يرصد الدكتور عمرو خالد في الحلقة الخامسة من برنامج (قصة الأندلس) لقاء البطلين (موسي بن نصير وطارق بن زياد)، واتحادهما في فتح مناطق (برشلونة)، ومدينة سرقسطة حيث ظلَّ المسلمون يفتحون مدن الأندلس؛ المدينة تلو الأخرى، وذلك خلال فترة زمنية قياسية فقط ثلاث سنوات، وبعدها حدثت المفاجأة التي تعرفون تفاصيلها عند مشاهدة الحلقة
------------------------------
الطاقة الإيمانية
ظلت طليطلة عاصمة لشبه جزيرة أيبيريا لما يقارب الخمسمائة عام حتى افتتحها المسلمون، وهي مدينة عريقة وحصينة. شعور جميل أن تتواجد في مكان توجد فيه الحصون والقلاع التي بناها المسلمون منذ مئات السنين والتي تعمل على حماية المدينة حتى وقتنا هذا، وتعد مزارًا سياحيًا لمختلف الجنسيات. فإل الآن توجد الأسوار التي بناها موسى بن نصير وطارق بن زياد لحماية مدخل طليطلة، والقنطرة التي بناها المسلمون فور افتتاحهم للمدينة وأوصلوها بالمزارع والحقول من حولها كوسيلة لتحريك الزراعة والتجارة. حيث لم يقف افتتاح المسلمون على المعركة العسكرية، بل أتوا لبناء حضارة.
تقام العزة والحضارة على أيدي المؤمنين، أيًا كان إيمانهم، ففي كل أنحاء العالم الأيمان هو المولد للطاقة التي تصنع النجاح على مستوى الأمم والأفراد، الإيمان بشىء معين. فهل يا تري إيماننا نحن بالله يمنحنا هذه الطاقة؟ وأنا أوجه كلامي للمصلين الساجدين لله وقارئى القرآن، هل يتحول إيمانك هذا إلى طاقة؟ هل تتحول عدد الركعات التي تصليها إلى وحدات طاقة إلى فولتات تقوى قدراتك؟ وسؤالي هذا وثيق الصلة بقصة الأندلس. فأنا أستحث كل فرد أن يقرأ هذه الكلمات وأن ينظر لقرآنه ولصلاته تلك النظرة، أنك تستمد قدرات هائلة من الطاقة لتؤدي إلى نجاحك في الحياة. هذه هي الطريقة التي أرجوكم أن تنظروا بها إلى إيمانكم.
بداية الفتح
تحدثنا عن إنتصار طارق بن زياد في معركة خرافية هي معركة برباط، وهي معجزة بكل المقاييس. فالمسلمون عددهم إثنا عشر ألفًا، والفريق الآخر قوامه مائة ألف. استطاع طارق أن يصمم خطة رائعة حقًا ليضيق المسافة التي يهاجم منها الأعداء، ويجعل الجبل عن يمينه، والبحيرة عن يساره لتجنب العدد الضخم للأعداء، لكن في النهاية هناك طاقة إيمانية هي التي توجت انتصار المسلمين فى الثامن والعشرين من رمضان في معركة برباط، والتي انتصر فيها المسلمون وسقط بها ثلاثة آلاف شهيد من جانب المسلمين، ليصبح عددهم تسعة آلاف جندي.
الآن بعد الانتصار، طارق في انتظار الأوامر القادمة من موسى بن نصير، الذي لم يعبر بعد للأندلس وكان لا يزال في شبه جزيرة سبتة لحماية ظهر جيش طارق في المعركة. كانت أوامر موسى بن نصير لطارق بعد انتصاره ألا يتقدم خشية أن يكشف ظهره للأعداء، إلا أن طارق بن زياد لم ترق له وجهة نظر موسى، وانطلق إلى الشمال عاصيًا الأوامر العسكرية لقائده موسى. ورغم غضب موسي إلا أن طارق واصل تقدمه حتى إشبيلية وقرطبة بل وانطلق إلى عاصمة القوط "طليطلة".
تقع طليطلة فى الشمال على بعد خمسة وستين كيلو من كبريت. إسمها الحالي توليدو، وكانت العاصمة في العديد من العصور كعهد الرومان، والقوط. ولكونها العاصمة فقد كانت غاية فى التحصين، حولها نهر التاجو من ثلاث جهات، ومن بعد النهر تحوطها الجبال، مما جعل اقتحامها غاية في الصعوبة، بالإضافة إلى حصون المدينة في حد ذاتها ولهذا لم يتم اقتحامها من قبل على مدار التاريخ. مما جعل أمر دخول طارق إلى المدينة شبه مستحيل خاصة أن جيشه يقارب التسع آلاف الآن وأنه لم ينتظر موسى لينضم إليه بقواته.
