في الحلقة العاشرة من برنامج قصة الأندلس يرصد الدكتور عمرو خالد قصة كفاح عبد الرحمن الداخل علي مدار 34 سنة هي مدة حكمه، من خلال مواجهته لما يقارب 25 ثورة في طريقه لتأسيس الدولة، فقد كان له الكثير من الأيادي البيضاء على الإسلام في بلاد الأندلس، فلقد تحول نصره ودخوله لقرطبة إلى مرحلة مستمرة من الكفاح ليحمي نصره ويؤسس دولة قوية الأركان، ولكي تتعرف على كيف قام عبد الرحمن بهذه الإنجازات
-------------------------------------
من هو عبد الرحمن الداخل؟!
هو أمير أموي شاب، تربى في بيت الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، حكم الأندلس لمدة أربعة وثلاثون عامًا، منذ عام مائة وثمانية وثلاثين هجريًا إلى مائة اثنين وسبعون هجريًا.
وعندما بلغ التاسعة عشر من عمره؛ انقلب العباسيين على الأموين؛ وأقامو الخلافة العباسية، وذبحو الأمويين ذبحًا، و جابو البلاد بحثًا عن كل أمير أموي ليقتلوه، ففر الأمير عبد الرحمن الداخل ذو التسعة عشر عامًا منهم؛ وظل ينتقل من مكان إلى أخر هربًا منهم لمدة ست سنوات! هرب من الشام إلى العراق، وسبح هو وأخاه في نهر الفرات إلا أن العباسيين تمكنوا من القبض على أخاه، وذبحوه أمام عينيه، ثم هرب إلى مصر وبعد أن عرفو مكانه في مصر هرب إلى المغرب، وهي الموطن الأصلي لوالدته التي كان أصلها من البربر، ولكن لم يجد مكان يستطيع العيش فيه فانتقل إلى الأندلس، حيث استقبله خادمه بدر؛ واستقر أخيرًا بعد ست سنوات متواصلة من الهرب، والعناء، والخوف، والقلق، من أن يجده العباسيين.
بعد بلوغ الخامسة والعشرين من عمره، ماذاقد يفعل بعد أن استقرت به الحياة أخيرًا بعد كل هذا العناء من والسفر هربًا من القتل المحتم على يد العباسيين لمدة ست سنوات متواصلة؟ أتظنون أنه ركن إلى الراحة والاستجمام؟ كلا، لم يفعل! بل استيقظ بداخله هدف أكبر، هو توحيد الأندلس. تلك البلد الإسلامية التي مات من أجلها أجداده، فقرر أن يتفق مع اليمنيين ووضع يده في يد أبو الصباح اليحصُبي، وانتصرا سويًا على والي الأندلس يوسف الفهري، وأصبح أميرًا للأندس. ولكنه لم يكتفي بذلك، بل نفذ هدفه الأكبر وهو وضع أسس موحدة لدولة الأندلس، لأنها كانت بلد مفككة بحاجة إلى معجزة لتتجمع مرة أخرى، وكان هو هذه المعجزة.
خطة توحيد الأندلس
يُعد عبد الرحمن الداخل الفاتح الثاني للأندلس بعد موسى بن النصير، وطارق بن زياد، ولم يكن له جذور وعزوة في هذه البلاد، بل كان من الغرباء عنها، وكل من حوله في هذا الوقت كانوا حديثوا العهد به.
أول خطوات الخطة كانت المصالحة! الصلح بين أهل الحجاز وأهل اليمن، فقد كان بينهم صراع ودم، وهو من أصل حجازي، ولكنه كما ذكرنا كان قد تحالف مع اليمنين على والي الأندلس، فأراد أن يدوم هذا التعاون بينهم ليس فقط من أجل الحصول على الأندلس بل من أجل النمو بها مرة أخرى.
