بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. حديثنا اليوم مؤثر جدًا وهو عن وفاة عمر رضي الله عنه. عمر يدخل الآن في الثالثة والستين من عمره كعمر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه عند وفاتهما، فسبحان المدبر الذي جعل الأحباب يتوفون بسن متقارب ويدفنون بجانب بعضهم البعض.
لقد حكم عمر من سن 52 سنة إلى 62 سنة – أي 10 سنين و 5 أشهر و 21 يوم– ففتح البلاد وأنعش الاقتصاد وأنشأ دولة ووزارات وأقر العدل، ولكنه أراد أن يطمئن على أمته قبل أن يموت؛ فقام بعمل أشياء تحقق له الاطمئنان، فلقد جمع الناس في المسجد قبل موته بعدة أيام ووقف على المنبر وقال: أيها الناس ماذا تقولون وماذا تفعلون إذا ملت برأسي إلى الدنيا هكذا؟ -أي يميل إلى الدنيا-، فقال له أحد الصحابة: إذا ملت برأسك إلى الدنيا هكذا قابلناها بسيوفنا هكذا، فابتسم عمر وقال: الحمد لله الذي جعل فيكم من يقوِّمني إذا اعوججت ومن يقوِّم من بعدي، وكأنه يقوم بإعدادهم للقادم من بعده، ومن ثم جمع الصحابة – علي وعثمان وأبو عبيدة وعبدالله بن عباس- ليحافظ على الشورى وتماسك الدولة، وقال لهم: لا تقولوا الرأي الذي يوافق هواي ولكن قولوا ما يوافق الحق فإنما أنا واحد منكم، ثم قال: هكذا افعلوا معي ومع من بعدي، وكأنه قد شعر بدنو أجله، فهو يريدهم أن يستمروا على الشورى وتقويم الحاكم.
ويأتي موسم الحج ويقف عمر ويقول: لئن عشت إلى العام القادم لأخرجن من المدينة إلى مصر فأقيم بها شهرا، ثم أخرج إلى الشام فأقيم بها شهرا، ثم أخرج إلى العراق فأقيم بها شهرا، ثم أخرج إلى اليمن فأقيم بها شهرا، ثم أخرج إلى أذربيجان فأقيم بها شهرا لأطمئن من الناس على العدل وأسمع إلى شكوى الناس، فلك عظيم الشكر يا سيدنا عمر، لقد كفيت ووفيت وأسست وبنيت، ولن يسعفك الوقت لتعيش إلى السنة القادمة وتزور هذه البلدان، رغم أننا نتمنى لو أنك شرفتنا وزرت مصر والشام والعراق واليمن ولكن جزاك الله خيرًا.
لحظات ما قبل وفاته رضي الله عنه..
عمر الآن يفصله عن الوفاة شهر واحد ويشاء الله أن يجعل عمر يؤدي فريضة الحج في هذا الشهر –سبحان الله الذي ختم على نبيه بحجة وكذلك ختم لعمر- ولقد سأل عمر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحججن، وكأنه يريد أن يكرم نبيه وحبيبه الذي علمه، ويبعث لكل الولاة والقضاة في كل البلاد أن يأتوا لأداء فريضة الحج؛ ليحاسبهم أمام الشعب، فيعمل مؤتمر جامع للولاة والشعوب في موسم الحج ليطمئن من أنه قد أدى ما عليه.
وقف عمر على جبل الرحمة في عرفات أمام مائتي ألف من أمة محمد مع الولاة والعمال، فأبدع شيئًا جميلًا وحضاريًا رائع، فهو قد فهم مقصد الحج ومراد الله تعالى منه بأن حوَّله لمؤتمر عام للأمة يناقشون فيه أحوال البلاد، ويسمع مظالم الناس الذين أتوا من أنحاء البلاد، ويحاسب عماله وكأنه قد أنشأ جمعية عمومية للأمة كافة، ثم يقول كلمته الخالدة العظيمة أمام الناس: أيها الناس نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله، وفي هذا نهي عن تقليد الحضارات الأخرى فهي لن تنفعنا ولن توصلنا للنجاح، لأن سر نجاح حضارتنا مرتبط بثقافتنا التي تنبثق من إيماننا، فلننشئ قيمنا من حضارتنا الخاصة، وهذا الكلام لا ينقص من قيمة الحضارات الأخرى؛ ولكنه يذكرنا أن قيمنا لا تتوافق إلا مع حضارتنا، ويقول: ألا وإني والله لم أرسل عمالي عليكم ليضربوا أبشاركم –وجوهكم- ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلتهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنة نبيكم فمن فُعِل به غير ذلك –من الولاة- فليرفعه إلي فوالذي نفسي بيده لأقُصَّنَّهُ ممن ظلمه فإن لم أفعل فأنا شريكه في الظلم وخير لي أن أعزل كل يوم واليًا من أن أبقي ظالمًا ساعة من نهار فإن تبديل الوالي أيسر من تبديل الرعية.
