظ الحديث العظيم الّذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما الأعمال بالنيات الحمد لله وهذا ينطبق أيضاً لو ذهبت فصليت في مسجد بعيد لأجل حضور محاضرة أو لأجل صلاة الجمعة عند خطيب متميز فإنه لن يفوتك أجر المشي في هذه الحال لأن الله تعالى علم من قلبك أنك فعلاً تريد المشي الّذي فيه الثواب ولكنك تركته لتفعل الشيء الّذي هو أحب إليه سبحانه ولم تفعل ماهو أحب إليك أنت .
أنا أعرف ماذا يحدث الآن فبعض الأخوات تظن أن الأجر فاتها وتظن أنه من الأفضل أن تذهب إلى المسجد لكن أقول أنه يمكنها أن تحصل على عدد حجات ربما أكثر من الرجال كيف ؟
أولاً إذا علم منها صدقاً أنها تريد المشي للمسجد لتحصل على أجر الحجة ولكن الأفضل لها أن تصلي في البيت فإنها تترك الصلاة بالمسجد لأجل مايحبه الله عندها ستأخذ أجر المشي وأجر الحجة بسبب نيتها الفاضلة هذه بالضبط كما مر معنا في الرجل الّذي يركب إلى المسجد الذي يخشع فيه أكثر ولو كان بعيداً بالسيارة “إنما الأعمال بالنيات” أليس كذلك .
يوجد أمر آخر يعطيها أجر المشي وهو أن تحث الرجال الّذين في بيتها على الذهاب إلى المسجد عند كل صلاة مشياً بعد كل ذلك كل من مشى منهم إلى المسجد فإنها تأخذ معه أجر حجة ماهو الدليل ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
(( من دعا إلى هدًى ، كان له من الأجرِ مثلُ أجورِ من تبِعه ، لا يُنقِصُ ذلك من أجورِهم شيئًا . ومن دعا إلى ضلالةٍ ، كان عليه من الإثمِ مثلُ آثامِ من تبِعه ، لا يُنقِصُ ذلك من آثامِهم شيئا ))
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2674
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والحديث رواه مسلم
طيب ماذا لو لم يذهبوا ؟ لها أجر نيتها ولكن الأمر لايقف عند هذا الحد بل يوجد شيء آخر يعطيها أجر الحج وهي أن تحاول أن تنشر نفس الحديث هذا الحديث
(( مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعةِ ، فهي كَحَجَّةٍ ، ومَن مَشَى إلى صلاةِ تَطَوُّعٍ ، فهي كعُمْرَةٍ ))
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6556
خلاصة حكم المحدث: حسن
حاول أن تنشره قدر المستطاع بوسائل التواصل الاجتماعي والرسائل والهاتف وبأي وسيلة فإن نشرت الحديث أختي الفاضلة فإن كل من يطبقه وبذهب إلى المسجد ماشياً فإن لكي أجر حجته أنظري كيف أن بعض الرجال يذهب إلى المسجد مشياً وأنت تقومين بالدعوة إلى الله تعالى قتأخذين أجر حجاتهم جميعاً قد تكون عشرات الحجات
الدعوة إلى الله غالية ،والله كنز كما قال الله تعالى
(( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) ﴿فصلت /٣٣﴾
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فليس الذهاب إلى المسجد هو الّذي يعطينا كل شيء بل حتى إذا انتهيت من الصلاة يمكنك أن تحج ولو كنت في بيتك كيف ؟
توجد ألفاظ معينة إذا قلتها فإن الله تعالى سيعطيك خمسة حجات أخرى في كل يوم إضافية بعد كل صلاة
إستمع إلى هذه القصة العجيبة
عن أبي هريرة رضي الله عنه
((جاء الفقراءُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : ذهب أهلُ الدُّثورِ منَ الأموالِ بالدرجاتِ العُلا والنعيمِ المقيمِ : يُصلّون كما نُصلّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحجُّونَ بها ويعتمِرونَ، ويُجاهدونَ ويتصدَّقونَ . قال : ألا أُحدِّثُكمْ بأمرٍ إن أخذتُمْ بهِ، أدركْتُم مَن سبقَكمْ، ولمْ يدرككُمْ أحدٌ بعدَكُم، وكنتُمْ خيرَ مَنْ أنتمْ بينَ ظهرانَيهِ، إلا مَن عملَ مثلَهُ ؟ تُسبِّحونَ وتحمدونَ وتكبِرونَ، خلفَ كلِّ صلاةٍ، ثلاثًا وثلاثينَ . فاختلفْنا بيننا، فقال بعضُنا : نسبحُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونحمدُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونكبِّرُ أربعًا وثلاثينَ، فرجعْتُ إليهِ، فقال : تقولُ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ، حتى يكون منهنَّ كلُّهنَّ ثلاثًا وثلاثينَ .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 843
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أهل الدثور يعني أهل الأموال أي الأغنياء ،المهاجرون يقصدون أن هؤلاء الأغنياء يستطيعون الحصول على حسنات لا نستطيع نحن الحصول عليها لأنها تحتاج إلى أموال ونحن فقراء فنخاف أن يسبقونا بها يوم القيامة ،فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم بشارة عجيبة فقال :
((ألَا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ ، وتسبِقونَ بِهِ مَنْ بعدَكُمْ ، ولَا يكونُ أحدٌ أفضلَ منكم ، إلَّا مَنْ صنَعَ مِثْلَ مَا صنعتُم ؟ تُسَبِّحونَ ، وتُكَبِّرونَ ، و تحمَدُونَ فِي دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ مرَّةً
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2626
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يعني يقول الإنسان خلف كل صلاة سبحان الله 33 مرة والحمد لله 33 مرة والله أكبر 33 مرة إذا فعلت ذلك أصبحت مثل أولئك المنفقين لكن قد يقول قائل هل من المعقول أن ينفق الإنسان ويتعب ويعمل يأتي إنسان فيقول كلمات معدودة فيأخذ ثواباً مثل أجري ؟
الجواب الله سبحانه وتعالى كريم وخزائنه تملأ السماوات والأرض فمالذي يحجب فضله سبحانه عن عباده فهو يتفضل سبحانه على عباده كما يشاء ، لم لانريد فلان أن يأخذ حسنات دعه يدخل الجنة انتظروا لحظة مالّذي يمنع هذا الغني أن يقول مثل ماقال الفقير فيأخذ أجراً أكثر ففضل الله عز وجل واسع لايمتنع عن أحد يحصل عليه الغني والفقير والكبير والصغير .
المهم أن تزيد عدد الحجات كأنك زدت عمرك سنوات طويلة ماكنت لتعيشها وتحج فيها لولا هذه الأحاديث .
الوقت انتهى لكن الحجات لم تنتهي يمكنك أن تضعها في ميزانك لذا أرجوكم انتظرونا إلى الحلقة القادمة أسأل الله تعالى أن يجمعنا على كل محبة ، نلتقي بإذن الله ،والحمد لله رب العالمين .
::: مع الشكر لفريق التفريغ في منتدى الشيخ محمد العريفي
http://3refe.com/vb