{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى(4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى} [سورة النجم]
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ
(46) فَمَامِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [سورة الحاقة]
مَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ هكذا أخبرنا ربنا عز وجل في القرآن عن خبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنه مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى وبين الله جل وعلى براءة سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يتقول على الله تعالى بشيءٍ لم يوحه الله تعالى إليه {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46) فَمَامِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ{ [سورة الحاقة]
-أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأحداث تقع في آخر الزمان لم يخترعها من تلقاء نفسه كلا ولم يجمعها عليه الصلاة والسلام من أفواه أصحابه كلا {إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى(4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى {[سورة النجم] أخبرنا بخروج المهدي المنتظر ذكر لنا صفاته حتى لا يشتبه علينا حتى نطبق هذه الصفات على كل من ادعا أنه المهدي المنتظر ذكر لنا الأحوال التي يخرج فيها المهدي المنتظر يخرج عند انتشار الظلم عند ظهور الجور عند التباس الأمر عندما يأكل القوي حق الضعيف ولا يملك الضعيف الانتصار لنفسه عندما يتسلط حاكم على من تحته ولا يملكون دفع ذلك عن أنفسهم ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلا مني اسمه كاسمي محمد واسم أبيه كاسم أبي يعني عبدالله ) قال: (اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي ) ماذا يفعل ؟ [ يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا]
- في عهد المهدي أو قبله أو بعده بيسير تقع أحداث من ضمنها أن الساعة تكون قد اقتربت وأن الخلافة تنتقل إلى الأرض المقدسة بدل ما كانت الخلافة في أراض أخرى إن في المدينة وإن في الكوفة تنتقل الخلافة إلى الأرض المقدسة قال عليه الصلاة والسلام : يا ابن حوالة ( وقد وضع عليه الصلاة والسلام يده على رأسه) قال: يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت في الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام ) دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام واعلم أن الساعة أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك وقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام وأن( الساعة أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك )
-أحداث تقع قبل ظهور المهدي عليه السلام قال عليه الصلاة والسلام :( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ) يعني يمحي وتلتفت تبحث عن مظاهر الإسلام في المساجد تبحث عن مظاهر الإسلام في المدارس تبيحث عن الحجاب تبحث عن الإقتصاد الإسلامي تبحث عن تحكيم الشريعة تبحث عن أحكام الطلاق الإسلامية أحكام البيع أحكام الشراء أين الإسلام قال عليه الصلاة و السلام : ( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ) كما أن الثوب يكون فيه خطوط وأعلام أصفر وأخضر وأحمر فمع كثرة الإستعمال تمّحي هذه الخطوط ربما امحت عند الركبتين أو عند المرفقين مع كثرة الاستعمال تمّحي هذه الخطوط فمن رآها لا يدري أي خطٍ كان بأي لون قال عليه الصلاة والسلام : (يدرس الإسلام )
-يتولى أمراء لا يطبقون الإسلام لا يطبقون حد السيف ولا حد القتل ولا حد الزنا ولا حد شرب الخمر ولا حد الردة لا يلتفتون إلى الشريعة إذا تعاملوا مع غير المسلمين كلا لقد بدأ يمّحي الإسلام
نعم عندها يكون خروج المهدي المنتظر .
-يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب أعلام الثوب وخطوطه مع كثرة الاستعمال وطول العهد بها تمّحي حتى لا يكاد الناظر إليها يعرف لونه قال عليه الصلاة والسلام وهو يتكلم عن آخر الزمان مع أو قبل خروج المهدي المنتظر ما حال الناس قال (يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ) فلا يكاد الناس يعلمون شيئا عن الإسلام ربما تدخل على المسلمين تسألهم كم عدد ركعات الصلاة فلا يعلم تطلب منه أن يقرأ سورة الفاتحة فلا يستطيع.
-يطوف الرجل بالتركة بالميراث لا يجد أبداً من يقسمها له لا يجد من يقسمها إلى سدس وثمن وربع جهل ينتشر بين الناس يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب تقل في قلوبهم مراقبتهم لربهم فينتشر الظلم عندها يشتاق الناس إلى المهدي نريد قائدًا ربانياً يقودنا لنبذل أرواحنا لله ونسكب دماءنا لله ونسحق جماجمنا لله ونفارق أهلنا وأبناءنا لله أين المهدي تشتاق النفوس إليه قال:( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ) .
