قليلةٌ ، بل نادرةٌ ، هي الأشياء التي لا يُجادل فيها الإنسان ..
وهو الذي وصفه خالقُه أنه أكثرُ الأشياء جدلاً ..
مهما ادعينا أن أمراً من الأمور " غيرُ قابلٍ للنقاش " ، و " لا يختلف عليه اثنان " ، فإن ذلك ، عملياً ، قليلٌ ونادر .. فالبشرُ مختلفون ، ولأنهم مختلفون فإنهم ينظرون للأمورِ ويحللونها ويفهمونها بشكلٍ مختلف .. ولذلك فهم يختلفون ..
مهما ادعينا أن أمراً ما هو من أساسياتِ الحياة ، ومن ركائزِها ، وأنه من البدهيات ، وأنه من " المعلوم بالضرورة "، فإننا نعلم أنَّ هناك من لن يتفقَ معنا في ذلك .. نستطيع أن نرفضَ رفضَهم ، وأن نقولَ عنهم ما نشاء ، لكن الأمر ، لن يعود، مما" لا خلاف عليه بين اثنين..".
لا أقول هنا، إن إنكار حقيقة ما، سيجعلها حقيقة أضعف، أو حقيقة بدرجة أدنى.. أبداً، الحقيقة فوق وجهات النظر والآراء، ولا علاقة لها بصندوق الانتخابات وآراء المستطلعين ورسائل التصويت.. الحقيقة لا علاقة لها بهذا السطح البراق، مهما بدا مبهرجاً، إنها تسكن عمق الأشياء، لا الحقائق المتناثرة هنا وهناك..
وهكذا فإن قائمة ما لم يتفق عليه اثنان، تضم، ضمن ما تضم، أهم الحقائق وأكثر جوهرية، مثل وجوده عز وجل .. وهذا ليس غريباً أبداً، ذلك أن بعض البشر أنكر وجوده كبشر، فكيف تقنع من لم يقتنع بوجوده، بوجود خالق له أصلاً ؟..
آخرون ، أقروا متكرمين بوجود "إله ما" في هذا الكون، لكنه "إله" يشبه النظام الملكي البريطاني، يملك ولا يحكم، خلق العالم ثم تركه بلا حسيب ولا رقيب لسبب مجهول، وهكذا فإنه "إله" لا يرسل الرسل، و بالتالي لا يحاسب ..
وهكذا اختلف البشر، في أمور نعدها من أساسيات عالمنا.. ومن أساسيات رؤيتنا للأمور .
* * *
لكن ذلك لا يعني ، أنه لا توجد أمور، حازت على الإقرار.. والاعتراف.. على الأقل بالأغلبية.. حتى لا نقول بالإجماع ..
هناك حقيقة معينة ، نفذت ، من تلك الآلة الجدلية التي اسمها الإنسان ..
هناك حقيقة ، استطاعت أن تحتل المرتبة الأولى في اعتراف البشر بها .. من بين كل الحقائق الأخرى ..
ولذلك، فقد حازت على توصيف قرآني ، لم يمنح أبداً ، لأي حقيقة أخرى ..
لأن الموتَ ، هو ذلك اليقينُ الذي لن تجدَ بسهولة اثنين يتناقشان في إنكاره ، إلا إذا كان واحداً منهما في مشفى الأمراضِ العقلية .. ولم يأخذ علاجَه منذ فترةٍ طويلة ..
الموت ، هو تلك الحقيقة التي يخضعُ لها الجميع ؛ الملحد والمؤمن ، الفيلسوف والمهرج ، الوزير والبواب ، الجميع ..
ولذلك فقد أسماه ربُّ العزة : اليقين ، هناك بعضُ الأمور يوقنُ بها بعضُ الناس ، والنصُّ القرآني استخدمَ اللفظةَ كفعلٍ مراتٍ عديدة ، إلا أن المرةَ الوحيدة التي استُخدمت مع أل التعريف ، وبهذا الإطلاق ، كانت تخص الموت ..
