ندوات تلفزيونية - قناة الرسالة - العقيدة والإعجاز - الدرس (06-36) مقومات التكليف : الكون -2- الآيات الدالة على عظمة الله
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2007-07-01
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
مقدمة:
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس السادس من دروس العقيدة والإعجاز، وكنا قد بدأنا بموضوع في العقيدة محوره مقومات التكليف، وأن علة وجود الإنسان على سطح الأرض أن يعبد الله عز وجل، والعبادة طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية، وبينا في درس سابق أن المقومات هي: الكون والعقل والفطرة والاختيار والشهوة والوقت، وأجملت في لقاء قبل السابق، وبدأنا في الدرس الماضي بالمقوم الأول، وهو الكون، وتحدثنا أن الكون هو الثابت الأول في الإيمان، لأنه يشف عن إله عظيم موجود وواحد وكامل، صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، بل إن الكون مظهر لأسماء الله الحسنى، ويشف عن الكمالات الإلهية، ولكن لا بد من وقفة متأنية عند بعض ما في الكون من آيات باهرات دالة على عظمة الله.
توطئة للآيات الكونية الباهرة الدالة على عظمة الله:
1- كيف يشهد الله لنبيه بصدق رسالته:
إن الله عز وجل حينما يبعث رسولاً ومعه منهج، معنى منهج افعل ولا تفعل، فيه أمر ونهي، فيه حرام وحلال، فيه واجب وفرض، فهذا النبي الكريم والرسول الكريم معه منهج، والمنهج فيه تقييد، والإنسان المتفلت من أي منهج لا يروق له أن يخضع لمنهج، لذلك رد فعل الناس حينما يأتيهم رسول معه منهج أن يكذبوه، قال تعالى:
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾
( سورة الرعد )
فلا بد من أن يشهد الله لخلقه أن هذا الإنسان الذي أرسله هو رسوله، كيف يشهد ؟ الحقيقة الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولكن تصل إليه العقول لا أقول تحيط به، قال تعالى:
﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾
( سورة البقرة )
خرق نواميس الكون:
ولكن الله عز وجل يجري على يد هذا الرسول خرقاً لنواميس الكون، هذا الخرق لا يخلقه إلا خالق السماوات والأرض، إذاً: خرق النواميس شهادة الله لهذا الرسول أنه رسوله، هذا جرى مع الأنبياء السابقين، لأن كل نبي له قوم، فالمعجزة حسية، وهي كعود الثقاب، تألقت وانطفأت، وأصبحت خبراً يصدقه من يصدقه، ويكذبه من يكذبه، ولكن بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام بعثة عامة لكل الأمم والشعوب على مدى القرون، ولنهاية الدوران، وكتابه كتاب خاتم، هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وكتابه خاتم الكتب.
3-الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:
إذاً: لا يمكن أن تكون المعجزة خرقاً للنواميس حسية تقع مرة واحدة، وتنتهي، فتصبح خبرا يجرؤ كل واحد على تكذيبه، إذاً: لا بد من أن تكون معجزة النبي عليه الصلاة والسلام، ونحن في حلقة عنوانها العقيدة والإعجاز، لا بد من أن تكون معجزة النبي عليه الصلاة والسلام معجزة مستمرة، ولن تكون مستمرة، لأن النبي سيرتحل إلى الرفيق الأعلى، ولن تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية، من هنا يكون الإعجاز في القرآن والسنة.
