في الحلقة الثالثة من برنامج (قصة الأندلس) نسلط الضوء على قصة دخول الإسلام بلاد الشمال الإفريقي قبل فتح الأندلس بسبعين سنة، وكانت تسكن هذا الإقليم قبائل ضخمة تُسَمَّى قبائل (الأمازيغ/البربر).. التي ارتدَّت عن الإسلام أكثر من مرَّة؛ وتوضح الحلقة كيف عالج موسي بن نصير هذا الأمر؟
--------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بكم وحلقة جديدة من "قصة الأندلس" ومقدمات الفتح على يد البطل العظيم موسى بن نُصير.
عَيَّنَ عبد العزيز بن مروان والي مصر حينئذٍ موسى بن نُصير قائدًا عامًا للجيوش بشمال أفريقيا. سيتجهز موسى بن نُصير لذلك لمدة عشر سنوات بداية من عام 82 هـ وحتى الفتح عام 92 هـ. يا لصبرك يا موسى بن نُصير! كان يبلغ من العمر آنذاك بضع وستون عامًا. يا للجهاد وحب الإسلام! يبدأ موسى بن نُصير عند هذا العمر فتحه حيث كان حلمه الكبير أن يصبح كخالد بن الوليد.
السر في .. التعايش:
يظل موسى بن نُصير بمصر وعينيه على الأندلس. اعمل على تكبير حلمك ولا تستبعد تحقيقه فموسى بن نُصير ظل يعمل على تحقيق حلمه مدة عشر سنوات. ليفتح الأندلس، يجب على موسى بن نُصير أن يفتح المغرب العربي كله. بدأ يحلل الأمر: فتح عقبة بن نافع المغرب العربي حتى وصل إلى طنجا، فلماذا عاد مرة أخرى حتى مصر؟ أحتاج موسى بن نُصير إلى أن يجاوب على تساؤل: هل أنت مؤمن بالتعايش؟ "التعايش" يعني أن تقبل الآخر المختلف عنك وأن تحترمه وتتعاون معه، يجب أن تكون مؤمنًا بالتعايش ليس لفظيًا فقط ولكن عمليًا أيضًا. عقبة بن نافع أحتاج للتعايش ليحل معادلة الفتح عنده، فهو لم يتعايش مع قبائل الأمازيغ (البربر) المنتشرة بداية من ليبيا وحتى طنجا، وبالتالي لم يقبلوه، وكانوا يتركوه يفتح أرضًا ثم يسلبوه إياها مجددًا ثم يتحالفون مع الرومان ضده، وبعضهم أسلم ظاهريًا ثم ارتدوا عن الإسلام؛ لم يكونوا مؤمنين بالفكرة فهو لم يبذل مجهودًا معهم. الحل في التعايش وهذا هو ما طبقه موسى بن نُصير لمدة عشر سنوات، ليس بالشكل العسكري ولكن بالتعايش حتى يستطيع أن يفتح الأندلس، في حين أننا نؤمن بالتعايش وبالوحدة الوطنية لفظًيا فقط للأسف.
من هم الأمازيغ؟ هم قبائل عريقة وعظيمة وقوية جدًا منتشرة من المغرب العربي حتى ليبيا. بعضهم مازال موجودًا إلى الآن في السلوم في مصر.
التعايش العملي لا اللفظي:
عند بداية فتحه، بدأ موسى بن نُصير في التودد إلى البربر وضم بعضهم إلى جيشه وطلب أن يحضر مائة من التابعين إلى المغرب العربي حتى يُعَلِموا قبائل البربر الإسلام عند الفتح، ثم بدأ هو نفسه في التعايش مع البربر وتمثل ذلك في أكله معهم وارتدائه مثل لباسهم. فتح عقبة بن نافع الألفي كيلو من برقا في ليبيا إلى طنجا في سبعة أشهر فقط، بينما فتح موسى بن نُصير تلك المسافة في سبع سنواتٍ، شأنه في ذلك شأن من يبني أساسات البناية أولاً فقد أدرك موسى بن نُصير أن الأندلس لن تُفتَح إلا وقبائل البربر متعايشة معه يدًا بيد وجزء من جيشه. تلك كانت رؤيته الاستراتيجية! ثم قام موسى بن نُصير بتطبيق التعايش عمليًا بأن أختار أحد البربر نائبًا له وهو "طارق بن زياد".
