بسم الله الرحمن الرحيم والحمد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
البارحة كانت محاضرتي في نفس الوقت تقريباً كنت قبل الدكتور طارق رمضان واليوم أنا بعده لكني البارحة أطلت وهو لم يفعل وإن شاء الله لن أطيل اليوم وسأنهي في 40 دقيقة إن شاء الله .
طلبوا مني أن تكون محاضرتنا عن بناء الحلم
فهل يمكن للإنسان أن يعيش من دون أن يحلم .. ماقيمة الحياة بدون أن يكون لديك حلم واضح ومسيطر عليك وتريد تحقيقه ؟الحياة ستكون صعبة جداً
هل لدى أحدنا حلم ..
هل لديك حلم تريد تحقيقه
الحياة بدون حلم شيء لا يطاق لا معنى له سأقول لكم في بداية هذه المحاضرة أن العقل البشري الذي هو أعظم ماخلق الله ما أقوى أمر في العقل ؟
ما أعظم مافي العقل : القدرة على تصور المستقبل يعني الأسد بعد 100 سنة سيبقى أسداً لأن الله لم يعطه القدرة على التخيل .. سيبقى دائماً أسداً لا يمكن أن يتخيل أنه سيغير الغابة ويسكن في مكان فيه تكييف لن يحصل ذلك لماذا لأن الأسد نزعت منه القدرة على تخيل الغد كيف سأطور نفسي بعد 20 سنة الكائن الوحيد الّذي ربنا أعطاه القدرة على تخيل المستقبل هو الإنسان ؛أنت !
أكبر جرم ترتكبه بحق نفسك أن يكون لديك الفرصة لتتخيل نفسك بعد 20 سنة ولاتفعل ذلك عندها ستعطل أعظم ما أعطاه الله لك ففي هذه المحاضرة أريد أن أصل إلى أن نخرج من هنا أحد أمرين
- إما أن يكون لدينا حلم
- أو أننا نريد أن نضع طريقاً لنصل به للحلم
وسأتفق معك على خطوات لكن البداية التي أبتدي بها هي الرغبة أن يكون لدي حلم أريد أن أعيش به أنا كل سنتين أو ثلاثة أخاف أن يكون الحلم قد طار مني فأذهب إلى مكة لأركز وصفة وأراجع نفسي هل مازال حلمي موجوداً وذا بريق في عيني؟
القدرة على الحلم :
على فكرة من أعظم مافعله النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة أن يرسم لهم الحلم أنظر إلى هذا الحلم النبي صلى الله عليه وسلم هو من يقول
(( شكونا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهو متوسِّدٌ بُردةً له في ظلِّ الكعبةِ، فقلنا : ألا تستنصرُ لنا، ألا تدعو لنا ؟ فقال : ( قد كان مَن قبلكم، يؤخذ الرجلُ فيحفرُ له في الأرضِ، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشارِ فيوضع على رأسِه فيجعلُ نصفين، ويمشط بأمشاطِ الحديدِ ما دون لحمه وعظمه، فما يصدُّه ذلك عن دينه، واللهِ لَيُتمَّنَّ هذا الأمرَ، حتى يسير الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرمَوتٍ، لا يخاف إلا اللهَ، والذئبَ على غنمِه، ولكنكم تستعجِلون ) .