4-النبي لم يشرح الآيات الكونية:
في القرآن عدد كبير جداً يقترب من ألف أو يزيد من الآيات الكونية، وفي هذه الآيات سبق علمي، أي إشارة إلى حقيقة لم تكن معروفة من قبل، وسيمضي سنوات وسنوات وعقود وحقب، وهذه الحقيقة لا يعرفها أحد، إلى أن يظهر التطور العلمي الجديد، فإذا بالعلم يكشف عن هذه الحقيقة، إذاً: الإعجاز في القرآن الكريم آيات تشير إلى حقائق لم تكن معروفة على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، والذي يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يشرح هذه الآيات، لماذا ؟ الله أعلم، أنا أرجح أنه لم يشرحها بتوجيه من الله، أو باجتهاد منه، وحكمة عدم شرحها أنه لو شرحها شرحاً مبسطاً يتناسب مع أفهام من حوله لأنكرنا نحن عليه، ولو شرحها شرحاً عميقاً، لأن الله أراه آياته كلها، لو شرحها شرحاً عميقاً لأنكر عليه أصحابه، فتُركت هذه الآيات كإعجاز لهذا القرآن، وكشهادة الرحمن على أن محمد عليه الصلاة والسلام رسوله.
إذاً: الإعجاز محوره الأساسي أنت تقرأ الآية، فإذا بأحدث بحوث علمية تؤكدها، ولم يكن هذا معروفاً من قبل، إذاً: الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن، قال تعالى:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة ).
جواب القسم، قوله تعالى:
﴿ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة ).
وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه.
الآن سأضع بين أيديكم بعضاً من هذه الآيات.
بعض الآيات الكونية الباهرة الدالة على عظمة الله:
1 – سرعة الضوء:
﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
إخوتنا الكرام، العالم الفيزيائي الشهير أنشتاين الذي جاء بالنظرية النسبية، والتي قلبت مفاهيم الفيزياء والطاقة والقدرة والحركة في العالم، هذه النظرية تقوم على أنه اكتشف السرعة المطلقة في الكون، إنها سرعة الضوء، وأي شيء سار مع الضوء أصبح ضوءًا، وأي جسم سار مع الضوء يؤدي هذا المسير إلى توقف الزمن، كيف ؟
هذا اللقاء الطيب يصدر عنه موجات كهرطيسية إلى الفضاء الخارجي، لو أمكن لإنسان افتراضاً أن يصنع مركبة سرعتها كسرعة الضوء، وتمشي هذه المركبة مع أمواج الضوء، هذا المنظر يبقى إلى أبد الآبدين، ويكون كل مَن في هذا المجلس بعد مئة عام تحت أطباق الثرى، وهذا المنظر مستمر، إذا سار الإنسان مع الضوء توقف الزمن، فإذا سبقه تراجع الزمن، ومن الممكن افتراضاً لو صنعت مركبة تمشي بأسرع من الضوء، ومعنا أجهزة للالتقاط هذه الموجات لرأينا رأي العين موقعة بدر، وموقعة أحد، والخندق، والقادسية، وموقعة حطين، لرأينا هذا رأي العين، هذا كله شيء افتراضي، إذا سرنا مع الضوء توقف الزمن، وإذا سبقنا الضوء تراجع الزمن.
عُقد مؤتمر في موسكو البلد كان يرفع شعار ( لا إله )، عقد مؤتمر الإعجاز العلمي الخامس في موسكو، وهذه معجزة ؛ أن يعقد مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في بلد كان يرفع شعار ( لا إله، والمادة كل شيء )، عرضوا في هذا المؤتمر بحثا مطولا عندي أصله، وسأقدم لكم تلخيصه.
2 – دورة القمر حول الأرض:
﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
قال الله عز وجل:
﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
( سورة الحج ).
