السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى من سلك سبيلهم أو سار أو استنار بهدي محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه.
أما بعد..
أيها الإخوة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ولما جلسنا مجلسًا طله الندا
وبستانا من الروض ناديا
تمنينا منى فكنتم
أيها الأحبة الأمانيا
فأسأل الله العظيم كما جمعنا في هذا المكان المبارك، أن يجمعنا في دار كرامته، وفي مستقر رحمته، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أيها الأحبة في مطلع الدرس الثاني من دروس «ثلاثة الأصول» أذكركم وأذكر نفسي بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: « وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كلام الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده »، فأسأل الله أن يذكرنا فيمن عنده، إنه -جل وعلا- جواد كريم.
نبتدئ -بإذن الله عز وجل- الدرس الثاني من دروس « ثلاثة الأصول ».
يقول المصنف -رحمه الله تعالى:
(بِسْـمِ اللهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيـمِ)
ذكرنا لكم في اللقاء الماضي أنه يشرع للمسلم إذا كتب كتابا أو سطر خطابا، أن يبتدئ هذا الخطاب بـ (بِسْـمِ اللهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيـمِ) اقتداء بالكتاب العزيز، وتأسيًا بهدي النبي الكريم -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
فكان نبينا -عليه الصلاة والسلام- إذا كتب كتابا جعل في بداية هذا الكتاب: "بسم الله الرحمن الرحيم".
وذكرنا لكم أيضًا أن من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا تحدث أن يبدأ بماذا؟ بـ "الحمد لله"، «إن الحمد لله ..» كما في سنن الترمذي قال ابن مسعود -رضي الله عنه: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستفتاح كما يعلمنا الفاتحة، «إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره..» الحديث".
ما ورد من قول: «كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بـ "بسم الله الرحمن الرحيم"؛ فهو أبتر»، فلا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم.
وكذلك ما ورد: «كل أمر ذي بال لا يبدأ بـ "الحمد لله"؛ فهو أقطع»، فالصحيح أيضًا أنه لا يصح إلى نبينا -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
قال المصنف -رحمه الله تعالى: (اعْلمْ رَحِمَكَ اللهُ).
ما معنى "اعلم"؟
يقول علماء الأصول: العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا.
فلابد أن يكون فيه:
- إدراك الشيء.
- وأن يكون على ما هو عليه.
- وأن يصل هذا الإدراك إلى درجة اليقين.
فهذا هو العلم.
نقيضه ما هو؟ الجهل.
والجهل على نوعين:
- جهل بسيط.
- وجهل مركب.
الجهل البسيط: هو ألا يعلم شيئًا.
والجهل المركب: هو أن يعلم الشيء على خلاف ما هو عليه، يفقه معلومة لكنها خاطئة.
كما قال الحكيم توما، يقول: قال حمار الحكيم توما:
لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب
فهذا هو الفرق بين الجهل البسيط والجهل المركب.
قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله: (اعْلمْ رَحِمَكَ اللهُ).
هنا تذكير مهم للعالم وللمتعلم: أن العلم يقوم على ماذا؟ يقوم على الرحمة، رحمة العالِم بمن يعلمه، ورحمة المتعلم بمن يأخذ منه العلم، وهذا فيه نشر لهذا المبدأ العظيم.
والشيخ -رحمه الله- غالبًا ما يبتدئ رسائله بهذا الدعاء: (اعْلمْ رَحِمَكَ اللهُ)، وكررها في هذه الرسالة، لأنه كان يحدث بالحديث المسلسل بالأولية.
الحديث المسلسل بالأولية: أن يقول صحابي: حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أول حديث سمعته منه.
ويقول التابعي: حدثني الصحابي وهو أول حديث سمعته منه.
وهذا الحديث هو قول النبي -صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء».
ونبينا -عليه الصلاة والسلام- كان هو الذي يحثنا على الرحمة ويقوم بها نفسه، كما قال -جل وعلا: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128].
قال -رحمه الله: (اعْلمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَع مَسَائِلَ:).
الكتاب الذي نشرحه اسمه الأصول الثلاثة، قبل أن يتحدث الشيخ -رحمه الله- عن الأصول الثلاثة؛ قدَّم بمقدمتين:
- المقدمة الأولى: تشتمل على أربع مسائل.
- والثانية: تشتمل على ثلاث مسائل.
أما الأولى فقال: (اعْلمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَع مَسَائِلَ:).
