التفسير المطول - سورة التوبة 009 - الدرس ( 37-70 ) : تفسير الآيات 48 - 51 ، علامات المؤمن والمنافق.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2011-01-28
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
النفاق حالة موجودة قائمة وواقعة :
أيها الأخوة الكرام، مع الدرس السابع والثلاثين من دروس سورة التوبة، ومع الآية الثامنة والأربعين وهي قوله تعالى:
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾
الحقيقة أن هذه السورة -سورة التوبة- في معظمها تتحدث عن فئة ممن ينتمي إلى الإسلام، ليسوا مؤمنين كما ينبغي، وليسوا كفاراً، ولكنهم منافقون، فالنفاق حالة موجودة، قائمة، واقعة، يظهر شيئاً، ويخفي شيئاً، سريرته ليست كعلانيته، وباطنه ليس كظاهره، وخلوته ليست كجلوته، هناك موقف مزدوج، شيء معلن، شيء مبطن، شيء ظاهر، شيء باطن، شيء مسموح أن يقوله، شيء خفي عن أن يقوله، هذه الحالة مرضية:
﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾
[ سورة البقرة الآية: 10]
المرض قال عنه علماء التفسير: حب الدنيا، هذا الحب حمله على أن ينافق، فيريد أن يأخذ ميزات المؤمنين مع ميزات الكافرين معاً، هناك مؤمن واضح، وهناك كافر واضح، إنسان رفض هذا الدين ولم يعبأ به، الكافر واضح، الكافر لا يغش أحداً، الكافر علانيته تكشف حقيقته، يقول لك: أنا لا أؤمن بالأديان كلها، الكافر من الصعب بل من المستحيل أن يستطيع أن يضل أحداً، هو ضال مكشوف، لكن الخطورة في المنافق، والنفاق حالة تتحرك بين الكفر وبين ضعف الإيمان، هناك منافق حمله نفاقه إلى أن يكون كافراً، وهناك منافق غلبته شهوته فأظهر شيئاً وأخفى شيئاً، وهذا واضح جداً في أوائل سورة البقرة.
صفات المؤمن و المنافق :
لكن الآية اليوم في التوبة:
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ﴾
الحقيقة الفتنة خروج ما في النفس، فلان فُتن، أي بنفسه شيء لا يرضي الله، هذا الشيء امتحنه الله به فكشف.
بالمناسبة الله عز وجل من خصائص الدنيا:
(( إنها دار ابتلاء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي ))
[ من كنز العمال عن ابن عمر ]
الإنسان حينما يقرأ الآيات المتعلقة بالمنافقين وهي موجودة في القرآن الكريم في أكثر من سورة، الحقيقة الموقف الكامل من الآيات أن نعرف صفات المنافقين كي نبتعد عن هذه الصفات، وأن نعرف صفات المؤمنين كي نقبل على هذه الصفات، فهذا الدرس له أثر سلبي، وله أثر إيجابي، الأثر الإيجابي أن تعرف هذه الصفات، فتبتعد عنها رجاء أن تكون مع المؤمنين، فالمنافق يحب الفتنة، يحب أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين، يسعى إلى ذلك، المنافق يحب ضعف المؤمنين.
أنا أقول لك كلمة دقيقة جداً: ما الذي يسعدك؟ إذا رأيت أخاً مؤمناً تفوق، هل يؤلمك تفوقه؟ والله لا أبالغ، ولا أحابي أحداً، إن كان يؤلمك تفوق المؤمن فهذه صفة من صفات المنافقين والدليل:
﴿ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾
[ سورة آل عمران الآية: 120]
امتحن نفسك، وكن قاسياً عليها، لك أن تلتمس لأخيك عذراً، لكن أنا أنصح أخوتنا الكرام، ألا تلتمس لنفسك عذراً، إذا أخ مؤمن تفوق في عمل ما، وآلمك هذا التفوق، فهذا فرع من فروع النفاق، إذا أفرحك هذا التفوق فأنت مؤمن ورب الكعبة، ما الذي يؤلمك تفوق المؤمن أم ضعفه؟ المؤمن يؤلمه ضعف المؤمن، ويفرح إذا تفوق المؤمن، لأن المؤمنين أمة واحدة، الكل لواحد، والواحد للكل،
﴿ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾
الحديث عن المنافقين،
﴿ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾
فكن دقيقاً مع نفسك، لك أخ مؤمن بالمسجد، معك على مقاعد الدرس، قريب لك، جار لك، زميل لك، صديق لك، تفوق، وفق في عمله، وفق في عمل صالح، علامة إيمانك أن تفرح له من كل أعماقك، وكأن هذا الخير نلته أنت، وهذا وسام شرف لك عند الله، فالمؤمن يهنئ أخاه المؤمن، يفرح له بزواجه، بدراسته، بتفوقه، لأن المؤمنين كلٌّ واحد.
