في الحلقة السادسة من برنامج "ضع بصمتك" في موسمه الخامس والتي تأتيكم
في بث حي ومباشر مساء الجمعة الموافق للثامن والعشرين من ديسمبر
وفيها ينطلق الدكتور محمد العريفي من إرشاد نبوي لجماعة المؤمنين
يتضمنه الحديث الذي رواه الصحابي حنظلة حيث قال : "كنا عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فوعظنا فذكر النار ، قال : ثم جئت إلى البيت
فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة ، قال : فخرجت ، فلقيت
أبا بكر فذكرت ذلك له ، فقال: وأنا قد فعلت مثل ما تذكر ، فلقينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا رسول الله ، نافق
حنظلة ، فقال: مه فحدثته بالحديث، فقال أبو بكر: وأنا قد فعلت مثل
ما فعل، فقال يا حنظلة: "ساعة وساعة ولو كانت تكون قلوبكم كما
تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق"، يقول
المباركفوري وهو أحد شراح الحديث النبوي عن عبارة النبي: (وَلَكِنْ يَا
حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً) أَيْ سَاعَةً كَذَا وَسَاعَةً كَذَا يَعْنِي لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُنَافِقًا
بِأَنْ يَكُونَ فِي وَقْتٍ عَلَى الْحُضُورِ وَفِي وَقْتٍ عَلَى الْفُتُورِ, فَفِي سَاعَةِ
الْحُضُورِ تُؤَدُّونَ حُقُوقَ رَبِّكُمْ، وَفِي سَاعَةِ الْفُتُورِ تَقْضُونَ حُظُوظَ أَنْفُسِكُمْ.
إن الترويح في الإسلام أمرٌ مشروعٌ، بل ومطلوبٌ، طالما أنه في
إطاره الشرعي السليم المنضبط بحدود الشرع التي لا تخرجه عن حجمه
الطبيعي في قائمة حاجات النفس البشرية، فالإسلام دين الفطرة،
ولا يتصور أن يتصادم مع الطاقة البشرية الفطرية، أو الغرائز البشرية
في حالتها السوية.
ومن هنا فقد أجاز الإسلام النشاط الترويحي الذي يعين الفرد المسلم
على تحمل مشاق الحياة وصعابها والتخفيف من الجانب الجدي فيها ومقاومة
رتابتها شريطة ألا تتعارض تلك الأنشطة مع شيء من شرائع الإسلام،
أو يكون فيها إشغال عن عبادة مفروضة فهذا الصحابي أبوالدرداء رضي
الله عنه يقول: "إني لاستجم لقلبي بالشيء من اللهو، ليكون أقوى
لي على الحق." ومما ينسب لعلي رضي الله عنه قوله: روحوا القلوب
ساعة فإنها إذا أكرهت عميت.
نشاهد في هذه الحلقة تقريرين عن التخييم في البر للدكتور العريفي في
بر الثمامة بأطراف الرياض. وفي الحلقة تقرير آخر عن مجموعة من الشباب
في الأردن يقومون بعمل تطوعي مثل تنظيف المساجد.