وُلد طارق بن زياد سنة 50 هـ في وهران بالجزائر، وبلغ من العمر وقت الفتح 42 عامًا. كان طارق بن زياد وسيمًا، أزرق لون العينين، أبيض لون البشرة، وذو قوة جسمانية هائلة. اختار طارق أن يضع اسمه وسط مشاهير المصلحين والفاتحين أمثال خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص، فالجبل يحمل اسمه إلى الآن حتى باللغة الأسبانية. اختار موسى بن نُصير طارق بن زياد نائبًا له فاطمئن لذلك البربر، ثم عَيَّنَه واليًا على طنجا. وظل يفتح الأرض حتى استعاد كل الأراضي التي فتحها عقبة بن نافع وسُلبت منا بعده، كل ذلك على يد جيش من البربر ليس من العرب. لقد آمن موسى بن نُصير فعلاً بالتعايش وقد نفذ ما تعلمه من والده.
الآن، استقر المغرب العربي كله مع المسلمين بسبب التعايش ولن يعود مرة أخرى، بما في ذلك البربر المسلمون المحبون للإسلام فتتفجر طاقاتهم لخدمته، ومنهم طارق بن زياد أحد جنود موسى بن نُصير.
تحديات وحلول:
كان كلاً من موسى بن نُصير وطارق بن زياد يُقَيَّم أحدهما الآخر، فيفكر موسى "هل يصلح طارق نائبًا لي؟"، ويفكر طارق "هل حقًا يحب موسى بن نُصير الأمازيغ؟" حتى اطمأنا لبعضهما البعض واستعدا لفتح الأندلس.
أرسل موسى بن نُصير لعبد العزيز بن مروان والي مصر في رغبته أن يفتح الأندلس، فسأله عبد العزيز بن مروان عن المعوقات التي تمنعه من الفتح، فأرسل له موسى بن نُصير أن لديه أربعة معوقات:
أولاً: عدم وجود سفن للعبور.
ثانيًا: يبلغ عدد جيش المسلمين عشرة آلاف فقط في حين أن جيش الفرنجة يبلغ مئات الآلاف.
ثالثًا: أرض الأندلس مجهولة لا يملك عنها القدر الكافِ من المعلومات.
رابعًا: وجود جزر بين المغرب والأندلس مثل جزيرتي سردينيا ومايوركا وشبة جزيرة سِبتا تابعة للقوت المحتلين للأندلس والذين سيجهزون على جيش المسلمين من ورائهم عند العبور للأندلس.
رد عليه عبد العزيز بن مروان بأنه لن يساعده وأن عليه أن يدبر أمر الفتح بنفسه وبأن عليه أن يفتح الأندلس بعد أن يقضي على المعوقات. ظل موسى بن نُصير ثلاثة أعوام، من عام 89 هـ حتى عام 92 هـ يحاول أن يقضي على تلك المشكلات الأربع. ولأنه رجل استراتيجي وصبور إلى أقصى حد ففي خلال تلك الأعوام الثلاثة قام بالتالي:
أولاً: بناء أسطول بحري مكون من ترسانة سفن وثلاثة موانئ منهم ميناء القيروان.
ثانيًا: أدرك أن جيش المسلمين لن يبلغ المائة ألف إلا إذا انضمت له قبائل الأمازيغ، فعين لذلك طارق بن زياد قائدًا للجيش وأصبح موسى بن نُصير هو الرجل الثاني بعده! يا لإخلاص موسى بن نُصير ونيته! حتى أن الجبل سيحمل اسم طارق بن زياد بدلاً من اسم موسى بن نُصير، وسيصبح طارق بن زياد هو فاتح الأندلس، أراد ذلك موسى بن نُصير حتى ينضم البربر للجيش، وبالفعل عندما وجد الأمازيغ أن طارق بن زياد يتقن لغتهم ويعلم طريقتهم وسلوكياتهم وثقافتهم انضموا إلى الجيش بمنتهى القوة.
ثالثًا، فتح جزيرتي مايوركا وسيردينيا فأَمَّنَ ظهر الجيش من ناحيتهما.