تجاهل طارق كل رسائل موسى إليه والتي يدعوه فيها للتوقف والانتظار. والأمور التي دفعت طارق لإتخاذ هذا القرار هو أن لودريق قائد القوت كان قد ارتكب خطأ فادح، هو أنه لم يقسم جيشه بل انطلق بجيشه كله لمحاربة طارق بن زياد. وبالتالي، بعد انتصار طارق لم يعد هناك جيش يعتد به من الأساس، بالإضافة إلى إختفاء لودرق، والذي اختلفت الروايات عما إذا كان إختفاؤه بسبب مقتله في المعركة، أو انتحاره، أو هروبه. كما أن قادة جيوشه ماتوا جميعًا. فأدرك طارق أن الطريق ممهد أمامه الآن، وأنه إن لم يهاجم المدينة الآن فربما لن يستطيع دخولها مرة أخرى. وبالفعل، هذه المدينة لم يستطع أحد اقتحامها على مر التاريخ إلا مرتين، والمرتان عن طريق المفاجأة. المرة الأولى هي التي قام بها طارق بن زياد، والمرة الثانية حينما تم استردادها من المسلمين بعد أربعمائة عام. فهذه المدينة الحصينة هي مفتاح الأندلس، من يملكها فقد ملك الأندلس، لذا فقد أدرك المسلمون حين فقدوها بعد أرعمائة عام، أنهم خارجون لا محالة من الأندلس.
فتح طليطلة
لهذه الأسباب لم يجد طارق بدًا من الانطلاق نحو طليطلة، واضطر لعصيان قائده موسى. وفي هذا الوقت لم يكن القوت قد نما إلى علمهم نبأ اختفاء قائدهم لودريق، ولم تسنح لهم الفرصة بعد لإعادة تجميع أنفسهم، لذا استطاع طارق دخول المدينة عبر الأسوار، وامتلك المدينة اعتمادًا على عنصر المفاجأة، فكان انتصاره الأول بالخطة البارعة، وانتصاره الثاني بمفاجأة أعدائه. وهذا لا ينبع إلا من إيمان قوي نتجت عنه معجزة فى مجال المعارك العسكرية وهي أن يفتتح كل هذا الأرض الفسيحة بتسعة ألاف مقاتل فقط.
ما بعد طليطلة
بعد افتتاح طليطلة، استمر طارق في تقدمه إلى الشمال، ليصل إلى ليون، راغباً في التقدم إلى فرنسا. إلا أن موسى أمره أن يبقى في طليطلة وألا يتقدم. ووصل موسى بجيشه إلى طليطلة، وعنف طارق على مخالفته للأوامر العسكرية إلا أنه بين له الدوافع والأسباب التي من أجلها اضطر لذلك، وبالفعل اقتنع موسى بهذا فهو قد وجد الطريق خاليًا من أي اعتراضات من قبل الأعداء، وأيقن حينها أن طارق أحسن التصرف بانطلاقه إلى طليطلة، واعترف له بخطأ تقديره وهنأه بالنصر. ونسب موسى النصر لطارق، رغم أنه كان من الممكن أن ينسب إلى موسى بن نصير باعتباره القائد الأعلى. وهذه علامة الإخلاص ونسب الفضل لأصحابه، بلا غيرة وبلا حسد. قارنوا هذا بما يحدث الآن في بلادنا، وكيف أنه لو حقق أحدهم نجاحًا، كيف يسعى آخر أن يطفىء هذا النجاح، وكأنه لن يستطيع أن ينجح إلا إذا أطفأ نجاح الآخرين، وبدلاً من أن ينير شمعته وسط شموع الآخرين، إلا أنه يأبى إلا أن يطفىء أنوار الآخرين لكي يضىء هو وحده.
ولا يزال اسم طارق بن زياد على العديد من الأماكن هناك حتى الآن كجبل طارق. ولم يكتف موسى بذلك بل أمد جيش طارق بثمانية عشر ألفاً من الجنود، وهؤلاء من أهل المغرب العربي تطوعوا لجيش موسى بن نصير فور علمهم بفتح المسلمين، وهذا كان أحد أسباب تأخر وصول موسى إلى طارق، فقد كان موسى حريصاً على تجميع أكبر عدد من الجنود لحماية ظهر جيش طارق.