الراوي: خباب بن الأرت المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6943
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ))
وقال
(( كان عندَ النَّبيِّ إذ أتاهُ رجلٌ فشَكا إليهِ الفاقَةَ ثمَّ أتاهُ آخرٌ فشَكا إليهِ قطعَ السَّبيلِ وكانَ عَديُّ قد وَفِدَ علَى النَّبيِّ ليدخلَ في الإسلامِ وخَشيَ النَّبيُّ أن يفُتَّ في عضُدِهِ و يُثَبِّطَهُ عندما يرَى مِن ضعفِ أهلِهِ وفقرِهم وعدَمِ انتشارِ الأمنِ في أرضِهِم حينذاكَ فألقَى بالبشاراتِ المذكورةِ في الحديثِ تَرغيبًا وتَثبيتًا فقال : يا عَديُّ هَل رأيتَ الحيرةَ ؟ قال : لَم أرَها وقد أُنبِئتُ عنها قال : إن طالَت بكَ حَياةٌ لترَينَ الظَّعينةَ تَرتحلُ مِن الحيرةِ حتَّى تطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ أحدًا إلَّا اللهُ وفي روايةٍ أنَّه لا يأتي علَيكَ إلَّا قليلٌ حتَّى تخرجَ العيرُ إلى مكَّةَ بغَيرِ خَفيرٍ قال عَديُّ : قلتُ فيما بَيني وبينَ نَفسي فأينَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذينَ قد سَعَّروا البلادَ وأكملَ النَّبيُّ حديثَهُ إليهِ فقال : ولَئنْ طالَت بكَ حَياةٌ لتُفتَحَنَّ كُنوزُ كِسرَى قال : كِسرَى بنُ هُرمُزَ قال : كِسرَى بنُ هُرمُزَ ولَئنْ طالَت بكَ حَياةٌ لترَينَّ الرَّجُلَ يُخرِجُ مِلْءَ كفِّهِ مِن ذهبٍ أو فضَّةٍ يطلبُ مَن يقبلُهُ مِنهُ فلا يجدُ أحدًا يقبلُهُ مِنهُ
الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: الألباني - المصدر: مشكلة الفقر - الصفحة أو الرقم: 127
خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
الطريق أمان من العراق إلى مكة لا قاطع طريق هو يرسم حلماً صلى الله عليه وسلم .
هذه طريقة نبوية ترسم بها للناس الحلم على فكرة الناس تتعلق بمن يرسم لها حلماً في حياتها فالنبي صلى الله عليه وسلم يرسم حلماً لعدي بن حاتم الطائي الّذي هو رجل غني من أشراف العرب أبوه حاتم الطائي الرجل الشهير ليس مسلماً جاء إلى المدينة ليرى النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم مشى معه وقال له :
(( بينا أنا عِندَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ أتاه رجلٌ فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل، فقال : ( يا عدي، هل رأيت الحيرة ) . قُلْت : لم أرها، وقد أنبئت عليها، قال : ( فإن طالت بك الحياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله - قُلْت فيما بيني وبين نفسي : فأين دعار طيء الذين قد سعروا في البلاد - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ) . قُلْت : كسرى بن هرمز ؟ قال : ( كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجلُ يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله فلا يجد أحدًا يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يومَ يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن : ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك ؟ فيقول : بلى، فيقول : ألم أعطك مالا وولدا وأفضل عليك ؟ فيقول : بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم ) . قال عدي : سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة، فبكلمة طيبة ) . قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم الحياة، لترون ما قال أبو القاسم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3595
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ))
يقول عدي فصدقته مايعني صدقته من كثر ماقال لي وهو متأكد عرفت أن هذا الكلام سيحصل فوالله فتحت كنوز كسرى وكنت أحد المسلمين الّذين فتحوا بلاد الفرس وأنفق المال حتى لا يجد من يأخذه فهو يقول لو صدقت حلمك سيحصل
سأقولها ثانية لو صدقت حلمك من كثر ما يلح عليك ليصبح حقيقة فالعقل فيه جزآن
العقل الواعي يفكر ويحلل ..
والعقل الباطن لو صدق في أمر لا يفرق بينها وبين الخيال فلو أقنعت عقلك الباطن مثلاً أنا سأخترع علاجاً للسرطان سأدخل كلية الطب سأركز في هذا التخصص سأذاكر وسأحضر العلاج وسأعمل ليلاً نهاراً وسأفشل وأنجح .. ستكتشف العلاج ،لماذا ؟ لأن العقل الباطن لو صدق أنه ستفعل ذلك ستفعلها لا يوجد من يجتهد ويضع فكرة ويصر عليها إلا لا بد أن يحققها
أيها البنات الموجودات هنا
أيها الشباب الموجودين هنا المحاضرة التي أقولها اليوم ليست محاضرة هي تجربة حياة .
تجربة حياة :
أنا كنت شاباً إمكانياتي محدودة عمري
لم أكن من الأوائل
عمري لم أحصل أكثر من جيد عادي
عمري لم يظهر علي ملامح التميز شخص عادي
كل ماحصل عندي هو أنني حلمت حلماً وكان الحلم أريد أن أحبب أمة محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام وأنا من ؟ أنا طالب عمري 20 سنة كيف سأقوم بمثل هذا ؟
سأقرأ كثيراً وأتكلم مع أصحابي كثيراً من كثرة كلامي حفظت كثيراً وأصبح الأمر متملكاً مني لا بد أن أفعلها فربنا سبحانه وتعالى فتح أبواباً لم أكن أعرفها من لديه حلم ويصر عليه ومستعد ليتعب ويتشرد من أجله لا بد أن تحلم وربنا سيضعك في مفارق طرق هل ستنجح أملا .