توكُل على الله .. تخطيط .. نصر:
أخذ موسى بن نُصير يعمل ليلاً نهارًا لحل المعوقات، ولأنه يدرك معنى التوكل على الله وهو أن تجيد التخطيط ثم تتوكل على الله فهو لا يترك مجالاً لأي خطأ. وتواجهه مشكلة كبيرة وهي شبة جزيرة سبتا فهي محصنة للغاية حيث تمتلىء بالحصون المنيعة، فيبدأ برابعًا: وهي أن أرض الأندلس مجهولة المعلومات بالنسبة له من حيث التلال والجبال ووجود المياة وتمركز السكان والجنود... إلخ، فيرسل موسى بن نُصير سرية استطلاعية تتكون من خمسمائة فرد؛ أربعمائة مشاة ومائة فقط من الفرسان (عدد قليل من الفرسان حتى لا يبدو الأمر وكأنه معركة) لإجراء كل التحريات عن أرض الأندلس، وأرسل "طُريف بن مالك" من البربر قائدًا عليهم. هل لاحظتم مدى الاعتماد على الأمازيغ ومدى التعايش معهم؟ هل نحن على استعداد للانفتاح على الآخر والتعايش بهذه الصورة؟ جمع "طُريف بن مالك" كل المعلومات الضرورية عن الأندلس ثم عاد إلى المغرب لا يسأله موسى بن نُصير سؤالاً إلا ويجيبه عليه.
يتبقي له ثالثًا: وهو دخول شبة جزيرة سبتا، فدخولها مستحيل حيث الطبيعة القاسية والقلاع من جميع الجوانب، ثم أن المسافة ما بين سبتا وطنجا حوالي 25 كم، كما أن المسافة ما بين سبتا وطريفة (التي تقع في أول الأندلس والتي نزل بها طُريف بن مالك فسميت باسمه إلى الآن مما يدل على تكريم موسى بن نُصير له) حوالي 25 كم، لذلك تعتبر سبتا في منطقة شديدة الأهمية حيث أنها تقع في المنتصف تمامًا، ومساحة سبتا إجمالاً 20 كم2، ونظرًا لحصون سبتا المنيعة التي بناها القوت لم يستطع موسى بن نُصير دخولها فتأخر الفتح حتى رمضان عام 92هـ أي بعد عودة طُريفٍ بعامٍ، فكان الحل بعد الأخذ بالأسباب والتوكل على الله والتخطيط هو أن يأتي الفرج من عند الله بمثابة مفاجأة وهو "يوليان".
يوليان من القوت، وهو حاكم سبتا من قِبَل القوت. يوليان يكره "روزريق" حاكم القوت لأن روزريق أغتصب المُلك من أبناء "غُطيشة" حاكم القوت السابق في الأندلس بعدما مات "غُطيشة" وبعدما نفى أولاد "غُطيشة" إلى سبتا، كما أن يوليان يرى أن هناك ظلمٌ كبير واقع على الناس من قِبَل روزريق، ويقال أيضًا في الروايات أن روزريق حاول الاعتداء قبلاً على ابنة يوليان (رواية الله أعلم بصحتها). ظل يوليان في سبتا يشاهد الأحداث: فتح المسلمون لمايوركا وسردينيا، والظلم الواقع بالأندلس ينذر بسقوطه، والمسلمون قوة قادمة. يوليان وطني يجب بلاده ولكنه يرى أن روزريق يعمل على اضاعة الدولة، فصنع يوليان مفاجأة لم يتوقعها أيًا من موسى بن نُصير أو طارق بن الزياد؛ أرسل يوليان خطابًا إلى طارق بن زياد يعلن فيه عن استعداده التنازل عن سبتا وتسليم حصونها ومنح المسلمون سفن للعبور للأندلس وألا يهاجمهم من الخلف في مقابل تأمين أولاد غطيشة ومنحه وبلاده بعض الأملاك في حال انتصار المسلمين. وافق موسى بن نُصير فورًا وبالفعل دخلت سفن المسلمين ورست بسبتا حيث سيتم فتح الأندلس منها. سبتا عبارة عن بحر وجبال تعلوها الحصون.