بانضمام هذا العدد إلى جيش طارق، انطلق مع موسى فوصلا حتى برشلونة. وتم فتح الأندلس في ثلاث سنوات فقط ( 92هـ -95ه) بجيش كانت بدايتها تسعة آلاف جندي، وهذه معجزة في حد ذاتها.
الحلم العظيم
في ظل هذا النصر الرائع والإنجاز والإيمان، عمل موسى وطارق معًا على تحصين مدينة طليطلة تماماً، وقاموا بإنشاء مسجد في مدينة سرقسطة، وأرسل ابنه عبد العزيز بن موسى بن نصير بجزء من الجيش إلى البرتغال ففتحوها. استمرت فتوحات موسى وطارق حتى الشمال الغربي فيما يعرف بمنطقة الصخرة، وكلما تقدموا تراجعت وفرت من أمامهم فلول جيوش القوط. وبالحس العسكري أصر موسى على فتح منطقة الصخرة إدراكاً منه أنها لو تٌركت لأصبحت في المستقبل مكاناً لتجمع القوت ومهاجمة المسلمين. لكنها للأسف لم تفتح لهم، وكل من أتى بعدهم استهان بها لصغر حجمها. والحقيقة أن هذه المنطقة هي التي أدت لفقد المسلمين للأندلس بعد أربعمائة عام.
لم تكن الصخرة وحدها هي ما كان يأمل موسى بن نصير فتحه، ولا حتى الأندلس، بل كان لديه حلم أكبر وهو أن تمتد فتوحات المسلمين حتى القسطنطينية فكان هذا هو حلمه. يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مدحًا لفاتح القسطنطينية: "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الجيش جيشها، ولنعم الأمير أميرها". ولقد حاول المسلمون على مر التاريخ فتح هذه المدينة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل. ونحن ننظر بالإعجاب الشديد لحلم هذا الرجل الذي شارف السبعين من عمره ونقارنه بأحلام العديد من الشباب، وكيف أن أحدهم قد لا يكون لديه هدف في حياته يعيش من أجله، أو كيف يتراجع أحدهم عن تحقيق أحلامه إذا صادفته بعض الصعوبات في الحياة، كأحدهم الذي كان يرغب في أشياء كثيرة ولكن تم طرده من الشركة التي كان يعمل بها، فيصاب بالاكتئاب منذ ذلك الحدث. ونحن ندعو هؤلاء الشباب أن يتعلموا من موسى بن نصير ذى السبعين ربيعاً الهمة والإيمان. ولك عزيزي القارىء أن تتخيل مقدار المشقة و المجهود الذي يتطلبه فتح الفسطنطينية من عبور للأندلس، ثم فتح لإيطاليا ويوغوسلافيا ثم رومانيا وبلغاريا، وانتهاءاً بتركيا التي كانت الفسطنطينية عاصمتها في ذلك الوقت ثم عليه العودة مرة أخرى إلى الخليفة في الشام.
وأشرك موسى طارقاً والجيش في حلمه، وصرح لهم بما يتمنى تحقيقه راغباً في رفع الروح المعنوية للجيش وتصريحًا منه لهم برغبته في إكمال الفتح. فتواترت الأخبار للخليفة الوليد بن عبد الملك الذي قد أصدر الأمر منذ البداية بفتح الأندلس. وإذا بالخليفة يأمر بعودة موسى وطارق على الفور إلى الشام وإيقاف حميع الفتوحات والاكتفاء بطليطلة، حتى الصخرة لم يسمح له الوقت بفتحها. فاضطر لترك الجيش تحت قيادة ابنه عبد العزيز بن موسى بن نصير، والعودة مع طارق إلى الخليفة في الشام.
قرارات الخليفة بعد الفتح
خاف الخليفة من إثارة الغرب ضد المسلمين، وكأنه كان يرى ضرورة التعايش وأن الله سبحانه وتعالى لو أراد أن يخلق الناس جميعاً على شاكلة واحدة لفعلها ولكنه سبحانه يقول: [...وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...] (الحجرات:13)، فمن وجهة نظر الخليفة أن ما يريد موسى فعله هو ضد سنن الله في الكون، وأنه من قوانين الله أن يكون هناك أجناس مختلفة فنتبادل ونتعايش سوياً، فتزدهر الحضارات. وهذا بعينه ما حدث في الأندلس حينما اندمجنا مع أوروبا، وهو ما حدث حين تعامل أهل الأندلس معاً. هكذا الحياة، أنت لا تستطيع إقصاء الآخرين، وأنت بهذا ضد سنن الله في كونه، وأنت حتماً ستهزم حين ذاك.