فسأل ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة؟، فأُجيب: بأنه صلى الله عليه وسلم أخى بين المهاجرين والأنصار، فاتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بالمصالحة بين الحجازيين واليمنيين بالأندلس، ووضع قانونًا ينص على أن أي مشروع أو حرفة يتشارك فيها اثنين أحدمها حجازي، والآخر يمني تكون الأرض هدية من الدولة. يالها من حنكة وذكاء، يريد بالفعل توطيد العلاقات الطيبة بين الحجازيين واليمنيين، وأخذ هو بنفسه يجوب شوارع قرطبة، إذا وجد جنازة ليمني شارك فيها بنفسه، وإن علم بمرض أحد القرشيين ذهب ليعوده في بيته، وإذا سمع عن أن أحد الشوام يمر بمشكلة ما، مر عليه لينظر في مشكلته، بل وصلت حكمة هذا الشاب ذو الخمسة والعشرون عامًا إلى أنه حين علم بأن أبو الصباح اليحصُبي كان قد قال لليمنين يوم معركتهم مع والي الأندلس: "ما رأيكم في نصرين في يوم واحد؟" وكان يقصد أن يقتله هو، ذلك الفتى القرشي عبد الرحمن الداخل، إلا أن قومه كانو حكماء، فقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحكمة يمنية"، فرفضوا قتل عبد الرحمن الداخل، وحين علم بما كان من أبو الصباح اليحصُبي، لم يفعل له شيئًا! بل صبر عليه إحدى عشر سنة! ولم يخبره بأنه قد علم ما كان منه ثم عزلة في الوقت المناسب لذلك.
ذات يوم وهو يمر في شوارع قرطبة، جائه رجل ممن يضمرون له شيئًا في أنفسهم، وقال له: "أعطني أرضًا لأسكن بها" فأعطاه أرضًا من ماله الخاص ثم ذهب إليه وقال له: "إرفع شكواك إلى الله أولًا ثم إإتني؛ واكتُب لي في رُقعة، كي نسترك أمام الناس ولا تفضح نفسك" كان هذا أسلوبه في التعامل مع الناس جميعًا فأحبوه الناس. واستطاع بالفعل أن يوحدهم ويجمعهم حوله، إلا أنه ظلت هناك مشكلة تواجهه، فقد ظل الناس متحيريين في أمرهم، هل هم تابعين للخلافة الأموية التي أبيدت على أيدي العباسيين، أم أنهم تابعيين للعباسيين؟ ظل يفكر عبد الرحمن الداخل في هذا الموقف ووجد أنه ليس من الحكمة إعلان تابعيته للخلافة الأموية بعد سقوطها؛ لأن هذا سيثير غضب العباسيين ويستفزهم وستكون حرب جديدة، ولا يمكنه أن يسلم إلى من قتلوا أهله ويُقر بأنه تابع للخلافة العباسية. فقرر إعلان الأندلس إمارة مستقلة، وبسبب قراره هذا ظلت الأندلس قائمة لثمانمائة عام.
تهديدات للأندلس
كانت الأندلس مهددة من أربعة جهات:
1- العباسيين الذين يريدون الانتقام منه
2- ملك الألمان شارلمان
3- الفرنجة بفرنسا
4- مملكة ليون في الشمال
عانت الأندلس بسبب هذه التهديدات الأربعة من خمسة وعشرون ثورة، أولها كانت ثورة العباسيين، حين أرسل جعفر المنصور، الخليفة العباسي في ذلك الوقت، بأحد أتباعه إلى الأندلس يُدعى العلاء بن مغيث الحضرمي، لينادي في الأندلس بأن عبد الرحمن الداخل خارج على الخلافة العباسية، ليشعل الفتنة، فرد عليه عبد الرحمن الداخل قائلًا: "كذب، بل أنا موحد الأندلس، وحامي الإسلام فيها"، وقال: "أيهما أهم: الإسلام أم الخلافة؟" وانتصر عبد الرحمن الداخل على العلاء بن مغيث الحضرمي، الذي قُتل في تلك المعركة، وحين وصل الخبر إلى جعفر المنصور، قال: "قتلنا هذا الفتى الحمد لله الذي جعل بيننا وبينه البحر وإلا لأكلنا جميعًا" ثم يسأل وهو في حاشيته:
