إنه النفخ في الصور إنه بداية العالم الأخروي , نهاية العالم الدنيوي وربك يقدر ما يشاء جل وعلا , مضت أشراط الساعة وانتهت , خرج الدجال , فتن به من فتن , صبر على بليته المؤمنون وضل معه المنافقون والكافرون , خرج الدجال , نزل عيسى بن مريم عليه السلام نزل من السماء , واضعاً كفيه على أجنحة ملكين , نزل وانتهى إلى المنارة البيضاء شرقي دمشق هناك , ثم أقبل إلى المهدي وأصحابه , وحدثهم بدرجاتهم في الجنة ثم نزلوا فقاتلوا الدجال وأصحابه وطعن عيسى الدجال بحربته , خرجت الدابة وسمت الناس على خراطيمهم طلعت الشمس من مغربها , وقعت الخسوف , ظهر المهدي قاتله من قاتله وناصره من ناصره , خرجت نار تسوق الناس إلى محشرهم إلى الشمال , تسوقهم إلى الشام , ليفصل الله تعالى القضاء بينهم ساقتهم النار إلى الشمال إلى الشام , منهم من مات قبل ذلك , ومنهم من بقي منهم مؤمنون ومنهم كافرون , يتبايعون , يرعون أغنامهم , يسوقون إبلهم , يعيشون حياتهم , بعد ما أخرجتهم النار من ديارهم . ثم يبعث الله تعالى ريحاً باردة من الشمال يجد المؤمنون ريحها فتقبض أرواحهم قال عليه الصلاة والسلام : (( حتى إن أحدكم لو دخل في كبد جبل لدخلت عليه الريح فقبضت روحه )) يبقى بعد ذلك أقوام لا يبالي الله بهم هم شرار الخلق يتهارجون تهارج الحمر , يقعون في الفواحش , يطأ بعضهم بعضاً كما تفعل الحمير , لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً , لا يلتفتون إلى صلاة ولا إلى صيام ولا صدقة , هم شرار الخلق , عليهم تقوم الساعة .
يأمر الله تعالى إسرافيل لينفخ في الصور لتقوم الساعة على هؤلاء ليصعقوا قال عليه الصلاة والسلام : (( كيف أنعم كيف أنعم " يعني كيف أتلذذ وأتنعم " وصاحب الصور " يعني إسرافيل " قد إلتقم الصور ورفع ليتاً وخفض ليتاً " يعني خفض أذنه وخفض الأخرى " يدقق السمع وينتظر ينتظر متى يؤمر بالنفخ في الصور ))
الحديث
كيفَ أنعمُ وصاحبُ الصُّورِ قدِ التقمَه وأصغى سمعَه وحنى جبهتَه ينتظرُ متى يؤمَرُ بالنفخ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ وما تأمرُنا قالَ قولوا حسبُنا اللَّهُ ونِعمَ الوَكيلُ
الراوي أبو سعيد الخدري المحدث:ابن حجر العسقلاني – المصدر :تخريج مشكاة المصابيح- الصفحة أو الرقم:5/159
خلاصة حكم المحدث:[حسن كما قال في المقدمة]
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) ينفخ فيه وهو مثل القرن ضيق من أوله , واسعاً من آخره ينفخ فيه فيصدر صوتاً عظيماً لايسمعه أحد إلا صعق صعق يموت من شدة الفزع , يموت ينفخ في الصور والناس في حياتهم الرجلان قد نشرا ثوباً بينهما يتبايعانه فبينما هما يتحاوران بالبيع والشراء , بكم تبيع ؟ وما نوعه ؟ وإذا به ينفخ في الصور فيفزعا ويموتا , ينفخ في الصور وقد حلب الرجل لقحته م ناقة او شاة وقد مضى بلبنه إلى بيته ربما كان هذا غداءه أو عشاءه وبينما هو يمشي بإناءه إذ نفخ في الصور فيصعق فلا يشرب , ينفخ في الصور والناس متنوعون في أحوالهم لكنهم جميعاً يصعقون , ينفخ في الصور والناس على أحوالهم متنوعين , يعيشون حياتهم , ينفخ في الصور والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فلا يأكلها ولا يرجعها , هكذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم , ولقمته في يده يصعق يصعق هو وأولاده وزوجه كل من في البيت يصعقون ينفخ في الصور والرجل يليط حوض إبله يصلح شقوقه , ويسد ثقوبه ليضع فيه الماء لتشرب إبله , إذن هو يخطط لحياته , يؤمل بالبقاء لم يظن أن ينفخ الصور فيه الآن , وبينما هو يصلح حوض إبله إذ نفخ في الصور فصعق قال الصحابة يا رسول الله ماذا نقول الأمر مفزع ومخيف أن أسمع صوتاً عظيماً تخرج روحي معه , يقرع أذني أعظم من إنفجارات الدنيا ومن أصواتها أن أسمع صوتاً تخرج معه روحي من الفزع يارسول الله ماذا نقول ؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل توكلنا على الله أما الذين آمنوا (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) لا يحزنهم الفزع الأكبر ,لأن الله تعالى قد بعث ريحاً فقبضت أرواحهم الطيبة , الأرواح المحبة لله التي امتلأت خشية وحباً وشوقاً إلى ربها لا يرضى الله تعالى لها أن تفزع لا , إنما الفزع لغيرهم لشرار الناس أما المؤمنون فربهم يحبهم يكرمهم (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) هذا يومكم الذي كنتم توعدون , ينفخ في الصور نفختان : النفخة الأولى هي نفخة الفزع يصعق بها كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ ) الكبار والصغار والدواب والأشجار , والناس (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ ) وتبقى أنت سبحانك (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ) , يدبر الأمر كما يشاء سبحانه , (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) , يصعق بهذه النفخة الأولى : الجن , والأنس والدواب , والطيور , يصعق بها حتى الملائكة حتى الملائكة يقبض أرواحهم ملك الموت ويصعقون ويأمر الله تعالى ملك الموت فيقبض روح إسرافيل نافخ الصور ثم يموت ملك الموت , ولا يبقى إلا الله جل وعلا بائن من خلقه مستويٍ على عرشه , لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد يقول الله بعدها (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) أين الجبارون قد صاروا تحت التراب , أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ أين من كانوا يلتفتون إلى الخلق بأطراف أعينهم , أين هم الآن ؟ أين التجار الكبار الذين كانوا يؤمرون بالصدقة ولا يتصدقون أين هم ؟ أين المتسلطون الذين كانوا يأكلون حقوق الناس , ويعبثون بأعراضهم , ولا يستطيع الضعيف أن ينتصر منهم أين هم الآن ؟ (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) ؟ (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فلا يجيبه أحد سبحانك يقول الله (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فلا يجيب أحد , لا أحد يجيب لأن الجميع موتى جبريل , ميكائيل , إسرافيل , الملائكة العظام كلهم صعقوا , الأنبياء والمرسلون الصالحون المتقون والعصاة والمعرضون ينادي ربنا (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فلا يجيبه أحد فيقول الله (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) إنه الموقف العظيم العظيم الذي يبقى فيه ربنا ذو الجلال والإكرام , فسبحان الحي الذي لا يموت , والجن والأنس يموتون سبحانك سبحانك يصعقون كما يشاء ربنا وهو الذي يحيي من يشاء ويميت من يشاء سبحانك سبحانك ما أعظم شأنك عز جارك وتقدس ثناؤك وعزت أسماءك ولا إله غيرك سبحانك ,( لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) لك أنت يارب , وجهك أعظم الوجوه , وجاهك أعظم الجاه , وعطيتك أعظم العطايا وأغناها , تطاع فتشكر وتعصى فتغفر وتكشف الضر وتجيب المضطر , وتغفر الذنب العظيم سبحانك ما يفعل ملك الملوك عند ملكك وما يفعل جبروت الجبابرة جبروتك سبحانك , لا إله غيرك ولا رب سواك ما عرف قدرك من عصاك , ولا عرف قدرك من عبد غيرك سبحانك (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) يسأل ربنا (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فيجيب ربنا نفسه (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) الكل قد فني مرت عليهم الآيات , وجاءتهم النذر, وهو سبحانه الذي يرقبهم من السماء , قد أرسل إليهم المرسلين , أمرهم بطاعته , ونهاهم عن معصيته , حتى إذا أراد الله تعالى إنفاذ قضائه بعث إليهم الآيات العظام تترا , فيخرج عليهم الدجال , والدابة وينزل عيسى عليه السلام , ثم يسوقهم الله تعالى إلى أرض المحشر فيصعقون , يصعقون كلهم والله لا يبقى ملك مقرب , ولا نبي مرسل , ولا جن عظيم , ولا إبليس الكل يصعقون ويبقى وجه ربنا ذو الجلال والإكرام , وهو عظيم الملك عندها يقول الله (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) وإذا الملوك تحت الثرى قد أكل الدود أجسادهم وإذا المتكبرون صرعى , وإذا الكفار أحقر عند الله من الجعله
أين كبركم أين ملككم أين جبروتكم , يقول الله (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) فلا يجيبه أحد وأنى يجيبون وأنى يجيبون وهم تحت الثرى قد سقطت تيجانهم وفنيت عروشهم , أين مراكبهم الفارهة .؟ وأين بيوتهم الوارفة ؟ أين نسائهم الحسناوات أين عزهم أين جبروتهم (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فلا يجيبه أحد لا يجيبه أحد فيجيب ربنا نفسه ويقول (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
أسأل الله أن يشملنا برحمته ومغفرته