لكن لوجهة نظر الخليفة هذه، للأسف لم يتم تكريم موسى بن نصير، وطارق بن زياد من قبل الخليفة الأموي في الشام، بل على العكس تم تحديد إقامتهما في دمشق. واكتئب لهذا طارق ذى الاثنين والأربعين عاماً. ثم توفى الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 97 هـ، وتولى سليمان بن عبد الملك خلافة المسلمين وأكد على قرارت الوليد بن عبد الملك ألا تتم أية فتوحات أخرى، وشدد على تحديد إقامة موسى بن نصير وطارق بن زياد، ومنع عودتهم للأندلس. إلا أن موسى كان يرغب في الحج واستأذن سليمان في ذلك إلا أنه أبى، ولم يوافق على سفر موسى للحج إلا في ذات الرحلة التي تضم سليمان ذاته تشديداً على تحديد الإقامة وخوفاً من قدرة موسى وطارق على تجميع الجيوش وخوفاً من انفرادهم باتخاذ قرارات تخص الفتوحات.
وفاة موسى بن نصير
ذهب موسى للحج، ودعا الله: " اللهم إن كنت كتبت في عمري بقية فردني إلى الأندلس، وامتني شهيداً في سبيلك، وإن لم تكتب لي أن أعود إلى الأندلس، فأمتني في بلد نبيك" وينتهي الحج، وتذهب قافلة الحج لزيارة المدينة، ويتوفى موسى بن نصير هناك، ويدفن في البقيع. أما طارق بن زياد، فاختفى من دمشق، وقيل أنه مات وحيداً في أحد بيوت دمشق.
قام بتحريرها: قافلة تفريغ الصوتيات – دار الترجمة
Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة
يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها
أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة
من إدارة الموقع management@daraltarjama.com
-----------------------------
The Story of Andalusia
by Dr. Amr Khaled
Ep 5
The city of Toledo had been the capital of the Iberian Peninsula for more than 500 years until the Islamic victory[1]. Tourists come from all over the world to visit the forts and citadels built by Muslims which still protect the city until now. Musa Ibn-Nusayr and Tariq Ibn-Ziyad were the ones who built the walls surrounding the city to protect the gateway of Toledo. Muslims also built a water bridge to carry water to the fields. Muslims did not intend to only military conquer Andalusia but they wanted to build a civilization. They succeeded in building this civilization because they had faith. Faith has always been the engine for building civilizations throughout history. Faith provides the power to make individuals and nations succeed in their lives.
Tariq Ibn-Ziyad triumphed in the Battle of Guadalete on 28th Ramadan. It was a miracle by all means as the Muslim army consisted of only twelve thousand soldiers while the Visigothic army comprised a hundred thousand soldiers. However, Tariq had a genius plan in confining the Visigoths between the sea and the lake in order to limit their numbers in attacking the Muslims. Three thousand Muslims were killed in the battle leaving nine thousand in the Muslim army.
When Musa Ibn-Nusayr, who was still in Ceuta to protect the back of Tariq, learned of Tariq’s victory, he ordered Tariq to stop and not to proceed further. Musa wanted Tariq to wait until he would join Tariq and to protect his back before the Visigoths reform and attack again. However, Tariq disobeyed Musa’s orders and marched towards the north passing by Seville and Cordoba until he reached Toledo, the capital of the Goths.
Toledo is located in the central Spain, 65 km away from Madrid. It is enormously protected; that is why it had been the capital of the Roman, Vandal, and Goth empires. The Tagus River surrounds the city from three sides and the fourth side is naturally protected by mountains. It also has strong forts and citadels.
Tariq then had nine thousand soldiers in his army while Musa was still fumed from Tariq because of his disobedience. However, Musa did not know what Tariq knew that Roderic had mobilized all his armies to fight Tariq with. Thus, when Tariq won the Battle of Guadalete, all the Gothic armies had been defeated behind him. Also, Roderic and all the army leaders had died in the battle so it was an opportunity. Furthermore, Tariq believed that unless Muslims would conquer Toledo with a fast counter attack, they would never have this chance again. This was true. Tariq managed to enter Toledo because he took it by surprise especially the Goths did not learn of Roderic’s death hence unprepared. He conquered all this vast land by only nine thousand soldiers because he had faith.