ثم يقف ويقول: أيها الناس ما أردت فيكم إلا العدل، فمن ظُلِم منكم اقتصصت له ممن ظَلمه الآن، فيقف عمرو بن العاص ويرفع يده ويقول: يا أمير المؤمنين أفرأيت إن أدبت مصريًّا قبطيًَا أتقتص مني؟ فقال عمر: والله يا عمرو لأقتصَّ منك أمامه أأنت خير من رسول الله وقد اقتصَّ لنفسه من الناس أمامهم؟ ثم رفع يديه إلى السماء بعد أن أوصل رسالته واطمأنَّ من أحدًا ليس لديه مظلمة، وقال: اللهم كبر سني وضعف جسمي ووهن عظمي وانتشرت رعيتي فاقبضن إليك غير مبدِّل ولا مفرِّط اللهم أخرجني منها كفافًا لا لي ولا عليّ.
تذكروا أن عمر من يقول هذا وهو من أقام الحضارة وتعب فيها بعد أن وضع النبي بذورها ولم يفرِّط، بل نحن من فرَّط وأضاع الحضارة وبدلها وجعل من ديننا دين شعائر فقط، لكن جبل الرحمة سيشهد أن عمر وقف عليه ليس ليصلي ويعبد فقط؛ ولكن ليصلح ويعدل ويقيم حضارة فجزاك الله عنا خير الجزاء.
ثم يلتفت وينظر وتدمع عيناه ويقول: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، ويسأله مساعده: ما يبكيك يا أمير المؤمنين، فيقول: كنت أرعى الإبل لخالاتي ولأبي الخطاب هنا في مكة والآن صرت أمير المؤمنين اللهم ارزقني شهادة في سبيلك في بلد نبيك.
انتهى الحج ورجع عمر والأمة، ولكن كان هناك من يدبر مؤامرة، ولكن من يدبرها؟
أتذكرون عندما قال عمر: لأرسلن سعد بن أبي وقاص لكسر قرن الشيطان، كان يقصد بذلك بلاد فارس، فلما قال تلك الكلمات وانتصر المسلمون وفتحت بلاد فارس اشتعلت نيران الثأر لدى الفرس، وحملوا في صدورهم ضغينةً وحقدًا شديدين للمسلمين ولم ينسوهما أبدًا، ففي معركة نهاوند انتصر المسلمون، وكان هناك شاب مجوسي هو أحد الشباب الذين أُسروا اسمه فيروز يكنَّى بأبي لؤلؤة المجوسي يحمل الكثير من الضغينة والكراهية للمسلمين، فلقد رآه سيدنا طلحة مع شاب آخر قبل مقتل عمر بأيام ولكنه لم يعلم سبب اجتماعهما، والرجل الذي معه هو أسير للمسلمين اسمه الهرمزان وقد كان مقرَّب لكسرى ملك الفرس، وقد أدرك أربعة من الأكاسرة ولكنه عندما رأى عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت أربعةً من ملوك الفرس ما هبتهم كهيبتي لصاحب هذه العصا –أي عمر فهو يحمل العصا معه دائمًا- ويبدو أن الهرمزان هو من حرَّض أبو لؤلؤة بأن يقتل عمر، عسى أن يتخلخل المسلمون فهو بإدراكه الأربعة من ملوك الفرس؛ علم أن الفرس تخلخلت لكثرة تعاقب الحكام عليها، وقد قال عمر فيهم من قبل: وددت لو أن بيني وبين بلاد فارس جبلًا من نار، فلا يقربهم ولا يقربوه.
