مستمرين في رحلتنا مع "أهل الجنّة"، وبعد أن تعرّفنا على الصراع الأزلي بين الشيطان وبين الإنسان وهدف الشيطان في شيطنة الأخلاق، كان من الضروري التعرُّف على أصناف الناس في علاقتهم بالشيطان، ومعرفة رئيس الحزب وهو الشيطان نفسه حتى نكون على استعداد دائمـًا لمواجهته، فتعرّفنا على اسم الشيطان وصفته وشكله لنبدأ غدًا رحلة التصدي للشيطان وكيفية التعامل معه، والتغلب عليه لنتخلص من أي خلق يتصف به ونكون من مجتمع "أهل الجنّة"
--------------------
بسم الله والحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله (صل الله عليه وسلم) لا زلنا في رحلتنا لزيارة أهل الجنة لنستمتع معهم برؤية الله ورؤية النبي، ولنتعلم من أهل الجنة أهل الأخلاق والمُتخلقين بأخلاق الرحمن، بعد الحديث في الحلقة السابقة عن حزب الشيطان ووسائله في جذب الناس لهذا الحزب نتحدث عن أصناف الناس في هذا الحزب:--
المُتردد: هو إنسان لم يأخذ القرار في أن يعيش على طاعة الله وفي كنف الله، وليس معنى هذا أن هناك إنسان لم يُخطأ بل الإنسان العاقل إذا أخطأ يرجع إلى الله أما المُتردد هو الإنسان القلق والذي يُوهم له الشيطان أنه إذا رجع إلى الله فإنه سيعيش حياة غير سعيدة، وعلامة التردد أنه لم يأخذ القرار في أن يعيش على مُراد الله، قال تعالى"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" البقرة 208.
التلميذ: هو الإنسان المُتلقي للتعاليم من معلمه ويُنفذ، هذا التلميذ أخذ القرار أن لا يتوب ولا يرجع إلى الله، والتلميذ مُستجيب لا يُقاوم أبدا، ولكنه مع كل هذا فيه الخير لأنه يعلم أنه على خطأ ولكنه لا يُروج لمنهج الشيطان فإذا سأله أحد قال لا تفعل.
المُروج: وهو الداعي لأفكار الشيطان وهو أخطر ما يكون، فهو الإنسان المُتلقي لوحي الشيطان ثم ينشره بين الناس، وهو الإنسان الذي تأكد أن تعاليم الله لا تصلح للبشر فحاربه ونشر تعاليم الشيطان قال تعالى في هذا الصنف: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ" الحج 3 فهذا المارد جعله يُحارب تعاليم الله والقيم الربانية.
اعرف شيطانك:
قال تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" فاطر 6، من هذا المُنطلق الرباني لا بد أن تعرف وتعلم عدوك ولا تغفل عنه لأن العلماء يقولون اثنان لا تغفل عنهم: إلهك الذي يُريد أن يكرمك، وشيطانك الذ يُريد لك الذل والعذاب، فالشيطان من الغيب الذي لا تُدركه بعينك ولكنه موجود.
ومن أسماء الشيطان: إبليس وهو اليائس، والآخر الشيطان أي البعيد عن الله.
والشياطين هم كفرة الجن قال تعالى:
"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَاعَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواكَافِرِينَ" الأنعام 130 ، والجن جميعهم مخلوقين من النار الأحمر مع سواد النار قال تعالى: "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ، وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ".
وصف الشيطان:
على حسب ما أوضحته الشريعة أن له قلب وعينُ وأذن ولسان وقرنين، قال تعالى:"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" الأعراف 179 .
فالشيطان عنده القدرة أن يقذف الأفكار في صدرك لتفتح له أنت قلبك فيقدر على نبذ الأخلاق السيئة والعادات السيئة، فهو ليست عنده القدرة على فتح الأبواب المُغلقة لكن لديه القدرة على تزيين العواقب الوخيمة على أنها جنة.
مجتمع أهل الجنة:
هدفنا في هذا البرنامج أن نكون سويًا من أهل الجنة الذين قال الله تعالى فيهم: "الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" النحل 32، فهذا هو حال أهل الجنة.