-ويسرى على القرآن في ليلة فيرفع من المصاحف يرفع من المصاحف يفتح الناس المصاحف في الصباح فلا يجدون كتابتا أبدا يرفع القرآن لما أهمله الناس, أهملوا العمل به ,أهملوا تلاوته لم يقوموا بحقه
لم يستحقوا أن يبقى بينهم القرآن عزيز إن أُكرِم أَكرَم وإن أُعِز أَعَز وإن رُفِع رَفَع لكن إذا أهملوا القرآن فلم يلتفتوا إليه والتفتوا إلى غيره وصار الغبار يعلو المصاحف في البيوت فيكرم ربنا جلّ وعلى كتابه من أن يبقى بين قوم لا يستحقونه قال عليه الصلاة والسلام :( يسرى على القرآن في ليلة فيرفع من المصاحف ) يرفع
-إذا دُرس الإسلام وامّحى وامحت مظاهره بين الناس وسُري على القرآن في ليلة فرفع تمضي على الناس الأيام والأشهر والسنوات ولا أحد يعلمهم دينهم فلا يدرون ينشأ جيل لا يدرون ما صلاة ما صيام ما صدقة ما حج ما عمرة تنشأ أجيال لا تكاد أن تعرف شيئا من الدين بعدما تركوا تطبيق الإسلام هجروا الصلاة في المساجد هجروا قراءة القرآن بدأت الأجيال تنشأ وهم لا يدرون ما الصلاة وما الصيام وما الصدقة
قال عليه الصلاة والسلام وهو يصف ذلك الحال المظلم الذي ينتشر فيه الفساد والضياع ويمّحي معالم الدين جعل عليه الصلاة والسلام يصفه وكأنه ينظر إليه
فيتحدث عن علم وإدراك ويقين قال :( فلا يبقى إلا شيوخ كبار وعجائز يقولون : لا إله إلا الله
فيقال لهم وما لا إله إلا الله يسألهم أبناءهم يقولون : ما معنى لا إله إلا الله ما هذه الكلمة فيقول الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة أدركنا عليه آباءنا يقولونها فنحن نقولها ) أدركنا عليها آباءنا يقولونها لا يعرفون معناها ولا يدركون مقتضاها ولا يقومون بشروطها كلا فقد امّحى الإسلام حتى المصاحف ليس عندهم قرآن رفع إنما يحفظون كلمة التوحيد فيقولها العجائز والشيوخ الكبار يرددونها فإذا قيل لهم ما معناها قالوا
( أدركنا عليها آباءنا يقولونها فنحن نقولها )
-قال رجل لحذيفة رضي الله عنه لما قال : لا يبقى إلا شيوخ كبار وعجائز يقولون لا إله إلا الله أدركنا عليها آباءنا يقولونها فنحن نقولها ,قال: صلة ابن زفر راوي الحديث عن حذيفة قال : يا حذيفة وما تنفعهم لا إله إلا الله وهم لا صلاة ولا صيام ولا صدقة جميع أركان الإسلام لا يعملونها يا حذيفة ويحك وما تنفعهم لا إله إلا الله وهم لا صلاة ولا صيام ولا صدقة فإذا بحذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو الصحابي الموحد المحب للخير المتخرج من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت إليه ويقول :( ويحك تنجيهم من النار ) (تنجيهم من النار )
-وذلك أنهم مع كثرة الجهل وانتشار الفساد وظهور الظلم والجور ومع فساد الزمان يبقى هؤلاء لا يدركون إلا هذه الكلمة من الإسلام والله يقول : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15] ..سبحانك ما أعظمك {حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} يعني لا نعذب إلا عن علم إلا من كان مدركًا يعلم أما هؤلاء فإنهم أتو من الإسلام بما قدروا عليه قال: (له ويحك تنجيهم من النار ) .
-يتشوق الناس إلى المهدي مع اندراس العلم وانتشار الجهل وكثرة الفساد وانتشار الظلم يتشوقون إلى المخلّص إلى قائد ويظهر قادة كثر يقول عليه الصلاة والسلام :( يخرج رجل من قحطان ) من قحطان من قبيلة قحطان يسوق الناس بعصا (يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصا ) وفي رواية ابن عباس
قال:( كلهم رجل صالح ) رجل يسوق الناس ليس هناك قادة عظام كبار يجمعون الأمة كلها في هذا الحال وهذا الإضطراب وانتشار الفساد وانتشار الظلم وضعف المسلمين وحاجتهم إلى قائد إلى مخلص في هذه الأثناء يخرج رجل من المدينة متوجهًا إلى مكة اسمه محمد واسم أبيه عبد الله وجده الأعلى الحسن بن علي وجده أعلى منه هو علي ونسبه إلى فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج هذا الرجل يخرج من المدينة ..نعم إنه المهدي المنتظر