إنها أحداث القيامه إنها نهايه العالم بعدما يفني ربُنا جل وعلا كُل العباد ولا يبقي الا هوسبحانه في السماء بائن من خلقه
مستويٍ علي عَرشه يَفعل ما يشاء ويَحكم ما يُريد إنه الإله العظيم قد أفني الله تعالي كُل عِباده أين مراكبهم ؟ وبيوتهم ؟كُل من عليها فانٍ
نُفخ في السور النفخه الاولي وبَقيت النفخه الثانيه بعدما حُشر الناس بالنار التي هي أخر أشراط الساعه بعدما حُشروا بها إلي أرض المحشر في الشام وبعدما بَعث الله تعالي ريحاً بارده من الشمال من قبل الشام بعثها الله تعالي
فقبضت أرواح المؤمنين لأنهم لا يَحزنهم الفزع الأكبر لأن الله رحيم بِهم يُحبهم ويُحبونه فالله جل وعلا لا يرضي أن يفزع عباده هؤلاء بل يريدهم أن يكونوا أمنين مطمئنين لا يحزنهم الفزع الأكبر يفزع الناس ويخافون أما هم فلا يحزنهم الفزع الأكبر يقبض الله أرواح المؤمنين فتقوم الساعه علي شِرار الخلق تقوم عليهم الساعه قال الله ( ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ( 49 ) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ( 50 ) )ونُفخ في الصور النفخه الثانيه و( وَنُفِخَ فِي الصُّور فَإِذَا هُمْ مِنْ الْأَجْدَاث إِلَى رَبّهمْ يَنْسِلُونَ قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ( 52 ) إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ( 53 ) فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 54 )كلهم مجموعون ليوم القيامه يُنفخ في السور النفخه الأولي فيصعق بها كل من في السموات والأرض الملائكه العِظام والبشر والجن والدواب كُل من فيه روح يصعقون ثم يلبس الناس أربعين ما بين النفخه الأولي والثانيه والناس في هذا متنوعون مِن البشر من ماتوا قبل سنين طويله من عهد أدم ونحو وإدريس وإسماعيل وإسحاق وغيرهم من الانبياء أقوام قد مضت بهم الدنيا رُبّ قَبر قد صار قبرا مِراراً ضاحكاً من تزاحم الافضاض خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد رُبّ قبر قد صار قبرا مراراً ضاحكا من تزاحم الافضاض أقوام ماتوا فَنيت قُبورهم وصارت طيناً ربما يَعبث به البعض ذُكر أن ملك من الملوك رُفع إليه كوز من طين ليشرب فيه خمراً قالوا فلما أراد أن يشرب أذن الله لذلك الطين فنطق فقال لاتشرب فإني كنت مَلك مثلك بل ملكي أعظم من مُلكك وها أنا قد مِت وفَنيت واختلطت عِظامي بالطين فصُنع مني هذا الكوز فلا تشرب الخمر فإنك مَيتُ مِثلي هذا مما يُذكر من الأخبار صح أو لم يصح لكن فيه عِبره ينفخ في الصور النفخه الأولي ومن الناس من لا يعلم بها لأنها مختصه بالأحياء من الناس من هم في قبورهم قد ماتوا منذ ألاف من السنين ومنهم مؤمنون صالحين قد قَبض الله تعالي أرواحهم بأن بعث الله الريح الطيبه من قبل الشام فقبضت أرواحهم لألا يفزعوا بالصيحه ومنهم من يُنفخ في السور وهم أحياء فيموتون إذا نُفخ في السور يبقي أربعون للنفخه الثانيه فما مقدار هذه الاربعين ؟ هذا فيه عِبره وعِظه بعدما ينفخ في السور النفخه الأولي ولا يبقي إلا وجه ربنا جل وعلا يكون بين النفخه الأولي والثانيه( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ{6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7} ) النفخه الثانيه ونفخ في السور فصُعق من في السماء ومن في الأرض إلا من شاء الله النفخه الأولي ثم نُفخ فيه أخري النفخه الثانيه فإذا هم قياماً ينظرون (َونُفِخَ فِي الصُّور فَإِذَا هُمْ مِنْ الْأَجْدَاث إِلَى رَبّهمْ يَنْسِلُونَ قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ( 52 ) إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ( 53 ) فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 54) النفخه الثانيه بها يُبعث من كانوا في قبورهم وبها يبعث من ماتوا بالنفخه الأولي قال عليه الصلاه والسلام (بين النفختين أربعون قيل لأبي هُريره راوي الحديث يا أبا هُريره أربعون سنه أربعون عاما قال أبيت قيل أربعون شهراً قال أبيت قيل أربعون يوماً قال أبيت أبيت أن أجيب فأنا لا أعلم كم هي هل بينهم أربعون سنه أم اربعون شهراً أم أربعون يوماً قد حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن بين النفختين أربعون لكننا لا ندري كم هذه الأربعون ولو حدثنا لقلنا وقد إنتهي كُل إنسان إلي ما سمع أخبرنا سيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن ربنا جل وعلا إذا