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ﴾
أما الذي يحب أن تشيع الفتنة، أن تشيع الفتنة بالذين آمنوا، أن تشيع الفاحشة بالمؤمنين ويفرح لهذه الفاحشة التي شاعت بينهم، فهي علامة نفاق ورب الكعبة.
المؤمن واضح أما المنافق فظاهره شيء وباطنه شيء آخر :
والبطولة أن المؤمن واضح، ومع الأسف الشديد والكافر واضح، من هو الذي يؤذي؟ المنافق، ظاهره شيء، وباطنه شيء آخر.
﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾
[ سورة البقرة]
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ ﴾
أي إن كان هناك شيء يخالف الشرع يحب أن ينتشر هذا الشيء بين المؤمنين، يفرح، إذا كان هناك نقاط ضعف عند المؤمنين يفرح بها، ويذكرها كثيراً، هو قناص، إذا اكتشف بمؤمن خطأ يلح عليه، يشهر به، يؤكد عليه، يفرح بسقوط المؤمن.
المنافقون يبتغون الفتنة و يريدون إضعاف المؤمنين :
لذلك:
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ﴾
المنافق هو المنافق في أي زمان، وفي أي مكان.
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ﴾
يحب أن يفتن المؤمنون، يحب:
﴿ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾
[ سورة النور الآية: 19]
والكلام خطير، ما فعل شيئاً، ما قال شيئاً، لكن يحب
﴿ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ﴾
والحقيقة في الأعم الأغلب الله يحاسب على العمل، أما هنا فيحاسب على النية وحدها، المنافق إذا أحب
﴿ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾
فقد صُنف مع المنافقين، والويل له من رب العالمين، والمؤمن يحب أن يشيع الحق بين المؤمنين، يحب أن تشيع الفضيلة، يحب أن يكون المؤمنون متفاهمين، متعاونين، متناصحين، ومتزاورين، والأثر القدسي:
(( وَجَبَتْ محبَّتي للمُتَحَابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاورينَ فيَّ، والمتباذلينَ فيَّ - والمتحابون في جلالي على منابر من نور، يغبطهم عليها النبيون عليها يوم القيامة- ))
[أخرجه مالك عن معاذ بن جبل]
المنافقون يبتغون الفتنة، يريدون ضعف المؤمنين، يريدون أن تشيع الفاحشة فيما بينهم، يريدون أن يلتقطوا أخطاء المؤمنين ليجهروا بها، وليشيعوها بين الناس.
الفتن الطائفية الورقة الرابحة بيد أعداء المسلمين :
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ﴾
والمنافق هو المنافق في كل مكان وزمان، والمؤمن هو المؤمن في كل مكان وزمان.
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ﴾
أحياناً تقليب الأمر أن تجعل عاليه سافله، وسافله عليه، أن تقدم للمؤمن نصيحة من أجل أن يفتن بالدنيا، مثلاً: لمَ فعلت هذا؟ لِمَ لم تفعل هذا؟ ضيعت دنياك، لِمَ أنفقت مالك؟ لقد ضيعت مستقبلك، لِمَ التزمت هذا المسجد؟ صُنفت مع كذا، دائماً يخوف، يقتنص، يريد أن يجرح.
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾
دائماً وأبداً الله عز وجل يدافع عن الذين آمنوا، مثلاً حينما قال الله عز وجل:
﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾
[ سورة القصص الآية: 4]
وبالمناسبة الفتن الطائفية ورقة رابحة جداً بيد أعداء المسلمين.
﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾
[ سورة القصص]
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ﴾
افعل كذا، لا تفعل كذا، لو فعلت كذا هناك مشكلة، لو لم تفعل كذا هناك مشكلة، يريد أن يدفع المؤمن إلى معصية الله، أو إلى حب الدنيا، يرغبه بالدنيا ويزهده في الآخرة، يدفعه لعمل يفتن به ويبعده عن عمل يرقى به، هذا شأن المنافق.