أقول لكم يوم 30 أكتوبر 2002 هذا اليوم الّذي تركت فيه مصر مضطراً وخرجت 7 سنوات في الخارج هذا اليوم لم يقل لي “إمشي” لم أضطرد من البلد كما يقول بعض الناس إنما كان لدي مفترق طرق - إما أن أجلس في المنزل دون أن انطق بكلمة ولم يفعل لي أحد شيئاً وأنا معزز مكرم لكن لو نطقت واستمريت في الكلام ستكون العواقب سيئة وعلى بيتي وأولادي
- والبديل الثاني أن أخرج للمجهول أنا لا ادعي الشجاعة لكن أنا كان الحلم مسيطراً علي كانت لدي رسالة ولا أستطيع
ولم يكن لدي أموال
ولم يكن لدي إلا فيزا لإنكلترا بقي فيها 20 يوماً فقط وبعدها لا أعرف إلى أين أذهب
ولم يكن لدي منزل هناك وكان لدي صديق هناك
وزوجتي وأولادي تركتهم في مصر لأني لم أعرف مالعواقب
نعم هذه مغامرة خطيرة
لم قمت بذلك ؟ لا أستطيع أنا لدي حلم والحلم أقوى مني وأقوى من رغباتي الشخصية التي تمثل في أن أكون عند أبي وأمي وزوجتي وأولادي
كنت ضعيفاً أبكي كنت أشتري كريمات لتحسسي من كثرة البكاء كيف قمت بذلك وأخذت القرار في ساعتين لو بعد ذلك لكنت تأخرت هذه السرعة في اتخاذ القرار ليس لأني “شاطر” لكن لأن الحلم كبير أريد أن أصلح أذكر أنني لم أقل لأبي وأمي فلو قلت لأمي وبكت لن أستطيع أن أسافر أذكر لما سافرت إلى لندن انتهت الفيزا بعد 20 يوماً
فذهبت لأداء العمرة كي أطول المدة إلى ان أجد حلاً سأذهب إلى السعودية .
هل أنت مستعد للتشرد لحلمك كذلك؟
مرة أخرى أنا لا أقول إنني بطل لأني كنت مهزوزاً أبكي لكن لا أستطيع ليس لأني قوي بل لأن الحلم سيطر علي هذا معنى كلمة حلم
أذكر أن فيزا السعودية انتهت بانتهاء العمرة إلى أين أذهب لا مكان أذهب إليه
فبحثت عن البلاد التي من الممكن للمصريين أن يذهبوا إليها دون فيزا .. إنها لبنان فذهبت إلى هناك ليس لدي أموال وكان لدي صديق في لبنان الذي هو السيد نجيب الميقاتي رئيس الوزراء حالياً فشعر أنه ليس لدي مال فنادى مدير مكتبه وقال له خذ الأستاذ عمرو “تفصل” له بدلتين
فأخذني إلى الخياط “الترزي” فصعب علي الموقف وبكيت لكني أخذت البدلتين …
خسارة مسكينة الأم التي كان لديها حلم كبير وبعد أن ولدت ذهب منها الحلم مع أنه من الممكن أن يكون أولادها هم حلمها الأكبر .
لدي 4 نقاط أريد أن أقولها لتساعدك ان تعيش بهذا الحلم النقطة الأولى إكتب حلمك في ورقة واجعله في محفظتك أو علقه في غرفتك وامش به واحكي عنه ليثبت لديك ولا تخجل منه فهناك أناس تخجل أن تتكلم عن حلمها وانا في 20 سنة وجدت نفسي أدعي في الروضة الشريفة أدعي “اللهم أحيي بي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ صوتي للآفاق “”
طالب عمره 20 سنة مع أصحابه في الجامعة يقول بلغ صوتي للآفاق كيف دعوتها ؟وكيف بقيت مصراً عليها ؟وكيف تكلمت عنها لأصحابي ولم أخجل منها ؟
هل تكتب حلمك وتتكلم عنه كل هذا يثبته أتراه بأبعاده وبالألوان هل تتخيل تفاصيله
مثلاً : سأرجع سوريا وأعمر وأبني وأعمل … وسيكون لدي الجمعية الخيرية في البناء وفي الشارع الفلاني أرى حلمي بالتفصل .. الناس تنجح هكذا هذه صفة أساسية في الناجحين القدرة على الحلم .