الله عز وجل يخاطب العرب، مما تعدون أنتم، لأن العرب كانوا يستخدمون التقويم القمري، ويعدون السنوات القمرية، القمر يدور حول الأرض دورة كل شهر، الآن دققوا، وأنا أطالب إخوتي الصغار طلاب العلم ممن ينتسب إلى المدارس، ودرس شيئا من الرياضيات، القمر يدور دورة حول الأرض لو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر، نصل بينهما بخط، قال الرياضيون والمهندسون هذا الخط طوله نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض وحسابها سهل جداً، نصف قطر الأرض مع نصف قطر القمر مع المسافة بينهما هذا الخط نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض، ضرب 2 قطر، ضرب 3،14 المحيط، ضرب 12 بالسنة، ضرب ألف بألف سنة، طالب من طلاب المرحلة الإعدادية بآلة حاسبة يمكن أن يحسب لنا كم يقطع القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام،هذا الرقم بالكيلو مترات ودائماً حساب السرعات المسافة على الزمن أليس كذلك ؟ بين دمشق وحماة مئتا كيلو متر قطعناها في ساعتين، كم هي السرعة ؟ مئة، المسافة على الزمن، لو قسمنا المسافة التي يقطعها القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام على ثوان اليوم، اليوم كم ساعة ؟ أربع وعشرون، ستون بستين بأربع وعشرين، اليوم أربع وعشرون ساعة، الساعة ستون دقيقة، الدقيقة ستون ثانية، لو قسمنا هذا الرقم على ثوان اليوم، لأن الله قال:
﴿ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
يعني أنكم تعدون دورة القمر حول الأرض، ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يوم واحد، لو قسمنا الرقم على ثوان اليوم لكانت سرعة الضوء الدقيقة 299752، فما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يوم واحد، وفي هذه الآية المؤلفة من بضع كلمات تنطوي بها هذا الاكتشاف الذي تاه به الغرب، وهو النظرية النسبية التي تتحدث عن سرعة الضوء، وهناك إشارة قرآنية قبل ألف وأربعمئة عام يؤكدها العلم الحديث في عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين، هذا من الإعجاز.
3 – دورة الأرض حول الشمس:
شيء آخر، أيها الإخوة الكرام، الأرض تدور حول الشمس في مسار إهليلجي بيضوي، وهذا المسار الإهليلجي يعني أن هناك قطرين، قطرا أدنى، وقطرا أعلى، الأرض تمشي بكم ؟ سرعة الأرض في الثانية الواحدة ثلاثون كيلو مترا، نحن بدأنا الدرس قبل ستة عشر دقيقة، لو بدأنا قبل عشر دقائق، الأرض تقطع في الثانية ثلاثين كيلو مترا، في الدقيقة ضرب ستين، ألف وثمانمئة كيلو متر في عشر دقائق، الآن نحن سرنا في الفضاء الخارجي حينما قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، حتى الآن ثمانية عشر ألف كيلو متر، هذه حقائق بسيطة من مسلّمات علم الفلك، قال تعالى:
﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾
( سورة النمل )
هذه الأرض قطعنا في عشر دقائق ثمانية عشر ألف كيلو متر، وفي عشر دقائق أخرى ستة وثلاثين ألفا، وإذا كان الدرس ستين دقيقة يكون الرقم فلكيا.
الأرض تسير بسرعة ثلاثين كيلو مترا في الثانية، لكن على مسار بيضوي، هناك قطر أكبر وقطر أصغر، الآن هي هنا سارت، ووصلت إلى هنا المسافة فصغرت، قانون الجاذبية متعلق بالكتلة والمسافة، فكلما زادت الكتلة زادت الجاذبية، وكلما قلّت المسافة زادت الجاذبية، الكتلة ثابتة، أما المسافة فقصرت، فصار هناك احتمال كبير جداً أن تنجذب الأرض إلى الشمس، وإذا انجذبت إليها تبخرت في ثانية واحدة، وانتهت الحياة على سطح الأرض، تبخرت بجبالها وبحارها وقطبيها وصخورها وقاراتها، لذلك، قال تعالى:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾
( سورة الزمر )
الأرض هنا ترفع سرعتها، هذه السرعة إذا ارتفعت نشأت قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة، فبقيت الأرض على مسارها، الآن دققوا، قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
( سورة فاطر )
تمعن في هذه النعمة الربانية:إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا:
إنّ تبدل سرعة الأرض بحسب المسافة بينها وبين الشمس، هذا التبدل من أجل أن يبقيها على مسارها، وبقاء الأرض على مسارها آية من آيات الله الدالة على عظمته.