ما هي هذه المسائل الأربع؟
قال: (الأُولَى: الْعِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ، وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
وهذه هي الأصول الثلاثة.
(- الثَّانِيَةُ: الْعَمَلُ بِهِ.
- الثَّالِثَةُ: الدَّعْوَةُ إِلَيْهِ.
- الرَّابِعَةُ: الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ).
وهذه المسائل الأربع من أعظم المسائل التي يجب أن يذكر بعضنا بعضًا بها، بل إن إمامنا ابن القيم -رحمه الله تعالى- ذكر في رسالته "التبوكيَّة" التي وجهها لأهل تبوك، ذكر فيها أن مَن حقق هذه المسائل الأربع فقد حقق درجة الكمال البشري:
(الأُولَى: الْعِلْمُ)
ولا يخفاكم -أيها الأحبة- فضل العلم ومكانة أهله، ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]، ويقول -صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».
ورد في بعض الأحاديث -وإن كان لا يصح سندًا، لكنه يصح معنًى كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري- وهو أن "من لم يرد الله به خيرًا لم يفقهه في الدين ولم يبال به"، وهذا يسمى في علم الأصول بمفهوم المخالفة.
فعلامة إرادة الله -جل وعلا- بعبده الخير أن يوفقه لسلوك طريق العلم.
قد يكون من علامة عدم إرادة الله الخيرَ بعبده ألا يوفقه لسلوك طريق العلم الشرعي.
والعلم هنا -كما ذكرنا لكم سابقًا- منه ما يكون فرض عين، ومنه ما يكون فرض كفاية، وهذا العلم الذي نتعلمه في هذا الكتاب هو من فروض الأعيان التي يجب علينا جميعًا أن نتعلمها.
وقد قال سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وفي رواية: «ومسلمة».
فعلم العقيدة والتوحيد من العلوم التي يجب علينا جميعًا أن نتعلمها.
ومن العلوم مَن إذا قام بها مَن يكفي؛ سقط الإثم عن الباقين.
قال -رحمه الله: (الثَّانِيَةُ: الْعَمَلُ بِهِ).
أنت الآن ذهبت فتعلمت، تعلمت أحكام الصلاة، تعلمت الأخلاق، فما الواجب عليك؟
الواجب عليك أن تبدأ بنفسك، فتعمل بهذا العلم في نفسك، فإن مَن أراد الله به خيرًا فإنه يوفقه للعمل بهذا العلم، لأن من أعظم الآثام التي قد يرتكبها الإنسان هو أن يكون عالمًا ولا يعمل بعلمه.
يقول -صلى الله عليه وسلم: «يؤتى برجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه -أمعاؤه- فيلتفت إليه الناس، فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تك تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! قال: بلى. كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه»، فكان هذا جزاؤه.
وعالم بعلمه لم يعملن
معذبًا من قبل عابد الوثن
وقد استعاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- من علم لا ينفع، والعلم الذي لا ينفع في إحدى تفسيراته هو العلم الذي لا يعمل به صاحبه.
ونحن دائمًا في صلواتنا نستعيذ بالله -جل وعلا- من طريق المغضوب عليهم والضالين.
المغضوب عليهم: الذي علموا ولم يعملوا.
والضالون: الذي عملوا على جهل.
فأمرنا الله -جل وعلا- أن نستعيذ به من سلوك هذين الطريقين، ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة6، 7].
وللعمل بالعلم فوائد، فمنها:
- أولًا: أن يحصل العبد الأجر من لله -سبحانه وتعالى- بعمله بالعلم.
- وثانيًا: أن يسلم من العقوبة.
- والفائدة الثالثة: أن مَن أراد زيادة العلم فعليه بالعمل بما يعلم.
يقول الله -سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: 17]، فبقدر هدايتك يزيدك الله هداية وتقوى. -اللهم اجعلنا من عبادك المتقين.
أيضًا من فوائد العمل بالعلم: هو حفظ هذا العلم.
إذا أردت أن تحفظ العلم فاعمل به، وكان الإمام أحمد -رحمه الله- يقول: "لم أسمع بحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا وعملت به لو مرة واحدة في حياتي"، حتى لا يكون ممن يستمع القول فلا يتبع أحسنه.
(الثَّالِثَةُ: الدَّعْوَةُ إِلَى الله).
(الْعِلْمُ، الْعَمَلُ بِهِ، الدَّعْوَةُ إِلَيْهِ).