يقول الكثير من المؤرخين أنه لولا يوليان ما استطاع المسلمون الانتصار. الحقيقة أن يوليان ساعد المسلمون، كما أن اليهود الذين كانوا يقطنون سبتا ومازالوا بها ساعدوا المسلمين أيضًا. ما مصلحة اليهود في ذلك؟ اليهود كانوا يتعرضون للاضطهاد، ونظرًا لأنهم كانوا على اتصال ببعضهم البعض في العالم كله كعادتهم عبر التاريخ فكانوا على دراية بفعل المسلمين بعد فتح القدس من تسامح أرساه عمر بن الخطاب مع اليهود في القدس، وتسكينهم بها وحماية مقدساتهم، ولذلك ساعد اليهود المسلمين. وساعد يوليان المسلمين نظرًا لاستشعاره الظلم الرهيب في الأندلس وبالتالي وصفه المؤرخون الأسبان أنه رجل وطني غير خائن لبلاده.
علي الجانب الآخر، يقول بعض المؤرخين المسلمين أن أيًا من يوليان أو اليهود لم يقدما المساعدة للمسلمين وأن المسلمون انتصروا بإرادتهم وقوتهم وحدهم، وأن هذا إدعاء لنسب بعض الفضل في فتح الأندلس لغير المسلمين.. أقول: وماذا لو ساعدنا غيرنا؟ هل ينبغي أن نعمل وحدنا؟ لماذا فكرة المشاركة مرفوضة؟ صحيح أننا أصحاب النصر ولكنهم على الجانب الآخر ساعدونا، سواء يوليان أو اليهود. كان انتصارنا آتٍ لا محالة ولكن مساعدتهم بالطبع كانت مؤثرة. دعونا لا نروي أو نسجل التاريخ بطريقة تشوبها المغالطة حتى نكون نحن الأبطال وحدنا.
دخل المسلمون سبتا وأصبح كل شيء معد للفتح.
في المرة القادمة سنتحدث عن فتح الأندلس؛ يومٌ جميلٌ ونصرٌ كبير، هنيئًا لطُريف بن مالك الذي أصبح من الأوائل وحُفِر اسمه، وهنيئًا له طارق بن زياد الذي سُمِيَ الجبل باسمه، ولا عزاء لموسى بن نُصير الذي لم يذكر اسمه داخل الأندلس ولكننا نذكره الآن، كما أنه مذكور في السماء عند الله.
قام بتحريرها: قافلة تفريغ الصوتيات – دار الترجمة
Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة
يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع management@daraltarjama.com
-------------------------------------------
The Story of Andalusia
by Dr. Amr Khaled
Ep 3
In the name of Allah[1] The Most Merciful, The Ever Merciful. Today we will talk about the preliminaries of the
conquest of al-Andalus (Muslim Spain) led by the great hero Musa Ibn-Nussayr who was appointed by ‘Abdel-‘Aziz Ibn-Marwan, the Governor of Egypt as the general commander of the Muslim army in North Africa. He prepared for the conquest for ten years from 82 A.H[2] to 92 A.H while he was about 60 years old. How patient of him and how loving he was to jihad[3] (struggle) and Islam! The main goal of his life was to be similar to Khaled Ibnul-Walid.
Coexistence is the secret!
Musa Ibn-Nussayr remained in Egypt keeping his eyes on al-Andalus. In order to conquer it, he had to conquer the Maghreb first. He started analysing the situation and wondering why ‘Uqba Ibn-Nafie failed to conquer the whole Maghreb; except until Tangier. He found out that Uqba Ibn-Nafie did not have the sense of coexistence, which implies accepting the others who are different from you, respecting them and working with them. ‘Uqba Ibn-Nafie did not coexist with the Berber tribes that spread from Libya to Tangiers; so, they did not accept him. Therefore, whenever he conquered a land, they got it back and cooperated with the Romans against him. They did not adhere to the project because he did not make enough efforts with them.
Coexistence ought to be practical not only theoretical
At the beginning of the conquest, Musa Ibn-Nussayr started approaching the Berbers. He made some of them join his army, and brought a hundred of the followers to teach them Islam. He started to mix with them through sharing their meals and wearing their clothes. ‘Uqba Ibn-Nafie conquered the two-thousand-kilometre land from Libya to Tangier in seven months while it took Musa Ibn-Nussayr seven years. This latter understood that in order to conquer al-Andalus, he had to establish a strong and lasting foundation. More than that, he appointed as a deputy a Berber called Tareq Ibn-Zeyad, and appointed him later on as the Governor of Tangier. All this reassured the Berbers and helped him get back all the lands that were first conquered and lost by ‘Uqba Ibn-Nafie .