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾( سورة فاطر )
هذه الآية تندرج في الإعجاز العلمي، الآن الأرض تابعت سيرها، وصلت إلى هنا، سرعتها زائدة، وقوة الجذب ضعفت، وقوة النبذ أشد، وهناك احتمال كبير أن تبقى سائرة في الفضاء الكوني، وعندئذ تصبح حرارة الأرض مئتين وسبعين تحت الصفر، الصفر المطلق، وهو موت محقق، فالأرض إذا انجذبت إلى الشمس تتبخر في ثانية واحدة، وإذا تفلتت من جاذبيتها يكون الدمار من شدة البرد، هنا تخفض الأرض سرعتها لينشأ من انخفاض السرعة قوة نابذة أقلّ تكافئ القوة الجاذبة الأقل، فتبقى على مسارها، قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
( سورة فاطر )
هناك عالم اقترح لو أن الأرض تفلتت من جاذبية الشمس لسارت في الفضاء الكوني، وأردنا أن نرجعها للشمس قال: نحتاج لمليون مليون حبل فولاذي، وكل حبل قطره خمسة أمتار، ومعنى حبل فولاذي قطره خمسة أمتار أي يحمل مليونين طن قوة جذبه، نحن عندنا قوى الشد وقوى الضغط، بالضغط أقسى عنصر الماس، أما بالشد فأمتن عنصر فهو الفولاذ المضغوط، لذلك ( التلفريك ) والمصاعد والجسور المعلقة كلها فولاذ مضفور الأمتن يقاوم قوى الشد، والأقسى يقاوم قوى الضغط، الإسمنت على الضغط السنتمتر مكعب من الإسمنت يحمل خمسمئة وخمسين كيلوا، أما على الشد فيكسر بخمسة كيلو، إذاً: لا بد من إسمنت مسلح بالحديد، وإلا ينهار البناء، نحتاج لمليون مليون حبل فولاذي لإعادة الأرض إلى جاذبية الشمس، إذا زرعناها على سطح الأرض يكون بين كل حبلين خمسة أمتار، فلا زراعة، ولا صناعة، ولا معامل، ولا بناء، ولا إبحار، ولا سفن، ولا مواصلات، ولا، شمس، غابة الحبال تحجب أشعة الشمس، فتنتهي الحياة، الآن دقق:
﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
(سورة الرعد)
أي بأعمدة لا ترونها، قوى الجاذبية موجودة، لكن لا نراها، نمشي داخلها.
هناك بناء لكلية الطب من عشرة طوابق، هل يمكن لأهل الأرض مجتمعين أن يبنوا بناء من عشرة طوابق ليس له علاقة بالأرض، تحته فارغ هواء ؟ مستحيل، هكذا الكون، هناك قوى ترابط، لكن لا تراها بالعين، تمشي خلالها، نحن نحتاج إلى دعائم، لذلك:
﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
(سورة الرعد)
هذه الآيات من آيات الله الدالة على عظمته.
4 – أدنى منطقة في الأرض غور فلسطين: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
أيها الإخوة الكرام، بعد اكتشاف أشعة الليزر، هذه الأشعة تنطلق، وتعود إذا اصطدمت في جسم، استخدمت هذه الأشعة الآن لقياس المسافات الطويلة بالميليمترات، و يمكن أن نقيس المسافة بيننا وبين القمر على مستوى الملليمترات، والآن مع المهندس جهاز، يقف في طرف البيت فيضغط فتنطلق أشعة من الجهاز، وتصطدم بالجدار، وتعود، يقول لك: ثلاثة عشر مترا وسبعمئة وخمسين مليمترا، بعد اكتشاف أشعة الليزر قيست المسافات في الأرض، وقيس غور فلسطين، فكان أعمق نقطة على اليابسة، أعمق نقطة في البحر خليج مريانة في المحيط الهادي، والتاريخ يؤكد أن المعركة التي جرت بين الروم والفرس في غور فلسطين، وقد قال الله عز وجل:
﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الروم ).