هل تعرفون أندريه اجاسي بطل التنس أخذ بطولة ويمبلدون للتنس 5 أو 7 مرات أول مرة أخذها كان عمره 19 سنة وبعد أن أخذها وأخذ الكأس قابلوه وأثناء المقابلة سألوه ماشعورك بعدما فزت ببطولة ويمبلدون للتنس أول مرة ؟
فقال هذه ليست أول مرة بل عاشر مرة الناس ضحكت
فقال أنا منذ 10 سنوات أحلم بهذا اليوم كنت أرى لون القميص الذي سألعب به المبارة وأنا أسمع تصفيق الجماهير أحلم بهذا اليوم منذ 10 سنوات طالما لديك حلم ستنجح .
هل تعرف متى تتعب لو ذهب الحلم وانتهى
أو إن كان قصير المدى
فماردونا حلم بأن يمسك كأس العالم منذ أن كان عمره 10 سنوات وعندما مسك كأس العالم بالفعل انتهى حلمه وتعاطى المخدرات .
فرق كبير بين أن تكون متمسكاً بالحلم وتراه بأبعاده ،كم واحد منا لديه حلم ؟ ..
على فكرة لم يبدأ الحلم لدي إلا لما كان عمري 27 سنة فقبل ذلك كنت أريد فعل شيءٍ ما لكن لم أكن أعرف ما هو كي لا يحبط من لم يكون حلمه بعد ،فمن لم يكون حلمه بعد فلينحت في الصخر ويعمل في عمل تطوعي حتى يوقد موهبته .. فكلما عملت أكثر سيظهر لك فيمَ انت ناجح .
هذه القاعة فيها عدة آلاف تخيلوا لو كان المسلمين في كندا 30% منهم لديهم أحلام واضحة ومحددة وقابلة للقياس فهناك أناس لديها أحلام مثلاً أعمل الخير هذه ليست أحلام بل أمنيات بينما الأحلام يجب ان تكون محددة مثلاً أن يكون لدي حلم أن أصمم جهازاً لذوي الاحتياجات الخاصة هذا لديه حلم واضح ومحدد ،فالنقطة التي أريد أن أقولها لك القدرة على الحلم أمر عظيم أن تحلم وتكون قد كتبته وأن تراه
فلو لم يكن لديك حلم إعمل أنا كنت كذلك منذ كنت في الأولى الثانوي
دورة كرة بين المساجد أنظمها
أطفال يريدون أن يعملوا مجلة دينية أعملها معهم
إذاعة مدرسية ، جمعية خيرية من كثر عملي واحتكيت بأمور كثيرة لا علاقة بها لكن هناك أمر متكامل كان يبنى إلى أن ظهرت لدي قدرتي على التكلم إلى الناس وتوجيههم
أنا دخلت كلية التجارة وأنا أكره الحسابات لا أعرف أين حلمي وموهبتي
عملت مراجع حسابات وأنا أكره المراجعة
أديت ماجستير المراجعة والزمالة وأنا أكره ان أدرس في هذ المجال لكن إنه مصدر رزققي مالذي أفعله ؟
إلى أن أصبح عمري 27 سنة وظهرت أمامي قدرتي على التحدث إلى الناس
تخيلوا كنت أعمل بالأرقام وأنا أريد أن اتعامل مع البشر وليس الأرقام كيف خرجت ؟ من كثرة الاحتكاك والعمل والتعامل مع الناس وكنت أرمي بنفسي في كل عمل تطوعي
أحد الأمريكان كان عمره 15 سنة كان أطول من أقرانه فكانوا يضحكون عليه لطوله الزائد ولنحالته فنظراً لسخريتهم منه أصبح منطوياً وهو كان من ولاية كاليفورنيا وبدأ يشعر بالفشل وبدأت درجاته تقل وبدأ يفشل ،مرة طلب منه الأستاذ أن يقدم عرضاً توضيحياً لزملائه فأحرج ولم يقدر فسخر زملائه منه هذا الرجل نتيجة شعوره بالوحدة تطوع في جمعية خيرية في الجمعية الخيرية بعد شهرين من عمله أعطوه شهادة تقدير ..أعطته دافعاً كبيراً جداً ثم طلبوا منه أن يمثل الجمعية الخيرية أمام الجمعيات المختلفة وتكلم ويقول من يومها أصبح لديه حلم والآن هو معروف باسم آلبرت توماس عضو مجلس الشيوخ المريكي لمدة 13 سنة متتالية عن ولاية كاليفورنيا ماذا حصل عمل في التطوع فتذوق تجربة نجاح
أيها الناس من سيتذوق تجربة النجاح مرة واحدة إنجح عندها لن تستطيع مفارقته .. ممكن أن تسألوني لم هذه المحاضرة ؟
