الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
الصادق تشبه بأشهر صفة اتصف بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستحق أن يكون بجواره في الجنّة، والصادق رفض الكذب واختار الحقيقة لتحقيق ما يُريد وانتصر في معركته مع الشيطان، فكُن صادقـًا وعِش حياة الصادق الأمين حتى تكتب عند الله في الدنيا والآخرة من أهل الجنة

--------------------------------------------------

بسم الله والحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، ما زلنا في طريقنا لنكون من أهل الجنة، نحن لا نستطيع أن نكون معهم بأجسادنا، لكننا نحاول التخلق بأخلاقهم لنصل إلى مرتبتهم، ونكون من أهل هذه الجنة بأخلاق الرحمن الكريم والنبي العدنان.

أخلاق أهل الجنة:

الصادق هو شخص اختار الحقيقة لتحقيق ما يُريد، هو ذاك الشخص الذي اختار في مشاكله وحياته اليومية الصدق في القول والعمل؛ لذا كان جاره في الدُنيا وفي الآخرة النبي المُصطفي؛ لأنه تخلق بأخلاق الرحمن، ومن تشبه بقوم فهو منهم ومن ثم كان جليسه المُصطفي، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"(التوبة:119).



خطة الشيطان:

وإذا نزلنا للدنيا ومنطقة الصراع الشيطاني،الذي هدفه شيطنة الأخلاق وصناعة الكاذب؛ لنتعرف أكثر على الشخص الكاذب، فنجد أن الكاذب هوالمُعتاد على التغيير والمُبالغة في الحقيقة لتحقيق ما يُريد. وهدف الشيطان في صناعة الكاذب شيئين:

فساد العقيدة من أن الله هو الضار والنافع إلى أن الكذب هو ما ينفعك ويضرك، فهو بذلك أفسد وخلط عليك الكذب في عقيدتك.

الكذب هو الغطاء لكل معصية وكل فجور، قال (صلى الله عليه وسلم) " فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ" رواه مسلم.

فيُزين الشيطان لك رغبة الكذب، وهو حماية نفسك، فتزيينه يكون برغبة حلال ويلبس عليك مداخله في الكذب، وتبريره إياك دائمًا هو أن الكذب طوق النجاة،قال العلماء "الصدق منجاة".



علامات الشخص الكاذب:

كذب التجمل: وهو أن تبالغ في الحقيقة أو تُغير فيها ليكون شكلك أجمل أمام الناس، قال (صلى الله عليه وسلم)"ويلٌ للَّذي يُحدِّثُ بالحديثِ ليُضحِكَ به القومَ فيكذِبُ، ويلٌ له، ويلٌ له" حديث صحيح.

كذب الهروب: من تجنب مواجهة أو الهروب من مُعاتبة شخص ما، قال تعالى في من كذبوا على النبي من الخروج في غزوة تبوك "وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (التوبة: 90).

الكذب العُدواني: وهو أنك تكره شخص ما، فتكذب عليه وتبتدع عليه صفات ليس فيه من أجل الانتقام منه.

الكذب في الأرازق: وهو الكذب الظاهر في تعاملات البائعين مع بعضهم والتجارة، احذروه.



حصاد الكاذب:

فقدان القدرة على الصدق: لأنه بكذبته الأولى يحتاج لتأليف حياة متوازية أساسها الخداع والكذب؛ ليستطيع أن يؤمن نفسه من أن ينكشف كذبه أمام الناس، قال علي بن أبي طالب " إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ".

فقدان ثقة الناس: الإنسان الكذاب عقله مشغولُ دائمًا بإبداع وتأليف الكذب والحكايات، قال عُمر بن الخطاب " لأن يضعني الصدق - وقل ما يضع - أحب إلى أن يرفعني الكذب وقل ما يرفع".

شدة السؤال يوم القيامة: قال (صلى الله عليه وسلم) "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" رواه مسلم.

نقدر نتغير:

- المبدأ: الكاذب مخدوعُ في نفسه فاقدُ الثقة في من حوله، يطول حسابه يوم القيامة.

- صيدلية الذكر: اللهم لا تجعلني ممن أدمن الخداع والكذب، وارزقني الصدق وحُسن الطلب، يا أوسع من أعطى ووهب.

- خطوة عملية: أصنع جدول لكل أسبوع، وفي كل يوم تكذب كذبة اكتبها، وفي نهاية الأسبوع ستجد عدد من الكذبات حاول كل أسبوع أن يقل هذا العدد عن الأسبوع الذي قبله؛ ليمر عليك أسبوع تكون فيه قد تخلصت من هدف شيطانك الخبيث، الكاذب.



علامات الصادق:

لا يخرج من العتاب والنقاش بالكذب، مُتخلق بأخلاق الرحمن، قال تعالى "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا" (النساء: 87).

يقول الصدق ويعلم أن هذا لن يُحرجه في تعاملاته مع الناس.

تجارته وشغله مبني على المصداقية لا الخداع.