هذا سبق علمي، الآن اكتشف أن غور فلسطين أعمق نقطة على سطح اليابسة، وقد سافرت إلى غور فلسطين قبل الاحتلال، ونحن في الطريق مكتوب: هنا سطح البحر، نزلنا ستمئة متر تحت سطح البحر، قال تعالى:
﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الروم ).
وهذه الآية تندرج مع الإعجاز العلمي.
5 – الوردة الجورية: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
وكالة ناسا الفضائية أضخم وكالة فضائية في العالم، تعرض كل يوم صورة لمجرة يومياً على موقعها في الإنترنت، اسم الموقع ناسا، كل يوم هناك صور لمجرات مذهلة من عشرين سنة، مرة عرضوا صورة إذا تأملتها، ولم تقرأ التعليق لا تشك ثانية واحدة أنها وردة جورية بكل معاني الكلمة، بأوراقها الحمراء الداكنة، ووريقاتها الزرقاء الزاهية، وكأسها الأزرق في الوسط، التعليق صورة انفجار لنجم اسمه عين القط، يبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية، تفتح القرآن، قال تعالى:
﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
( سورة الرحمن ).
والله أيها الإخوة، لا أرى لهذه الآية من تفسير إلا الصورة، صورة الوردة التي كالدهان.
6 – نطفة الرجل هي التي تحدد نوع الجنين:
شيء آخر، قالوا: الإنسان أحياناً تنجب زوجته البنات فيغضب أشد الغضب، وهناك رجال من الحمق إلى درجة أنهم يطلقون زوجتهم التي تنجب لهم البنات، مع أن العلم أثبت أن المرأة لا علاقة لها إطلاقاً بنوع الجنين، الذي يحدد نوع الجنين النطفة، وليست البويضة، هذا نتيجة بحوث علمية متعلقة بعلم الأجنة، فإذا قرأنا القرآن الكريم:
﴿ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾
( سورة النجم ).
لا من بويضة، وهذه أيضاً آية تندرج تحت آيات الإعجاز العلمي.
7 – عالَم الذرة وحركةُ الكون:
الآن اكتشف أن كل عناصر الكون مؤلف من ذرات، وأن الذرة أصغر وحدة وظيفية لا بنائية، والذرة عالَم قائم بذاته، نواة ومسارات وكهارب، وسرعات، والصورة المشهورة دائرة فيها عدة مسارات، على هذه المسارات الكهارب التي تدور حولها، كل شيء في الكون يتحرك، هذا الخشب، هذا الحجر، أي شيء تقع عينك عليه يتحرك، كأس البلور، الطاولة، الكرسي، أي شيء تقع عينك عليه يتحرك، هذا علم الذرة، قال تعالى:
﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾
( سورة يس ).
من الذرة إلى المجرة، ومن المجرة إلى الذرة، كل شيء يدور، الله عز وجل قال:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
8 – طبقةُ الأثير:
يفهم من هذه الآية أن بخار الماء يصعد إلى السماء، فيرجع مطراً، ثم اكتشف أن البث الكهرطيسي في البث الإذاعي، وأرسلوها إلى الفضاء، فعادت، ما الذي أرجعها ؟ اكتشف أن هناك طبقة اسمها طبقة الأثير ترجع هذا البث إلى الأرض، ولولا هذه الطبقة لما كان بث إذاعي إطلاقاً، الإذاعة تبث أمواجها إلى السماء إلى طبقات السماء العليا هذه الطبقة طبقة الأثير هي التي ترد هذه الأمواج إلى الأرض لا كان في بث إذاعي ولا كان في بث مرئي إطلاقاً لولا طبقة الأثير، حملنا الآية معنى جديد:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
ثم اكتشف أن كل كوكب في الكون يدور في مدار مغلق حول كوكب آخر، بحيث يرجع إلى مكان انطلاقه النسبي، إذاً، قال تعالى:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
