الوفي هو الذي لا يغدر ولا يخون بل يبذل كل جهده للوفاء بعهده، وعرف جيدًا أن الله لا يخلف وعده فاختار الوفاء في حياته طريقة للتعامل ليتعلق بالله ويتخلق بأخلاقه، فاستحق بذلك أن يأتي يوم القيامة جوار النبيّ في أفضل مكان في الجنَّة، عِش وفيـًا لأنك تستحق مجاورة النبيّ، تستحق أن تكون من أهل الجنة .
--------------------------------------------------------------
ما زلنا في طريقنا لمعرفة أخلاق أهل الجنة؛ لنتخلق بها ونكون في الجنة بجوار النبي المُصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
أخلاق أهل الجنة:
باب الوفيّ: في حديث اليوم طرقنا باب جوار النبي والحبيبُ ابن الحبيب سيدنا إسماعيل عليه وعلى أبيه الصلاة والسلام باب الوفيّ، وهو الإنسان الباذل أقصى جهده للوفاء بعهده؛ لأنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول "أنا أكرم من أوفى بعهده"، وعن يساره سيدنا إسماعيل الذي قال فيه ربه "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا" (مريم: 54).
خطة الشيطان:
وإذا نزلنا للدنيا؛ لنرى كيفية صراع الشيطان مع هذا الإنسان الوفيّ الذي لم يستطيع شيطنة أخلاقه؛ لنجد أن الشيطان بطبعه غدار وخائن وهدفه صناعة الإنسان الغدار الخائن، فالشيطان يُشجع على الكفر والخيانة ويتبرأ منك كما حكي عنه عزوجل قال تعالى: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر: 16).
وهدفه في ذلك هو بث ثعابين الشر؛ ليلدغوا البشر ويقتلوهم؛ لأن الغدر والخيانة تؤذي دائمًا في مقتل، ورغبته في إقناعك أنك تُريد مصلحتك الشخصية؛ لذا فأنت تؤذي البشر، وتبريره لك موجود بإقناعك أنك مظلوم وهذه هي فرصتك لترد الظلم الواقع عليك.
علامات الشخص الخائن:
خيانة مادية: وهي خيانة العهد؛ لتحقيق مطمع مادي قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" (النساء: 10).
خيانة نفسية: وهي خيانة الأسرار والنصائح، فيكون وقت الخصام هو وقت الغدر للأسرار وإفشاءها، قال صلى الله عليه وسلم: "من تَقَوَّل علَيَّ ما لم أقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مقعدَه مِنَ النَّارِ، ومَنِ استشارهُ أخوهُ المسلِمُ، فأشارَ عليه بغيرِ رُشْدٍ، فقد خانَهُ، ومَنْ أُفْتيَ بِفُتْيا غيرَ ثَبَتٍ، فإنَّما إثْمُهُ عَلَى مَنْ أفتاهُ" حديث صحيح.
خيانة العلاقات الإنسانية: ومنها خيانة الأصدقاء لبعضهم، وهي ادعاء الصداقة وأنك تحبه وفي أقرب موقف يُبين تلك الصداقة تتركه وتخونه لتُحقق مصلحتك حتى ولو على حساب صديقك، ومنها الخيانة الزوجية وهي من أبشع الخيانات قال صل الله عليه وسلم: "يخرج في آخرِ الزمانِ رجالٌ يختِلون الدنيا بالدِّينِ، يلبسون للناسِ جلودَ الضَّأْنِ من الِّلينِ، ألسنتُهم أحلَى من العسلِ، قلوبُهم قلوبُ الذِّئابِ، يقول اللهُ عزَّ وجلَّ: أبي يَغترُّون، أم عليَّ يجترِئونَ؟! فبي حلفتُ:لأبعثَنَّ على أولئك منهم فتنةً تدَعُ الحليمَ حَيْرانَ" حديث إسناده صحيح.
حصاد الخائن:
مُبتلى بالشك: فالخائن يشك في من حوله قال تعالى: "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ" (فاطر: 43).
الخُلع الاجتماعي: فالغدر والخيانة ليس من السهل أن ينساهم الناس فالمجتمع يرفض الشخص الغادر والخائن.
حصاد الآخرة: فهو صعب جدًا فالغادر حسابه عسير يوم القيامة حسابه أضعاف المرات من الذي يرتكب كبيرة الزنا بواحدة، قال صلى الله عليه وسلم: "لأنْ يزنيَ الرجلُ بعشرةِ نسوةٍ، خيرٌ لهُ منْ أنْ يزنيَ بامرأةِ جارِهِ ولأنْ يسرقَ الرجلُ عشرةَ أبياتٍ، أيسرُ لهُ منْ أنْ يسرقَ بيتَ جارِهِ" صحيح.
نقدر نتغير:
المبدأ: احفظ هذا المبدأ "وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِين" (يوسف:52) " - "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ" (فاطر: 43).
صيدلية الذكر: "اللهم يا من تعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور، احفظ قلبي من الخيانة وإخفاء الشرور إنك أنت العزيز الغفور".
الخطوة العملية: تخيل نفسك ثعبان ويقترب من أحد البشر فقط لتلدغه
علامات الوفيّ:
سمع حديث النبي وتخلق بأخلاقه، وسار على الدرب والعهد؛ ليدخل الجنة قال عليه الصلاةُ والسلام: "ثلاثٌ ليس لأحدٍ من النَّاسِ فيهنَّ رُخصةٌ : بِرُّ الوالدَيْن مسلمًا كان أو كافرًا، والوفاءُ بالعهدِ لمسلمٍ كان أو كافرًا، وأداءُ الأمانةِ إلى مسلمٍ كان أو كافرًا".
يوعد بما يستطيع أن يوفي به.
مُستعد أن يخسر أي شيء مقابل أن لا يغدر ولا يخون.
يعلم أن الرغبات والأرزاق بيد الله وأن الخيانة لا تجلب الأرزاق