|
|
|
| مصطفى حسني |
سحر اليوم هو سحر من الأسحار التي تملأ أيامنا، ألا وهو سحر "الهزار والضحك"
الشخص المسحور بهذا السحر دائماً ما يسخر من الناس،
ويسخر من أشياء كثيرة مُقدسة، وهو الذي يخلط الضحك بالجد..
لا تضحك وربنا غضبان وأعطي كل وقت حقه لأن كثرة الضحك الحرام تمُيت القلب
ربنا أعنا وقوينا وخذ بأيدينا
http://mustafahosny.com/images/stories/com_form2content/p7/f777/46.jpg
تنتقل بنا رحلة سحر الدنيا إلى سحر جديد من أسحار الدنيا التي تملأ حياتنا، وهو سحر يملأ أيامنا وخصوصاً في أوقات الفراغ نكثر منه، اليوم مع سحر جديد وهو سحر الضحك والهزار.
والضحك والهزار ليسوا حراماً بل أن ديننا أمرنا أن نروح عن أنفسنا ولكن السحر يكمُن عندما ينتقل هذا السحر من المتعة الحلال الذي وهبنا إياه الله إلى الهزار والضحك الحرام ويكون بالتريقة والغيبة والنميمة والسخرية.
من علامات سحر الضحك والهزار:
1- من أهم علامات سحر الضحك والهزار هى دوام السخرية، فأحياناً ترفض فطرتنا السليمة أن يكون الضحك والهزار على الحرام ولكن عندما يتعود الناس على السخرية والتريقة فتدوم عليهم السخرية والاستهزاء دون مراعاة لحق رب العالمين، فهذه علامة خطيرة من العلامات وخصوصاً لو كان الضحك والتريقة على خلق الله والمقدسات فاعرف حينها أنك مسحور بسحر الضحك والهزار.
2- خلط الجد بالهزار من العلامات الواضحة جداً في سحر الضحك، فهناك أوقات كثيرة نضحك فيها ولكن لانستفيد شيئاً لأنه يكون هذا الهزار حرام ويغضب منه الله، فيكون الهزار والتريقة مجرد ملىء لأوقات فراغنا فقط ولا يكون له أي أهداف أخرى وحينها لايستطيع الإنسان أن يُفرق بين الضحك والهزار والجد.
3- العلامة الثالثة هي الدفاع الدائم عن النفس بأن الهزار والضحك ليس بحرام ونبرر لأنفسنا هذا الحرام بأنه مُجرد ترفيه عن أنفسنا وأنه لاحرام فيه، ولكننا لا نعلم حينها أن هذا الضحك والهزار هو المادة الخصبة للكذب والغيبة والنميمة فنرتكب الذنوب الكثيرة مع تبريرنا بأن هذه الذنوب ليست بالحرام.
عواقب سحر الضحك والهزار:
1- قسوة القلب وجفاف العين من الخشوع لله والتذلل له فنفتقد هذه المتعة التي لايوجد بعدها متعة فكما قال الله سبحانه وتعالى (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) الهمزة 1. والهمز هو السخرية بالعين أما اللمز فهو السخرية باللسان فتوعد الله بويل وهو بئر في النار لمن يسخر على الناس بالهمز واللمز.
2- ومن العواقب أيضاً، ضياع العمر ونسيان الآخرة، فيسخر الناس في معظم أوقات حياتهم ملأً للفراغ الذي يعيشونه فنخسر بهذا أعمارنا في مُجرد السخرية والتريقة على خلق الله.
علاج سحر الضحك والهزار:
فإذا أدرنا المشكلة والسحر لابد أن ندرك ماهو العلاج حتى نتخلص من هذا السحر والعلاج يكون من خلال أدراكنا بآداب المزاح فمن أهمها أن لانسخر ولا نكذب ولا نبالغ في شيء، وأن نقتدي بجيل من الصحابة كانوا يضحكون ويمزحون والإيمان في قلوبهم مثل الجبال فلا يتجاوزا لحرمة الله وكان النبي يضحك ويمزح معهم ولكن بدون أي سخرية فهو نها عن السخرية والكذب والغيبة، ولابد أيضاً أن ندعو الله أن يجعل أيامنا كلها ضحك وتفريج لهمومنا ولكن بمراعاة حرمة الله وما نهانا عنه الله ورسولة الكريم.
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2029