Challenges and solutions
Musa Ibn-Nussayr was confronted by the following four challenges:
The lack of ships for crossing.
The Muslim army counted 10,000 soldiers only while the European army counted hundreds of thousands of soldiers.
There was not enough information about al-Andalus.
There were islands between the Maghreb and al-Andalus; such as Sardinia, Mallorca, and the Peninsula of Ceuta under the domination of the colonizers of al-Andalus; those who will certainly attack Muslims on their way to al-Andalus.
It took Musa Ibn-Nussayr three years from 89 A.H to 92 A.H to find solutions to these challenges. Being a strategic and patient person, he spent these years in doing the following:
He built a fleet made of a huge number of ships and three ports, among which was al-Qayrawan (Kairouan) port.
He was aware that the Muslim army will not reach a hundred thousand soldiers until the Berber tribes join it. Therefore, he appointed Tareq Ibn-Zeyad as the commander of the army and he became the second man. To the extent that this latter will be the conquerer of al-Andalus and that the mountain will have his name instead of that of Musa Ibn-Nussayr! He did all this in order to get the Berber to join the army.
He conquered Sardinia and Mallorca (Majorca) to secure the army from behind.
Trusting in Allah (SWT)[4] and planning lead to victory
Musa Ibn-Nussayr worked hard to overcome the obstacles; no room was given to error because he knew the exact meaning of trusting in Allah (SWT); which is to excel in planning then to rely on Allah (SWT). He needed to get as much information as possible about al-Andalus, therefore, he sent a reconnaissance expedition of 500 people with a Berber leader called Tarif Ibn-Malek. This latter collected all the information needed and came back to al-Maghreb to report it to him.
There remains the obstacle of the peninsula of Ceuta, which was a great challenge for Musa Ibn-Nussayr. Ceuta was a real fort, surrounded by citadels and difficult landforms which made it quite inaccessible. Therefore, its conquest came a year later than planned. This conquest was possible only when Julian, the Visigothic count of Ceuta, decided to help Muslims because he hated Roderic who took the throne from the sons of his predecessor Wittiza, and who was so unjust to his people. Julian sent, then, a letter to Tareq Ibn-Zeyad where he declared his willingness to deliver Ceuta to Muslims and to afford them with ships under the condition that they guarantee security to the sons of Wittiza and give him some properties once Muslims have victory. Musa Ibn-Nussayr accepted on the spot, and Muslim ships entered Ceuta where they anchored.
Many historians say that Muslims could not conquer al-Andalus without the help of Julian. Indeed, Julian helped Muslims but he was not the only one; for, the Jews who lived in Ceuta also helped them. These were subject to persecution; they helped Muslims because they knew about the way ‘Omar Ibnul-Khattab dealt with the Jews after the conquest of al-Quds (Jerusalem); he was tolerant with them and provided them with protection and security. Some historians, on the other hand, say that no one helped Muslims and that their victory was due only to their will and power! What if others help us? Why should we work on owr own? And why is the idea of alliances rejected? It is true that the victory was ours and that it was coming, no doubt, but the help of Julian and the Jews had an impact on this victory.
The Muslims entered Ceuta, and everything became ready for the conquest.
Translated by: The English Convoy – Dar al-Tarjama
AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة
This Article may be published and duplicated freely for private purposes, as long as the original source is mentioned. For all other purposes you need to obtain the prior written approval of the website administration. For info: management@daraltarjama.com
[1] The word Allah is the Arabic term for God. Although the use of the word "Allah" is most often associated with Islam, it is not used exclusively by Muslims; Arab Christians and Arabic-speaking Jews also use it to refer to the One God. The Arabic word expresses the unique characteristics of the One God more precisely than the English term. Whereas the word "Allah" has no plural form in Arabic, the English form does, and the word 'Allah' in Arabic has no connotation of gender. Allah is the God worshipped by all Prophets, from Adam to Noah, Abraham, Moses, Jesus and Muhammad.