العظمة أن هذه الصيغة تحتمل رجوع بخار الماء مطراً، وتحتمل رجوع البث الكهرطيسي بثاً، وتحتمل رجوع الكوكب إلى مكان انطلاقة النسبي، قال تعالى:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
9 – ظاهرة انتثار الضوء:
أيها الإخوة، رواد الفضاء لما صعدوا بمركبة إلى الفضاء الخارجي الذي حصل أن أحد الرواد بعد ردح من الوقت، أي بعد أن قطع خمسة وستين ألف كيلو متر باتجاه الفضاء، الخمسة وستون ألف كيلو متر هي طبقة الهواء، وفي بالهواء ظاهرة اسمها انتثار الضوء، بمعنى أن أشعة الشمس حينما تسلط على ذرات الهواء، هذه الذرات تعكسها على ذرات أخرى، لذلك تجد في الأرض مكانا فيه أشعة الشمس ومكانا فيه ضياء الشمس، النهار فيه ضوء، وما كل مكان فيه أشعة الشمس، لكن كل مكان فيه ضوء، هذا اسمه انتثار الضوء، فلما تجاوز رواد الفضاء طبقة الهواء خمسة وستين ألف كيلو متر صار الفضاء الخارجي أسود سواداً عجيباً، فصاح رائد الفضاء: لقد أصبحنا عمياً لا نرى شيئاً، وكان هاك عالم مسلم كبير من علماء الفلك في المحطة نفسها التي سمع بأذنه صيحة رائد الفضاء: لقد أصبحنا عميا، الآن افتح القرآن الكريم:
﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾
( سورة الحجر )
هذه الآية نتدرج أيضاً تحت باب الإعجاز العلمي، سبق علمي فيه إشارة إلى قانون من قوانين الكون، جاء به القرآن، واكتشفه الإنسان بعد ألف وأربعمئة عام، هذه أدلة قاطعة على أن هذا القرآن الكريم كلام الله، قال تعالى:
﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
( سورة الحج )
10 – كروية الأرض:
في المنطق: من كل فج بعيد، من الصين، من اليابان، من أمريكا، الآية قالت: عميق، ما معنى عميق ؟ لمَ لمْ يقل: من كل فج بعيد ؟ لأن الكرة إذا ابتعدت عن نقطة فيها خط منحنٍ يصبح الفج عميقا، لو كانت الأرض مسطحة لكانت: لكل فج بعيد، أما لأنها كرة فلكل فج عميق، هناك انحناء، وعمق الخطوط المنحنية التي على سطح الأرض خطوط تشكل انحناء، والانحناء معه عمق، لو كان الخط مستمرا هكذا لقال: وعلى كل ضامر يأتين من كل فج بعيد، ولأن الأرض كرة فإنه: من كل فج عميق، وهذه الإشارة إلى كروية الأرض.
هناك إشارة أخرى، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ﴾
( سورة الرعد )
ما مِن شكل هندسي تستمر عليه الخطوط على ما لا نهاية إلا الكرة، وأيّ شكل آخر كالمكعب فيه حرف، الموشور، أو متوازي المستطيلات فيه حرف، أما الكرة فلا حرف لها، لذلك الخطوط تمشي عليها مستمرة، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ﴾
( سورة الرعد )
الآن هناك إشارات، قال تعالى:
﴿ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾
( سورة الحج
ما مِن شكل هندسي أمام منبع ضوئي يدور إلا ويتداخل الضوء مع الظلام، نحن في أثناء النهار هناك شمس، وفي أثناء الليل ليس هناك شمس، لكن من وقت الفجر إلى وقت الشروق هناك تداخل بين الليل والنهار، ولا يكون هذا التداخل إلا في الكرة، ولو كانت الأرض مكعبة فإن الشمس تشرق فجأة، وتغيب فجأة، لكنّ الشمس تغيب، ويبقى نورها مستمراً لفترة طويلة إلى العشاء، إلى غياب الشفق الأحمر، قال تعالى:
﴿ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾
( سورة الحج )
أيضاً هذه الآية من الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل.