وكان يتمنى رضي الله عنه لو أن غلمان المجوس لا يمكثوا في المدينة، لكن الصحابي المغيرة بن شعبة أحضر أبو لؤلؤة للمدينة وقال لعمر أن أبو لؤلؤة يخدمه وهو محتاج إليه فسكت عمر لأجل أن يرضي المغيرة، لذلك عندما طعن هذا الولد سيدنا عُمر قال عُمر للمغيرة: ألم أقل لكم أنه لا يفترض بهم دخول المدينة؟
في أحد الأيام كان عُمر يمشي فمرَّ من أمامه أبو لؤلؤة وكان يبدو عليه أنه يريد افتعال شيءٍ يبرر ما سيفعله بعمر، فقال أبو لؤلؤة لعمر: سيدي المغيرة بن شعبة يطالبني بدفع ضريبة كبيرة، فسأله عمر: وكم يطلب منك؟ قال: أربعة دراهم كل يوم، فقال عمر: وماذا تشتغل أنت؟ قال: نجارًا وحداد، فقال عمر: إذن هذه الضريبة ليست بالكبيرة عليك، فبدا على أبو لؤلؤة الغضب وكأن عمر قد ظلمه ثم مشى، ولكن عمر أحب أن يرضيه فرآه من اليوم الثاني وقال له: أتصنع لنا رحى –أداة لطحن الحبوب-؟ فقال أبو لؤلؤة: لأصنعنَّ لك رحى يتحدث بها أهل البلاد، فقال عمر لأصحابه: إن هذا الفتى يتوعدني، فقالوا: أنطرده من المدينة؟ فقال: لا أظلم بالشك, أعادل حتى آخر لحظة يا سيدنا عمر؟ ولكن الحقد داخل أبو لؤلؤة جعل الصحابة يروه مع الهرمزان خلف البقيع وهما يدبران مؤامرة لقتل عمر.
في اليوم الذي قُتِل فيه سيدنا عمر، خرج رضي الله عنه ليصلي بالناس صلاة الفجر في مسجد النبي، يقول عمرو بن ميمون: لم يكن بيني وبين عمر غير صف واحد فقد كنت في الصف الثاني وأمامي عبدالله بن عباس وأمامه عمر ودخل وقت صلاة الفجر وبدأ عمر يقرأ وأحلف بالله أنه صلى بسورة النحل، سبحان الله يشاء الله أن يقرأ عمر سورة النحل ويقرأ آية [وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ...]{النحل:92}أي إياكم أن تنقضوا الغزل بعد أن قوي وبُنيَ، ثم يقرأ [إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ]{النحل:120}ثم يقرأ [إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ]{النحل:128}وكأنه يقترب من طعن أبي لؤلؤة له، فيأتي أبو لؤلؤة ويضع الخنجر في ظهر عمر بن الخطاب ويطعنه في كتفه ومن عند كبده، فيصرخ عمر بأعلى صوته: الله أكبر الله أكبر قتلني الكلب قتلني الكلب، ثم وقع ولكنه لم ينس الصلاة فمسك يد عبد الرحمن بن عوف وطلب منه أن يصلي بالناس مكانه، فأكمل عبد الرحمن الصلاة والناس لا يعلمون ما حصل، ومن ثم بدأ أبو لؤلؤة يضرب بالخنجر يمينًا وشمالًا فطعن ثلاثة عشر مسلمًا قُتِل منهم سبعة، إلى أن أتى صحابي ورمى عليه عباءة فذبح نفسه حتى لا تكتشف المؤامرة.
ويقع عمر بن الخطاب ودماؤه تسيل فيقول: أعلم بذلك أحد من الصحابة؟ قالوا: لا، قال: الحمد لله، أي أنها لم تكن مؤامرة من الصحابة بسبب ظلم منه، ثم قال: بالله عليكم من الذي قتلني؟ قالوا: أبو لؤلؤة المجوسي، قال: الحمد لله ليس على يد أحد من المسلمين، ثم أحضر الصحابة الطبيب لعمر فسقاه اللبن ووجد أنه يخرج من جرحه، فقال: يا أمير المؤمنين وصِّي فإنك لن تعيش بعد هذه الليلة، فقال عمر: يا عبد الله بن عمر ضع خدي على التراب لعل رب عمر يرحم عمر، فيضعه على التراب ويلامس خده به ويقول: اللهم ارحمني.. اللهم ارحمني.
لحظات وفاة عُمر رضي الله عنه
ينادي عمر ابنه عبد الله وهو متوسد التراب ويقول له: اذهب إلى أم المؤمنين عائشة وقل لها عمر بن الخطاب يستأذنك بأن يدفن بجوار النبي ولا تقل أمير المؤمنين فلم أعد أميرًا للمؤمنين فإن قبلت فارجع إليها بعد أن أموت لعلها تكون قد استحيت مني وأنا حي وقل لها يستأذنك عبد الله عمر بن الخطاب أن يدفن بجوار النبي فإن قبلت فادفنوني إلى جوار حبيبي رسول الله وإن لم تقبل فخذوني إلى البقيع وادفنوني مع المسلمين، ويذهب عبدالله بن عمر إلى عائشة رضي الله عنها فيجدها تبكي وتقول: من للأمة بعد عمر؟ فقال لها: يستأذنك عمر بن الخطاب أن يدفن بجوار النبي، فقالت: أما والله إن هذا المكان كان لي وأردته لنفسي ولكن لأؤثرنَّ به عمر بن الخطاب، فهل رأيتم أحدًا في الدنيا يؤثر غيره في شيء كهذا؟ إنَّ هذا لهو أكبر إيثار كُتب في التاريخ لأكثر إنسان يستحقه، فجزاك الله يا عمر عنا خير الجزاء.