تخيلوا لو عرف المسلمون الحلم تخيلوا لو حلمتم لكندا ، تخيل مسلم يحلم لمستقبل أفضل لكندا .. المسلمين سيُحترمون جداً لو قاموا بذلك هذا ليس كلاماً دعائياً الاحترام يُبنى هكذا الناس تحترم الناس لما تعطيها ولاتحترم الناس الّذين يأخذون منها والقرآن قال ذلك على قوم نوح
(( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ )) ﴿سورة هود / ٢٧﴾
أين أفضالكم علينا لنسمع كلامكم ؟ أين أفضال المسلمين على كندا ليقدروا ويحترموا
تخيلوا .. نحن كم جنسية موجودين هنا : مغاربة وجزائريين ومصريين وليبيين وتونسيين وباكستانيين وبانغلاديش وهنود … تخيل لو كان لدينا أحلام مشتركة لمستقبل أفضل للمسلمين ولمستقبلهم وأياديهم على العالم مالذي سيحصل ..
إكتب حلمك ..
وتشبث به ولو لم تكتبه تكلم عنه
،ولو لم يكن لديك حلم إعمل في التطوع سيخرج الحلم و لو بعد 10 سنوات
هذه النقطة الأولى ..
النقطة الثانية
هل أنت مستعد لبذل المجهود لأجل حلمك ليلاً ونهاراً هل أنت مستعد للتضحية من أجل الحلم بوقتك ومزاجك من أجل الحلم
هل أنت مستعد سيتحقق حلمك والله العظيم
في يوم من الأيام بعدما خرجت من مصر كنت في شقة في لندن مع صديقين لي ومعنا سبورة كتبنا عليها حلم “صناع الحياة” ولم أكن أتخيل أبداً أن يصبح في يوم من الأيام هذا الحلم متمثلاً في مائتي ألف نفر في الدول العربية من صناع الحياة ..
سأحكي لكم قصة لطيفة عن شخص من أمريكا اسمه جون
جون هذا كان يبيع عصير الليمون على شواطئ كاليفورنيا تقريباً والثلاثينيات أو الأربعينيات من القرن الماضي وخلال هذا كان يسأل السياح عن رأيهم في الفنادق التي يقيمون فيها فيكتب ملاحظات الناس في دفتره وأخذ يحلم أن يكون لديه فندق
تخيلوا .. بائع ليمون يحلم ليصلح ما يزعج الناس ليكسب الكثير فيكتب ويحلم ويسأل .. ثم افتتح مطعماً صغيراً بمردود بيعه من الليمون وهناك كان يجلس مع الناس الوافدين إلى مطعمه ويسألهم ما يزعجهم من طعام الفنادق وأخذ يحلم إلى أن اشترى فندقاً صغيراً
بعد هذا كل الملاحظات التي سجلها عن الناس أصلحها في فندقه إلى أن كبر فندقه وأصبح لديه سلسلة فنادق “جون ماريوت” هي اليوم “الماريوت”
إذا ابن حلمك وتكلم عنه ولاتخجل منه وإن لم يكن لديك إعمل إلى أن تكتشفه
النقطة الثانية فليكن مجهودك ليلاً نهاراً
النقطة الثالثة للآباء والأمهات التحفيز المستمر فالله خلق الجنس البشري فكيف يعملون ؟
فالآلة كيف تعمل؟
حفزهم لذلك فكرة الجنة فربنا سبحانه وتعالى وعد بالثواب لما شرعه وفرضه من أفعال لأن الإنسان التحفيز لديه مهم
أحد الصحابة أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في أمر صعب ومهمة صعبة فيها سفر بلاد كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم لما رآه عائداً فسأل : هل فعلها أم لا ؟
فقال : أبشر يارسول الله
فقال النبي صلى الله عليه وسلم “الله أكبر” ودخل بيته
وأخذ الصحابي ينتظر وهو متحمس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عصى وقال له :
(( خذ هذه ياخالد ردها إلي يوم القيامة أشفع لك بها عند الله ليدخلك الجنة
تخيلوا أنظر إلى هذه الكلمة فقال الرجل : فوالله لم تكن تفارق يدي ليلاً ولا نهاراً وقد أمرت أن تدفن معي في قبري حتى إذا أتيت يوم القيامة أقول العصى يارسول الله إشفع لي لأدخل الجنة
هل تحفزون أولادكم كذلك
على فكرة التحفيز ليس بالجنة فقط
فكل شخص له مفتاح للتحفيز أحياناً يكون المال وأحياناً قيمة من القيم لكن الإنسان من غير تحفيز لن يتحرك فإن كان لديك حلم حفز نفسك ..