After Toledo, Tariq wanted to head for Leon aiming to enter France but Musa strictly ordered him to stay foot in Toledo. When Musa reached Toledo, he harshly blamed Tariq for Tariq’s disobedience. Nonetheless, Tariq explained that the road was open to move forward and Toledo would never be conquered unless by surprise. Musa was convinced and congratulated Tariq for his victory. He supplied Tariq with more eighteen thousand soldiers. Those eighteen thousand were from the Maghreb. When they heard of the Muslim’s victories they volunteered in their army and that is what kept Musa Ibn-Nusayr behind so long. The Muslim armies marched until they opened Barcelona.
All these victories took place in three years (92—95 AH[2]) starting with nine thousand soldiers and ending with twenty seven thousand soldiers only. A true victory based on strong faith and loyalty.
After that, both Musa and Tariq started to reinforce the city. Also, Musa ordered to build the first mosque in Zaragoza and sent his son Abdul-Aziz to conquer Portugal. Both Musa and Tariq marched northwest until they reached a place called the Rock. Musa insisted in conquering this place because he feared the remains of the Goths armies would gather in it and attack the Muslims from it. However, Musa, 75 years old, was dreaming of opening the Constantinople not only Andalusia unlike Tariq. He declared his dream to the Muslim troops in order to lift their spirits. This dream reached Al-Walid Ibn-Abdul-Malik, the Omayyade Caliphate. The Caliphate sent an urgent letter to Musa Ibn-Nusayr commanding both Musa and Tariq to halt the conquest in Toledo and return to Damascus. Hence, the Rock was left unconquered. After they had fully reinforced Toledo, Musa and Tariq left the army under the command of Abdul-Aziz Ibn-Musa Ibn-Nusayr and returned to Damascus.
Al-Walid Ibn-Abdul-Malik ordered them to return because he was afraid that those battles would open a struggle with the rest of the world. Al-Walid believed in the coexistence and he was convinced that Musa’s dream would conflict with Allah’s norms of making human beings of different tribes and nations. The diversity of tribes and nations is the essence of coexistence and the pillar of flourishing the different civilizations. This was true when the Muslims in Andalusia encountered with the people in the rest of Europe and when Muslims, Christians and Jews coexisted together in Andalusia.
Despite all these victories, both Musa and Tariq were confined to remain in Damascus in order not to go back to Andalusia and continue their conquests. Even after the death of Al-Walid, his successor, Soliman Ibn-Abdull-Malik, stressed on Al-Walid’s decision. Even when Musa asked for a permission to go to Makkah and perform hajj,[3]Soliman agreed only when he himself was going to hajj and took Musa with him. There, Musa asked Allah if he would to live further to go back to Andalusia and to die there in the Sake of Allah; otherwise, he asked to die in Madinah. When Soliman and Musa finished their hajj, they visited Madinah where Musa passed away and was buried in Al-Baqie’[4]. As for Tariq Ibn-Ziyad, it was said that he died lonely in Damascus.
Translated by: The English Convoy – Dar al-Tarjama
AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة
This Article may be published and duplicated freely for private purposes, as long as the original source is mentioned. For all other purposes you need to obtain the prior written approval of the website administration. For info: management@daraltarjama.com
[1] The spread of Islamic rule that was characterized by tolerance and enlightenment.
[2] After Hijra (the immigration of the Prophet from Makkah to Madinah).
[3] The pilgrimage to Makkah during the first half of the month of Dhul-Hijjah, and is the fifth pillar of Islam.
[4] Muslims graveyard in Madinah where most of the companions were buried.
------------------------------------
{L’histoire de l’Andalousie}
pisode 5 : L’arrêt de l’expansion
Nous sommes dans la ville historique de Tolède, capitale de la péninsule ibérique pendant plus de 500 ans jusqu’à l’arrivée des musulmans. C'est intéressant de se retrouver dans cette ville hautement fortifiée et de voir que les remparts et les forteresses que les musulmans avaient construits protègent la ville jusqu’à maintenant, devenue un site touristique.
Ces murailles furent construites par Moussa Ibn Nosseir et Tariq Ibn Zyad pour protéger l’entrée de Tolède et ce pont d’Alcantara est celui construit par les musulmans dès leur arrivée à Tolède afin de relier la ville aux champs qui l’entourent et faire prospérer l’agriculture et le commerce. L’objectif des musulmans ne fut pas de mener des combats militaires, mais de fonder une civilisation.