"من صقر قريش؟"
فأجابوه متملقين: "أنت يا أمير المؤمنين"
فقال جعفر المنصور: "لا.. أنا كان معي رجال، وكان معي مال"
قالوا: "فمعاوية بن أبي سُفيان"
قال: "معاوية ولاه عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان على الشام، فكان معه المال والرجال"
قالوا: "فالوليد بن عبد الملك"
قال: "كان معه المال والرجال، وبايعه الناس على الخلافة"
قالوا: "فمن؟"
قال: "ذلك الفتى، الذي هرب منا، وراح وحيدًا طريدًا، غريبًا، فأقام دولة كبيرة، هذا هو صقر قريش، والله لا أقاتله بعد ذلك أبدًا"
فتنة أخرى: ملك ألمانيا
اتفق ملك ألمانيا مع حاكم سُرقسطة وكان اسمه سليمان الأعرابي، وكانت هذه أول خيانة حدثت في الأندلس، اتفق ذلك الخائن مع ملك ألمانيا على أن يسمح له بإدخال جيشه إلى سُرقسطة، وتم بالفعل إدخال الجيش اللألماني، وكان سليمان الأعرابي يظن أن كل جيشه موالي له هو، ولم يكن يعلم أن قيادات جيشه ولائها إلى عبد الرحمن الداخل، فانقلب الجيش فجأة على شارلمان ومن معه، الذي فر هاربًا، وظن أن سليمان الأعرابي قد خانه، فأرسل من يقتله، فقتله.
فتنة أخرى: ابن أخاه
طالبه ابن أخاه بحقه في الخلافة الأموية، بل وصل به الحد إلى أنه إضطر عبد الرحمن الداخل إلى محاربته؛ وقتله! ياله من أمر صعب! استطاع عبد الرحمن الداخل أن يقضي على خمسة وعشرون ثورة في الأندلس، بعدها فقط استطاعت البلاد أن تستقر وتهدأ، كم هو عالي الهمة! كم هو مثابر ومخطِّط جيد!
ثم بدأ في تأسيس الدولة، جهز جيش كبير مكون من مائة ألف فارس، جمع فيه لأول مرة الجيل التاني من المولدين في الأندلس، كما أعدأسطولًا بحري ضخم في خمس موانئ، وقام ببناء ترسانة للأسلحة ومصانع للأسلحة في طليطلة، وأقام وزارات داخل الدولة،ثم قسم ميزانية الدولة بين الوزارات وبين الإعمار، ومن إنجازاته أيضًا إكمال بناء مسجد مسجد قرطبة الرائع، وهو أكبر مسجد في لأندلس، به محراب رائع، دقة رائعة في الزخارف، به أول مأذنة في تاريخ المسلمين لها أكثر من سلم حتى يستطيع المؤذنون أن يصعدو في وقت واحد ليؤذن كل منهم في اتجاهه، ليتمكن كل سكان قرطبة من سماع الآذان، ساحة المسجد كما هي، بنخلها وشجر اللارنج المزروع بداخله.
رغم كل هذه الهمة العالية والتخطيط الرائع، إلا أنه كان شخصية رقيقة جدًا، هل تعلموا أنه هو من أدخل النخل العربي إلى الأندلس حتى يستشعر قربه من الشام، لأنه لم يستطع العودة إليها قط، هل تتخيلوا أنه كان يكلم النخل ويقول له: "أيها النخل إن كنتم قد اشتاقتوا إلى أرضكم فقد اشتقت أنا أيضًا إلى أرضي" بل أنه وصل به الأمر إلى بناء قصر في قرطبة اسماه قصر الرصافة، مماثل تمامًا للقصر الذي كان يعيش فيه بالشام، وكان يقف أمام البحر ينظر إلى البحارة المتجهين إلى الشام، ويقول:
إن جسمي كما تراه بأرضِ وفؤادي ومالكيهِ بأرضِ
وفاته
توفي عن عمر يناهز التسعة وخمسون عامًا، تاركًا ورائه تاريخًا عظيمًا لا يعلم قيمته الكثير من العرب، إلا أن الإسبانقد صنعوا له تمثالًا عام 2005، فقد عرفوا قيمته قبل أن نعلم نحن قيمته.
