إنها أحداث عظام أخبرنا بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
منها ما يتعلق بالسماء (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) ..
ومنها ما يتعلق بالأرض ثلاثة خسوف..
خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف هنا في جزيرة العرب ..
ومنها ما يتعلق بحركة الأفلاك تطلع الشمس من مغربها ..
ومنها ما يتعلق بمخلوقات لم نرها ولا نعرفها (وإذا وقعَ القولُ عَليهم أخرَجنا
لَـهُم دابَّةً مِنَ الاَرضِ تُكَلِّمُهُم أنَّ الناسَ كانُوا بآياتِنا لا يُوقِنُونَ )
ومنها علامات وأشراط تتعلق به هو صلى الله عليه وسلم أعدد ستاً بين يدي
الساعة موتي ( بعثت أنا والساعة كهاتين وقرن بين السبابة والوسطى )..
الحديث : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الأمور كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكان يقول من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي ] الراوي جابر بن عبدالله المحدث:الألباني - المصدر:صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم:43-خلاصة حكم المحدث:صحيح
ومنها أشراط تتعلق بذريته المباركة بآل بيته لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلاً من اهل بيتِي أسمه كاسمي وأسم ابيه كاسم أبي يملأ الأرض عدلاً كما ملأت ظلماً وجورا , له صفات كثيرة .
هذا المهدي المنتظر يخرج الدجال في عصره فهو يقود المسلمين ويملكهم بعد موت خليفة , يملكهم سبع سنين أو تسع سنين , يسقيه الله الغيث وينبت له الأرض , ويعطي المال صحاحاً , يحثو المال حثواً ولا يعده عداً , ملك صالح في عهده يخرج الدجال من قبل المشرق والمهدي وأصحابه ليسوا في المدينة لأن الدجال لا يدخلها إنما يكونون في الشام فيقبل إليهم الدجال وهو يسيح في الأرض بسرعة كبيرة كالغيث استدبرته الريح , كأنه سحاب قد امتلأ بالماء والمطر والريح وراءه تدفعه , كالغيث استدبرته الريح , فيدخل المهدي وأصحابه إلى موقع جبل ويصعدون الجبل ويغلقون عليهم حصناً , فيقبل الدجال وينزل في أصل هذا الجبل , فيشق على المهدي وأصحابه قتال الدجال , والدجال معه سبعون ألفاً من اليهود مقاتلون ومعه من تبعه من الجهله والجنود كل بسلاحه وبحربته يتقرب إلى الدجال بقتل من يعارضه أو يحاربه والمهدي وأصحابه عدد قلٌ وعتاد يسير فيطول عليهم المقام , والدجال في أصل الجبل يضيق عليهم وهم بأطفالهم ونسائهم وبعضهم قد أقبل بماشيته معه فلا يصعد إليهم طعام ولا شراب , ولا يخرج منهم أحد , فيطول عليهم المقام , فيجأرون إلى الله تعالى قد مسهم الضر وطال عليهم الزمن واشتد عليهم الكرب , وكبر المصاب والدجال في أصل الجبل يتحين منهم فرصة ليقتلهم فبينما المهدي وأصحابه كذلك أظلم عليهم الليل في ليلة من الليالي وهم يدو كون ليلتهم ويفكرون إلى متى ؟؟ نبقى ننتظر أن يفني طعامنا وشرابنا أو أن يصعد إلينا الدجال فيأتمرون ليلتهم ثم يقررون أنهم إذا صلوا الفجر خرجوا وقاتلوا الدجال , وإن كان عددكم قليلاً نعم فلا اختيار آخر , وإن كان هو أقوى منكم -نعم- فماذا يفعلون فيجمعون أمرهم على ذلك , فيؤذنون للفجر ثم يقيمون لصلاة الفجر وفجأة تتشقق أبواب السماء..
