اليوم أقدم لكم عدد من هذه الشبهات في محاولة لإيصال مفاهيمها إلى الشباب العربي ،فإذا تحاورتم مع الغرب فتحاوروا معهم عن بينة وعن عقلانية فالدين الإسلامي ولله الحمد دين عقلاني لا يتعارض مع العقل أبدا .
تعدد الزوجات:يقولون أن الإسلام دين ذكوري وشهواني يبيح تعدد الزوجات ،نحن نقول هناك عدة ردود :
الرد الأول :أن الإسلام جاء وحدد تعدد الزوجات ،الرسول عليه الصلاة والسلام عندما جاء إلى مكة جاء إلى مجتمع كان تعدد الزوجات مفتوح فجاء الإسلام وماذا فعل ؟ حدد الزواج وقال لهم أكثر من أربعة لا يجوز .
الأمر الثاني في مسألة التعدد لما تتكلموا مع المسيحيين واليهود :قولوا لهم التعدد مسموح في ديانتكم ،التوراة والإنجيل مليئة بقصص عن أنبياء وعن رجال عددوا وكانوا متزوجين من عشرات النساء أحيانا ولا يوجد نص صريح يحرم تعدد الزوجات لا في الإنجيل ولا في التوراة .
الأمر الثالث في موضوع التعدد :أليس من التناقض أن الغرب يبيح لعشيقة ويحرم الزوجة الثانية ، من القصص الطريفة التي تذكر في إحدى البلاد العربية التي تحرم التعدد ضبطوا واحد دخلوا على شقته هو و زوجته متزوج واحدة ثانية بتهمة التعدد وأخذوه إلى المحكمة فالمحامي دافع عن المتهم بحجة ماذا ؟ قال له خليني أحاول أقنعهم أنها كانت عشيقتك ولم تكن زوجتك وطلعوه بناء على هذا السبب ،أليس هذا تناقض ؟ التعدد أمر يحسب للإسلام ولا يحسب عليه .
زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من عائشة ،بعض المسلمين حتى يجد صعوبة في تصور كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي عمرها تسعة سنوات .
هذا أيضا فيه عدة ردود ،أولا :أن عائشة رضي الله عنها كانت مخطوبة قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ،في رجل من قريش كان خاطبها قبل الرسول ،هذا يدل على ماذا ؟ يدل على أن عائشة كانت في مجتمع قريش في سن زواج لأن في حد ثاني كان خاطبها ،يعني مو الرسول عليه الصلاة والسلام هو اللي جاء وابتدع هذا الأمر ،الأمر الثاني :قريش كانوا يدوروا يتهموا فيه الرسول فإذا كان هذا أمر معيب لكان أول ناس مسكوها على الرسول كانوا قريش ،كانوا قالوا شوف اتزوج واحدة عمرها تسع سنين ولكنهم لم يفعلوا ،لماذا ؟ لأن الأمر كان عادي .
الأمر الثالث :أن البلوغ في العصر النبوي كان طبيعي للمرأة وهي عمرها ثمانية أو تسع سنوات ،عائشة تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام وهي بالغة ،وفي حالات كثيرة جدا في أوروبا والهند والصين عن الزواج المبكر في هذا العصر فهو أمر كان طبيعي جدا .
الميراث :يقولون كيف ما في عدل عندكم في الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين ،وهذه في الحقيقة نظرة جزئية في الميراث ،للمعلومات هناك حالات تحصل فيها المرأة على نصيب من الميراث مثل الرجل ،وهناك حالات تحصل فيها المرأة على ميراث أكثر من الرجل وإن هناك حالات تحصل فيها المرأة على ميراث ولا يحصل الرجل على شيء وهذا تفصيله موجود في كتاب صغير جدا لمن أراد أن يطلع عليه اسمه ميراث المرأة وقضية المساواة للدكتور صلاح سلطان.
الأمر الثاني بالنسبة للميراث أنه مبني على منظومة اجتماعية معينة ،عندنا في الإسلام مال المرأة للمرأة فقط بينما مال الرجل في النظام الإسلامي عليه مسئوليات ،يعني يجب عليه أن يصرف على الزوجة يعني ما هو بكيفه ،يجب عليه أن يصرف على البنت ، في ظل هذه المنظومة لأن الرجل عليه مسئوليات أكثر من المرأة والمرأة ليس عليها أن تصرف على زوجها ولا على أولادها إلا إن شاءت فبالتالي كان من الطبيعي في بعض الحالات الرجل يأخذ أكثر من المرأة في ظل هذه المنظومة .
من أكبرالافتراءات على الإسلام أنه انتشر بالسيف وهذا أعزائي باطل ليس له أي أساس ،اذهبوا إلى مصر وشوفوا الأقباط كيف أن كنائسهم إلى اليوم موجودة مع أن مصر فتحت منذ ألف وربعمائة عام ،اذهبوا إلى فلسطين وسوريا ستجدوا الكنائس على حالها ،عمر بن الخطاب عندما فتح بيت المقدس رفض أن يصلي في الكنيسة لماذا ؟ علشان لا يأتي من بعده المسلمين ويحولوا الكنيسة إلى مسجد ،الحمد لله في الإسلام ما عندنا محاكم التفتيش التي انتشرت في أوروبا حيث كانوا يعذبوا من أجل تنصيرهم ودخولهم في الديانة المسيحية ،لا يوجد في تاريخنا هذا المبدأ ولا يوجد في تاريخنا أبدا بفضل الله أن جاء المسلمون أو أي نظام إسلامي وقال للشعب إما تسلموا وإما تذبحوا ،بالعكس عندنا أساس واضح جدا في القرآن ليس فيه جدال ، قال الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) وقال الله تعالى في آيات عديدة : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .
أنا دائما أطالب الشباب أن يتساءلوا ،يعني لا تكون مسلم وراثة بس لأني ولدت مسلم خلاص أي شيء ماشي ،فكر وتساءل ،إبراهيم عليه السلام تساءل لماذا ؟ حتى يطمئن قلبي ،هناك فرق كبير بين الإيمان الأعمى والإيمان الذي يأتي عن قناعة ،ولذلك الراغب الأصفهاني له كلمة جميلة في العلاقة بين العقل والشرع
يقول : إن العقل لا يهتدي إلا بالشرع ،يعني مهم جدا الشرع يساعد على هداية العقل ،وإن الشرع لا يتبين إلا بالعقل ،يعني الشرع لما يأتي كيف نبينه ونفصله ونفهمه ونؤمن به عن عقلانية وفهم ؟ بالعقل ،الاثنين مع بعض (أفلا يتفكرون )
( إن في ذلك لآيات لأولي الألباب ) والقرآن هو عبارة عن كتاب حواري ،اقرأوا القرآن تجدوه يتحاور مع الكافرين ويذكر حججهم في القرآن الكريم ثم يرد عليها ،فأتمنى أن يصبح إيماننا إيمان عقلاني بدلا من أن يكون إيمان ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ،ولذلك بالعقل يصبح الإيمان أقوى وأثبت وأعمق .
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=605_0_2_0