قام بتحريرها: قافلة تفريغ الصوتيات – دار الترجمة
Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة
يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع management@daraltarjama.com
--------------------------------------
The Story of Andalusia
by Dr. Amr Khaled
Ep 10
Abdul-Rahman al-Dakhil
Abdul-Rahman al-Dakhil, a young Umayyad prince and grandson of Hisham Ibn- Abdul-Malik, ruled Al-Andalus for thirty four years. He was at the age of nineteen when the Umayyads were overthrown by the Abbasids. He fled Damascus to many places to escape the danger of the Abbasids. Accompanied by his brother, he fled to Iraq by swimming in Euphrates. However, the Abbasids managed to catch and kill his brother before him. He went to Egypt and then to Morocco, the home country of his mother, but he found no appropriate place to live in. After six years of escape, fear, and anxiety, he moved to Andalusia where his servant Badr warmly received him.
Abdul-Rahman al-Dakhil did not seek rest after this hard time. He rather decided to achieve his biggest goal: The unity of Andalusia. He managed to achieve victory over Yousef al-Fahri, the ruler of Andalusia, by the help of Yemeni tribes and he became the emir of Andalusia.
Unity of Andalusia
Abdul-Rahman al-Dakhil ranks second to Musa Ibn-Nusayr and Tariq Ibn-Ziyad as the conquerors of Andalusia. Having naught to rely upon save his own wits and perseverance, he was able to amass local support. His first step was to make reconciliation between the Arabs and Yemenis. He followed the path of Prophet Muhammad (SAWS)[1] in instituting brotherhood between the muhajireen (immigrants) and al-Ansar (The Supporters)[2]. Al-Dakhil enacted a law that if Arab and Yemeni men entered into a joint venture they should be granted the land by the government for free. This 25-year old leader carefully took care of the country's affairs. He gave hand to all people regardless of their origin. He was so wise that when he knew about Abul-Sabah's unfulfilled desire to kill him he did nothing for eleven years until he fired him at the right time. He chose not be an advocate of the Umayyads or the Abbasids and declared Andalusia as an independent Emirate. Thanks to his decision, Andalusia remained as an independent empire for 800 years.
Andalusia faces threats
Andalusia was threatened by four parties:
1-The Abbasids who wanted to take revenge
2- King Charlman of Germany
2- The Francs in France
3- The Leon kingdom in the north
Due to these four threats, twenty and five revolutions erupted in Andalusia. The first was the revolution of the Abbasids. Jafar al-Mansour, the Abbasid Caliph, dispatched al-'Ala Ibn-Mughith, one of his followers, to Andalusia to spread the false news that Abdul-Rahman al-Dakhil had seceded from the Abbasid Caliphate. Abdul-Rahman al-Dakhil negated the news and assured himself to be a unifier of Andalusia and its defendant of Islam. Al-'Ala Ibn-Mughith was defeated and killed in a battle. When Jafar al-Mansur heard the news he swore never to fight Abdul-Rahman al-Dakhil again.
Another Tribulation, the King of Germany
Solaiman the Bedouin, Governor of Zaragoza, conspired with King Sharlman of Germany against Abdul-Rahman al-Dakhil, marking the first act of disloyalty in Andalusia. He allowed the German troops to get into Zaragoza. Solaiman was ignorant of his army leader's loyality to Abdul-Rahman al-Dakhil rather than him. They turned against Sharlman who fled away. Thinking that Solaiman the Bedouin has betrayed him, Sharlman sent one of his followers to kill him.
A Third Tribulation, Abdul-Rahman's Nephew
Abdul-Rahman al-Dakhil's nephew claimed his right for the Umayyad Caliphate. He insisted on his claim to the extent that a fight erupted between him and Abdul-Rahman al-Dakhil in which he was killed.