La civilisation et la dignité se bâtissent toujours par des personnes ayant des convictions fortes dans la vie quelles que soient ces convictions. Le catalyseur de la civilisation et du succès, au niveau des nations et de l’individu, est la croyance dans quelque chose. Heureusement que nous avons notre croyance en Allah, mais est-ce que notre foi nous fournit-elle cette énergie ? Les gens qui lisent le Coran et qui prient, voient-ils leur foi se transformer en énergie les poussant à promouvoir leurs compétences et les bien exploiter ? La foi est une énergie et une force et c’est ainsi que nous devons considérer notre jeûne, notre prière et le Coran comme des catalyseurs de notre succès dans la vie.
Le 28 Ramadan, Tariq Ibn Zyad remporta une victoire miraculeuse dans la bataille de Guadalète avec ses 12 mille combattants contre les 100 mille combattants wisigoths grâce à un plan intelligent mais aussi à une foi inébranlable. Dans cette bataille, Tariq Ibn Zyad perdit 3 mille de ses combattants, le nombre total de l’armée se réduisit donc à 9 mille.
En ce moment, Moussa Ibn Nosseir se trouvait toujours à Ceuta constituant une arrière-garde pour l’armée de Tariq. Après la bataille de Guadalète, Moussa ordonna à Tariq d’arrêter les combats et de rester là où il était jusqu’à son arrivée avec le reste de l’armée musulmane par crainte de voir l’armée de Tariq encerclée par les Wisigoths si elle continuait à avancer seule. Tel fut le point de vue, d’ailleurs pertinent, d’un grand chef comme Moussa Ibn Nosseir sauf que Tariq n’écouta pas ces ordres et continua à pénétrer plus dans la péninsule ibérique. En d’autres termes, Tariq désobéit aux ordres militaires commettant ainsi une grave erreur dans la vie militaire. Il avança en fait vers Lisbonne, ensuite Cordoue en dépit de la colère de Moussa, et arriva à Tolède, la capitale des Wisigoths, située dans le Centre de l’Espagne, un peu vers le nord, à 65 km de Madrid. Tolède fut toujours la capitale de l’Espagne en raison des forteresses et des remparts qui l’entouraient. Elle était en outre bien fortifiée parce que bordée de la rivière « le Tage » de trois côtés et de montagnes du quatrième ce qui la rendait inaccessible.
Pourquoi Tariq Ibn Zyad avec seulement 9 mille combattants a-t-il continué à avancer vers Tolède malgré le refus de Moussa Ibn Nosseir ?
Rodrigue, le chef de l’armée des Wisigoths a commis une grave erreur lorsqu’il a mobilisé toute son armée pour vaincre Tariq Ibn Zyad. Quand celui-ci remporta la victoire, il n’eut pas à affronter une armée adverse qui fut dispersée partout surtout après la mort de Rodrigue et de tous les commandants de l’armée, ce qui ouvrit à Tariq Ibn Zyad un accès facile à Tolède. Celui-ci était en fait conscient que si les musulmans ne saisissaient pas l’occasion et n’entraient pas sur le champ à Tolède, il leur serait difficile d’y pénétrer plus tard. L’Histoire lui donna raison : la ville ne fut en effet assaillie que deux fois dans l’Histoire : une fois avec Tariq Ibn Zyad et la deuxième lorsque la ville sera reprise des musulmans après 400 ans. Tolède fut entre les mains des musulmans pendant 400 ans et quand elle chuta, les musulmans comprirent qu’ils seraient tôt ou tard amenés à quitter l’Andalousie car celui qui contrôle Tolède, contrôle l’Espagne. C’est pourquoi Tariq Ibn Zyad ne se soumit pas aux ordres de Moussa sachant qu’il n’y avait pas d’autres alternatives. En avançant ainsi vers Tolède malgré les ordres d’Ibn Nosseir, Tariq Ibn Zyad qui ne fut pas moins expert des affaires de la guerre suivit un point de vue pertinent.
Comme les habitants ne furent pas au courant de la mort de Rodrigue et que les Wisigoths manquèrent de se rassembler pour faire face aux musulmans, la ville fut prise par une attaque surprise. Mais ce n’était pas la surprise seule ou l’absence d’une armée adverse qui occasionna la victoire. Tariq Ibn Zyad a dû en effet combattre les 100 mille combattants de Rodrigue à Guadalète. Tout le problème venait de que ce dernier n’avait pas un plan stratégique efficace.