[2] A.H = after hijrah of the Prophet (SAWS) from Makkah to Madinah in 622 A.D.
[3] Any earnest striving in the way of Allah, involving personal, physical, intellectual or military effort, for righteousness and against wrong-doing. “Lesser Jihad”: fighting to protect Islam from attack or oppression. In such fighting, no woman, child or innocent civilian is to be harmed, and no tree is to be cut down. “Greater Jihad”: internal struggle for the soul (nafs) against evil and temptation.
[4] SWT = Subhanahu wa Ta'ala [Glorified and Exalted Be He].
---------------------------------------------------
{L’histoire de l’Andalousie}
Episode 3: La conquête de l’Andalousie
Introduction
Au nom d’Allah le Tout Miséricordieux, le Très Miséricordieux, louanges à Allah, et que la bénédiction et le salut d’Allah soient accordés à Son messager.
L’épisode d’aujourd’hui met en exergue la période qui précéda directement la conquête de l’Andalousie. En l’an 82 de l’hégire, Abdul-Aziz Ibn Marawân, gouverneur de l’Egypte, désigna Moussa Ibn Nossayr, âgé de soixante ans, commandant général des armées du nord d’Afrique. Profondément influencé par Khalid Ibn Al-Walid, connu par son génie militaire, ce commandant rêvait intérieurement de conquérir l’Andalousie en vue d’y répandre l’Islam. Néanmoins, afin d’atteindre cet objectif, l’invasion des pays du Maghreb s’avérait indispensable. Il faut souligner qu’Oqba Ibn Nafi’ tenta en vain, à maintes reprises, d’envahir ce territoire. Ibn Nossayr dénota que la défaite d’Oqba s'expliquait principalement par l’absence d’une coexistence avec les Berbères qui constituaient l'ensemble d'ethnies autochtones de l’Afrique du Nord. Les habitants de cette région ne se sentaient ni acceptés ni respectés par l'armée musulmane. Leur coopération dans les conquêtes n’était pas non plus sollicitée. C’est pourquoi, Moussa Ibn An-Nossayr essaya, pendant dix ans, d’ancrer le principe de la coexistence au sein de ces pays et puisqu’il constituait la clé de voûte de la conquête de l’Andalousie.
Des pas vers la coexistence
Pour accéder à son but ultime, à savoir, la conquête de l’Andalousie, Moussa Ibn Nossayr procéda comme suit avec les Berbères:
- Il se familiarisa avec eux; il mangea avec eux et s’habilla comme eux.
- Il envoya cent des suiveurs pour leur enseigner l’Islam.
- Il les engagea dans son armée. Il choisit, de surcroît, l’un d’eux, Tarek Ibn Zyad, jeune homme, fort et robuste, comme son adjoint, puis, il le nomma gouverneur de Tanger.
De ce qui précède, on constate que Moussa Ibn Nossayr, inspiré de son père, comme on l’a déjà mentionné dans l’épisode précédent, avait pratiqué une large politique d'assimilation, notamment en faisant entrer des Berbères dans l'armée et en leur confiant des postes de commandement. Ainsi, il réussit, en sept ans, à récupérer tous les pays qu’Oqba Ibn Nafi’ avait déjà perdu.
Des obstacles à la conquête
Moussa Ibn Nossayr envoya un message au gouverneur de l’Egypte réclamant sa permission de conquérir l’Andalousie. Toutefois, ce dernier lui demanda de préciser les obstacles qui risquaient d'empêcher une telle conquête. Moussa mentionna quatre obstacles qui sont:
L’absence de vaisseaux indispensables pour traverser la mer.
Le nombre très limité des soldats composant l’armée musulmane en comparaison à celle de l’ennemi.
La méconnaissance du territoire andalousite.
La menace présentée à l’arrière garde par trois îles: Sardaigne, Majorque et Ceuta situées entre le Maroc et l’Andalousie.