أنا أفعل ذلك مثلاً أنتظر أن أركب الطائرة والجوالات مغلقة وأجلس مع نفسي 3 أو 4 ساعات للبحث عن الهدف وأكتبه في دفتر فأنا هدفي في بناء جيل ينهض بالأمة والمسلمين هذا هو هدفي الّذي أعيش من أجله وهو ما كتبته في الدفاتر .. أنا كتبت 12 خطوة من المفترض أن أقوم بها في الخمسة سنوات القادمة فأخذت أركز وأحفز نفسي لدخول الجنة .. وليكتب اسمي في التاريخ تخيلوا أني قضيت السبع ساعات بهذه الطريقة ..
يا أمهات نحن لا نريدك الأم التي تعطي التعليمات كالشؤون الإدارية
كل .. إشرب .. نام .. إستيقظ .. أدرس .. بل نريدك الأم التي تدفع أولادها للأمام
(( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) ﴿القصص/٧﴾
المفروض أن تخبئه لا بل إدفعيه إلى الأمام
فالنقطة الثالثة التحفيز وليس من الضروري أن يكون دائماً معنوياً بالجنة فقط ..
تعرفون الحديث النبوي المتعلق بالشاب الذي ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له
(( أترضاه لأمك ...
(( أنَّ فَتًى شابًّا أتى النَّبيَّ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، إئذَنْ لي بالزِّنا ، فأَقبلَ القومُ علَيهِ فزَجروهُ وقالوا: مَهْ. مَهْ. فقالَ: أدنُهْ ، فدَنا منهُ قريبًا. قالَ: فجَلسَ قالَ: أتحبُّهُ لأُمِّكَ ؟ قالَ: لا. واللَّهِ جعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لأمَّهاتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لابنتِكَ ؟ قُل: لا. واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ جَعلَني اللَّهُ فداءَكَ قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لبَناتِهِم. قالَ: أفتُحبُّهُ لأُخْتِكَ ؟ قُل: لا. واللَّهِ يا رسول اللَّه جعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لأخواتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لعمَّتِكَ ؟ قُل: لا. واللَّهِ يا رسولَ اللَّه جَعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لعمَّاتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لخالتِكَ ؟ قل: لا. واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ جَعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لخالاتِهِم. قالَ: فوَضعَ يدَهُ عليهِ وقالَ: اللَّهمَّ اغفِرْ ذنبَهُ وطَهِّر قلبَهُ ، وحصِّن فَرجَهُ فلم يَكُن بعدُ ذلِكَ الفتَى يَلتَفِتُ إلى شيءٍ .