After putting an end to twenty five revolutions in Andalusia, Abdul-Rahman al-Dakhil began to build the country's institutions. He made an army of one hundred thousand soldiers and admitted the second generation of Andalusia's native citizens to the army for the first time. He built a huge navy in five naval ports. He built an arsenal and weapons factories in Toledo. He constituted several ministries and divided the country's budget among them, in addition to allocating budget for construction. One of his outstanding achievements is completing the building of the marvelous mosque of Cordoba.
Abdul-Rahman al-Dakhil combined persistence to sensitivity. He adored his home country to the extent that he introduced the plantation of Arabian palms in Andalusia and built a palace in Cordoba resembling the one in which he lived in the Levant.
His Death
Abdul-Rahman al-Dakhil died at the age of fifty nine. He left behind a great history of which many of the Arabs are ignorant. The Spaniards made a statue for him in 2005. They appreciated him more than we did.
Translated by: The English Convoy – Dar al-Tarjama
AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة
This Article may be published and duplicated freely for private purposes, as long as the original source is mentioned. For all other purposes you need to obtain the prior written approval of the website administration. For info: management@daraltarjama.com
[1] Salla Allah alayhe Wa Salam [All Prayers and Peace of Allah be upon him]
[2] People of Madinah who supported the Prophet (SAWS)
------------------------------------
{L’histoire de l’Andalousie}
Episode 10: Abdul Rahman Al-Dakhel 2
Qui est Abdul Rahman Al-Dakhel?
Un jeune prince omeyyade, élevé dans la maison du calife omeyyade Hisham bin Abdul Malik, et qui a gouverné l'Andalousie pendant trente-quatre ans, de 138 à 172 de l'hégire. Quand il avait dix-neuf ans, les Abbassides renversèrent les Omeyyades, les égorgèrent et traquèrent tous leurs descendants pour les tuer. Abdul Rahman prit alors la fuite et continue à se déplacer d'un endroit à un autre pour leur échapper pendant six ans! De la Syrie à l'Irak, ils traversèrent, lui et son frère, l'Euphrate à la nage, mais les Abbassides réussirent à arrêter son frère, et le tuèrent devant lui, il continua son évasion vers Egypte, puis le Maroc, dont sa mère, berbère, est originaire mais ne sut trouver un endroit pour s'y réfugier. Son escapade prit fin en Andalousie, où il a été reçu par son serviteur Badr; il s'y installa définitivement après six ans de fuite continue, de souffrance, de peur et d'anxiété d'être repéré par les Abbassides.
Abdul-Rahman Al-Dakhel avait atteint ses 25 ans lorsqu'il parvint finalement à s'installer en Andalousie. Que pensait-il faire après six ans de fugue ? Profiter dans son coin du confort et de la commodité? Loin de là, il se fixe un objectif plus grand, celui d'unir l'Andalousie, ce pays pour lequel sont morts ses ancêtres. Il décide alors de s'allier les Yéménites, coopéra avec Abu Sabah Al-Yohsobi et l'emportèrent ensemble sur Youssof Al-Fahri, le gouverneur de l'Andalousie à cette époque. Devenu le prince, il s'empresse de jeter les bases d'un État andalou fort et unifié; le pays décousu avait besoin d'un miracle pour se réunifier à nouveau, et ce fut lui, ce miracle.