المنافق مخادع مثبط يظهر أشد ما يظهر في المعارك :
﴿ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾
أحياناً الله عز وجل ينصر المؤمنين، فإذا نصرهم كشف المنافقين، وكشف المخادعين، وكشف المثبطين.
الحقيقة النفاق يظهر بأشد ما يظهر في المعارك، فالمنافق لا يريد أن يحارب، يلتمس شتى الأعذار، ينسحب من أي معركة، لا يريد أن يموت، بعكس المؤمن، يقبل على الجهاد في سبيل الله، يقبل على نصرة هذا الدين، يتمنى إعلاء كلمة الله، ولو أدت إلى فقد حياته، لأنه يبتغي الجنة والدار الآخرة:
﴿ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾
﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾
[ سورة التوبة]
يقول أحدهم: في بلاد الروم نساء روميات على جانب من الجمال، أخاف إن ذهبت إلى هناك لأجاهد معك يا رسول الله أن أفتن، أنت مفتون، أنت فتنت وانتهيت، هذا الذي يلتمس أن يبتعد عن عمل صالح مغبة الفتنة وقع في الفتنة دون أن يشعر، أنا أقول مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطلب الله عز وجل، أن تبتغي رضوانه، ثم تصاب بشيء لا يرضيك.
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ ﴾
لو ذهبنا لكان كذا، لو بقينا أفضل، لو حاربنا هناك مشكلة، إذا لم نحارب أفضل، دائماً مثبطون، يدعو بعضهم بعضاً إلى البعد عن الجهاد، البعد عن العمل الصالح، البعد عن إنفاق المال:
﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾
حاجة الإسلام إلى مؤمنين أقوياء و متفوقين :
أخواننا الكرام، أقول لكم هذه الكلمة: إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله ينبغي أن تكون قوياً، لأن الإسلام بحاجة إلى أقوياء، إذا كان طريق الغنى سالكاً وفق منهج الله ينبغي أن تكون غنياً، لأن الإسلام بحاجة إلى مال تنفقه في سبيله، إذا كان طريق التفوق سالكاً وفق منهج الله ينبغي أن تتفوق، ونحن بحاجة إلى متفوقين، والنبي عليه أتمّ الصلاة والتسليم طلب النخبة قال:" اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ".
لما أسلم سيدنا عمر وقف إيذاء المسلمين، لما أسلم سيدنا حمزة صلوا في بيت الله الحرام، فالله عز وجل يعز الإسلام بالمتفوقين، والذي أتمنى على كل شاب من الشباب المؤمن أن يفكر أن يكون رقماً صعباً، أن يخدم أمته خدمة عالية، إذا تفوق في دراسته هو في خدمة أمته، إذا أحسن إلى من أساء إليه هو في خدمة أمته، لِمَ لا تكون رقماً صعباً؟ لِمَ لا تكون مؤمناً كبيراً؟ لِمَ تقبل أن تكون في الدرجات الدنيا من الإيمان؟ يجب أن تكون متفوقاً، ولا تعبأ بمن يثبط عزيمتك.
من كان مع الله حفظه الله من الفتن :
﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ﴾
ينسحب من عمل صالح باعتذار مضحك، أخاف أن أفتن، لن تفتن، إذا كنت مع الله لن تفتن، إذا كنت مع الله هناك حفظ لك من الله عز وجل.
﴿ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾
فالكافر حينما يبتعد عن العمل الصالح، وحينما يحب أن تشيع الفتنة بين المؤمنين، وحينما يسهم في إشاعة هذه الفتنة، هناك ثلاث مراحل؛ أخطرها المرحلة الثالثة، طبعاً تنطلق من الغيبة أولاً، لو أن أخاً كريماً تفوق لآلمك هذا التفوق، هذه حالة، لكن ما تكلمت ولا كلمة، لكن آلمك أن يتفوق، تتمناه ألا يتفوق، هذه حالة، أحياناً إذا لم يتفوق تُشيع هذا بين الناس كي يشفى صدرك، أما أخطر شيء فأن تسعى لعدم تفوقه، هناك منطلق، وهناك تمنيات، وهناك فعل، فالإنسان عندما ينتقل من الموقف السلبي، إلى التمنيات، إلى الفعل، يكون قد انغمس إلى قمة رأسه في النفاق:
﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾
السلامة والسعادة مطلب كل إنسان على وجه الأرض :
أيها الأخوة، لا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا ويتمنى السلامة والسعادة، يتمنى سلامة وجوده، ويتمنى كمال وجوده، ويتمنى استمرار وجوده، سلامة الوجود بطاعة الله، وكمال الوجود بعمل صالح يعينك على أن تقبل على الله، واستمرار الوجود بأن تنجب أولاداً صالحين يكونوا من بعدك استمراراً لك.