11 – الحاجز بين البحرين:
رواد الفضاء حينما ركبوا مركبتهم، وصوروا وجدوا خطاً بين كل بحرين، خطّا بين البحر الأبيض والأحمر في قناة السويس، وخطا بين البحر الأحمر والبحر العربي في باب المندب، وخطأ بين البحر الأبيض والأسود في البوسفور، وخطا بين البحر الأبيض والأطلسي في جبل طارق، لما بحثوا في هذا الأمر وجدوا في الخط تباين لونين، هذا التباين يعني أن لكل بحر مكوناته وملوحته، وخصائصه وكثافته.
ذهبت مرة إلى العقبة، ووضعت في فندق على البحر، وضعت قدمي في ماء البحر، وجدت ماء البحر في العقبة خفيفا جداً، يحس كل إنسان أن ماء البحر الأحمر خفيف، والبحر الأبيض أثقل، ومن حيث الكثافة والملوحة والمكونات والخصائص لكل بحر له مكوناته وخصائصه وملوحته بشكل واضح، ولا تختلط مياه بحر بمياه البحر الآخر، افتح القرآن الكريم:
﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
( سورة الرحمن )
حار فيها العلماء، إلى أن كشف العلم حقيقة هذه الآية، مرج البحرين، البحر متلاطم، حتى إن بعض علماء البحر الألمان جاءوا بكمية ضخمة من قصاصات الورق وضعوها عند الخط، وهناك صور من البحر تشعر بوجود الخط كجدار، فمياه البحر لها خصائصها، وهذه القصاصات لم تنتقل أبداً.
﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
( سورة الرحمن )
وهذه أيضاً آية تندرج تحت آيات الإعجاز العلمي.
12 – خصائص الماء:
الآن كأس الماء، هل تصدقون أن لهذه الماء خاصة، لو لم تكن لما كان هذا الدرس، ولما كان هذا المسجد، ولما كانت هذه المدينة، ولما كان إنسان على سطح الأرض، بهذا الماء خاصة لولاها لما كانت حياة لا إنسانية، ولا حيوانية، ولا نباتية، لماذا ؟ لأن كل شيء على التسخين يتمدد، كل شيء من دون استثناء.
نظرياً لو سخت صخور البازلت لأصبحت سائلاً، والبراكين صخور البازلت تمشي كالأنهار، ولو رفعت الحرارة أيضاً لتبخرت، وهناك بخار البازلت، وهذا قانون عام في الأرض، أيّ عنصر يتمدد بالتسخين، , ينكمش بالتبريد، هذا قانون مطرد شامل له استثناء واحد في الماء، لولا هذا الاستثناء لما كانت حياة على سطح الأرض إطلاقاً، ما هذا الاستثناء ؟
هذا الماء شأنه كأي ماء، إذا سخنته يتمدد، وإذا بردته ينكمش لكن في أثناء التبريد من أربعين إلى أربع درجات ينشأ انقلاب، بدل أن ينكمش يزداد حجمه، سبحانك يا رب، الكثافة علاقة الحجم بالوزن، وحدة الكثافة الماء علاقة الحجم للوزن، والماء بشكل واحد لما تبرده تحت أربعة يتوسع ويتمدد، بعكس قوانين الأرض، لذلك لما تأتيها البحارَ موجاتُ برد شديدة تتجمد، ولما تتجمد تقلّ كثافتها، فتطفوا، وتبقى أعماق البحار سائلة ودافئة، وفيها الكائنات، وهذا الثلج يذوب في أشهر الصيف، أما لو كان الماء كأي عنصر آخر إذا بردناه انكمش، فزادت كثافته، فغاص في أعماق البحر حقبا وراء حقب، وقرونا وراء قرون تتجمد جميع البحار، وينعدم التبخر، وتعدم الأمطار، ويموت النبات كله، ويتبعه الحيوان، وآخر من يموت هو الإنسان، وتنتهي الحياة.