Plan d'unification de l'Andalousie
Abdul-Rahman Al-Dakhel est considéré comme le deuxième conquérant de l'Andalousie après Moussa bin Nosseir et Tariq bin Ziyad, bien qu'il y arriva en étranger n'ayant ni racines ni famille ni clan. La première étape de ce plan était la réconciliation! La réconciliation entre les originaires du Hijaz et ceux du Yémen en conflit depuis un certain temps. Lui, même, originaire du Hijazi, et s'étant allié les Yéménites pour renverser le gouverneur de l'Andalousie, se considéra bien placé pour le faire. "Que fit-il le Prophète, que la paix soit sur lui, à son arrivée à la Médine?" On lui répondit: "il fit en sorte que les Mouhajirines et les Ansars soient des frères." Il leur dit être décidé donc de suivre les enseignements du Prophète, que la paix soit sur lui, en commençant par réconcilier les hijazistes et les Yéménites en Andalousie, et élabora une loi qui stipule que tout Yéménite et hédjéziste désirant devenir partenaires et monter ensemble un projet auront le terrain nécessaire en don de l'Etat, visant par là à consolider les bonnes relations entre les originaires d'Al-Hijaz et les Yéménites. Il se mit lui-même à rôder dans les rues de Cordoue, assistant à l'enterrement d'un yéménite, visitant un malade qoréchite, secourant un troisième syrien dans le pétrin. La sagesse de ce jeune homme de vingt-cinq ans fut tel que lorsqu'il apprit que Abu Al-Sabah Al-Yohsobi avait conspiré contre lui, il s’abstint de le montrer et de faire des représailles, il patienta même 11 ans avant de le destituer le moment venu. Le conspirateur avait suggéré aux Yéménites le jour de leur bataille contre le gouverneur de l'Andalousie de tuer le jeune homme Qurashite, qui n'est autre que Abdul Rahman Al-Dakhel: «et que pensez-vous de deux victoires en un seul jour?", mais la sagesse de ses compatriotes fut qu'ils refusèrent; le Messager d'Allah, que la paix soit sur lui, n'a-t-il pas dit que: "la sagesse est yéménite"! Un jour, alors qu'il passait dans les rues de Cordoue, un homme, qui ne lui réservait aucune sympathie, vint à sa rencontre et lui dit: «Donne-moi une parcelle de terrain pour y vivre», il la lui accorde de ses propres biens, ensuite lui dit: «Adresse ta plainte à Dieu d'abord puis viens nous voir, et fais le par écrit pour ne pas t'exposer aux yeux des gens " Nulle surprise donc à ce qu'il soit aimé par tous et qu'il réussit à unir tout le monde autour de lui. Cependant, un problème persistait: l'Andalousie dépendait-il du califat omeyyade décimé par les Abbassides, ou des Abbassides? Abdul Rahman Al-Dakhel constate qu'il n'était pas sage de se déclarer dépendant du califat omeyyade après sa chute, ce qui est de nature à provoquer la colère des Abbassides qui n'hésiteront pas à lui faire la guerre, en même temps, il ne pouvait prêter allégeance aux assassins de sa famille et reconnaître sa dépendance au califat abbasside. Sur ce, il déclara l'Andalousie un émirat indépendant, une déclaration grâce à laquelle l'Andalousie doit sa survie pendant huit cents ans.
Les menaces pesant sur l'Andalousie
Elles étaient au nombre de quatre: 1 – Les Abbassides qui voulaient se venger 2 - Le roi des Allemands, Charlemagne 3 – les Francs en France 4 - Le Royaume de Léon, dans le nord L'Andalousie a souffert en raison de ces quatre menaces et a dû connaitre vingt-cinq révolutions, la première était la révolution des Abbassides, lorsque Jaafar al-Mansur, le calife abbasside à l'époque, envoya l'un de ses disciples en Andalousie nommé Al-Alaa bin Mogheeth Hadrami, pour rappeler en Andalousie que Abdul Rahman Al-Dakhel est un dissident du califat abbasside et enflammer ainsi la sédition, Abdel-Rahman lui répondit: «menteur, je suis l'unificateur de l'Andalousie et le protecteur de l'Islam … lequel compte le plus pour vous : l'Islam ou le califat?» Abdul Rahman Al-Dakhel vainquit Al-Alaa bin Mogheeth Hadrami, qui fut tué dans la même bataille. Quand les nouvelles arrivèrent à Jaafar al-Mansur, il dit: «ce jeune homme nous a