في اللحظات الأخيرة لحياة عمر يغمى عليه لمدة طويلة، ثم يتساءل الناس أمات عمر أم لم يمت؟ ويدخل وقت صلاة العصر ويتساءل الناس في كيفية إيقاظه، فيقول عبدالله بن عباس: إذا قلت له يا أمير المؤمنين الصلاة الصلاة سينهض إن كان حيًا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين الصلاة الصلاة، ففتح عينيه وقال: أصلى الناس؟ قالو: نعم لقد صلوا يا أمير المؤمنين، فقال: اللهم لك الحمد فلا خير فيهم إلا بالصلاة، يا حبيبي يا سيدنا عمر تغرس في الناس حب الصلاة رغم آلامك، ونحن من غير طعنات نائمين وساهين في بيوتنا معتقدين أننا نصوم رمضان في النهار وكفى، غير فاهمين أنها إقامة حضارة.
عمر بعد أن طُعن بالخنجر ودماؤه تسيل مرَّ عليه شاب صغير وقال له: أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين، فينظر عمر لثيابه فيجدها ملطخة بشيء من وسخ الأرض فيناديه ويقول له: يا ابن أخي ارفع ثوبك فهو أنقى لثوبك وأتقى لربك.. سبحان الله أليس النبي صلى الله عليه وسلم علمه ذلك عندما قال: ( لو تقوم الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها )؟ رضي الله عنك يا أمير المؤمنين إنا كنا نحبك لقوتك والآن نحبك لصناعتك الحضارة.
بعد كل ذلك أسألك ماذا تشعر تجاه سيدنا عمر؟ أتحبه؟ أيصعب عليك ما فعله ذلك المجوسي به؟ أتحب النبي؟ فإذا كان عمر قد مات فإن حضارة الإسلام التي بناها ووضع النبي بذورها لم تمت وهي في حاجة إليك فقم وتحرك وتحركي واعملوا شيئًا ولا تموتوا، فإن سيدنا عمر عندما كان واضعًا خده على التراب نظر إلى ابنه عبدالله وقال له: ويلي إن لم يرحمني ربي، ثم يقول لابنه: إذا مت فضع يدك اليمنى على جبيني وضع يدك اليسرى تحت ذقني وادع لي ثم أغمض عيني ثم ادع الناس وكبار الصحابة أن يدعوا لي فأني محتاج الآن لدعائكم واقتصدوا في كفني –أي كفنوني بشيء بسيط- فإن أكن من أهل الجنة فسيبدلني الله كفنًا خيرًا من كفني وإن لم أكن من أهلها فلن ينفعني كفنكم، ويقول: إذا أنا مت فلا تقولوا عني ما ليس فيّ –أي لا تغلوا في مديحكم إياي- فإن الله أعلم بي.
وبهذا يموت سيدنا عمر، ولكنك لم تمت فهل من الممكن أن تقوم وتمسح دموعك وتنوي أن تقيم حضارة؟ حتى تقابل النبي وأبا بكر وعمر وأنت رجل مرفوع رأسه، أفلا تذكر سيدنا عمر عندما رأى رجلًا مطأطئ الرأس فقال له: ارفع رأسك وامدد عنقك فإن الإسلام ليس مريض لا تميت الإسلام، فتحركوا يا ناس واصنعوا الحضارة ولينجح كلٌّ في مجاله، أعمروا وابنوا واعبدوا الله، فقد مات أمير المؤمنين ولكن بموته يحين دورنا، والآن أودع عمر وأودع البرنامج لكني لا أودع صناعة الحضارة حتى نقيمها وننال بهذا احترام أنفسنا واحترام العالم لنا، وشكرًا.. والسلام عليكم ورحمة الله.
قام بتحريرها: قافلة التفريغ والإعداد بدار الترجمة
Daraltarjama.com©جميع حقوق النشر محفوظة
يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كأنت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخرى فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع
للاستعلام:management*daraltarjama.com