كلما شربت كأس ماء فتذكّر أن في هذا الماء خاصة لولاها لما كانت حياة على سطح الأرض، هذه الدقة البالغة، لذلك هناك آية عظيمة دالة على عظمة الله، أن هذا الماء عند الدرجة زائد أربع يتوسع، والدليل: ائت بقارورة واملأها ماء، ثم أحكم إغلاقها، وضعها في الثلاجة، بعد أربع ساعات تراها قد تحطمت.
بالمناسبة، الماء إذا أراد أن يتمدد فما مِن قوة في الأرض تمنعه، الآن جبال الرخام تقتلع عن طريق التمدد، تحفر ثقوب في الصخور، وتملأ ماء، وتبرد فتخرج كرة أو مكعبة من الرخام، وهناك محرك مصنوع من خلائط معدنية عالية جداً، إذا لم يضع الإنسان في المحرك مادة مضادة للتجمد يتشقق المحرك، وحتى ماء العين، والفضل لله عز وجل فيها مادة مضادة للتجمد، لو سافر واحد إلى القطب، هناك درجة الحرارة سبعون تحت الصفر، وماء العين يلامس الهواء الخارجي، فلا بد من تجمد العين، وفقد البصر، لذلك أودع الله في ماء العين مادة مضادة للتجمد.
13 – خاصية التبخّر وعلاقتها بالأمطار:
الآن الهواء يحمل بخار الماء، لكن يحمل بخار الماء بكميات متناسبة مع حرارته، فالهواء الحار يحمل كميات بخار أعلى، إذا بردته يتخلى عن بعض الأجزاء، لولا هذا القانون ما كانت أمطار أبداً، تسلط أشعة الشمس على البحار فتسخن، فتتبخر مياه البحار، وتصبح بخارا يحمله الهواء، الهواء يسير إلى منطقة باردة، يبرد نسب بخار الماء المتعلقة بالحرارة، فلما يبرد يتخلى الهواء عن بعض بخار الماء على شكل قطرات فتكون الأمطار.
شيء دقيق جداً أيها الإخوة، الهواء إذا سخنته يتخلخل، فيصبح ضغطه منخفضا، وإذا بردته يتراكم، فيصبح ضغطه مرتفعا.
ينتقل الهواء من الضغط المرتفع إلى الضغط المنخفض، قم تجربة، دفئ غرفة الجلوس بشكل جيد، وشق الباب لسنتين، وضع شمعة عند فتحة الباب، فإنك ترى لهيب الشمع نحو الداخل، في الخارج الهواء بارد مضغوط ضغطا عاليا، الضغط العالي يتجه نحو الضغط الأخف، الهواء ساخن في الغرفة، ضغط الهواء فيها أقلّ، لذلك الطائرات أحيانا في الأماكن الحارة إلى أن تحلق في الجو تحتاج إلى مسافة أكبر، الهواء مخلخل لا يحملها سريعاً، في الأماكن الباردة تصعد هكذا، وفي الأماكن الدافئة تصعد هكذا، الهواء مخلل، هذا نظام، لذلك الله عز وجل جعل الماء من آيات الله الدالة على عظمته، قال تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الأنبياء )
التفكر في آيات الله الكونية والتكوينية والقرآنية سبيلٌ لمعرفة الله:
أيها الإخوة الكرام، طبعاً هذا غيض من فيض، آيات الله الدالة على عظمته لا تعد ولا تحصى، ولكن من أجل أن تعرف الله يجب أن تتفكر في خلق السماوات والأرض، قال تعالى:
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الجاثية )
والآيات كما تعرفون آيات كونية، هذه التي تحدثنا عنها، وهناك آيات تكوينية هي أفعال الله، وهناك آيات قرآنية، هي كلام الله، وطريق معرفة الله التفكر في آياته الكونية، وفي آياته التكوينية، وفي آياته القرآنية، وإذا فعلنا هذا اقتربنا من معرفة الله عز وجل، ومعرفة الله أصل الدين،
(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
[ ورد في الأثر ].
والحمد لله رب العالمين
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=5520&id=189&sid=799&ssid=807&sssid=836