Après Tolède, Tariq Ibn Zyad continua vers le Nord, en direction de Léon voulant atteindre la France. Moussa Ibn Nosseir avait demandé à Tariq Ibn Zyad de s’arrêter à Tolède, et lorsqu’il le rejoignit, il lui reprocha fortement de ne pas avoir suivi ses ordres militaires, mais lorsque Tariq Ibn Zyad lui expliqua que l’accès à Tolède fut facilité par les facteurs déjà cités et que l’occasion ne pouvait être plus propice pour entrer dans la ville, Moussa approuva son action et le félicita de sa réussite. Remarquons que Moussa a attribué la réussite à Tariq alors qu’elle aurait pu être la sienne, mais il cherchait moins la gloire personnelle que la sincérité. C’est la foi qui préserve contre la jalousie et l’envie contrairement à ce que nous remarquons actuellement dans nos pays où pour réussir, on a tendance à faire échouer les autres, comme si la réussite de l’individu dépendait en premier lieu des échecs des autres.
Or Moussa Ibn Nosseir n’agit pas de la sorte. Bien que Tariq Ibn Zyad ait désobéi aux ordres militaires, il admit qu’il eut raison, le félicita de sa victoire et le pourvut même de 18 mille combattants élevant ainsi le nombre total de l’armée à 27 mille. Mais qui sont ces 18 mille combattants ? Ce sont les peuples du Maghreb arabe qui, dès qu’ils surent que les musulmans arrivèrent en Espagne, se précipitèrent à rejoindre l’armée musulmane ce qui attarda Moussa Ibn Nosseir.
Moussa Ibn Nosseir et Tariq Ibn Zyad avancèrent ensemble avec leur 27 mille combattants vers Barcelone dominant ainsi toute l’Espagne dans l’espace de 3 ans, de l’an 92 jusqu’à l’an 95 de l’Hégire réalisant ainsi une grande victoire miraculeuse rendue possible par la foi et la sincérité. Mais à ce grand moment de l’Histoire, vient la décision de la destitution de ces deux grands chefs par le calife omeyyade Al Walid Ibn Abdel Malek.
Avant de citer les raisons d’une telle décision, il convient de souligner les efforts acharnés d’Ibn Nosseir et d'Ibn Zyad qui jamais ne se disputaient ou ne cherchaient à se prévaloir. Dans le cadre de ces efforts, Moussa Ibn Nosseir envoya un homme à Saragosse construire une mosquée qui fut parmi les premières mosquées édifiées en Andalousie, comme il envoya son fils Abdel Aziz Ibn Moussa Ibn Nosseir en tête d’une partie de l’armée pour conquérir le Portugal. Quant aux deux chefs, ils avancèrent vers le Nord Ouest à un endroit nommé Blaye que Moussa Ibn Nosseir, de par son expérience militaire, insistait à conquérir par crainte que cette petite ville ne devienne plus tard un refuge pour les Wisigoths et par la suite une menace contre les musulmans. Malheureusement, cette ville ne fut jamais conquise par les musulmans qui, après Moussa Ibn Nosseir, s’en soucièrent peu et pourtant c’est cette petite ville qui serait à l’origine de la chute des musulmans des siècles plus tard. Les musulmans auraient pu changer l’Histoire s’ils avaient conquis Blaye, mais la faute n’incombe pas à Moussa Ibn Nosseir ou à Tariq Ibn Zyad obligés sur ordre du Calife de stopper l’expansion islamique.
À ce moment, Moussa Ibn Nosseir, âgé de 70 ans environ et connu pour sa discrétion, avait commencé à parler publiquement de son grand rêve qui ne fut pas de conquérir uniquement l’Espagne, comme le souhaitait Tariq Ibn Zyad, mais de conquérir Constantinople. Le Prophète (Bp sur lui) avait en effet prononcé un hadith où il vantait les mérites de l’armée et du chef de l’armée qui conquerraient cette ville et Moussa Ibn Nosseir voulait être ce chef en accomplissant ce que les musulmans n’ont pas réussi à faire à maintes reprises. L’âge avancé de Moussa ne l’empêcha pas d’avoir une grande volonté et un grand rêve et ceci est un message pour tous les jeunes qui sombrent vite dans la dépression et délaissent leurs rêves. Ils n’ont qu’à profiter de l’exemple de Moussa Ibn Nosseir, cet septuagénaire qui voulait conquérir Constantinople en passant par l’Italie, la Yougoslavie, la Roumanie, la Bulgarie et ensuite Constantinople (La Turquie actuellement) pour rejoindre le Calife Al Walid Ibn Abdel Malek en Syrie (A-Sham) qui eut le mérite de décider de la conquête de l’Espagne. Mais le calife ayant appris les aspirations de Ibn Nosseir lui envoya en urgence une lettre l’ordonnant d’arrêter l’expansion islamique, de revenir à Tolède et de rentrer avec Tariq Ibn Zyad tout de suite en Syrie.
