بسم الله الرحمن الرحيم
فلنجعل الإنسان قضيتنا ،، كن صاحب رسالة .. كن صاحب قضية ..
وَمَنْ أَحْيَاهَا !
تُخَلِّف حوادث السيارات أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين كل عام ،، وتكتمل الكارثة بتجمع الكثيرين حول المصاب وهم مكتوفو الأيدي !
نعم إنّ الأعمال بيدي " الله " سبحانه وتعالى ولكن ، بمعرفتنا لمباديء الإسعافات الأولية يمكن أن نصبح بإذن " الله " سبباً في إنقاذ حياةِ إنسان في تلك الدقائق القليلة ،،
قد تجد نفسك في يوم من الأيام أمام صديق أو قريب أصيب بجرح خطير ، أو فقد للوعي ، أو ذبحة صدرية ، أو إختناق أو غرق ! وتحس بعجز أن تنقذ حياته ، وذلك لجهلك بمباديء الإسعافات الأولية ،
وتعرف الإسعافات الأولية : بإنها الرعاية الأولية الفورية المؤقتة التى يتلَقّاها الإنسان لإنقاذ حياته من حالة صحية طارئة ، حتى يتم تقديم الرعاية الطبية المتخصصة له لاحقاً ، وفي الأخذ بإسباب إنقاذ المصاب تحقيق اولى و أعلى مقاصد الشرع
ألا وهى : حفظ النفس يقول " الله " سبحانه وتعالى :
" وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " [ المائدة : 32 ] .
تؤكد الدراسات أن الإسعافات الأولية فعالة فى إنقاذ الحياة ،
وقد وجد إحصائياً أن غالبية ما يقومون بالإنقاذ هم أقرب الناس إلى المصاب ، مثل عائلتهم أو أصدقائهم أو جيرانهم ،
وعلى قدر سرعة بدأ الإسعافات الأولية تزيد إحتمالية إنقاذ الضحية ،
فـ في أمريكا وحدها 92,000 ينقذون كل عام بفضل " الله " ثم بـ الإسعافات الأولية ،
وتعد الحوادث المفاجئة كـ الإختناق والغرق هى السبب الرئيسي لموت الاطفال ، و كذلك هى السبب فى دخول 16 مليون طفل كل عام للطواريء ،
وبناء على جمعية القلب الأمريكية فإن 100,000 : 200,000 من المصابين يمكن إنقاذهم كل عام ، لو أن الإسعافات الأولية بدأت بالدقائق الأولى من الحادثة ،
فإن بدأت فى [ 4 ] دقائق الأولى فإن تلف الدماغ غير متوقع ،
وما إذا بدأت بين [ 4 ] : [ 6 ] دقائق فإن إحتمال حدوث تلف فى الدماغ وارد وممكن ،
وإما إذا تأخرت إلى بعد [ 6 ] : [ 10 ] دقائق فإن إحتمال حدوث تلف فى الدماغ متوقع ،
أحد التجارب الناجحة تجربة [ جيفري هول ] الذى أنقذ حياة أخيه الصغير عندما غرق وتوقف تنفسه ، ذلك أن المدينة يسكنها كانت تلزم جميع الطلبة بلا إستثناء تجاوز إختبار الإسعافات الأولية في المدرسة قبل التخرج ..
في المقابل نجد أن [ ماجد ] سبعة عشر ربيعاً في مدينة [ جدة ] غرق فى رحلة مدرسية ولم يستطع أربعين طالباً وثلاثة مدرسين ومنقذ المسبح في مدينة رياضية أن يقدموا له أيً من الإسعافات الأوليه لجهلهم جميعاً بها ، وحتى وصوله إلى المستشفى برغم أنها على بعد أقل من ثلاث دقائق فقد وصلها بعد أكثر من أربعين دقيقة ؟! بدون أيّة إسعافات اولية ، واستطاعت المستشفى أن تعيد قلبه فى أقل من دقائق ولكن إنقطاع الأكسوجين عن الدماغ أدى إلى غيبوبة كاملة و وفاة بعد أيام ..
إن دورة الإسعافات الأولية تستغرق أربع ساعات فقط ! فلماذا لا يتم إدراجها إجبارياً فى جميع المراحل الدراسية ،،
إن نظام التعليم فى معظم الدول العربية تكثر فيه المواد والمناهج النظرية ، وتندر فيه المواد والأنشطة العملية لتعليم الإسعافات الأولية ،
فهل ؟ هناك شيءٌ أقيم وأغلى وأثمن يتعلمه ابنائنا من إنقاذ النفس ، ولا ننجح فى نشر وعي إلا إذا أدركنا أهمية القضية ، وعملنا على توفير المواد التعليمية لجميع المراحل الدراسية من الإبتدائية وحتى الجامعية والقطاعات الخاصة والحكومية ، وللآباء والأمهات ،
لا نريد فى كل مرة كبش فداء نذبحوهُ ظناً منّا أن فى إراقة دمه تبرئة لساحتنا وإرضاء لضمائرنا ، بل نريد من كل حادثة ، أو خطاً أو تقصير أن يجند ويسخر ويستثمر من أجل إحداث تغيير جذري حقيقى لإصلاح مجتمعاتنا ، ولينتج عنه قرارات حازمة تمنع وقوع مثل هذا الحادث والخطأ مرة أخرى ، وبذلك نكون قد نظرنا للقضايا بمنظار وقائي ، لا بمنظار محاولة تبرئة الذمة أو تصفية حسابات ، نريد قرارات حكيمة حازمة واعية تشعرنا بإن أرواح هؤلاء لم تذهب هدراً وإنما كانت ثمناً غالياً لتجربة مريرة استثمرت فى التغيير والإصلاح ليعود نفعها على المجتمع بأسره ،،
إن حفظ النفس من المقاصد العليا للشريعة الإسلامية ، التى لا يجوز التساهل والتهاون فيها فهى مسئولية عظمى تقع على عاتقنا ، وإغفال الأخذ بإسبابها هو إهدارٌ لها و إجحافٌ [ ضرر ونقص ] في حقها ، وتجاهل لسنّة " الله " سبحانه فى خلقها ..