السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إيه الأخبار يا شباب؟
كل يوم بناخد نعمة ونسأل انفسنا هل احنا مسحورين بيها ام لا؟ عايزين نَملك ولا نُملك
والنهارده في رحلتنا تعرّفنا على سحر جديد ألا وهو سحر الوسطية..
بسبب سحر الوسطية نسينا قواعد الدين مما أدى إلى انفتاح زائد
فاصبح كل ما هو على مزاجي هو الدين الوسطى وما هو غير هذا فهو تشدد!
حلقة اليوم تكشف لنا هل نحن وسطيين فعلً ام متسيبين وتُسيطر علينا اهوائنا؟
http://ommarelard.mustafahosny.com/beta/images/stories/com_form2content/p7/f755/46.jpg
الأمة الإسلامية منذ أيام الصحابة وهناك تشدد ولذلك ديننا دين الوسطية، والوسطية لها ضوابط صالحة لكل عصر وللبشر أجمع، ولكن يقوم البعض بالخلط بين الهوى والرغبة وبين التسيب ويقول عليه وسطية، فسحر الوسطية الذي يدعيه البعض يجعله ينسى قواعد الدين.
علامات سحر الوسطية:
1- التناقض بما يُوافق الهوى: أي شخص مُحب لله ولكن غلبه هواه فتُفاجئ مثلاً بشخص يتقن عمله جيداً ولكنه يؤخر الصلاة أو يجمع بين الصلوات وإذا قيل له هذا حرام قال هذا تشدد. قال النبي صل الله عليه وسلم في حديث إسناده حسن " إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها"، فلا تأخذ ما يُطابق هواك في الدين وتقول على غير ذلك تشدد.
2- التعويل على النية لا على العمل: أي أن يقول الفرد أنا نيتي خير ولكنه يقوم بمعصية، كالسلام باليد بين الرجل والمرأة، فالحديث يقول إنما الأعمال بالنيات ولكن لا يمكن أن تقوم بعمل معصية ثم تقول أنا نيتي حسنة، فالنية يجب أن تظهر في الأفعال.
3- قلة التوبة: أي أن الشيطان يُصغّر معاصينا ويُعظم رحمة الله أمامنا، وهى كذلك ولكن يجب أن لا تكون حياتنا بهذا المنهج، فالوسطية التي يؤمن بها الشخص يمكن أن تُسحر وتجعل الضوابط تمط بشكل كبير، بل وهذا الوسع الزائد يؤدي إلى ارتكاب معاصي. النبي صل الله عليه وسلم كان يتوب كثيرا في اليوم ونحن نحتاج أن نتوب أكثر، فمتى كانت آخر مرة توبت فيها لله؟ متى شعرت بالندم وتأنيب الضمير على ذنب قمت به؟
عواقب سحر الوسطية:
1- التوقف عن الترقي في مقامات الله: طريقنا لله عز وجل كالسُلم، فعندما تقوم بطاعة ترتقي أكثر مما يجعلك تشعر بالله في كل أعمالك، ولكن المسحور بسحر الوسطية لا يخشع في العبادات. قال النبي صل الله عليه وسلم في حديث صحيح "ما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
2- الترويج لنمط غير سوي من التدين: أي الشكل المتناقض الذي نراه في الأشخاص ونعتقد أنه لذيذ باعتباره وسطية ولكن هذا هو التسيب، فمثلاً نجد شخص يخرج كثيراً مع فتيات ويوم بأعمال خيرية، ويقوم بنشر هذا النمط بين أصدقائه، ولكنه سيُسأل عما روّج له يوم الدين.
علاج سحر الوسطية:
الحل في القرآن، "..خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة 63، وإذا كنت ضعيف تجاه أوامر الله وشريعته فلا ترفضها، بل حاول أن تُطبق منها ما استطعت في كل تفاصيل حياتك ولا تقول على غيرك بأنه متشدد. يقول ابن القيم "يا مخنث العزم أين أنت والطريق، طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، واضطجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسفُ بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيدُ الحصورُ يحي، وقاسى الضرَّ أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صل الله عليه وسلم، تزهى أنت باللهو واللعب".
وفي مقام اليقظة لا يوجد أمام عيني سوى سيد أهل المقامات، الرسول صل الله عليه وسلم، الذي أرسل الصحابة لنشر دين الله وقال لهم في حديث صحيح رواه أنس ابن مالك "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ".
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2024