فبينما المهدي وأصحابه يتهيئون لصلاة الفجر وهم في عزم أكيد على قتال الدجال وإن كثر عددهم وعدتهم , فإذا أقاموا لصلاة الفجر أظلمت عليهم الدنيا حتى إن الرجل ليخرج يده فما براها من الظلام في هذه الأثناء تتشقق أبواب السماء وينزل عيسى بن مريم عليه السلام واضعاً كفيه على أجنحة ملكين عليه مهرودتان مصبوغتان بورس ثم زعفران ,عليه قطعتان من قماش مصبوغتان, شعره أملس , إذا طأطأ رأسه تحدر منه كمثل الجمان كأنما خرج من ديماس , كأنما اغتسل في حمام , ينزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق ثم يقبل إلى المهدي وأصحابه وهم في هذه الظلمة يدخل بينهم فإذا دخل بينهم عيسى وهم متعجبون من هذه الظلمة التي هجمت عليهم وفجأة تنقشع عنهم الظلمة فينظرون وإذا عيسى بن مريم عليه السلام عليه لأمة الحرب أبيض مشرباً بحمرة أملس الشعر عليه لأمة الحرب مستعد للقتال فينظرون إليه فيفرحون به ويبتهجون بمقدمه عيسى بن مريم بين أظهرنا فيفرح بهم عيسى بن مريم ويبدأ عيسى يمسح وجوههم , يمسح وجه المهدي من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمسح وجوه أصحابه , يمسح وجوههم بيده المباركة ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة , بدرجاتهم في الجنة ثم يقول له المهدي تقدم ياروح الله صلِ بنا فيقول عيسى لا بل بعضكم لبعض إمام أنت تقدم فصلِ بأصحابك , فيتقدم المهدي وعيسى يدفعه في ظهره ليتقدم فيصلي بهم المهدي ثم إذا انتهوا من صلاتهم خيرهم نبي الله عيسى بين ثلاث بين أن يرسل الله على الدجال جنداً فيهلكونه وجنده , وبين أن يخسف الله بالدجال الأرض وبأصحابه , وبين أن يسلط الله سيوف المؤمنين على الدجال ويكف سيوف الدجال وسلاحه عن المؤمنين , ما تختاروا فيبتهج المهدي وأصحابه , قد نزل عليهم النصر وحدثوا بدرجاتهم في الجنة ويخيرون بين ثلاث طرق يهلك فيها الدجال , ما أكرم الله وما أجوده (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ.) فيقول المؤمنون يا روح الله يا عيسى الثالثة أحب إلينا وهي أن يسلط الله على الدجال سيوفنا وأن يكف سيوفه وأصحابه عنا , الثالثة أحب إلينا وأشفى لصدورنا هذا قد قتل من أهلنا وسلب من أموالنا وفتن من أصحابنا هذا الدجال , الثالثة أحب إلينا , فيوافقهم عيسى على ذلك ويفتح الباب وينزل الجميع إلى الدجال بعدما يحدثهم عيسى عليه السلام بدرجاتهم في الجنة ويخيرهم بعدما صلوا بين ثلاث فيها كلها هلاك الدجال يختارون الثالثة يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
الحديث : ((منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ))
الراوي أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:5920
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وكأنه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم يفرح بمثل ذلك أن يجعل الله من أمته رجلاً يصلي خلفه نبي من الأنبياء , ما أكرم الله وصلاة عيسى عليه السلام خلف الإمام المهدي لا يعني أن الإمام المهدي هو أفضل من عيسى كلا , فعيسى عليه السلام نبي من الأنبياء ومن أولوا العزم من الرسل , (اللّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ ) أما المهدي فهو رجلاً من البشر اختاره الله تعالى ليكون قائداً من قواد الأمة , وليس صلاة عيسى وراء المهدي دليلاً على ان المهدي أفضل من عيسى فإن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم صلى خلف أبي بكر وهو بأبي هو وأمي أفضل من أبي بكر , وصلى خلف عبدالرحمن بن عوف وهو بأبي هو وأمي أفضل من عبدالرحمن بن عوف فصلاة الفاضل وراء المفضول لا تؤثر .
ينزل المهدي وقد فتحوا الباب ينزل مع أصحابه ومع عيسى فيقبلون على الدجال وأصحابه يقول عليه الصلاة والسلام ((حتى إنك لترى اليهودي الأكول الشروب يرتعد السيف في يده )) قد كف الله سيوفهم عن المؤمنين يرتعد السيف في يده , ويهرب المسيح الدجال , يهرب من المعركة فيلحقه عيسى عليه السلام بيده الحربه والمهدي وأصحابه ينظرون , ينظرون إلى الدجال الذي فتن ولعب بعقول الناس وقتل , ينظرون إليه كيف يموت وإذا بعيسى عليه السلام يقبل عليه فإذا راءه الدجال ذاب من شدة الخوف وتصبب عرقاً , والدجال رجلاً من بني آدم وتصبب عرقاً وأخذ يذوب من شدة الخوف فيطعنه عيسى عليه السلام بحربته ثم ينتزع الحربة منه وإذا دم الدجال يسيل فيرفع عيسى عليه السلام الحربة ليرى الناس أثر دم الدجال بعدها يعيش المهدي مع عيسى ومع المؤمنين في إيمان وتوحيد ويبارك الله تعالى في الرسل وفي الإبل والغنم وفي اللبن ويعيش المهدي ما بين سبع إلى تسع سنوات مابين ظهوره إلى وفاته أما عيسى عليه السلام فيعيش بعد نزوله أربعين سنة هذه قصة المهدي وهذا ما يفعله المهدي , نعرف اسمه ونعرف صفاته لنحذر من أشخاص ادعوا أنهم المهدي منهم الكاذب الصريح ومنهم من اشتبه عليه الأمر وظن أنه المهدي ولكل مجتهدٍ من اجتهاده نصيب يأتي معنا شيء من قصص المهدية بإذن الله تعالى لنبين كيف تكون أحوالهم , كيف التعامل معهم , كيف تعامل العلماء في السابق مع من ادعوا المهدية , ما قصة النفس الزكية محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي , وما قصة المختار الثقفي , وما قصة إدعاء المهدية في محمد بن الحسن العسكري كلها أمور تتعلق في المهدي سيأتي بيانها