ذلك ، أنه اليقين الوحيد ، الذي من الصعوبةِ الجدلُ بشأنه .. حتى مع مخلوقاتٍ مجادلة مثلنا ..
* * *
قد يحدث ذلك على فراشٍ وثير ، و أنت محاطٌ بالأهلِ والأحباب ، أو على فراشٍ بارد في غرفةٍ باردةٍ تفوحُ منها رائحةُ العقوقِ والنكران ..
الأمورُ متشابهةٌ حتى لو اختلفت التفاصيل :
بعد صراعٍ طويلٍ مع مرضٍ عضال ، أو بذهابٍ يسيرٍ " محسود " عليه ..
قد يحدث بحادثٍ مروري تافه ، أو من أجلِ قضيةٍ نبيلة .. وغايةٍ سامية ..
قد يحدث فيجدُ من حدث له " حفرةً لائقة " و مراسمَ تُؤدى حسب الأصول ، ومن يزوره ويطل عليه بين الحين والآخر ..
وقد تكون حتى هذه الحفرة ترفاً آخر ، فتضيقُ الأرضُ بما وسعت على أن تجد له شقاً يؤويه ..
قد يكونُ الأمرُ مع بريءٍ مُدان بحكمٍ ظالم .. وقد يكون جزاءً عادلاً ..
قد يكون ، بعد أن تكون قد حققت ما تريد من حياتك .. وقد تذهب قبل أن تصلَ حتى إلى سفحِ أحلامك ..
في النهاية ، تأتي النهاية ، تتعددُ أشكالُها وأسبابُها ومظاهرُها ، لكنها جوهرٌ واحد ، النهاية .. مثل حافةٍ حادةٍ لنصلٍ لابد أن يمرَّ على الجميع .. لابد أن يحصدَ كلَّ سنابلِ الحقل .. دون أن تفلت ولو سنبلةٌ واحدة .. ولو واحدة ..
* * *
تلك الحقيقة ، ولأنها حقيقة وافقت عليها الأغلبية ، فقد لعبت دوراً في تشكيلِ الإنسان ..
كان الإنسان دوماً مقراً بالموت ، لكنه كان أيضاً يحاول تحديه .. يحاول محاولاتٍ يائسةً للنفاذ من تلك الحافةِ الحادةِ التي تحصدُ الجميع ..
حدث ذلك ، حتى قبل أن يتذوق الإنسانُ الأول ، الموتَ الأول ، فقد كانت الرغبةُ في الانعتاق من الموت ، الخلود، واحدةً من جوانبِ الطُّعم الإبليسي الذي استخدم في غوايةِ آدم والتي أدت إلى الخروجِ من الفردوس ..
{قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طه: 20/120]
وهذا يعني ، أن الرغبةَ في النفاذ من الموت عميقةٌ جداً في النفس الإنسانية ، لدرجة أنها كانت سبباً من أسباب الخروجِ من الفردوس .. مما لا يمكن النفاذ منه ..
إنها محاولةٌ محكومةٌ بالفشل ، على أي حال .. محاولةٌ للنفاذ .. مما لا يمكن النفاذُ منه .
* * *
تحدي الموت بالتغلب عليه ، لم يكن ممكناً بالمعنى المباشر .. وقد حاول البشر ، محاولاتٍ عديدة ، لإبداعِ انتصارٍ رمزي على الموت .. لم يكن ممكناً من الناحيةِ العملية أن يتمَّ تخطي حاجز الموت ، لكن البشرَ عمدوا إلى إقناعِ أنفسهم أنهم سيستمرون بعد موتهم ، عبر عقائدِ تناسخِ الأرواحِ المنتشرة في بعضِ الحضارات ، أو في تصورٍ مسطحٍ لفكرةِ الآخرة ، عبر الاعتقاد ، إنها تشبهُ حياتَنا الأرضية .. لذلك كان قدماءُ المصريين وغيرهم ، يضعون طعاماً ومواداً منزلية في المقابر ، لكي يتناولَها الأمواتُ لاحقاً بعد الموت ، عندما يشعرون بالجوع ..