أنا لا أنسى مرة في تعزية عالم جليل توفاه الله في دمشق، وكان العزاء في الجامع الأموي، وفي اليوم الثالث قام ابنه فألقى خطبة رائعة كأبيه، أنا قلت في نفسي: إذاً هذا العالم الجليل الذي توفاه الله لم يمت، ابنه استمرار له.
فأنت كما تعلم حريص على وجودك، وعلى سلامة وجودك، وعلى استمرار وجودك، سلامة وجودك بطاعة الله، وكمال وجودك بعمل صالح ترقى به إلى الله، واستمرار وجودك بولد صالح ينفع الناس من بعدك، لو طبقت هذه القاعدة على ستة مليارات إنسان لست مخطئاً، ما من إنسان على وجه الأرض إلا وهو حريص على سلامة وجوده، وعلى كمال وجوده، وعلى استمرار وجوده، السلامة بالاستقامة، والكمال بالعمل الصالح، والاستمرار بتربية أولادك.
الإنسان هو المخلوق الأول و المكلف بعبادة الله عز وجل :
الشيء الآخر، وأنت بالمناسبة كائن متفوق، وأنت المخلوق الأول في هذه الدنيا، والدليل:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
[ سورة الأحزاب الآية: 72]
ولأنك المخلوق الأول أنت مكلف بعبادة الله عز وجل، والعبادة كما جاء بالتعريف طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
المجموع لواحد والواحد للمجموع وهذه علامة الإيمان :
أخواننا الكرام، طبعاً هذه الآيات تظهر واضحة أشد ما تظهر في الحرب، فالمنافق يعد الخروج إلى الحرب خسارة كبيرة، قد يموت، لذلك ينسحب منها بطريقة أو بأخرى، ويعد انتصار المسلمين مغرماً له، هو ليس مؤمناً فالإنجاز الذي يحقق للمؤمنين يؤلمه.
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾
[ سورة التوبة]
وهذه علامة النفاق، وصدق ولا أبالغ بإمكان كل واحد منا أن يكتشف نفسه حقيقة فيما كان له أخ كريم، ووفق في دنياه إلى عمل صالح، فالذي يسعد بهذا التفوق علامة إيمان له، والذي يؤلمه هذا التفوق علامة بدائية للنفاق، والدليل:
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾
أنا أعتقد يقيناً أن هناك مؤمنين صادقين، محبين، إذا رأوا أخاً لهم تفوق يفرحون، ويسعدون، ويعدون هذا التفوق لهم جميعاً، فالمجموع لواحد، والواحد للمجموع، وهذه علامة الإيمان، وحينما تسعد بتفوق أخيك المؤمن هذا وسام شرف لك، تهنئه من أعماق قلبك، وتفرح له لأنه أضاف للمؤمنين تفوقاً، المؤمنون كتلة واحدة، فإذا تفوق أحدهم عاد هذا التفوق على جميع المؤمنين، وإذا وقع أحدهم وقع الجميع.
مثلاً: حينما تشاهد ما يعانيه المسلمون في بعض البلاد، في بلاد آسيا البعيدة والقريبة، وفي فلسطين، وتتألم أشد الألم، هذا وسام شرف له، معنى ذلك أنك تنتمي إلى هذه الأمة، ويؤلمك ما يؤلمهم، ويسعدك ما يسعدها، وحينما لا تبالي إطلاقاً بما يجري، ولا تعبأ، لا يوجد عندك مشكلة خاصة بحياتك، إذا لم يكن عندك مشكلة خاصة بحياتك فهذه أكبر مشكلة، هذه المشكلة تبين أو تشف عن أنك لا تنتمي لهذه الأمة:
((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به ))
[أخرجه الطبراني عن أنس بن مالك]
ما لم تعش ظروف المؤمنين، صعوبة حياتهم، مشكلاتهم، ما الذي يشدك أن تنتمي إلى هذه الأمة؟ الألم الذي يعتصر قلبك حينما ترى بلاداً كثيرة محتلة، تنهب ثرواتها، وتُقتل أبناؤها، فأنت مؤمن، ومن علامة إيمانك أنك تتألم.