tué; Louange à Allah qui nous a séparé d'une mer sinon il nous aurait tous dévoré». Il demande alors, à son entourage: c'est qui, selon vous, l'aigle de Quraich?" * «Vous, ô Commandeur des Croyants" lui répondirent-ils en flatteurs: * Non, leur répondit, Jaafar Al-Mansour, moi, j'avais hommes et argent * Alors c'est Muawiya Abi Sufyan * Muawiya a été nommé gouverneur de la syrie par Omar ibn al-Khattab et Othman bin Affan, il avait donc argent et hommes" * Alors c'est Al-Walid bin Abdul Malik" * Il avait argent et partisans, lui aussi et les gens lui prêtèrent allégeance" * C'est qui alors? * C'est bien ce jeune homme qui nous a fui et qui resta seul, étranger et fugitif pendant des années avant d'établir un grand Etat, c'est lui l'aigle de Quraich, Par Allah, je ne lui livrerai désormais jamais combat " Une nouvelle sédition: le roi de l'Allemagne Le roi de l'Allemagne conclut un accord avec le gouverneur de Saragosse nommé Sulaiman Al-Aarabi, ce fut là la première trahison à se produire en Andalousie. Il a été convenu que le traître laissera l'armée du roi d'Allemagne entrer à Saragosse, pensant que son armée lui était fidèle et qu'il ne sera pas dénoncé. C'est alors que les dirigeants de son armée fidèles à Abdul Rahman Al-Dakhel se retournèrent brusquement contre l'armée de Charlemagne qui croyant à la trahison de Sulaiman Al-Aarabi le tua.
Une autre affliction: son neveu
Son neveu vint revendiquer son droit au califat omeyyade, si bien qu'Abdul Rahman fut contraint de le tuer! Chose difficile certes! Abdel-Rahman put mater vingt-cinq révolutions en Andalousie, c'est seulement après qu'il parvint à stabiliser et à calmer le pays. Combien il fut dynamique, laborieux et bon planificateur!
Puis il a commencé la construction de l'Etat, il équipa une grande armée composée de cent mille cavaliers, où il groupa pour la première fois la deuxième génération des Muwalidines en Andalousie, créa une flotte maritime énorme dans cinq ports, et construisit un arsenal d'armes et d'usines d'armes à Tolède, établit des ministères, répartit le budget de l'Etat entre les ministères et les constructions. Parmi ses exploits aussi l'achèvement de la construction de la merveilleuse mosquée de Cordoue, la plus grande mosquée en Andalousie ayant un merveilleux créneau, de superbes motifs bien précis, et le premier minaret dans l'histoire des Musulmans comptant plusieurs escaliers afin que les muezzins puissent monter en même temps et lancer l'appel chacun dans sa direction pour faire entendre tous les habitants de Cordoue, la cour de la mosquée est telle quelle depuis, avec ses palmiers et les arbres plantés à l'intérieur.
Malgré cet élan élevé et cette planification merveilleuse, Abdul Rahman Al-Dakhel était quelqu'un de très sensible. C'est lui qui a introduit la plantation des palmiers arabes en Andalousie pour se sentir à proximité de la Syrie où il ne pouvait pas retourner. Il murmurait même à ses palmiers: "si vous avez le mal du pays, moi aussi mon pays ma manque". Il se fait même construire un palais à Cordoue qu'il appelle le Palais de Rusafa, une copie du palais où il vivait en Syrie et il se tenait parfois en face de la mer regardant les marins se dirigeant vers le Levant, et disait: Mon corps est comme tu vois dans un pays alors que mon cœur et ses habitants sont dans un autre pays.
Sa mort
Il mourut à l'âge de cinquante-neuf ans laissant derrière lui une grande histoire dont de nombreux Arabes ne connaissent pas la valeur, alors que les Espagnols, eux, l'estimant à sa juste valeur, lui ont fait construire une statue en 2005.
Traduitpar : La CaravaneFrançaise – Dar al-Tarjama
AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة
Cet article peutêtrepubliéoucopiésousuneformeinchangée pour des usages privésoupersonnels, à condition dementionnersa source d'origine. Tout autre usage de cet article sans uneautorisationécritepréalable de la part del'Administration du site eststrictementinterdit.
Pour plus d’informations: management@daraltarjama.com