مع رسوخِ تلك الأفكار ، ومع تنوعها ، نشأت أيضاً فكرةُ الاستمرار عبر الذرية ، فكرةُ أنك قد تموت ، بل إنك ستموت ، لكن لا بأس ، ما دمت قد تركت أولاداً ذكوراً سيحملون اسمك ، وإلى حدٍّ ما رسمك ، وهكذا فإن " الذي خلَّف لم يمت "؟؟ رغماً عن أنف الموت .. وهي أفكارٌ لا تزال سائدةٌ ومنتشرة ، ونقولها بصيغٍ مختلفة لنواسيَ بها من سيموت ، أو أهلَ من مات أصلاً ..
*********************************
وبين هذا وذاك ، يأتي النوعُ الأكثرُ شيوعاً من تحدي الموت : إنه التحدي عبر الهرب منه ! ، عبر الانغماسِ في العيش وتفاصيلِ العيش ، بين الركضِ خلف اللقمة ، أو خلف الكعكة الكبيرة ، أو خلف الملذاتِ السطحية ، والإكثار من كل ذلك ، كوسيلةِ دفاعٍ أخيرةٍ للهربِ اليائسِ من الموت ، عبر التهرب من فكرته ..
رغم تلك المحاولات ، رغم بؤسها .. ظلَّ الموتُ مثلَ صخرةٍ صامدة و شبه ساخرة على شاطئ البحر ، الأمواجُ تصطدمُ بها .. لكن الصخرة لا تأبه لها ..
* * *
يأتي النصُّ القرآني حاسماً لفكرةِ تحدي الموت ، يأتي مخاطباً الرسولَ الكريم ، الرسولَ الذي يحتل مكانةَ القمةِ الإنسانية ، والذي لا يخالجنا شك - بدون أي غلو في الإطراء - أنه الإنسانُ الأكثرُ قرباً من الكمال ، ومع ذلك ، ورغم مكانته ، فإنه لا استثناءَ له ولا معاملةَ خاصةً له ، مع قانونِ الموت .
أمرٌ محسوم .. أمرٌ غيرُ قابلٍ للنقاش .. تستطيع أن تجادل .. تأخذ وتعطي في أمور أخرى ..
لكنه الموت ، وحتى الإنسانُ الكامل ، عليه الصلاةُ والسلام ، حتى هو ، خاضعٌ له ..
فلا داعي إذن ، للمحاولةِ للنفاذ ..
لأن ذلك مما لا نفاذ منه ..
* * *
لكنَّ النصَّ القرآني ، لا يحذف الموت .
إنه يحذف تحديه .. يستأصلُ فكرةَ الخلودِ المباشر ، عبر أكسيرِ حياة ، أو عقارٍ معين ، أو عبر استثناءٍ ما.. كان دوماً فخاً سقطت البشرية في تصديقه ..
إنه ينبهنا إلى توجيه تحدياتِنا ، وطاقتِنا ، إلى جهةٍ أخرى يمكن أن ينفعَ معها التحدي ..
إنه يعقد لنا "هدنة" مع الموت ، يكرِّس فكرةَ التعايش معه ، يغلقُ جبهةَ الصراعِ المستنزِف لنا ولطاقاتنا هناك ..
من أجل أن نتفرغَ للجبهةِ الأخرى .. من أجل أن تركز هناك ..
عن أي جبهة أتحدث ..؟
تعرفون ، الجهة الأخرى من كل ذلك ، الجانب الآخر من المسألة .. الحياة ..
