بسم الله والصلاة السلام على رسول الله أهلا بكم مشاهدينا الكرام في برنامج ثلاثين في ثلاثين أي ثلاثون موقفا اجتماعيا ساخنا شرعيا في ثلاثين ليله سنشاهد هذه المواقف أو المشاهد أو تقارير أو احصاءات ثم نعلق عليها .
عنوان هذه الحلقه : الروحانيات والماديات ..
نشاهد هذا الموقف : رمضان بين أحلام الإستقامة وطغيان الماديات
إليك استطلاع لأراء بعض الناس حول استعدادهم روحانيا لاستقبال شهر رمضان ،، أحدهم : يرى أن المادياات تطغى على روحانيات يمكن استشعارها .. حيث يزدحم الشهر من بدايته لنهايته بأعباء ماديه .. من ترتيب موائد ( عزومات ) للأهل ليس هدفها صلة الأرحام أو المودة فقط وإنما هي عادات متوارثة وتزداد الضغوط في نهاية الشهر حيث تتكثف النفقات بشراء الكعك وملابس العيد بالإضافة إلى الاستعداد للمدارس بمصروفاتها ومستلزماتها ،، فكيف يمكن أن تصمد الروحانيات وسط هذا الطوفان من الماديات !! ويتمنى هذا الشخص أن يكون شهر رمضان القادم أفضل ويقول : منذ أكثر من عشرين عاما أتمنى أن أعتكف العشر الأواخر من الشهر ولكن تتبخر تلك الأماني بعد أيام قليلة من الشهر ما بين دوامة البيت والعمل وضغوط الحياة .
الثاني ( صاحب محل يقول ) : إن رمضان بالنسبة لي هو شهر الراحة والركود التجاري فيما عدا الأيام الأخيرة منه والتي تعود فيها حركة البيع بقوة مرة أخرى .. وابذل محاولات لإستشعار تلك الروحانيات بالمحافظة على أداء الصلوات وقراءة القران وحفظ اللسان .. ولكنها كثيرا ما تبوء بالفشل وحتر نزولي لصلاة الفجر في المسجد يكون تلبية لرغبة ابني البالغ من العمر سبع سنوات والذي يلح علي يوميا في النزول ويبدي أسفه قائلا : أشعر بإفتقاد النية الصادقة مع الله وأنا أقوم بذلك ارضاء لولدي وليس لله .. واتمنى رمضان القادم أن اخلص النيه في أعمالي لأتخلص من الشعور بالتقصير والذنب .
الخلاصة : يرى بعض المختصين أن تلك النماذج من المشكلات علاجها في شهر رمضان .. حيث أن كل ما نريده قد هيأه الله لنا في الشهر الكريم ،، صلاة وقياما وبرا واحسانا وصله الأرحام ، وذكرا وقراءة القران وصبرا عن الحرام وبذلا للمال في الإحسان وحفظا للجوارح واللسان وتحريم فعل المحرمات وإفساد الصيام بسبب الوقوع فيها ..
اهلا بكم مشاهدينا مرة اخرى أنا على يقين أن كل واحد منكم يعيش الكثيرمن هذه الهموم خاصة ونحن في أول أيام هذا الشهر المبارك ،، الماديات وطغيانها لا بد انه أثر على كثير من الناس ،، اليوم نرى العالم كله يتجه إلى الإغراء بالماده وهكذا هي الحياة ، ومتطلباتها تحتاج منا أن نوفر لقمة العيش وحتى نوفر لقمة العيش لا بد ان نكدح ونتعب ونتوظف حتى نستطيع ان نعيش كما قلنا ، لكن الكثير منا يعيش في تبرم وضيق واكتئاب ، اكثر من مليار مصاب بالاكتئاب على مستوى العالم - وسنخصص حلقة في ذلك - ، عجبا لما هذا الشقاء لماذا تتعب هذه الروح ؟؟ ينسى الكثير من الناس أنه جسد وروح ونخطأ عندما نعطي الجسد حقه ونظلم هذه الروح .