المسلم لا يعيش لنفسه، لديه رسالة، ولديه هدف، وهذه الرسالة والهدف هو أن يدعو الآخرين إلى ما يعلم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كتم علمًا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار» نسأل الله العافية.
والله -عز وجل- حذَّر في كتابه من الذين يكتمون ما أنزل الله من البيانات، فلا يجوز كتمان العلم.
والدعوة إلى الله -جل وعلا- هي مهمة الأنبياء والمرسلين، أفضل البشر مَن؟ الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام، وأفضل الأنبياء: سيدنا رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه، مهمة الأنبياء: هي دعوة الناس إلى دين الله -جل وعلا.
فلهذا كان أحسن الناس قولًا مَن يدعو إلى الله، قال -جل وعلا: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33].
قال الإمام الحسن البصري -رحمه الله- وأوصيكم -أيها الأحبة- بوصايا الحسن البصري -رحمه الله-، هذا الإمام العظيم قال عنه العلماء: "ما زال الحسن يتحرى الحكمة حتى أوتيها".
وأم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- لما استمعت إلى بعض وصاياه قالت: "مَن هذا الذي له كلام يشبه كلام النبوة"، ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269].
قال -رحمه الله- لما تلا هذه الآية: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33]، قال:"هذا ولي الله، هذا حبيب الله، هذا خيرة الله من خلقه، أجاب داعي الله، وعمل صالحًا، وقال إنني من المسلمين".
نبينا -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن إيماننا لا يتم إلا بدعوة الآخرين إلى الله -جل وعلا: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
وأعظم أمر تحبه لنفسك هو هذا الدين، وأعظم أمر يجب أن تحبه للآخرين هو أن تملأ قلبوهم بمحبة الله وبمحبة سيد المرسلين والعمل بسنته -عليه الصلاة والسلام.
فالدعوة إلى الله -جل وعلا- من أعظم الأمور، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوصي الدعاة ويوصي أصحابه بالدعوة إلى الله، فيقول لابن عمه علي بن أبي طلب -رضي الله عنه: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وبما يجب من حق الله -تعالى- فيهم، فو الله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم».
حمر النعم: كانت هي أنفس أنواع الإبل عند العرب، فمن أسلم على يديك فهو أفضل من امتلاك مثل هذه الأنعام كما قال ذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحد خير لك من حمر النعم».
ومن فوائد الدعوة إلى الله أن مَن سمع منك كلمة فعمل بها فلك أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا.
ولهذا دائمًا أحثُّ أحبتي على أن يقوموا هم بتعليم أبنائهم قراءة سورة الفاتحة، لا تنتظر إلى أن يدخلوا المدرسة، علِّمهم أنت، لأنه لا تصح الصلاة إلا بالفاتحة، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أيما صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج»، أي ناقصة غير تمام.
وفي الحديث الآخر في مسلم عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»، فعلم أبناءك، علم الآخرين سورة الفاتحة لتنال الأجر من الله -جل وعلا-، وكل صلاة يؤديها فلك أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا.
فالدعوة إلى الله -جل وعلا- يجب أن يراعي فيها الداعي أمورًا عديدة:
- يراعي فيها أولًا: البدء بالأهم فالأهم.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي موسى الأشعري حينما أرسله إلى اليمن، قال: «إنك تأتي قومًا أهل كتاب»، وهذا مهم أن تعرف واقع الناس حتى تستطيع من خلال معرفتك بهذا الواقع أن تدعوهم إلى الله -جل وعلا.
قال: «إنك تأتي قومًا أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة ألا إله إلا الله -وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله- فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم».
فيجب على الداعي إلى الله -جل وعلا- أن يعرف ماذا يقدم في دعوته، وأعظم ما يقدم في دعوته ماذا؟ توحيد الله -جل وعلا- لأنها هي دعوة الأنبياء والمرسلين -عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام.
كذلك يجب أن يكون الداعي إلى الله -جل وعلا- يدعو الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة، ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125]، لأن الداعي إلى الله لديه رسالة عظيمة، وهي أن يجذب هذه القلوب إلى دين الله -جل وعلا-، وإلى دين محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو بحاجة إلى أن يكون حكيمًا في دعوته، صاحب موعظة، وصاحب جدالٍ بالتي هي أحسن، وأن يغلف هذا جميعًا بالإحسان إلى الآخرين.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
قال: (الرَّابِع: الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ).
كل مَن يدعو إلى الله -جل وعلا- سيكون هناك من شياطين الإنس والجن من يريدون أن يصدوه عن دعوته إلى الله، وكلما زاد البلاء؛ كلما دلَّ على صدق الدعوة إلى الله -جل وعلا.