* * *
عندما يتحدث القرآنُ الكريمُ عن الموت فالحديث ليس عن الموت " حقاً "..
إنه عن الحياة ..
فالموتُ هو نهايةُ تلك الحياة .. وهو عن تلك الحياة .. وليس مهماً كثيراً في الموت أن نعرفَ التفاصيلَ الدقيقةَ لما سيحدث بعد الموت ، بل ما حدث قبله تحديداً .. ما حدث في الحياة .. لأن ما حدث في " الما قبل "، هو الذي سيحددُ ما الذي سيحدث في " الما بعد "..
الموتُ هو عن ما أنجزتَه في حياتك ، عن جردة حسابك ، الموتُ ليس عن الموت حقاً .. إنه عن حياتك باعتبارها قضية ، قضية تستحق الاختصامَ والمرافعةَ والدفاعَ والادعاء ..
حياتُك باعتبارها قضية ، تختصم من أجلها .. وتحضر من أجلها أدلتك.. ودفاعك وإثباتاتك وإثباتات نفي خصومك.. الموت هو عن الذي قدمته في حياتك: ما قدمته حقاً من أولويات، على سلم ما طبقته حقاً، وليس على سلم مبادئك وشعاراتك التي لا يصدقها أحد، ما دمت لم تخرجها إلى التطبيق..
الموت، هو عن أسئلة كهذه: ماذا فعلت من أجل الأرض، ماذا فعلت بالوقت الذي أعطي لك من أجل جعلها مكاناً أفضل؟.. هل ستغادر الكوكب وهو على الحال نفسه الذي دخلته فيه؟.. أم أنك فعلت ما سيجعله أفضل؟..
أم أن الأمر كله لا يعنيك، إنما هي حياتك الدنيا، بأدنى المعايير والمقاييس..بكل ما هو متدني و سطحي من المقاييس.. لا شيء خلف ذلك..
* * *
ولكننا لا نموت مرة في حياتنا..
إننا نموت عدة مرات.. بل إن بعضنا يقضي حياته أحياناً في موت تلو آخر.. إلى أن يأتي الموت، فيجدنا جثثاً هامدة استطاعت بطريقة ما أن تستمر في عيش بيولوجي بحت..
وهذا هو الفرق بين "أن تعيش" و "أن تحيا".. أن تعيش يعني أنك مستمر في أداء الوظائف التي تجعلك على قيد العيش، تنفس وايض وتناسل، ضمن المعنى الادنى لكل شئ ...اما الحياة فهي انتقال من هذا الهامش السفلي الضيق، إلى آفاق أعلى، إلى المعنى الكلي المتراكم للأمر كله.. إلى نتيجته .. بعبارة أخرى: إلى آخرته..
* * *
نموت قليلاً كل يوم.. نموت، إحدى ميتاتنا، عندما نفقد الأمل، نفقد الرغبة في العمل، نفقد جذوة الحياة في حياتنا، نموت عندما تخبو تلك الشعلة في أعماقنا..
نموت إحدى ميتاتنا كلما قلنا أن لا جدوى.. كلما قلنا أن لا فائدة من المحاولة، نموت إحدى ميتاتنا، كلما سلمنا، كلما اقتنعنا بأن الهزيمة قدر لا فرار منه، كلما تصورنا بأن النار لا يمكن أن تولد من الرماد.. وأن النور لن يأتي بعد الظلام.. نموت قليلاً كلما سمحنا للموت أن يمنعنا من الحياة، نموت قليلاً كل يوم، ما دام كل ما نعرفه عن الحياة هو ذلك الموت اليومي الذي يكبل معايشنا..
الفرق، بين الموت اليومي، وبين الموت – الخاتمة، هو أنك في الموت اليومي، يمكن لك أن تبتدع قيامتك بنفسك، أن تهب من قبر معيشتك مذعوراً، لتثور على تلك القيود والأغلال، وتعود لتؤدي ما كان مقرراً لك أداءه.. أما مع الموت – الآخر، أعني الموت - الموت، .. فلا ..
