الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
المُتقِن هو المُحترِم لنظر الله، فهو يبذل قصارى جهده وتركيزه في كل ما يعمل، واستطاع أن ينتصر على الشيطان الذي يُريد أن ينزع منّا الاتقان وأن يُلبسنا بالاهمال وأن يصنع منّا شخصية الفهلوي لينزع من بني الإنسان لقب خليفة الله في الأرض، فاستحق أن يكون في الجنَّة مع امام المُتقنين - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يفعل كل تفاصيل حياته باتقان، وتعرَّفنا على علامات الفهلوي والحصاد الذي يُجنيه وخطوات الوقاية والتعافي من الاهمال .. كُن خليفة لله في الأرض، واجعل الاتقان منهج حياتك تأتي يوم القيامة بجوار #أهل_الجنة

------------------------------------

لا زال الطريق بيننا مَوْصول ونُكمل رحلتنا في الدنيا ونحن سائرون في ملكوت الله الرائع ونحن نُشاهد هذا الإبداع الإلهي ندعوا الله أن يُسكنُنَا الجنة التي خلقها الله لنا، وشعرنا بسعادة أهل الجنة وهم سُعداء؛ لأنهم شعروا بين أهل الجنة بالقبول وما أعده الله لهم، قال تعالى: "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ‌ بَعِيدٍ"(ق: 31).

أخلاق أهل الجنة:-

باب المُتقن: وهو الإنسان الذي يبذل قَصارى جُهده وقصارى تركيزه في كل ما يعمل؛ ليكون في أبهى صورة تُرضي رب العالمين، فعل ذلك في الدنيا؛ لأنه سمع الحبيب وهو يقول: "إن الله يحبُ إذا عملَ أحدكُم عملا أن يتقنهُ"، وتمنى أن يكون جاره في الجنة، فكما اتفقنا المرء مع من أحب، ومعه في جواره سيدنا مُصعب بن عُمير الذي أتقن فيما وكله له النبي المُصطفى (صلى الله عليه وسلم).

خطة الشيطان:-

هنا في منطقة الصراع الشيطاني وشيطنة الأخلاق، سنصف الشيطان هنا بأنه مُتقن لعمله؛ لأنه عَلم أن الإتقان سر النجاح وعَلم أن الإتقان هو الذي سيوصله إلى هدفه في شيطنة الأخلاق بالعمل والجد لا الكسل والاتكال، فالشخص الفهلوي – الذي يهدف الشيطان لصناعته - هو ذاك الشخص الراغب في الإنجاز بدون اهتمام أو مجهود أو علم، وهدف الشيطان أن يجعل منا هذا الشخص الفهلوي، هدفه أن ينزع منك لقب خليفةُ الله في الأرض الذي عمّرها، ورغبته لك هي الراحة في الدنيا لا العمل والمشقة، وفي تبريره لك أنك لابد أن ترتاح ويزين لك أمران أولهما أن الدنيا وهم ولا تستحق، وثانيهما نام وارتاح وسيأتي لك النجاح.

علامات الشخص الفهلوي:-

الفهلوي الكسول: هو إنسان مليء بالقدرات والمهارات "صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ" (النمل: 88) ولكنه كسلان أن يقوم بهذه المهارات، قال تعالى: "وَمَنْ أَرَ‌ادَ الْآخِرَ‌ةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورً‌ا" (الإسراء:19).

الفهلوي الجاهل: هو الشخص الذي لا يمتلك من المعلومات الكمّ الكافي الذي يجعله مؤهل للتعامل في أمور كثيرة، ولا يعمل من أجل أن يصل لهذا الكمّ من المعلومات الذي يُريده.

الفهلوي مع الله: هو الشخص المُعتمد على أن الله غفورٌ رحيم وسطحي في علاقاته مع الله تراه يؤجل حجه وهو يمتلك القدرة، يؤخر توبته ويقول لك عيش الحياة، كلامه صحيح أن الله غفورُ رحيم ولكن ارجع وتُب إلى الله، قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ، وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ" (الزمر: 53،54)، فلا تبعد عن الله وارجع إليه وتُب إليه.

حصاد الشخص الفهلوي:-

فاقد السمعة: يفقد سُمعته على المستوى الشخصي، قال (صلى الله عليه وسلم): "يَذهَبُ الصَّالِحونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، ويَبقَى حُفَالةٌ كَحُفالةِ الشَّعيرِ، أوِ التَّمرِ، لا يباليهمُ اللَّه تعالى بَالَةً" حديث صحيح، فيقل إتقانه حتى يكون في حياته شخصُ غير مؤثر فيمن حوله.

نشر الشك في المُجتمع: أكثر كلمة يكرهها الغرب من العرب في العمل كلمة إن شاء الله؛ لأنهم يقولوها بلا عمل، وهي غير ذلك؛ لأن المؤمن يقولها ولكنه يعمل قصارى جهده ويؤمن بأن النتائج من الله.

الندم في الآخرة: وهو ندم الحسرة من قلة العمل في الدنيا وعدم الانصياع لمُراد الله منه في خلقه في الأرض.

نقدر نتغير:-

المبدأ: نجاحهُ أوهام، مُضيع للأيام، مؤذي لسمعة الإسلام.

صيدلية الذكر: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والإهمال وترك إتقان الأعمال، ومن سوء المآل، إنك أنت الكبيرُ المُتعال".

الخطوة العملية: ألزم شخص مُتقن واقبل نصيحته، اتعدي من الإتقان وكُن مُتقن.

علامات الشخص المُتقن:-

مُحترم، أنه خليفة الله في الأرض.

يُعطى قلبه وعقله لكل عمل يقوم به.

يعلم أن أعماله ستُعرض على الله فأتقن فعلها.