نُفخ في السور النفخه الأولي يُنزل الله تعالي من السماء مطراً كأمثال الطل يَنزل مطراً خفيفاً يسيراً سهلاً كامثال الطل كالمطر الخفيف تشربه الأرض ويصيب الأجساد وبقايا العِظام التي صُعقت بالنفخه الأولي فتنبت منه أجساد العِباد ولو نظرت إلي القبر لوجدت أن الدود قد أكل كل الجسد إلا عجب الذنب قال صلي الله عليه وسلم ما شئ من إبن أدم إلا يَفني إلا عجب الذنب ومنه يخلق إبن أدم عجب الذنب هو أخر فقره في أسفل العمود الفقري كل شئ يأكله الدود كل شئ يفني إذا شاء الله إلا عجب الذنب قال صلي الله عليه وسلم ينزل الله المطر كامثال الطل فتنبت منه الأجساد وهي في داخل قبورها تنبت منه كما ينبت البقل كما ينبت النبات الذي ليس له ساق إنما ينبت مفترشا علي الأرض كما ينبت البقل وفي روايه كما تنبت التراثيث نوع من النبات ليس له ساق فإذا إكتمل الخلق في قبورهم قال الله (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء:104]، ) يعيدهم كما شاء سبحانه علي صورهم الأولي يعيدهم ليخرجوا من قبورهم حُفاة عُراة غُرلي غير مختونين ما قُطع منهم عند ولادتهم للختان يُعاد إلي أجسادهم لأن الله قال (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ سبحانك قال الله (وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) إذا إكتمل الخلق وتنبت في قبورهم وإكتملت أجسادهم ولم يبقي إلا أن ينفخ الله تعالي أرواحهم في أجسادهم لتقوم عندها يأمر الله تعالي إسرافيل فينفُخ النفخه الثانيه وسبحانه الملك العظيم ينفخ النفخه الثانيه( َونُفِخَ فِي الصُّور فَإِذَا هُمْ مِنْ الْأَجْدَاث إِلَى رَبّهمْ يَنْسِلُونَ)قاموا من قبورهم ينفضون الغُبار عن أجسادهم ينسلون حٌفاة عُراة غُرلي في فزع عظيم قد زهلت كل مرضعه عما أرضعت لا تسأل أم عن ولدها الرضيع وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سُكاري وما هم بسُكاري ولكن عذاب الله شديد هذه النفخه العظيمه أخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم باليوم التي تقع فيه إن من أفضل أيامكم يوم الجمعه فيه خُلق أدم وفيه قُبض وفيه تَقُوم الساعه يوم الجمعه وأخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم أنه ما من دابه إلا ويأخذها الفزع من يوم الجمعه لأن الله تعالي قد ألقي في فِطرها أن الساعه تَقُوم في يوم الجمعه يُنفخ في السور النفخه الثانيه بعدما إكتمل خلق الناس في قبورها (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء:104]،) أقبل بعض المشركين إلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعه عظم نخر وجده ملقي اما من دابه او بقايا انسان لم يدفن اقبل هذا المشرك بهذا العظم الذي مرت عليه الأيام والسنين حتي فَنيّ وتهَتك فلم يكد يَبقي مِنه إلا كثر يابسه يسيره جعل هذا المشرك يفرك هذا العظم ويفته بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم يَفُت العظم وهو يقول يا محمد أتري أن الله يحي هذا بعد موته فقال عليه الصلاه والسلام نعم نعم يحيه ويحييك بعد موتك ويدخلك النار لأنه مُكذب بالأخره وأنزل الله تعالي قَوله (وضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ(78)قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ(79)الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ(80)أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ(81)إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(82)فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(83)} يَقُوم الناس في النفخه الثانيه وينظر بعضهم إلي بعض فلا تُقبل أم علي ولدها ولا يُقبل غُلام إلي أمه ولا يُقبل زوجاً علي زوجته ولا عاشق إلي معشوقته يقومون حُفاة عُراة قالت عائشه يا رسول الله عُراة عُراة الرجال والنساء جميعاًَ عُراة الرجل العفيف العابد الحيي والمرأه الصالحه التقيه عاريه لا شئ يستر أجسادهم يا رسول الله عُراة الرجال والناس جميعاً ينظر بعضهم إلي بعض فقال عليه الصلاه والسلام يا عائشه الأمر أعظم الأمر أعظم من أن ينظر بعضهم إلي بعض الفزع الذي قد أكل قُلوبهم والخوف الذي يشغلهم أعظم من أن يعطيهم فرصه لينظر رجلاً إلي عوره إمرأه أو تنظر إمرأه إلي عوره رجل يقومون حُفاة عُراة غُرلي ليأتي بعد ذلك رَبُّنا جل وعلا ليفصل بينهم القضاء (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )الفجر(22)