المنافق يؤلمه أن يتفوق المؤمن و ينجح :
بلغه أن نساء الروم جميلات جداً، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام وقال: ائذني لي ألا أجاهد معك لئلا أفتن.
﴿ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ﴾
حينما تلتمس العذر ألا تقتل فهذه فتنة كبيرة وقعت فيها.
﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾
الآية الفاصلة في الموضوع:
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾
الآية دقيقة:
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾
المنافق يؤلمه أن يتفوق المؤمن، يتألم، يسكت، يحسد، يكبر النقاط السلبية، يطعن، يسخر أحياناً، هذه كلها تصرفات تعبر عن شعور الغيرة والحسد.
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾
وهذا أكبر دليل لك، أخوك نجح تفرح له من أعماقك، تزوج زوجة صالحة، تفرح له من أعماقك.
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ ﴾
كمؤمن تسعدك، وكغير مؤمن يسوءك ذلك.
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ ﴾
إذا كان هناك مشكلة بالجهاد ولم ينتصر المسلمون، قتل بعضهم، يقول: نحن خططنا، ونجحنا، هم تورطوا وجاهدوا، نحن خططنا ولم نجاهد فنجحنا، يعد نجاته من بعض الامتحانات ذكاء وتفوق.
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ - أخذنا احتياطنا - وَيَتَوَلَّوْا - عن الخوض في الجهاد - وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾
أنواع الجهاد :
1 ـ جهاد النفس و الهوى :
بالمناسبة أنا أتمنى على كل أخ كريم أنه إذا ذكر كلمة الجهاد أن يعلم أبعاد هذه الكلمة، الجهاد ليس معناه دائماً القتال، والدليل:
﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لنهدينَّهم سبلنَا﴾
[ سورة العنكبوت الآية: 69]
هذا الجهاد النفسي، جهاد النفس والهوى، رجعنا من الجهاد الأصغر –القتال- إلى الجهاد الأكبر-جهاد النفس والهوى-، غض بصرك جهاد، إنفاق المال جهاد، أداء الصلاة في المسجد جهاد، أداء صلاة الفجر في وقتها جهاد، طاعة الله جهاد، بر الوالدين جهاد، هذا الجهاد أكبر أنواع الجهاد، الدليل:
﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
[ سورة العنكبوت]
2 ـ الجهاد الدعوي :
وهناك جهاد آخر الجهاد الدعوي، والدليل قل تعالى:
﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
[ سورة الفرقان]
﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ﴾
بالقرآن،
﴿ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
إذاً ممكن أن نسمي الجهاد الآخر جهاد الدعوة.
((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا))
[أحمد عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ]
من هنا جاء في الأحاديث الكثيرة أن الجهاد جهاد النفس والهوى.
والجهاد الدعوي:
﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ﴾
بالقرآن، يكفي أن تتعلم القرآن وأن تُعلمه، يكفي أن تحاول أن تفهم آيات القرآن الكريم، وأن تنقلها إلى من حولك، فأنت مجاهد من نوع آخر وهو الجهاد الدعوي، والدليل:
﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ﴾
بالقرآن،
﴿ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
3 ـ الجهاد البنائي :
الجهاد الثالث: الجهاد البنائي، هذا جهاد يغفل عنه المسلمين، قال تعالى:
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾
[ سورة الأنفال الآية: 60]
أحدكم إذا كان طالباً، وتفوق في دراسته، وجعل هذا التفوق في خدمة الأمة، هذا مجاهد من نوع ثالث، الجهاد البنائي، كما أن الأمة في حاجة إلى من يموت في سبيلها، شيء ثابت الأمة بحاجة إلى من يموت في سبيلها، ولكن لا تنس إلى أن الأمة في أمس حاجة إلى من يعيش في سبيلها، الأمة تحتاج إلى خبراء، إلى علماء، إلى أساتذة جامعيين، إلى خبراء في الاقتصاد، في التنمية، في الأمور الحياتية اليومية، فالذي يتفوق في حرفته، ويوظف هذه الحرفة لخدمة أمته فهو أيضاً مع المجاهدين، والدليل:
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾
هذا الجهاد الثالث.