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 501
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هناك نكتة لصديقي الّذي كان يدرس في Imperial College حيث كان له صديق في الغرفة معه اسمه ماريو وهو برتغالي وهو لم يكن يؤمن بوجود إله فصديقي حاول بطريقة لطيفة وبعد أشهر آمن بوجود الله .. وبعدها بثلاثة أشهر آمن بالأنبياء وبعدها آمن بأن محمد نبي وبعدها آمن بالإسلام لكن لدي مشكلتين لا أستطيع أن أدخل الإسلام بسببهما وهي : الخمر والنساء .. وبعد المحاولات قال بإمكانية تجاوز موضوع الخمر وتركها لكن موضوع النساء لم يستطع أن يتخلى عنه أبداً فصديقي قال له الحديث المذكور أترضاه لأمك ..،
فأجابه : هذا موضوع يرجع إليها .. فهذا أمر يخصها فبيئة هذا مختلفة وما يحفزه مختلف ومايجب أن تقوله له مختلف عن غيره فلو عرفتم أيها الآباء والأمهات لتبحثوا عن سبيل تحفيز ابنكم ممكن ان يكون تحفيزه بغير ما يحفزك أنت .. وبهذا المحفز ينطلق انطلاقة قوية
ودون تحفيز سيُنسى الهدف
إذا لا بد من الهدف
ولابد من أن أعمل له ليلاً ونهاراً
وبعدها لا بد من تجديد الهمة للتحفيز للهدف
انتبهوا من قام بهذه النقاط الثلاثة لابد وأن ينجح ،هذه معادلة كالمعادلات الكيميائية هذه معادلة الناجحين
هدف
مجهود
تحفيز
لابد من هذا لكن نحن كمسلمين لدينا ميزة تتمثل في النقطة الرابعة وهي : الدعاء :
الدعاء :
ادعي يارب حقق لي هدفي ليحصل أمران
الله سبحانه وتعالى يستجيب الدعاء
والأمر الثاني من كثرة الدعاء يثبت الهدف لديك
تخيلوا من كان يدعي لسنتين لتحقيق حلمه .. لن يعيش دون ذلك وسيقتنع بها أكثر فالدعاء هو وسيلة لإقناع العقل الباطن بالفكرة ولذلك لما تقرأ كتب ستيفن كوفي يقول أن الدعاء أساسي في تثبيت الأفكار هذا كلام علمي ..
والأجمل أن الله لا يرد دعوات عباده .. الدعاء سلاح ذو سر خطير لايمكن أن يخيب وأنا أقترح عليكم أن أمانيكم التي تريدون تحقيقها أن تركزوا عليها في الدعاء في المواسم برمضان وعشر ذو الحجة وفي الليل قبل الفجر .. ستتحقق ولو بعد سنوات وعلى فكرة أنا لم ترد لي دعوة بفضل الله ولو بعد سنوات وعلى فكرة أنا لست من العباد المصلين طوال الليل والنهار لكن الله لم يرد لي دعوة لكن لا بد من الإلحاح في الدعاء ..
لو كانت علاقتك بربنا سطحية أدع ربنا وسترى دعواتك تستجاب وستتوثق علاقتك بالله ..
قبل أن أدخل المحاضرة سيطر علي سؤال داخلي أنا لم سألقي هذه المحاضرة ؟
هدفي أن نخرج كلنا وكل واحد فينا لديه حلم لتحقيقه وهل تصدق أن حلمك أحياناً يكون جزءاً من أحلام الآخرين .. فسامي يوسف جالسٌ بيننا الآن
سامي يوسف كان عندي أمنية أن تنهض الأمة فكان لدي أمنية أن يكون هناك شاب وسيم كعبد الحليم حافظ ليغني لكن بشيء مفيد لتحبه الناس لأنني كنت أرى أن عبد الحليم كان شخصية خطيرة فهو كان سبباً في بناء حلم الثورة عند المصريين في وقته هو من عمل الحلم بصوته فتخيلوا لما سامي بدأ بالغناء كان حلمه جزءاً من حلمي .
الحلم أمر رائع هناك أبيات شعر عن الإنسان بدون حلم الحلم أمر كبير لو حبسته في زجاجة تخيلوا لو كان الإسان بدون حلم لكان كالمارد في الزجاجة فالشاعر يقول :
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي تأقلم ..
وأنا لست بماء
أنا من طين السماء
وإذا ضاق إنائي بنموي
فسيتحطم أو أتحطم ..
هل وصلت الفكرة ؟ .. “وإذا ضاق إنائي بنموي فسيتحطم أو أتحطم” الإنسان بدون حلم سيكون كذلك سيتحطم .
الحلم جزء من دلائل قبولك نعمة ربنا “العقل” أنك استخدمته بشكل صحيح .
أنا الآن أتممت محاضرتي التي استدللنا فيها بأننا لو حلمنا نحن نحلم للإسلام فأنا لست أنانياً بل للأمة فسامي يوسف لو حلم بتحبيب الأمة بالخير والإصلاح بصوتي .. وفلانة بريشتها . وفلان برسالته .. وغيرهم بالإصلاح في المجتمع .. نحن كمسلمين سنساعد العالم ونكون شركاءاً لا أوصياء .. تقبل الله منكم ورضي عنكم وأراكم غداً في الختام بإذن الله على خير فتح الله لكم وأسعدكم وبارك بكم وبالمؤتمر والقائمين عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .