أعظم شيء في الدنيا أن تحمل هم الناس، أترى كيف تحمل هم نفسك وأولادك؟ فهل من الممكن أن تحمل هم الإسلام وحضارة الإسلام كما تحمل هم نفسك وأولادك؟ فعندما يكون والدك مريضا ودرجة حرارته مرتفعة فتهتم به وتذهب سريعا إلى الطبيب، أو أن يكون ولدك مريضا ودرجة حرارته مرتفعة جدا هكذا في الثانية ليلا وتجري به وتطرق الأبواب وقلبك يدق، لو عاطفتك وهمك تجاه الإسلام وحضارة الإسلام أقل من همك لو إبنك بيموت بين يديك معنى هذا أننا لن نصل لشيء في إستعادة حضارتنا، ولكن يجب أن يكون همك للإسلام وحضارته بنفس الدرجة فالنبي صلى الله عليه وسلم قد وضع بذور هذه الحضارة وعمر أسسها وبناها، وقد قامت هذه الحضارة مدة ألف سنة ثم وقعت مرة أخرى، فلو كان همك هكذا ستقوم هذه الحضارة، ولو أن هناك ألف شاب وفتاة بنفس هذه الدرجة من الهمة ستقوم هذه الحضارة مرة أخرى.
حلقة اليوم نتكلم فيها عن عوامل إستمرار الحضارات، فعمر كان يحمل هم هذه الحضارة لدرجة أنه كان لا يجد وقتا لينام فيه فيقول: متى أنام؟ إن نمت بالليل أضعت حق ربي، وإن نمت بالنهار أضعت حق الرعية والناس. وسنرى اليوم كيف سيحمل عمر الهم في وقت من أصعب الأوقات وهي معركة القادسية المعركة الفاصلة ليس في تاريخ المسلمين فقط ولكن في تاريخ العالم أجمع، لأن هذه المعركة وإنتصار المسلمين فيها غير تاريخ العالم.
تجهيزات معركة القادسية
فلنذهب لشاطيء نهر الفرات ونرى كيف يدير عمر المعركة، وكيف إنتصر المسلمون فيها، فعمر يعيش بكل أحاسيسه ومشاعره مع الجيش الإسلامي في هذه المعركة الحاسمة، ومن كثرة همه يبعث له الله برسائل تطمئنه فيرسل عمر جيش بقيادة سارية بن محصن ويأمره باللحاق بسعد بن أبي وقاص في معركة القادسية الفاصلة، فينطلق سارية ليلحق بسعد ويتمنى عمر أن يصل سارية إلى سعد قبل بدء المعركة، ولكن لماذا لم يرسله منذ اللحظة الأولى مع سعد؟ لأن عمر كان يرسل الجيش على عدة أجزاء لأنه في حالة وجود كمائن لهم أو مناورات لا يضيع الجيش كله مرة واحدة فيتعرض لمفاجأة، وهنا نرى التخطيط الإستراتيجي للمعركة من عمر، ويبدو أن الفرس كانوا قد وضعوا لسارية عدة كمائن كي لا يلحق بسعد، لذا في أحد الأيام بينما كان عمر يخطب في الناس وإذ به فجأة يقول: يا سارية الجبل.. الجبل، فقد كان قد وضع له كمين على يمين الجبل لذلك إن مشي على الجبل لن يمر بهذا الكمين وسينجو، وعلى الرغم من أن عمر في المدينة وسارية في العراق ولا يوجد إنترنت أو وسائل إتصال ليحذره إلا أنه عندما قطع خطبته وقال ما قال فلم يعرف المسلمون وقتها لماذا قطع خطبته فجأة ليقول الجبل.. الجبل، والأغرب من هذا أن الله قد أوصلها لسارية فلجأ للجبل وبعدما إنتصروا بعدة أشهر قال سارية لعمر: أتعرف يا أمير المؤمنين أنه كان قد وضع لي كمين لولا أنني سمعت ما يشبه صوتك وهو يقول لي يا سارية الجبل.. الجبل وكأن إلهاما من الله قد قذف في قلبي فأخذت الجبل وفوت عليهم الكمين.
ترتيبات صفوف الجيش
ويصل سارية لسعد بن أبي وقاص فيرسل عمر خطابا لسعد يقول فيه: يا سعد أكتب لي كأنني أراكم وكأنني أرى عدوكم، وصف لي الأرض والمكان، وصف لي العدو وحالهم وعددهم، وكأنه مع الجيش فيكتب له سعد بن أبي وقاص ما أراد، وهنا يفعل عمر مالم يعرفه العالم من قبل فيبعث له برسالة على شكل خريطة وهي خريطة المعركة، وكان عمر وهو جالس في المدينة في بيت الخلافة وأمامه خريطة المعركة هو من يحدد أين يحاربون وأين يقفون، وقد أرسل لسعد بأسماء معينة يريدها في الميمنة، وأسماء أخرى يريدها في الميسرة، أي أنه يرتب أيضا الجيش فيقول له ضع فلانا وفلانا من أصحاب النبي في غزوة بدر في الميمنة، وفلانا وفلانا في الميسرة، وفلانا وفلانا في القلب، ويبدو أن سعد بن أبي وقاص رغم أنه في قلب المعركة يريد أن يفهم فيرسل له ويقول: ولماذا يا أمير المؤمنين فلانا وفلانا ولماذا هنا وهنا؟ فيقول له عمر: هؤلاء رجل منهم بألف إذا وضعتهم جاء النصر من قبلهم فهؤلاء أصحاب النبي، ومرة يقول له هؤلاء من حفظة القرآن، ومرة يقول له هؤلاء يرفعون شأن المؤمنين ويرفعون الروح المعنوية للناس، فعمر خبير بالناس وهو مدير عظيم وعبقري.
وكانت المعركة الفاصلة القادسية على مشارف نهر الفرات وكان هناك 120 ألفا من الفرس أمام 36 ألفا من المسلمين منهم 700 صحابي، ووقف المعسكرين أمام بعضهم البعض في سكون عجيب، وخرج رستم قائد الفرس من خيمته ينظر لسر هذا الصمت والسكون، وإذ به فجأة يسمع نداءا هزه كثيرا فقال: ما هذا؟ قالوا له أنهم يؤذنون حتى يصلوا (الله أكبر..الله أكبر)، فقال كلمة عجيبة: كل هذا من فعل محمد علم هؤلاء الكلاب العقل، أي أنه قد فهم أن هذه الصلاة تؤدي للعقل، فبدأوا يصلون ورستم يشاهدهم ثم قال كلمته الشهيرة: أكل عمر كبدي (أي سوف يهزمنا عمر).
سلمان الفارسي
وفي المدينة قبل أن تبدأ المعركة كان عمر يحمل هما كبيرا، فيرسل شيئا مهما جدا للجيش، يرسل ولدا صغيرا فمن هو؟ هو سلمان الفارسي، ولكن لماذا؟ لأنه من الفرس وكلنا يعلم قصته وكيف وقف مع النبي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: سلمان منا أهل البيت، ولم يذهب إلى فارس منذ أن كان طفلا، ولكن لماذا سلمان؟ لأن سلمان مهموم بحال بلده فارس ويريد أن ينقلها للخير، ولذلك أرسله عمر لأنه مهموم برسالته.
ويرسل عمر لسعد بن أبي وقاص مع الغلام رسالة بأنه إذا وقفتم أمام العدو فابدأوا بأربع تكبيرات ثم أأمر هذا الغلام أن يقرأ على الجيش قبل المعركة سورة الأنفال، ولكن لماذا أختار غلاما ليقرأها؟ ولماذا سورة الأنفال؟ إختاره غلاما لأنه عندما يراه الرجال الكبار هو الذي يقرأ قبل المعركة يشعروا بالحرج ويحس كل منهم بالمسؤولية وبثقل المهمة الملقاة على عاتقه، وسورة الأنفال لأنها تذكرنا بغزوة بدر، وعمر يرى القادسية كأنها غزوة بدر، وأيضا لأن سورة الأنفال تقول بأنه لو إنتصرتوا لا تجروا على الغنائم وعمر يخاف على المسلمين من غنائم الفرس والكنوز والترف أن يؤثر فيهم.
بدء المعركة وسلاح الأفيال
يقف الجيشين أمام بعضهما البعض، والمعركة سوف تبدأ قريبا، ولكن في يوم المعركة يصيب سعد مرض في جسمه ويمتليء جسمه بالدمامل ولا يقدر على الحركة أو الجلوس ولكنه يقف على فرسه ويخطب في الجيش ويوجههم قبل بدء المعركة، ويقول لهم قبل بدء المعركة سنكبر أربع تكبيرات بعد التكبيرة الأولى تقوموا فتستعدوا، وبعد الثانية تلبسوا الدروع، وبعد الثالثة ترفعوا السيوف، وبعد الرابعة تنطلقوا بإسم الله.
وبدأت المعركة وكان أكثر ما يخيف المسلمين هو الأفيال (أفيال الفرس)، ويبدأ أبناء الصحابة في وضع الأفكار والخطط لتخويف الأفيال، وقد إستمرت المعركة 5 أيام وفي كل يوم كانوا يضعون خطة جديدة كي تصبح الأفيال سلاحا ضد الفرس بدلا من أن تكون ضد المسلمين، ففي اليوم الأول كانت الأفيال تحمل الفرسان والسلاح، فقاموا بقطع الحبال من على ظهر الأفيال، فيقع كل الهودج بما يحمله، وتخاف الأفيال، وفي اليوم الثاني قاموا بإلباس أحصنة المسلمين براقع وألوان تخيف الأفيال، فعندما رأتها الأفيال جرت وخافت، أما في اليوم الثالث فقد قاموا بقطع أذيال الفيلة، وفي اليوم الرابع قام أحد أبناء الصحابة بعمل فيل من طين مساءا حتى يعتاد حصانه على الأفيال، وعندما رأى الحصان الفيل خاف وجرى ولكن بمرور الوقت إعتاد عليه ولم يخافه، وفي اليوم التالي قام أولاد الصحابة كلهم بعمل أفيال من طين لأحصنتهم وبالتالي فإن الأحصنة إعتادت على الأفيال في اليوم الخامس ولم تخف منها بل وواجهتها، حتى أن الفيلة جرت وداست بأرجلها على جنود الفرس، وهكذا فإن ال36 ألف جندي غلبوا 120 ألفا بفضل الله وعونه.
كان هناك شاب صغير آخر يبلغ من العمر 23 عاما حامل لهم هذه الأرض جدا، قام بقتل رستم قائد جيش الفرس فانهارت معنويات الفرس، ولكن ما إسم هذا الشاب؟ لا نعرف إسمه للأسف فهو كان حريصا كل الحرص على التخفي ولم يذكر إسمه في التاريخ ولكن بالتأكيد فإن الله يعرفه جيدا وسوف يجزيه خير الجزاء.
فهل تحمل هم المسلمين بهذه الطريقة أم تحمل هم نفسك فقط، فقد غير المسلمون مجرى التاريخ بإنتصارهم في معركة حاسمة مثل القادسية.
في انتظار البُشرى..
ورغم هذا الإنتصار إلا إن عمر المهموم بأمته كان يخرج من بيته كل يوم ويجلس في الطريق الواصل بين العراق والمدينة من الفجر إلى العصر في إنتظار أن يأتي أحدهم بخبر ما عن المعركة، أو يأتي رسول سعد بن أبي وقاص فلا يوجد شبكة إنترنت أو ستالايت أو أي وسائل إتصال متطورة، وكان لا يأكل ولا يذهب إلى منزله، وبقي على هذا الحال أربعة أيام وفي اليوم الخامس رأى راكبا قادما من بعيد راكبا ناقة، وكان يبدو عل هيئته أنه في عجلة من أمره، فهل يكون هو الرسول المنتظر القادم من العراق؟
ويقابله عمر في الطريق، وكان هذا الرجل لا يعرف أن هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فيتركه ويمضي، ولكن سيدنا عمر يجري وراءه وينادي عليه: يا عبد الله ياعبد الله هل من خبر؟ فيقول الرجل: معي خبر من العراق، قال عمر: بالله عليك أخبرني، فقال: إنتصر المسلمون، فسجد عمر في مكانه، وقام ثانية ليجري وراءه ويسأله: هل هناك مزيد من الأخبار؟ من إنتصر؟ وماذا فعل؟ وماذا فعل سعد؟ فلم يجبه ولكن قال له: أنظرني حتى أقابل أمير المؤمنين، ويدخل الرجل المدينة بناقته ووراءه عمر يجري فيراه الناس ويسألونه: ماذا بك يا أمير المؤمنين، فيندهش الرجل: أمير المؤمنين؟ ألا أخبرتني يا أمير المؤمنين، قال له: لا عليك أخبرني ماذا فعل المسلمون، فقال: إليك كتاب سعد بن أبي وقاص، ثم يقف عمر على منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ خطاب الفتح وكل المسلمين في المدينة يسمعونه، ثم يقرأ عمر على المسلمين سورة الفتح: [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا] {الفتح:1-2}،فيتأثر المسلمون ويبكون حتى وصل للآية: [لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا]{الفتح:18}، فيذكرهم بصلح الحديبية، فالصحابة الذين كانوا في الحديبية محاصرون من الفرس يفتحون اليوم بلاد الفرس كلها، فينفجر المسجد في البكاء ويقف عمر بن الخطاب ويقول: أيها الناس ستأتي إلينا الأموال، فإعلموا إنما أموالكم أمانة عندي، ليس لي فيها نصيب فوالله لأقسمنها بينكم، ولأعدلن بينكم، ولأطعمن أولادكم وأطفالكم وعجائزكم، ولأطعمن أهل هذه البلاد كلهم وليس أنتم فقط أيها المسلمون.
زهرة بن الحيوة
كان هناك رجل يسمى زهرة بن الحيوة، وهو أحد جنود سعد بن أبي وقاص، وقد قام بقتل قائد من قواد الفرس الكبار وهو جلانيوس، فبعدما قتله أخذ ملابسه ودرعه ولبسهم وذهب لسعد فقال له سعد: ما هذا؟ قال: قتلت جلانيوس، قال: وحدك، قال: لا، قال: من معك قتله؟ قال: قتله معي الله فهو ساعدني لأقتله، فقال له سعد: كيف تلبس هذا بدون إذني إخلعه عنك، وكأنه إستصغر أن يلبس هذا الجندي الصغير ملابس جلانيوس، فكتب زهرة بن الحيوة إلى عمر وشكا له مافعله سعد، فغضب عمر وقال لسعد: أتفسد عليه قلبه يا سعد، رجل فعل الخير الكثير لم تحرمه أن يرى ثمرة عمله، أعطه ماأخذت منه وألبسه بنفسك درعه، وأعطه فوق هذا 500 درهم هدية من أمير المؤمنين، إنه فعل ما فعل فرد له إعتباره، ما أحلى رد الإعتبار للجنود، فإن أردت أن يقيم الناس حضارة فإحترم الجندي الصغير، وإحترم الشباب الصغير، وعمر يفهم هذا جيدا، فشجاعة جندي صغير في الجيش يثاب عليها أيضا في الدنيا وليس في الآخرة فقط.
العدل وذكر الله
ويرسل عمر بن الخطاب بعد الإنتصار خطابا إلى سعد في منتهى الروعة يقول فيه: يا سعد إن الله يقبل الرخصة في كل شيء إلا شيئين العدل وذكر الله عز وجل، أما العدل فإن الله لا يقبل فيه رخصة مع ضعيف أو قوي، مع قريب أو بعيد، فإعط العدل لكل الخلق لا رخصة فيه، وأما الذكر فإن الله لا يقبل فيه إلا الكثير، فأأمر جيشك بالعدل وكثرة ذكر الله عزوجل.
وعمر بن الخطاب ليس مجرد قوة عسكرية إنتصرت على قوة عسكرية أخرى، ولكنه حضارة إنتصرت على حضارات أخرى، حضارة مليئة بالقيم، فقد كنا حضارة كبيرة جدا وقوة إقتصادية وعسكرية وكانت حضارة بها إبداع وقيم وأخلاق وإيمان، وعندما ضاعت منا هذه المعاني وقعنا، فهيا بنا نبني حضارتنا مرة أخرى بالعدل والرحمة، بكثرة ذكر الله، بالتخطيط ،بالإهتمام للأمة.
رؤيا النبي
أعرفتم الآن ما سر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، وهذا لهمة عمر، وكأنه عليه الصلاة والسلام يعلم ما سيفعله عمر لهذه الأمة.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام عن رؤية: (عرضت علي الناس فرأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص (جمع قميص)، فمنهم من يصل قميصه إلى ثديه، ومنهم من يصل إلى سرته، ورأيت عمر بن الخطاب يأتي جارا قميصه، قالوا: فما أولت يا رسول الله؟ قال: الدين) أي أن دينه قوي جدا، فالناس يوم القيامة ستلبس قمصانا يتفاوت طولها حسب قوة دينها.
وعمر رضي الله عنه قوي الدين، يصلح ويبني كثيرا ولأن همه بالإسلام كبير جدا، فحتى آخر يوم له كان يقول: والله لو حييت للعام القادم لأقضين شهرا في العراق، وشهرا في مصر، وشهرا في الشام، وشهرا في أذربيجان، وشهرا في اليمن، لأطمئن على أحوال الناس. هذا هو الدين الحق، فالدين أن تصلح الناس وتساعدهم وتفتح عليهم، وليس أن تتشدد عليهم بعنف، لأن الدين رحمة وإنسانية وأن تحمل هم الناس. جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين.
قام بتحريرها: قافلة التفريغ والإعداد بدار الترجمة
Daraltarjama.com© جميع حقوق النشر محفوظة
يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كأنت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخرى فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع
للاستعلام:management*daraltarjama.com