4 ـ الجهاد القتالي :
والجهاد الرابع: الجهاد القتالي، جهاد الحرب، فبين جهاد نفسي جهاد النفس والهوى، وجهاد دعوي في تعلم القرآن وتعليمه، وجهاد بنائي للإعداد للطرف الآخر ما يحتاج من قوة، وبين جهاد قتالي في ساحات المعركة، فإذا ذكرت كلمة جهاد اعلم أنها أنواع كثيرة؛ جهاد النفس والهوى، والجهاد الدعوي، والجهاد البنائي، والجهاد القتالي.
من أيقن بالآية التالية امتلأ قلبه بالاطمئنان و الأمن و السعادة :
قال تعالى:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
[ سورة التوبة]
لكن أيها الأخوة، الحقيقة إذا أيقنت بهذه الآية، يمتلئ قلبك أمناً، واطمئناناً، وسعادة، لأن هذه الآية تتحدث عن المستقبل،
﴿ قُلْ - يا محمد - لَنْ يُصِيبَنَا - في المستقبل- إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
كتب علينا لها معنى، وكتب لنا لها معنى آخر، كتب لنا من الخير.
والله أيها الأخوة، أنا حينما أرى شاباً مؤمناً، طيباً، طاهراً، مستقيماً، عفيفاً، صادقاً، أميناً، أنا أتنبأ له بمستقبل كبير جداً، لا أملك وسائل هذا المستقبل، لكن أقول: إن الله عز وجل يباهي الملائكة بهذا الشاب التائب، يقول تعالى:
(( انظروا إلى عبدي، ترك شهوته من أجلي ))
[ أخرجه ابن السني الديلمي في مسند الفردوس عن طلحة ]
((ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب))
[ الديلمى عن أنس]
(( أحب ثلاثاً وحبي لثلاث أشد أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد ))
[ورد في الأثر]
بمقتبل حياته، غض بصره، صدق، أمانه، بر والدين، إتقان عمل صالح، شيء رائع جداً، ما من شيء أحب لله تعالى من شاب تائب، إن الله ليباهي الملائكة بالشاب المؤمن، يقول: انظروا عبدي قد ترك شهوته من أجلي، لذلك:
(( أحب ثلاثاً وحبي لثلاث أشد، أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد، أحب الكرماء وحبي للفقير الكريم أشد، أحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد، وأبغض ثلاثاً، وبغضي لثلاث أشد، أبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد، أبغض البخلاء وبغضي للغني البخيل أشد، وأبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد ))
[ورد في الأثر]
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾
بماذا؟ بالمصيبة التي أصابت النبي.
علامة المنافق الأولى أنه يفرح لمصيبة حلت بالمؤمن :
محور هذا اللقاء الطيب أن علامة المنافق الأولى أنه يفرح لمصيبة حلت بالمؤمن، وعلامة الإيمان الكبرى أن المؤمن يفرح لخير أصاب أخاه المؤمن، ويتألم أشد الألم بمصيبة حلت بأخيه المؤمن، هذه علامة، هذا محور الدرس.
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
أيها المؤمن، لا يوجد بالمستقبل لك إلا الخير،
﴿ لَنْ يُصِيبَنَا ﴾
لن لتأبيد المستقبل، لن لتأبيد النفي، لن أكلمك، أي أنا لن أكلمك في المستقبل إطلاقاً، لن لتأبيد النفي في المستقبل.
﴿ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
من خير، وصدق، هذه الآية وحدها تملأ قلبك طمأنينة.
آية ثانية:
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
[ سورة السجدة]
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
[ سورة الجاثية]
الآيات التالية بشارة للمؤمنين :
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
لا يوجد أمامك أيها الشاب التائب إلا الخير، ما عندك بيت، يأتي البيت، والزوجة، والأولاد، والمكانة، والاستقامة، والتألق، والدعوة:
﴿ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾
[ سورة البقرة الآية: 257]
﴿ هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
مرة أخيرة: هذه الآيات بشارة للمؤمنين،
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
لغة دقيقة جداً، ما كتب الله لنا شيئاً، وما كتب علينا شيئاً آخر، ما كتب لنا من خير، لن يصيبنا إلا الخير، لا يوجد أمامنا إلا الإكرام،
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
لنا، لكن غير المؤمن علينا، كتب لك، وكتب عليك، كتب لنا من خير، كتب علينا من تأديب،
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
والحمد لله رب العالمين