* * *
" انك ميت و انهم ميتون"
الموت واحد..الموت لا دخل لك فيه..يأتيك فلا تملك رده..اما حياتك فهي رهن يديك..
حياتك هي ما يميزك عن الاخرين..
او يجعلك – في النهاية-مثلهم..
و في النهاية تذوبُ الأشياءُ و تختفي التفاصيلُ و يضيعُ كلُّ شئ في طاحونةِ الزمنِ التي لا تُبقى على شيء ..
في النهاية تخبو المشاعر .. و تنطفئ الشهوات .. و لا يبقى من الضحكات غيرُ صدى بعيد كأنه ذكرى غائمة لشيء لم يكن ..
في النهاية يذهبُ الجميع ..كأنهم لم يكونوا أصلاً .. كأن تلك الصداقات لم تكن ..كأن الصدقَ فيها لم يصمد ..كلُّ تلك الوعودِ بالبقاءِ و الوفاءِ ستترك طعماً مالحاً في الفم ..
في النهاية ..سيكون للصمت صوتا عاليا مدويا..
سيقول الصمت كلمته الفاصلة: لا شئ يدوم هنا..
كلُّ شئ مررنا به و امتلكناه ..أو تصورنا أننا امتلكناه ، سيذهب إلى حيث لا عودة ..
المشاعرُ ستغادر القلوب .. الذكرياتُ ستغادر الذاكرة .. الروحُ ستغادر نهايات الأعصاب .. و الحياةُ ستنسحب من الخلايا ..
كلُّ شئ سيغادر ..
والجلدُ الذي يغطي سلاميات الأصابع سيضعف بالتدريج .. ثم ما يلبث أن يسقط .. مع نهاية كلِّ شئ .. و اللحم الذي يغطيها كذلك ..
حتى عظام الأصابع .. ستزول بالتدريج ..تصير رميماً و من ثم تراباً ..
لكنْ ، شيءٌ ما ارتبط بتلك الأصابع .. سيبقى ..حتى بعد زوال الجلد و اللحم و العظام ..
شيءٌ ما ، سيكون أقوى من كل ذلك الزوال ..
*****************************
في هذا العالمِ المحكومِ بالزوال ، كلُّ ما يمكن لنا أن نتركه فيه هو بصماتنا عليه .. بعضُ الناسِ يأتون و يرحلون دون أن يتركوا شيئاً , و لا حتى بصمة صغيرة ، و لا يمر ذلك و لو مروراً عابراً في أذهانهم .
بعضُ الناس يتركون بصمةً كدليلٍ لإجرامهم ..كدليلٍ على مشاركتهم في جعلِ العالم مكاناً أسوأ ..
و البعضُ الآخر يترك بصمةً على الآخرين ، على نفوسهم ، على رؤوسهم من أجل عالم أفضل ..
**************************************
ما دام الموتُ ينتظرُنا هناك ، في المحطةِ الأخيرة ، ولا فائدة من ركوبِ قطارٍ آخر ،لأن كلَّ القطاراتِ تنتهي هناك ، فلنحاول أن نستثمرَ رحلتَنا تلك ..
ما دامت معركةُ الموتِ خاسرة ، فلنحاول أن نكسبَ معركةَ الحياة ، لنحاول أن نقدمَ فيها ما يبقى لغيرنا ..
ما دام مصيرُنا إلى التراب ، فلتكن حياتُنا سماداً لحياةِ الآخرين وخلاصهم ..
ما دام الموتُ هو " نقطة نهاية السطر " ، فلتكن حياتُنا سطراً نافعاً ، أو على الأقل بصمةً في جملة مفيدة .. لمشروعِ حياة " ليست دنيا .. "
المصدر : https://www.facebook.com/Ahmed.Khairi.Alomari/posts/851121408239161