الناس أحيانًا لديهم بعض المفاهيم الخاطئة، حينما يُبتلى العبد ببلية، في ماله، يقولون: فلان رجل صالح، فلماذا يبتليه الله؟!
أستغفر الله.
لماذا يبتليه الله؟ أو يقال: لو كان صالحًا ما ابتلاه الله.
طيب، اسمع إلى هذا الحديث: يقول -صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه»، فإن كان في دينه صلابة زاد بلاؤه، وإن كان في دينه ضعف ضعف بلاؤه.
قال -صلى الله عليه وسلم: «فما يزال البلاء بالمؤمن حتى يدعه يمشي على الأرض وليست عليه خطيئة»، هو يمشي معنا، من بيننا، لكن ليس عليه خطيئة، لأنه كما قال -صلى الله عليه وسلم: «ومن أصاب شيئًا فعاقبه الله في الدنيا فهو كفارة له».
فيجب على الداعي إلى الله -جل وعلا- أن يصبر على الأذى، وأن يعود نفسه على هذا الخلق، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200].
الصبر صعب، لكن عواقبه عظيمة
والصبر مثل اسمه، مر مذاقته
لكن عواقبه أحلى من العسل
ومن استصحب الصبر فاز بالظفر -كما يذكر العلماء رحمهم الله.
والله -جل وعلا- حثَّنا عن الصبر في آيات كثيرة، وقرن الصبر بالصلاة، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153].
ومن أعظم ما يجعل الداعي إلى الله -جل وعلا- صابرًا في دعوته: أن يتأمل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- ورسالته، فيجب على الداعي إلى الله -جل وعلا- أن يتأمل في سيرة نبينا -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام- وكيف صبر -عليه الصلاة والسلام.
الداعي إلى الله -جل وعلا- يحتاج إلى زاد السيرة، لا أقبح ممن يدعو إلى الله ولم يعرف سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
ومن الأمور التي تأملتها في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الناس تختلف، من الناس من يؤذى بالكلام، يقول لك: اضربني كيفما تشاء، لكن لا أريد أن أسمع منك كلمة جارحة، ومن الناس من هو العكس، الكلام لا يؤثر فيه، لكن الضرب يؤذيه.
والناس يختلفون، فمنهم مَن أدمن الأذى، ومنهم مَن أعظم من ذلك، نبينا -صلى الله عليه وسلم- هو ابن سيد من ساداتهم، وابن عظيم من عظمائهم، وكان يقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، ومع هذا قاسى جميع أنواع الأذى والظلم، حتى إن يومًا أبا جهل والأخنس بن شريك وشيبة وعتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة أتوا إلى مَن يحميه، مَن الذي كان يحميه؟ عمه أبو طالب.
فقالوا: يا أبا طالب، والله ما عدنا نطيق ما يقوم به ابن أخيك.
الآن هنا تهديد، تهديد النبي ليكف عن دعوته.
قالوا: فإما أن يكفَّ عنَّا، أو ننازلك أنت وإياه حتى يهلك الله أحد الفريقين.
أبو طالب كأنه رأى أن الأمر جد، فاستدعى النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: يا ابن أخي، هؤلاء سادة قومك، فلا تكلفني من الأمر ما لا أطيق.
فاستعبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بكى خوفًا على هذا الدين وخوفًا على هذه الرسالة، وإلا فهو لا يخاف على نفسه -صلى الله عليه وسلم.
قال: «يا عماه، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر، والله ما تركته حتى أهلك دونه».
فقال أبو طالب وقد رأى ثبات ابن أخيه، وكان أبو طالب شاعرا فصيحا، قال: يا ابن أخي، اذهب قل ما شئت، وادع إلى ما أحببت.
واللهِ لن يَصلوا إليكَ بجمعِهمْ
حتى أُوَسَّدَ في الترابِ دَفينا
فاصدَعْ بأمرِك ما عليكَ غَضاضةٌ
وأبشِرْ بذاكَ، وقرَّ منهُ عُيونا
ودَعَوْتَني، وزَعمتَ أنك ناصحٌ
ولقد صدقْتَ، وكنتَ ثَمَّ أَمينا
وعَرضْتَ دِيناً قد علمتُ بأنَّهُ
مِن خيرِ أديانِ البريَّة ِ دِينا
لولا المَلامة ُ أو حِذاري سُبَّة
لوجَدْتني سَمحاً بذاك مُبِينا
يقول: أنا أعلم أن دينك هو الحق، وأن رسالتك هي الحق، لكن أخشى من لمز اللامزين، ومن سخرية الساخرين، فأبى أن يقول: لا إله إلا الله.