إخوتي رمضان هو شهر الروح رمضان هو حياة لهذه الروح، احد عشر شهرا والانسان يكدح ويتعب وجعل الله هذا الشهر حتى يتنبه الأنسان ويعيد حيوية هذه الروح .
أسألكم سؤال جميع المعارك في تاريخنا الأبيض الناصع كانت في شهرالصوم يقاتلون تحت حرارة الشمس وسياط ولهيب الرمال الملتهبه ثم يتذوقون حلاوة الإنتصار ويعيشون نشوة هذه المعركة لماذا ؟؟ لأن شهر رمضان شهر الروح حتى وإن كانت البطون خاويه حتى وإن كان تحت لهيب الشمس فالروح حيه ترفرف ، لكننا نحن مع الأسف أثرت الماديات علينا فلا نجد لذة للحياة ولا جمال ولا روعة للحياة !! أتدرون اين جمال الحياة هي في هذه الروح دع عنك الماديات فإنها لا تنتهي كما يقول عليه الصلاة والسلام : " لو كان لابن ادم واديان من مال لابتغى ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن ادم إلا التراب ويتوب الله على من تاب " ، اذن نحن في امس الحاجة أن نراجع أنفسنا ، فقضية الدنيا لا تنتهي لكن رمضان فرصة فكل الأجواء من حولك اجواء روحانية صيام ، والناس من حولك يصلون ، ويقرأون القران يتصدقون، يتنافسون على الخيرات ولا غرابة فالجوائز مغرية أبواب الجنان تفتح وتغلق أبواب النيران والحسنات تضاعف فما الذي يردك أيها الإنسان أن تطلق هذه الروح في مثل هذا الشهر الكريم ؟؟
أتمنى يا إخوة ما دمنا في أول هذا الشهر المبارك أن نجعل لنا هدف سام أراده منا الله في مثل هذا الشهر الكريم ، أتدرون لماذا نصوم ؟؟ قال تعالى : " يا أيها الذين ءامنو كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ، فكيف هي التقوى هل هي مجرد دمعة عين أو خفقة قلب وقشعريره بدن أو ساعات في المسجد وينتهي الأمر لا تقوى الله كما هي في العبادات تكون أيضا في المعاملات بل أكثر ما جاءت التقوى في القران كانت في المعاملات في البيع الشراء الحياة الزوجية المحاكم حتى يكون الإنسان مع الله عز وجل دائما
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ مَا مضَـــــــى وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتــــــــى تَتابَعَتْ ذنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَــــــــى ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتــُوبُ
فرصه هذا الشهر لنغذي الروح فهي مأسورة والله منذ زمن وغذائها ليس الأكل ولا الشرب والا السهر ولا الترفيه إنما هو القرب من الله عز وجل ،، حقيقة التقوى أسرار بين الخالق والمخلوق بين الحبيب والمحبوب أن يعيش الإنسان لذة القرب من الله عز وجل يوم أن تعيش الروح بالطاعه بالعبادة بالصدقة في الصيام بالخلوة مع الله عز وجل في الدعاء في مناجاة الله سبحانه وتعالى
يا اخوتي يا أخواتي تعالو لنعيش معا جمال الحياة حرام والله حرام أن يظل الانسان قاسي القلب مغرق في طوفان الماديات ، العالم اليوم كله مسلم وغير مسلم يشكو قسوة في النفس قسوة في الحياة ، أنا على يقين لو أنك رجعت لنفسك ستشعر بمثل هذا المرض العضال الذي أصاب العالم اليوم فرصة والله رمضان أن تعيش هذه الروح لذة الحياة لذة الصيام ،، اجعل لك أهداف في هذا الشهر لتحققها واجعل أهم هدف حياة الروح حتى تعيش جمال الحياة، الحياة جميلة حلوة لكن إذا عشناها برضى الله وكما يحب الله زليس بمعصية الله ابدا ..
أتمنى أن نتعاهد وأن نضع أيدينا بأيدي بعض ونشجع أولادنا أزواجنا أقاربنا زملائنا لنعيش شهر الروح .
أستودعكم الله وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...