La lettre attrista beaucoup Moussa Ibn Nosseir qui dut obtempérer à l’ordre du Calife laissant Blaye qui ne sera jamais conquise après lui et revenant avec Tariq Ibn Zyad en Syrie après avoir nommé son fils Abdel Aziz Ibn Moussa Ibn Nosseir commandant de l’armée. Tariq Ibn Zyad et Moussa Ibn Nosseir quittèrent Tolède après l’avoir bien fortifiée. Notons que Tolède ne sera plus la capitale de l’Espagne, les musulmans craignant sa proximité du Nord, de la France et des germaniques lui préférèrent Séville ensuite Cordoue plus près de la Méditerranée et du Maghreb arabe. Les deux chefs ne revinrent guère en Espagne.
Pourquoi le Calife Al Walid Ibn Abdel Malek promulgua-t-il une telle décision ? Al Walid eut peur car il vit que les musulmans étaient sur le point d’entrer en conflit avec le monde. Il fut conscient aussi de l’importance de la coexistence car Allah a dit dans le Coran : « Ô hommes ! Nous vous avons créés d’un mâle et d’une femelle, et Nous avons fait de vous des nations et des tribus, pour que vous vous entre-connaissiez. » (TSC, Al Houjouat (Les Appartements) : 13) et aussi : « Et si ton Seigneur avait voulu, Il aurait fait des gens une seule communauté » (TSC, Houd : 118)
C’est comme si Al Walid avait pris conscience que la volonté de Moussa de conquérir le monde était en opposition avec la diversité qui est une des lois de l’univers. C’est grâce à la coexistence entre les différentes races et les différents peuples que les civilisations prospèrent et c’est ce qui est arrivé avec les musulmans en Espagne lorsqu’ils ont collaboré et coexisté avec toutes les races. Personne ne peut vivre seul en éliminant tous les autres.
Al Walid Ibn Abdel Malek fit donc preuve de grande habileté politique. Il n’eut pas seulement peur pour les musulmans qui devraient faire un grand tour pouvant les abattre, mais aussi il comprit que contrôler le monde entier est contraire à la loi d’Allah sur terre.
Non seulement il demanda à Tariq Ibn Zyad et Moussa Ibn Nosseir de rentrer en Syrie mais il les assigna à résidence à Damas, ce qui déprima Ibn Zyad âgé de 45 ans. En l’an 97 de l’Hégire, Al Walid décéda et fut succédé par Solayman Ibn Abdel Malek qui confirma les décisions promulguées par son frère concernant la conquête en Andalousie et celles à l’encontre de Moussa et de Tariq.
Moussa Ibn Nosseir fut même interdit de partir seul pour accomplir le pèlerinage qu’il ne put faire qu’en compagnie du calife Solayman qui craignait le retour de Moussa et de Zyad en Andalousie sachant que les deux étaient capables de rassembler l’armée et de prendre seuls des décisions contraires à celles prises par le calife.
À la Mecque, Moussa fit la prière suivante : « Allah, si Tu sais que j’ai encore des années à vivre, rends-moi en Andalousie pour y mourir en martyr dans Ta voie, mais si Tu sais que je n’y irai plus, alors mets fin à ma vie dans la ville de Ton prophète ».
Après le pèlerinage, Moussa partit à Médine où il mourut et fut inhumé à Al Baqi`. Quant à Tariq Ibn Zyad, il disparut à Damas et on rapporta qu’il y mourut seul dans une maison modeste.
Quel sera l’avenir de l’Andalousie ? Que fera Abdel Aziz Ibn Moussa Ibn Nosseir ? Qu’arrivera-t-il à Tolède ? Comment les musulmans déplaceront-ils la capitale de Tolède vers Cordoue ?
Des questions auxquelles nous répondrons dans le prochain épisode.
Que la paix, la miséricorde et les bénédictions d’Allah soient sur vous.
Traduit par : La Caravane Française – Dar al-Tarjama
AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة
Cet article peut être publié ou copié sous une forme inchangée pour des usages privés ou personnels, à condition de mentionner sa source d'origine. Tout autre usage de cet article sans une autorisation écrite préalable de la part de l'Administration du site est strictement interdit.
Pour plus d’informations : management@daraltarjama.com