فأتى المشركون مرة أخرى -وهذا نوع من الابتلاء والصبر- فأرادوا أن يغروا أبا طالب، قالوا: يا أبا طلب، لقد رأيناك تدافع عن ابن أخيك وأنت على ديننا، فادفع إلينا ابن أخيك نقتله، وخذ هذا الفتى -عمارة بن الوليد- كان من أجمل فتيان مكة -عمارة بن الوليد- فقالوا: خذه، فإنما هو ولد بولد.
قال: سبحان الله! أدفع إليكم ابني لتقتلوه، وتدفعون إليَّ ابنكم من أجل أن أغذيه؟!
لا والله لا حاجة لي برأيكم.
قالوا: إذن الحل أن نغري محمدًا -صلى الله عليه وسلم.
فذهب إليه عتبة بن ربيعة فقال: يا محمد، والله ما رأينا رجلًا أشأم على قومه منك، كنَّا على كلمة واحدة، فأتيت إلينا ففرقت جمعنا، وشتَّتَّ شملنا، وطار في العرب: في قريش ساحر، وفي قريش كاهن، وفي قريش شاعر، وفي قريش مجنون.
يا رجل! إن كان إنما بك في دعوتك هذه أنك تريد أن تكون ملكًا؛ جعلناك ملكًا علينا، أنت تريد الملك؛ نجعلك ملكًا علينا، وإن كان إنما بك المال -أنت تدعو من أجل المال- جمعنا لك من المال ما تكون به أغنانا، وإن كان إنما بك النساء، فانظر إلى أي امرأة من العرب نزوجك وعشرًا مثلها.
وهذه هي التي تصد الإنسان وتصد الداعي عن دعوته: منصب، ومال، ونساء.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: «ما بهذا بعثت إليكم، ولكن الله ابتعثني، فإن قبلتم فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن أبيتم فاصبروا حتى يحكم الله بيني وبينكم، وهو خير الحاكمين».
ثم تلا النبي -صلى الله عليه وسلم- مطلع سورة فصلت حتى بلغ: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ [فصلت: 13].
فقام عتبة فوضع يده على فم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ناشدتك الله والرحم أن تكف؛ لأنهم يعلمون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قال فلابد أن يقع ما يقول، ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [النمل: 14].
فيحتاج الداعي إلى الله أن يستصحب الصبر؛ لأنه يريد هداية الناس وإرشادهم وتعليمهم دين الله -جل وعلا.
قال -رحمه الله تعالى: (قَالَ البُخَارِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: بَابُ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالْعَمَلِ. فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ).
احذر أن تقول على الله ما لا تعلم، احذر إذا سئلت عن مسألة أن تقول فيها وأنت لا تعلم، فإن هذا من أعظم الافتراء، ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].
لهذا الإمام مالك -رحمه الله- على جلالة فضله وقدره ومنزلته، أتى إليه رجل من الأندلس فسأل الإمام مالك عن مسائل عديدة، فأجاب على بعضها، وقال في بعضها: لا أدري.
قال: يا إمام، وماذا عساي أن أقول لقومي؟
قال: قل لهم: قال مالك: لا أدري.
قال: وكيف ذلك؟
قال: قل لهم: مالك يقول لا أدري، ومن لم يقل لا أدري أصيبت مقالته.
الغريب أنك حينما تقرأ في سير الأئمة الأربعة لا تجد غضاضة أن أحدًا منهم يقول: "لا أدري"، بينما بعض المتعالمين يفتي بغير علم فيضل الناس بغير علم.
وقد قال -صلى الله عليه وسلم- محذرًا: «حتى إذا لم يبقَ عالم؛ اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
قال -رحمه الله:( وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [سورة العصر].
قَالَ الشَّافِعيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلا هَذِهِ السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ).
هذه السورة كم آياتها؟ ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾، ثلاث آيات لكن فيها جماع الدين.كيف ذلك؟
يقول لله -سبحانه وتعالى: ﴿وَالْعَصْرِ﴾، هنا أقسم الله -جل وعلا- بالعصر.
ما هو العصر؟
قيل: العصر هو الزمان، كل الزمان.
وقيل المراد بالعصر: صلاة العصر، وذلك لشرفها وفضلها.