L’invasion de l’Andalousie
Vu ces sérieux obstacles, le gouverneur de l’Egypte réfuta l’idée de la conquête. Par conséquent, Moussa Ibn Nossayr déploya, durant trois ans, tout effort afin de surmonter ces empêchements. Il commença par l’établissement des ports tels qu’al-Qayrawân ainsi que la construction d’une flotte capable de conquérir l’Andalousie. De même, il nomma Tarek Ibn Zyad commandant général de l’armée. Celui-ci était un homme de confiance, un guerrier et une personne compétente et intelligente. Il fut, d’emblée, un bon connaisseur du terrain et des populations à recruter et il maîtrisa l'arabe en addition à sa langue berbère. Cette attention particulière envers l'un d'eux incita un grand nombre de Berbères à s’engager dans l’armée. J’ouvre la une parenthèse afin d’attirer votre attention sur le fait que Moussa Ibn Nossayr reflète par excellence la fidélité et le dévouement entier à l’Islam. Il choisit Tarek Ibn Zyad sans se soucier que la victoire remportée éventuellement sera associée au nom du commandant. De plus, il n’était pas jaloux qu’une montagne porte le nom de «Gibraltar» désignant Tarek Ibn Zyad[1]. Par sa perséverance et sa sagacité, Moussa Ibn Nossayr parvint à résoudre les deux premiers problèmes.
En outre, afin d’étudier l’Andalousie de tous les aspects, il envoya une mission de cinq cents personnes sous le commandement de Tarif Ibn Malik. Cette mission se composait de quatre cents piétons et de cent cavaliers pour donner l’impression qu’il ne s’agissait point d’une force armée. Quelques jours plus tard, Tarif présenta à Moussa Ibn Nossayr un rapport exhaustif concernant tous les détails du territoire en question. Puis, il envahit les îles Sardaigne et Majorque, ce qui protégea partiellement l’arrière de l’armée musulmane. Cependant, il lui était difficile de conquérir la Ceuta qui représentait une île entourée de montagnes de tous les côtés. Cette île, de vingt km2, est située entre Tanger et Taryfa (une ville à l’entrée de l’Andalousie); elle s’éloigna de chacune d’entre elles de vingt - cinq Km2. N'oublions point de mentionner que Moussa Ibn Nossayr donna le nom de Tarifa à cette ville afin d’honorer Tarif Ibn Malik qui fut le premier musulman à y débarquer. Moussa Ibn Nossayr déploya ainsi tout effort en plaçant sa confiance en Allah. C’est pourquoi, Allah, Exalté soit-Il, l’aida à remporter victoire via un élément inattendu.
Nul ne connaît les armées de ton Seigneur
Julien, le gouverneur de Ceuta, détestait le roi Rodéric qui usurpa le trône en assassinant son prédécesseur Witiza tout en exilant ses héritiers. De plus, selon, certaines légendes, Rodéric viola la fille de Julien. Ces circonstances renversaient complètement la situation; Julien, en colère, souhaitait se venger et il conclut un pacte avantageux avec Moussa Ibn Nossayr en lui ouvrant les portes de sa ville et en mettant à la disposition des troupes musulmanes ses vaisseaux à condition de sauvegarder les fils de Witiza et de leur céder quelques propriétés au cas de la victoire. Or, si Julien avait joué un rôle prépondérant à faciliter l’invasion de L’Andalousie, cela ne veut point dire qu’il fut un traitre. Il fut plutôt un homme fidèle qui souhaitait voir revenir le calme et la prospérité à son pays loin des tumultes et de l’instabilité politique qu’il a connus. D’ailleurs, il est incontestable que la population juive, tant persécutée par la monarchie chrétienne, avait aidé, elle-aussi, les musulmans à conquérir l’Andalousie. Ces Juifs étaient certains que les musulmans seraient justes et indulgents envers eux comme ils l’étaient vis - à - vis des gens du livre lors de la conquête de Jérusalem. Ainsi, il s’avère indispensable de rédiger l’Histoire d’une manière objective sans nier le rôle qu’assumait chacun.
Traduit par : La Caravane Française – Dar al-Tarjama
AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة
Cet article peut être publié ou copié sous une forme inchangée pour des usages privés ou personnels, à condition de mentionner sa source d'origine. Tout autre usage de cet article sans une autorisation écrite préalable de la part de l'Administration du site est strictement interdit.
Pour plus d’informations : management@daraltarjama.com
[1]Le mot « Gibraltar » est une déformation linguistique de l'arabe djebel Tariq qui signifie « montagne de Tariq ».