والله -جل وعلا- له أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته، بينما المخلوق لا يجوز له أن يُقسم إلا بالله -جل وعلا.
هنا أداة القسم: حرف الواو.
قال: ﴿وَالْعَصْرِ﴾، ما هو جواب القسم؟ جواب القسم يعني على ماذا أقسم الله؟
قال: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾، هنا أتى التأكيد من الله -جل وعلا- أن الإنسان في خسر، أتى التأكيد بالقسم، وأتى التأكيد بـ (إن) المؤكدة، وأتى التأكيد باللام.
قال: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ﴾، الألف واللام هنا للاستغراق -كما يقول علماء البلاغة-، يعني كل الناس في خسارة، فالله -جل وعلا- أقسم في هذه الآية أن جنس الناس وكل الناس في خسارة.
﴿إِلَّا﴾، استثنى الله.
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، هذا واحد، ويدخل في الإيمان العلم.
قال: ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾، عمل الصالحات أليس من الإيمان؟ لماذا عطف الله -جل وعلا- العمل الصالح على الإيمان وهو منه؟
الإيمان هو: قول وعمل واعتقاد، أو قول وعمل ونيَّة.
قال العلماء:إنما عطف الله -جل وعلا- العمل الصالح على الإيمان من باب عطف الخاص على العام لمزيد تأكيد على أهميته.
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ العمل الصالح.
قال: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ الثالث.
الرابع: قال: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾، وهو الصبر الذي أمر الله -جل وعلا- به.
فهذه هي المسائل الأربع التي افتتح المؤلف -رحمه الله تعالى- كتابه بها.
فيجب على طالب العلم أن يحرص عليها، وأن يحرص على نشرها بين إخوانه المسلمين، وخاصة فيما يتعلق بالعلم.
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله، وما أحسن ما قال- يقول:
والجهل داء قاتل، وشفاؤه
أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة
وطبيب ذاك العالم الرباني
والعلم أقسام ثلاثة ما لها
من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله وفعله
وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه
وجزاؤه يوم المعاد الثاني
والكل في القرآن والسنن التي
جاءت عن المبعوث بالفرقان
والله ما قال امرئ متحذلق
بسواهما إلا من الهذيان
فهذه هي المسائل الأربع التي افتتح المصنف -رحمه الله تعالى.
وحبذا بما أننا نتحدث عن العلم والعمل أن يعود كل واحد منا نفسه إذا عاد من هذا الدرس أن يبتدئ بخاصة أهله فيعلمهم هذه المسائل، فبعد كل درس تتلقاه، تذهب إلى أهلك فتقوله لهم، أو تذهب إلى مواقع الإنترنت وتنشرها بين الناس؛ حتى تكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذه هي المسائل الأربع، احفظوها وعوها وانشروها بين الخلق:
الأولى: العلم.
والثانية: العمل به.
والثالثة: الدعوة إلى الله.
والرابعة: الصبر على الأذى فيه.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنِّه وكرمه أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يجعل نواصينا إلى البر والتقوى، اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالين؛ اللهم لا تفرق جمعنا إلا بذنب مغفور، وعمل متقبل مبرور، وتجارة لا تبور.
اللهم يسر أمورنا، اللهم فرج كروبنا، اللهم اشرح صدورنا، اللهم اجعلنا ممن يرفع "لا إله إلا الله" وارفعنا بها، واجعلها آخر كلامنا من الدنيا يا ذا الجلال الإكرام.
اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لإخواننا في سوريا، وكن لإخواننا في فلسطين، وكن لإخواننا في العراق، وكن لإخواننا أهل السنة في إيران، وكن لإخواننا المستضعفين في مالي، كن لهم في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ مصر وأهلها، اللهم احفظ مصر وأهلها، اللهم أدم على مصر نعمة الأمن والإيمان، اللهم ألف بين قلوب أبنائها، اللهم اجمع كلمتهم، اللهم وحِّد صفوفهم.
اللهم يا ذا الجلال والإكرام مَن كاد للإسلام فكِده، ومَن أراد الإسلام والمسلمين بسوء اللهم أشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أبرم لأمتنا أمرًا رشدًا، يعز فيه أهل الطاعة، ويعافى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، وتقال فيه كلمة الحق لا يخشى قائلها في الله لومة لائم.
اللهم لا تجعلنا ننصرف من هذا الجامع المبارك إلا وقد رضيت عنا يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
http://islamacademy.net/media_as_home.php?parentid=60